بوابة الوفد:
2024-09-10@13:45:51 GMT

الجامع الأزهر يعقد حلقة جديدة من ملتقى الطفل

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

عقد الجامع الأزهر الشريف أمس السبت، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: " الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين.

وحاضر في الملتقى الشيخ أحمد سنجق، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف، والدكتور محمود أبو العلا، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.

خلال ملتقاه الأسبوعي.. الجامع الأزهر يضرب أمثلة للقدوات الصابرات الجامع الأزهر يواصل عقد حلقة جديدة من ملتقى الطفل

في البداية عرَّف الشيخ أحمد سنجق الإعتراف بالخطأ بأنه الإقرار به وهو خلق إسلامي أصيل دعا إليه الإسلام. فمن التوجيهات القرآنية أنه في حال وقوع الفرد المسلم في الخطأ، سواء كان في معاملة العبد مع ربه، أو في السلوك، أو المعاملات، أو حتى في التصرفات والأخلاق، فإن عليه أن يواجه أخطاءه، وأن يعترف بها ولا يبررها، ولا يلتمس لنفسه الأعذار، ولا يهرب من المسؤولية.

وأشار الباحث إلى أن الإعتراف بالخطأ يرفع من شأن الإنسان. ولعل هذا من أبرز الدروس التربوية الراقية؛ التي تعلَّمها الجيل الأول الفريد؛ بعد معركة أحد وهزيمة المسلمين فيها، قال - تعالى: (أَوَ لَمَّا أصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). وكذلك كان موقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهم، أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وهو على المنبر: أيها الناس، ما إكثاركم في صداق النساء، وقد كان رسول الله ﷺ وأصحابه الصدقات فيما بينهم أربع مائة درهم، فما دون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها، فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق إمرأة على أربعمائة درهم، ثم نزل فاعترضته إمراة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟ قال: وأي ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول: (وآتيتم إحداهن قنطارا)، فقال: اللهم غفرا، كل الناس أفقه من عمر، ثم رجع فصعد المنبر فقال: أيها الناس، كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربع مائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل، وهذه صورة من صور الإعتراف بالحق.

الخطأ ابتداءً ليس عيباً

وبيّن أن الخطأ ابتداءً ليس عيباً، بل هو سِمَة بشرية. ولكن العيب هو التمادي في الخطأ، وعدم الرجوع عن الذنب؛ والخيرية لمن تاب وأناب: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ". وقد دعانا الله تعالى إلى هذا السلوك العظيم، فمتى ما وقع المرء في خطأ، فما أجمل أن يسارع إلى الإعتراف والرجوع إلى الحق، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ). وعبادة الاستغفار خير دليل على أن الإنسان إذا وقع في خطأ فعليه أن يعود ويستغفر.

وأوضح الباحث أن الإعتراف بالخطأ يقابله في السلوك الاجتماعي ثقافة الاعتذار والتي ينبغي أن تكون مزروعة داخل الأبناء ويتربوا عليها، حتى يتحقق السلم المجتمعي وينتشر الإخاء بين الناس.

ومن جانبه تناول الدكتور محمود أبو العلا، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، شرح المد بالياء موضحاً أنواعه، ومواضعه، وحالات إعرابه، مدللاً علي ذلك بالأمثلة التوضيحية.

وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.

يذكر أن ملتقى " الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات ، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر ملتقى الطفل الرواق الأزهري توعية النشء الجامع الأزهر الشریف بالجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا

فاطمة الراشدي

لم يخلق الله الأرض هذه من فراغ أَو لعدم هدف، ولم يخلق كُـلّ هؤلاء البشر والحيوانات بكل أنواعها للأكل والنوم فقط، بل خلق كُـلّ شيء على الأرض وفق قوانين وسنن حدّدها هو بنفسه؛ ليمشي كُـلّ كائن حي عليها.

خلق آدم وأمره بالعبادة هو وزوجه فوسوس لهما إبليس بأن اعصيا وكُلا مما حُرم عليكما، فأخرجهم الله من الجنة ليهبطوا في الأرض فيعملوا بعد أن كانوا في جنة النعيم؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى حاكم عادل لا يتهاون أمام أمر في معصيته، أَيْـضاً لا يرض بالظلم لعباده فعندما رآهم بدأوا بالانحراف بعبادة الأصنام والتقرب بها إلى الله، صنعوها هم بأنفسهم، يسجدون لها ويقدسونها ويتوسلون بها لتقضي حوائجهم، فقدموا لها القرابين الثمينة من حلي وذهب بل وصل بهم الحال لذبح أبنائهم فداء لأصنامهم وآلهتهم المزعومة.

يأسرون الفقير فيجعلونه عبدًا لهم، يُرزقون بالبنات فيدفنوّهن خوفًا من العار، يفرقون بين الأبيض والأسود والغني والفقير والعربي والأعجمي؛ فأصبحوا أناساً منقسمين وطبقات مختلفة يسودها الفساد والفجور وكلّ شيء غير عادل وغير مرض لله كانوا يفعلونه.

