سكان غزة يواجهون تحديات كبيرة ليس فقط من الهجمات الوحشية التي يتعرضون لها من الاحتلال الإسرائيلي بل أيضًا عدم توافر أساسيات الحياة متمثلة في «المياه النظيفة» إذ يعاني القطاع من أزمة إنسانية خطيرة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر تنذر بكارثة أخرى مرتقبة.

تُظهر تقارير أن المياه الملوثة تشكل خطراً رئيسياً على صحة سكان غزة، حيث يُعاني العديد من أمراض جلدية والتهابات الكبد، وذلك بسبب دمار البنية التحتية للمياه وعدم قدرة السكان على الوصول إلى المياه النظيفة، مما تُمثل هذه الأزمة تهديداً خطيراً على حياة السكان، وخاصةً الأطفال، وتدعو إلى التحرك الفوري لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة ووقف جرائم الاحتلال الوحشية.

انتشار واسع للأمراض الجلدية والتهابات الكبد بين سكان غزة

وكشف تقرير لشبكة «إن بي سي نيوز» عن انتشار واسع للأمراض الجلدية والتهابات الكبد بين سكان قطاع غزة، إذ يرجع السبب الرئيسي لذلك إلى استخدام المياه الملوثة، بعد أن دمرت الحرب أغلب محطات تحلية المياه والآبار.

وأكد التقرير انتشار واسع للأمراض بين سكان قطاع غزة، وخاصة بين الأطفال، نتيجة استخدام المياه الملوثة، ونقل التقرير شهادات من أهالي غزة وأطباء ومنظمات إنسانية، تشير إلى إصابة العديد من الأطفال بأمراض مرتبطة بشرب أو الاستحمام في مياه ملوثة، مع تحديد التهاب الكبد والأمراض الجلدية كأبرز الأمراض المنتشرة.

وكشفت منظمة «أوكسفام» الدولية عن حجم الدمار الذي لحق بقطاع المياه في غزة جراء الحرب، مشيرةً إلى أن جميع محطات تحلية المياه و88% من آبار المياه قد تضررت أو دُمرت بالكامل خلال أكثر من 10 أشهر من النزاع.

اختفاء جميع محطات معالجة مياة الصرف الصحي

وأكدت المنظمة حجم الدمار الذي لحق بقطاع المياه في غزة جراء الحرب، مشيرةً إلى اختفاء جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي و70% من مضخات الصرف الصحي، أدّى هذا التدمير إلى انخفاض حاد في كمية المياه المتاحة، حيث وصل إلى 5 لترات فقط للفرد يومياً، أي أقل من 94% من الكمية التي كانت متاحة قبل الحرب، وهي نحو 15 لتراً في حالات الطوارئ.

وبالرغم من محاولات المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة بإصلاح البنية التحتية، وتركيب خزانات الصرف الصحي، وتوزيع المياه النظيفة وأقراص الكلور، إلا أن وصولها إلى القطاع يبقى محدودًا بشكل كبير، ويُجبر سكان غزة على الاعتماد على مياه البحر غير المعالجة الملوثة بمياه الصرف الصحي للشرب والاستحمام، دون وصولهم إلى صابون أو مطهرات، وفقًا لتقرير «إن بي سي نيوز».

بحسب التقرير، يُمكن أن يُؤدي تناول الطعام أو الماء الملوث بالبراز إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ)، وهو مرض يصيب الكبد ويُمكن أن يُشفى من تلقاء نفسه، ومع ذلك، فإن سوء التغذية والصرف الصحي يزيدان من خطر حدوث مضاعفات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الأمراض في غزة المياه الملوثة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل انتشار واسع للأمراض سكان غزة المیاه الملوثة الصرف الصحی سکان غزة بین سکان

إقرأ أيضاً:

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والاتحاد الأوروبي يتعاونون لتحسين خدمات الصرف الصحي في الأردن

أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن دعم توسيع البنية التحتية للصرف الصحي في الأردن من خلال تقديم حزمة تمويل بقيمة 30 مليون دولار أمريكي (28.5 مليون يورو) إلى سلطة المياه الأردنية لبناء محطة جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي غرب محافظة إربد.

وتتكون حزمة التمويل من قرض سيادي من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بقيمة تصل إلى 19 مليون دولار أمريكي (18 مليون يورو)، بموجب الاتفاقية التي وقع عليها الطرفان في وقت سابق من العام، إلى جانب منحتين استثماريتين الأولى من حكومة المملكة المتحدة بموجب الشراكة عالية التأثير بشأن العمل المناخي (HIPCA) وقيمتها 8 ملايين دولار أمريكي (7.2 مليون يورو)، والثانية من الاتحاد الأوروبي بموجب منصة الاستثمار في الجوار وقيمتها 2.75 مليون يورو.

يشار إلى أن الأردن يعاني من ندرة شديدة في المياه، كما تواجه البنية التحتية للبلديات تحديات جمة بسبب النمو السكاني السريع والعدد الكبير من اللاجئين. وستعمل محطة المعالجة الجديدة، الواقعة في إربد، ثاني أكبر مدن البلاد، على تحسين خدمات البنية التحتية للصرف الصحي وتوسيعها، لفائدة ما يصل إلى 200 ألف من السكان بحلول عام 2045. وستربط المحطة سكان القرى المحيطة بخدمات الصرف الصحي لأول مرة، مما سيساهم بشكل كبير في تحسين صحتهم والظروف البيئية المحيطة بهم.

