الجامع الأزهر يعقد حلقة جديدة من ملتقى الطفل
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر الشريف أمس السبت، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: " الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين.
وحاضر في الملتقى الشيخ أحمد سنجق، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف، والدكتور محمود أبو العلا، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.
في البداية عرَّف الشيخ أحمد سنجق الإعتراف بالخطأ بأنه الإقرار به وهو خلق إسلامي أصيل دعا إليه الإسلام. فمن التوجيهات القرآنية أنه في حال وقوع الفرد المسلم في الخطأ، سواء كان في معاملة العبد مع ربه، أو في السلوك، أو المعاملات، أو حتى في التصرفات والأخلاق، فإن عليه أن يواجه أخطاءه، وأن يعترف بها ولا يبررها، ولا يلتمس لنفسه الأعذار، ولا يهرب من المسؤولية.
وأشار الباحث إلى أن الإعتراف بالخطأ يرفع من شأن الإنسان. ولعل هذا من أبرز الدروس التربوية الراقية؛ التي تعلَّمها الجيل الأول الفريد؛ بعد معركة أحد وهزيمة المسلمين فيها، قال - تعالى: (أَوَ لَمَّا أصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). وكذلك كان موقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهم، أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وهو على المنبر: أيها الناس، ما إكثاركم في صداق النساء، وقد كان رسول الله ﷺ وأصحابه الصدقات فيما بينهم أربع مائة درهم، فما دون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها، فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق إمرأة على أربعمائة درهم، ثم نزل فاعترضته إمراة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟ قال: وأي ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول: (وآتيتم إحداهن قنطارا)، فقال: اللهم غفرا، كل الناس أفقه من عمر، ثم رجع فصعد المنبر فقال: أيها الناس، كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربع مائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل، وهذه صورة من صور الإعتراف بالحق.
الخطأ ابتداءً ليس عيباًوبيّن أن الخطأ ابتداءً ليس عيباً، بل هو سِمَة بشرية. ولكن العيب هو التمادي في الخطأ، وعدم الرجوع عن الذنب؛ والخيرية لمن تاب وأناب: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ". وقد دعانا الله تعالى إلى هذا السلوك العظيم، فمتى ما وقع المرء في خطأ، فما أجمل أن يسارع إلى الإعتراف والرجوع إلى الحق، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ). وعبادة الاستغفار خير دليل على أن الإنسان إذا وقع في خطأ فعليه أن يعود ويستغفر.
وأوضح الباحث أن الإعتراف بالخطأ يقابله في السلوك الاجتماعي ثقافة الاعتذار والتي ينبغي أن تكون مزروعة داخل الأبناء ويتربوا عليها، حتى يتحقق السلم المجتمعي وينتشر الإخاء بين الناس.
ومن جانبه تناول الدكتور محمود أبو العلا، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، شرح المد بالياء موضحاً أنواعه، ومواضعه، وحالات إعرابه، مدللاً علي ذلك بالأمثلة التوضيحية.
وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.
يذكر أن ملتقى " الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات ، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر ملتقى الطفل الرواق الأزهري توعية النشء الجامع الأزهر الشریف بالجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟.. أمين الفتوى يجيب
هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
ليرد “ عبد السميع” قائلاً:" إن المؤمنون استعظموا أن يٌحاسبوا على ما يخطر في قلوبهم، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاء في الآيات: " قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".. الصحابة حينما نزلت الآية الكريمة خافوا جدًا فسيدنا النبى قال آمنوا بما أنزل الله سبحانه وتعالى، فنزل قول الله سبحانه وتعالى يقول: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".
وتابع قائلاً: " كأن الله سبحانه وتعالى يؤصل بهذه الآيات أن خطرات القلب وما يكون بين الإنسان وبين قلبه لا يحاسب عليه إلا إذا صدر عنه بالفعل ".
هل أحاسب على شتيمة الناس في سريوفي سياق متصل كان قد أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، إن الإنسان لا يُحاسب إلا على ما يفعله أو ما يتلفظ به، كما جاء في الحديث النبوي حيث قال رسول الله: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم؟» .
وأضاف محمود شلبي ، ردا على سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر البث المباشر عبر صفحة الدار على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» جاء نصه «هل أحاسب على شتيمة الناس في سري؟»، أنه طالما لم يخرج الكلام أو تصدر الأفعال إذن لا يحاسب الإنسان عما يحدث به نفسه.
وأضاف أمين الفتوى «لكن الإنسان لا يترك نفسه للشيطان، فمرة وساوس، وثانية وثالثة، ومن الممكن في النهاية يوصل للقول أو الفعل».
وتابع شلبي «فالإنسان يقطع تلك الوساوس التي تشتمل على شتائم من الشيطان بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث ينصرف عنه الشيطان ولا يفكر فيه».
هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سب الدين جريمة عظيمة في الشريعة إذا أراد بها صاحبها دين الله تعالى.
وأضاف الشيخ عبد الله العجمي، في إجابته عن سؤال: "ما حكم سب الدين وجزاء من يفعل ذلك؟"، أن سب الدين أمر مستفظع مستقبح يؤدي بصاحبه إلى درجة قبح يحل به إلى الكفر وذلك إذا قصد الديانة، أما إذا لم يقصد الديانة وقصد الشخص ذاته فإن هذا أمر مستقبح وليس محمودًا ومذموم فى الغاية، فضلًا عن أنه كبيرة من الكبائر وحرامًا، فلا يجوز سب الدين أو سب غير المسلم فلا يسب له دينه لأنه يؤدي إلى سب دين المسلمين.
وأشار إلى أنه يجب على الإنسان أن يكون حكيم نفسه فيقرأ الواقع وما يراه أمامه وعلى ضوئه يتصرف ولكن عليه أن يبتعد عن سب الدين للغير.
ما حكم من يسب الدين؟سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب "ممدوح"، قائلًا: "إن كل من يسب الدين شخص مختل، وهو أمر لا يحتاج لسؤال وهو جريمة وجناية عظيمة وفاعلها يعرض نفسه للخروج من الملة ويكون على شفا النار والخروج من الدين إن كان لا يقصد، وسب الدين كفر لكن من فعل ذلك هل هو كافر أم لا فهي أمور يجب التحقق منها".
وأضاف أن من قام بهذا الفعل دون أن يكون عنده موانع فلا شك أنه متصف بالكفر، بدلا من أن نبحث عن حكم سب الدين أن نبحث عن عدم القيام به فهو خلق ذميم من بعض الناس وبكلمة واحدة يمكن أن يمحو سجل حسناته مع الله سبحانه وتعالى ولو لا قدر الله ارتد فالردة تحبط الأعمال حتى لو قلت أشهد إلا إله إلا الله.
وتابع قائلًا: "وأقول لمن يسب الدين أنت على خطر الكفر وأنت بين أمرين إما انك كفرت أو انك ارتكبت فعلا اختلف العلماء في صاحبه فاسق ومجرم والعلماء اختلفوا في تكفيرك".
وأوضح أن الأمر خطير والإنسان عليه أن يراقب لسانه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)).