خلال ملتقاه الأسبوعي.. الجامع الأزهر يضرب أمثلة للقدوات الصابرات
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
عقد ملتقى المرأة بالجامع الأزهر الندوة الأسبوعية تحت عنوان "قدوات صابرات"، بحضور كل من الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، والدكتورة منال مصباح، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة الدكتورة سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
قسم الإذاعة والتليفزيون بإعلام بنات الأزهر يعقد حفل تقييم مشروعات التخرج باحثة بمرصد الأزهر: الإسلام حذر من استهداف المدنين بغض النظر عن ديانتهم استهلت الدكتورة هبة عوف، حديثها ببيان معنى الصبر وكيفية الوصول إلى تحقيقه، وبيان ثمراته، كما أوضحت أن تاريخنا الإسلامي وحتى اليوم قد حفل بنماذج من النساء الصابرات قَلَّ أن يجود الزمان بمثلهُن، وضربت صورا عديدة لنساء صابرات خلدتهن السُنْة النبوية والتاريخ الإسلامي، ومنهن السيدة آسيا امرأة فرعون، وماشطة بنات فرعون، والسيدة مريم، وأم سيدنا موسى عليه السلام، وأم حارثة بن سراقة، والسيدة صفية بنت عبد المطلب في غزوة الخندق، والسيدة نسيبة بنت كعب، وغيرهن كثيرات رضي الله عنهن جميعًا.
وأضافت: لقد دخلت المرأة في جميع المجالات، حتى في ميدان المعركة، وليس ذلك بسبب قلة الرجال، ولكن حبًا منهُن للأجر والفداء والتضحية في سبيل الله، وقد ظهرت بطولات النساء وصدق إيمانهن في المعارك، فقد خرجن لكي يسقين العطشى، ويداوين الجرحى، ومنهُن مَنْ قامت برد ضربات المُشركين الموجهة للرسول الكريم صلَّ الله عليه وسلم.
القدوات الصابراتمن جانبها تحدثت الدكتورة منال مصباح، عن أم الصابرين - السيدة سمية أم عمار بن ياسر -رضي الله عنهما-، التي سطرت بصبرها وبموقفها الشجاع أمام أبي جهل المثال العملي في التضحية والبذل والثبات، ليظل كل مسلم ـ رجلا كان أو امرأة ـ يقتدي بها في صبرها وثباتها أمام الابتلاءات، ولا يبخل بشيء في سبيل الله عز وجل.
وأضافت: ومن القدوات الصابرات السيدة أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما-، وأفاضت في الحديث عن كثير من مواقفها المشرفة، وبينت كيف صبرت على ضيق العيش مع زوجها، وهاجرت مع زوجها وهي حامل بعبد الله، ثم طلقها الزبير. وعاشت أسماء إلى أن وَلي ابنها الخلافة ثم إلى أن قتل، وصارت كفيفة، واختتمت كلامها بالحديث عن الخنساء الشاعرة الصابرة - تُمَاضِرُ بنتُ عَمْرٍو-، وبينت كيف كان جزعها عند موت أخويها معاوية وصخر في الجاهلية، وكيف كان صبرها وفرحها باستشهاد أبنائها الأربعة بعد إسلامها.
من جانبها أوضحت الدكتورة سناء السيد، أن الصبر خُلُق كريم، جاءَ ذِكْرُه في القرآن الكريم في أكثرَ من تِسعين موضعًا، تارةً بالأمر به، وتارةً بمَدْح أهله، وأُخرى بذكْر فضله، وتارةً بالنهي عن ضدِّه، وهو خلق نحتاج إليه في أمور الدين والدنيا، فهو عندَ القتال شجاعَة، وعندَ الإنفاق كرَم، وعند الغَضَب حِلْم.
وأضافت: إن الصبر وإن كان مطلوباً من الناس عامة، فهو مطلوب من الزوجين خاصة، وعلى الزوجة أن تصبر على صعوبات الحياة الزوجية، وعلى ما يصيب الزوج من محنٍ خارج قدراته، وفوق إرادته، كأن تصبر على فقرِه بعد غناه، ومرضه بعد صحته، وعُسره بعد يسره، وضيقه بعد سعته، وضعفه بعد قوته.
وأوضحت: إن تلك القصص لتلك القدوات الصابرات يجب ألا نتعامل معها كمجرد قصص أمتعتنا، وآنست أوقاتنا بل يجب أن تكون سيرتهن معينا لنا لضبط خطانا على طريقهن.
جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر ملتقى المرأة سناء السيد
إقرأ أيضاً:
نصيحة من الشيخ الشعراوي لمن ابتلي بفقد حبيب أو قريب
قال الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، رحمه الله عليه، إن الله -عز وجل- قال لعباده بأنه لم يجعل الحياة الدنيا هي الغاية الأبدية كما ذكر في كتابه الكريم: «الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ».
وأضاف الشعراوي في لقاء سابق له، أنه لا يجب على الشخص أن يستقبل الحياة دون ناقدها وهو الموت.
وأشار الى أنه إذا كان الموت غاية فإن الفراق ليس هين على أهل الميت، ولكن إذا كان المتوفي رجلاً صالحاً بين أهله فقد ذهب إلى خير مما ترك فيعد الحزن عليه أنانية وليس حب للمتوفى.
أما إذا كان غير صالح فمن الواجب أن يحزن أهله على فراقه لقوله تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ»، قائلاً:" إن المصاب بالموت هو من حُرم ثواب الآخرة".
الفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضبويفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب بأن ابتلاء الرضا هو الذي يُقابل من العبد بالصبر على البلاء، وابتلاء الغضب يُقابل بالجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى، وأيضًا فإنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات، وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات، وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله سبحانه وتعالى.
دعاء الصبر على الموتيا ربّ إنّ الموت حقّ والساعة حق والجنة حق والنار حق، والموت قضاءٌ من عندك وقدر ونحن عبيدك وميّتنا عبدك ابن عبدك.
اللهم برحمتك التي وسعت كلّ شيء، اجعلنا من الصابرين، وارحم ميتنا واغفر له.
اللهم أنت الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنّك خلقت الموت والحياة لتبتلينا أيّنا أحسن عملًا، وجعلت الموت آيةً للناس فكلّ خلقك راجعٌ إليك، اللهم فقدنا أخًا عزيزًا غاليًا على قلوبنا، ونحن نشهد أنّه كان يشهد أنّك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك، اللهم فاغفر له وارحمه، وألهمنا الصبر والسلوان.