وسترفد محطة معالجة مياه الصرف الصحي الجديدة شبكة مياه الصرف الصحي الجاري العمل على بنائها حالياً، والتي يدعمها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية منذ عام 2018. وسيساعد هذان المشروعان في تخفيف الضغوط على البنية التحتية للبلاد وتعزيز استخدام موارد المياه المستدامة. وبمجرد اكتمالها، ستكون المنشأة قادرة على معالجة 12 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي يومياً.

ووقع على اتفاقيات المنحة كل من جريتشن بيري، مديرة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لمنطقة شرق المتوسط​، وزينة طوقان، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية ومحافظ البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في الأردن، والمهندس رائد أبو السعود، وزير المياه والري الأردني، بحضور سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن بيير-كريستوف تشاتزيسافاس، وسفير المملكة المتحدة فيليب هول.

وفي هذه المناسبة، قالت جريتشن بيري، مديرة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لمنطقة شرق المتوسط ​​: "نحن فخورون جداً بتعاوننا المستمر مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في الأردن للمساعدة في تحسين خدمات الصرف الصحي في غرب إربد، ونشيد باستثمارات حكومة الأردن المستمرة في البنية التحتية الأساسية. ومن خلال العمل معاً، نؤكد على التزامنا بتحسين البنية التحتية البلدية للبلاد، ولا شك في أن مرفق الصرف الصحي الجديد هذا سيساهم في تقديم خدمات الصرف الصحي الأساسية لأول مرة للمجتمع المحلي واللاجئين، مما يعزز من سبل عيش سكان غرب إربد ويدعم الإدارة المستدامة للمياه في المنطقة".

وأعربت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي عن شكرها   للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على الدعم المقدم لهذا المشروع الخدمي، وعلى دعمهم المتواصل للأولويات التنموية للأردن ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، وقالت: “سيساهم المشروع في تحسين نظام الصرف الصحي بشكل مستدام وتخفيف الضغط على البنية التحتية بهدف توفير خدمات صرف صحي للبلدات والقرى المخدومة ضمن المشروع ولحوالي 200 ألف شخص ضمن  القرى  في منطقة غرب اربد والمناطق المجاورة. بالإضافة إلى أنه سيتم معالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامها كمصادر مستدامة في ري الأراضي الزراعية المحيطة بالمحطة والأراضي المجاورة.”

من جانبه، قال فيليب هول، سفير المملكة المتحدة في الأردن: "يجب على جميع بلدان العالم اليوم العمل نحو تحقيق الاستفادة القصوى من مياهها ومعالجتها وإعادة استخدامها، وأحياناً عدة مرات. وينطبق هذا بشكل خاص على هذه المنطقة. ويسعدني أن تساهم المملكة المتحدة في هذا المشروع الذي سيساعد في ضمان إمكانية إعادة استخدام المياه والحفاظ على نظافة البيئة وطبقات المياه الجوفية".

بدوره، قال ببير-كريستوف تشاتزيسافاس، سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن: "إن دعم الاتحاد الأوروبي لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي غرب إربد هو جزء من استراتيجيته الأوسع لمعالجة تحديات المياه في شمال البلاد. وترفد هذه المحطة مشروع شبكة مياه الصرف الصحي غرب إربد، الممول بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبي من خلال منحة إضافية بقيمة 20 مليون يورو. ويمكن للأردن الاعتماد على دعمنا لتحديث البنية التحتية لشبكة مياه الصرف الصحي في البلاد، حيث يشارك الاتحاد الأوروبي حالياً في تمويل إنشاء 6 محطات معالجة في البلقاء ومادبا وغرب إربد والرمثا والغباوي والأزرق".

مقالات مشابهة

  • البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والاتحاد الأوروبي يتعاونون لتحسين خدمات الصرف الصحي في الأردن
  • رفع عينات مشتركة من محطات معالجة الصرف الصحي ببني سويف
  • المولد وإدريس يتفقدان مشروع الصرف الصحي بمدينة رداع
  • إندبندنت: إسرائيل تستخدم المياه كسلاح في غزة والأضرار مروعة
  • محافظ أسيوط يتابع ميدانيًا أعمال إصلاح الكسر المفاجئ لخط طرد الصرف الصحي بقرية العتامنة
  • محافظ أسيوط يتابع ميدانيًا إصلاح الكسر المفاجئ لخط طرد الصرف الصحي بالعتامنة
  • محافظ أسيوط يتفقد أعمال إصلاح الكسر المفاجئ لخط طرد الصرف الصحي بقرية العتامنة
  • محافظ أسيوط يتابع أعمال إصلاح خط طرد الصرف الصحي بقرية العتامنة
  • سكان شارع الطيبين يطالبون بتوصيل الصرف الصحي أسوة بالجيران
  • رئيس "طود الأقصر" يوضح الموقف التنفيذي لمشروعات المياه والصرف الصحي