ولأن الله عظيم جبار لا يرض بالظلم لعباده، كان يبعث في كُـلّ أُمَّـة نبيًّا ليكون لهم نذيرًا، قال تعالى: «إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَإِنْ مِنْ أُمَّـة إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ»؛ حتى لا يكون لهم غدًا حجّـة أن لم يبعث الله لنا إمامًا ليهدينا ويعلمنا، أرسل لهم الأنبياء والرسل بالحق، وما من نبي إلا ودعا قومه سنين طويلة بلا ملل أَو كلل؛ فلا يؤمن إلا القليل منهم بينما الكثير ظل متمسكًا بمعتقداته وعبادته للأصنام بقولهم إنا وجدنا آباءنا عاكفون عليها؛ ليستمر الجهل في الأمم وبين أوساط الناس، ليبلغ الكفر ذروته فيزداد الكهن والفجور بين الناس.

وُصُـولاً لقريش قبيلة خاتم الأنبياء والرسل، فبعث الله لهم محمدًا يهديهم ويزكيهم ويكون لهم بشيرًا ونذيرًا، حَيثُ يقول تعالى في بعثته للنبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: «وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أكثر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».

لقد بعث الله محمدًا للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط الحق ليرجعهم إلى الله سبحانه وتعالى.

بعث لهم محمدًا ليكون إمامًا ونبيًّا وهاديًّا بالحق.

بعثه سبحانه وتعالى ليقول لهم أن لا إله إلا الله فاعبدوه دون سواه.

بعث لهم محمدًا لينذرهم من عذاب يوم غد الذي سيصيبهم إن استمروا في كفرهم وطغيانهم؛ فما زادهم ذلك إلا طغيانًا وعنجهية كبيرة، فما من أحد يؤمن بمحمد إلا وقتلوه بعد أن يعذبوه بشتى أنواع العذاب، بل وصل بهم الحال لمحاولة قتل النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- مرات عديدة، وما تدل أفعالهم هذه إلا على تحجر عقولهم وتخلفهم الذي يقبعون فيه، وعلى كبر جهلهم رغم كُـلّ تلك الحقائق والدلائل التي طُرحت لهم.

فما كان المانع من عدم إيمانهم بمحمد؟!

هل طلب منهم المال؟

أم طلب أن يعطوه الملك عليهم والجاه؟

لا شيء، بل إن الناس في ذلك الوقت ظلوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم المزعومة في العبادات والطقوس التي يقومون بها، فكان من الصعب عليهم أن يتخلوا عن عادات عبادية توارثوها عن أجدادهم وآبائهم وُصُـولاً لهم، خَاصَّة كبار الأعيان وأصحاب الشأن منهم، الذين ظنوا أن إيمانهم برسالة محمد ستفقدهم هيبتهم ومكانتهم بين الناس بل سيخسرون كَثيراً من الأموال التي تنهال عليهم من كُـلّ جانب كقرابين لآلهتهم، فما كان منهم سوى الكفر والتكذيب لرسالة النبي محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ” أَيْـضاً تكبرهم كان سبب كفرهم بقولهم: (كيف يبعث الله لنا نبيًّا منا بشرًا يأكل ويشرب مثلنا؟!)، فكان هذا السبب من ضمن عدم إيمانهم بالرسالة، حَيثُ قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إذ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخرة وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إذَا لَخَاسِرُونَ﴾.

اختلقوا الحجج والأسباب وأقنعوا بها أنفسهم قبل عامة الناس كيف لبشر أن يكون نبياً؟!

فاستمروا في كفرهم وجهلهم وتعنتهم، فلم يؤمنوا ولا تركوا الناس ليؤمنوا إلا من رحم الله وهداه، من آمن فقد نجي من عذاب الآخرة، ومن لم يؤمن فقد خسر الدنيا والآخرة، وما على الرسول إلا البلاغ المبين: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ، وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾.

مقالات مشابهة

  • خلال ملتقاه الأسبوعي.. الجامع الأزهر يوضح حدود زينة المرأة في الإسلام
  • لجان المقاومة: مجزرة خانيونس حلقة جديدة بمسلسل الإبادة
  • إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
  • 150 طالبا وافدا يؤدون اختبارات العقيدة في الجامع الأزهر
  • «بيت الزكاة» ينعى مديرة مركز المعلومات: عملت بإخلاص في قضاء حوائج الناس
  • باحث أزهري: الله وعد المؤمنين بشفاعة الرسول يوم القيامة (فيديو)
  • أزهري: الرسول حذرنا من ترك أبنائنا فقراء
  • المركز القومي للسينما يشارك في النسخة الثانية من ملتقى العاصمة لفنون الطفل
  • وزير الثقافة في «ملتقى العاصمة لفنون الطفل»: فرصة لاكتشاف المواهب
  • كورال اطفال تنمية المواهب بالأوبرا يشارك في ملتقى العاصمة لفنون الطفل