سودانايل:
2024-10-06@10:52:06 GMT

رؤيتا مصر وأمريكا لمفاوضات السودان

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

بدأ السفير الأمريكي في الخرطوم اتصالات مع عدد من النخب السياسية في الخرطوم و خارجها بهدف معرفة تصورها للعملية السياسية القادمة، و السفير الأمريكي يلمح أن يكون التفاوض بين للقوى السياسية و المدنية في أديس أبابا، إلا أن السفير الأمريكي على قناعة أن المفاوضات السياسية القادمة تعتبر مرحلة جديدة سوف تتجاوز مرحلة ما قبل الحرب، و أن القوى السياسية هي المناط بها وضع أجندتها، و القناعة الأمريكية جاءت لمتابعتهم للعملية السياسية حتى العملية الانقلابية التي أدت للحرب، و من خلال حواره يؤكد على اتساع قاعدة المشاركة التي تضمن نجاح العملية السياسية.

و هي مرحلة لن تشارك فيها ميليشيا الدعم السريع باعتبار أن المفاوضات السياسية يجب أن تجري ما بعد وقف الحرب، و الانتهاء من المشكلة التي تسببت في الحرب. و هناك العديد من الناشطين الذين يرفعون لواء مشاركة القوى المدنية، و هؤلاء تدعمهم بعض المنظمات الغربية، و ينشطون الآن بهدف حجز مقاعد لهم في أي مفاوضات تجري في أية دولة من دول العالم تحت مسمى القوى المدنية، و هذه محاولات من البعض لفرض أجندة بعينها على أي مفاوضات قادمة يعتقدون سوف تدعمهم القوى الغربية، أن الفترة القادمة يجب أن يشارك فيها من خلال مؤسسات حزبية أكبر قطاع من الشباب المؤمنين بقضية التحول الديمقراطي ، و الذي يمكن الوصول إليه من خلال التوافق وطني.
في جانب أخر: قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في اجتماع (انجمينا) لدول جوار السودان قال "إن مصر بدأت بخطوات عملية في سبيل تحقيق هدف لم الشمل السوداني لمعالجة جذور الأزمة باستضافة اجتماعات قوى الحرية والتغيير في القاهرة يومي 24 و25 يوليو" و في ذات الاجتماع أشار إلي منبر جدة بأن يتولى عملية التفاوض بين الفرقاء السودانيين. و أضاف قائلا "لسنا هنا لفرض حلول أو أوضاع على أي طرف، وإنما مقترحات بإجراءات فورية للاستجابة للأزمة الإنسانية الطاحنة في السودان" و لكن يفهم من حديث وزير الخارجية أن مصر تفضل الاعبين السياسيين الذين كانوا على المسرح السياسي قبل 15 إبريل. و مصر متمسكة بالملعب القديم ربما لتخوفها من رجوع عناصر النظام السابق للمسرح السياسي مرة أخرى. و الخوف يرجع لقناعتها أن عناصر النظام السابق من خلال جلوسهم على مقعد السلطة ثلاث عقود يجعلهم الأفضل في إدارة الأزمة من الأخرين الذين فشلوا في إدارتها منذ أغسطس 2019م. لا أحد يجادل أن عناصر النظام السابق يبحثون عن الطرق التي تعيدهم إلي المسرح السياسي، و لكنهم أيضا متأكدين هذا لا يعني رجوعهم للسلطة، أما قضية أن الجيش يتحكم فيه الكيزان هذه شعارات قوى اليسار المناصرين لهم الذين يبحثون عن فترة انتقالية طويلة الأمد، تبعد البلاد من أي انتخابات قريبة. و أن دعم الشعب للجيش لا يعني كل الداعمين يريدون إرجاع نظام الإنقاذ، لكن لقناعتهم أن الجيش يمثل الحمة الوطنية التي يجب الرهان عليها في مثل هذه الحرب الاستيطانية ذات المؤامرات الداخلية و الخارجية. و الشعب السوداني يجب أن يعرف ابعاد هذه المؤامرة و الذين شاركوا فيها، حتى لا يتعرض السودان مرة أخرى لمثل هذه المؤامرة التي عان منها المواطنين و البلاد.
أن المفاوضات القادمة يجب أن لا تفرض الأجندة من قبل قوى خارجية، و أيضا محاولة فرض عناصر بعينها على الآخرين، و لابد من توسيع قاعدة المشاركة. خاصة أن البلاد في حاجة لصعود القيادات التي تسعى بالفعل لانجاز عملية التحول الديمقراطي بعيدا عن الشعارات التكتيكية. أن الإسراع بيقام الانتخابات سوف تعالج قضايا عديدة، أولها حسم قضية ابتعاد الجيش عن العمل السياسي. الثاني يحصر القيادة في العناصر التي تم اختيارها من قبل الشعب، ابتعاد المجتمع الدولي من التدخل في الشان السياسي في البلاد، و يصبح الانتقال من الشعارات إلي التنفيذ و الممارسة.
أن الولايات المتحدة يجب أن تدرك أن دورها السابق في الرباعية و دعم الثلاثية بهدف فرض حلول و قيادات على الشعب السوداني مسألة لا تخدم قضية الديمقراطية في البلاد، باعتبار أن الديمقراطية يجب أن يشارك فيها أكبر قطاع من القوى السياسية عبر الممارسة الديمقراطية، و ابتعاد الميليشيا عن الساحة السياسية سوف يكون له أثرا إيجابيا كبير في عملية الانتقال و قيام الانتخابات. و يجب أن تكون كل الحوارات على وضح النهار و يعلم بها كل الشعب السوداني. و نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من خلال یجب أن

إقرأ أيضاً:

هل ينقل السودان عاصمته المؤقتة من بورتسودان إلى عطبرة؟

مصادر لـ"العربية.نت": تجرى حالياً أعمال صيانة وتوسيع لمدرج مطار عطبرة، إلى جانب إنشاء صالات جديدة للمسافرين، بهدف تجهيز المطار لاستقبال الرحلات الجوية المحلية والدولية

العربية نت:
تشهد الساحة السودانية حالياً نقاشات مكثفة حول نقل العاصمة المُؤقّتة من بورتسودان إلى عطبرة. هذه الخطوة تبدو مدفوعة بالأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية التي تُواجهها البلاد، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا القرار استراتيجياً أم ضرورة فرضتها الظروف.

عطبرة، التي تبعد حوالي 310 كلم تقريباً شمال العاصمة الخرطوم، تمتاز بموقع جغرافي استراتيجي يجعلها محوراً مهماً لربط مختلف أقاليم السودان عبر شبكة متكاملة من الطرق الرئيسية وخطوط السكك الحديدية. هذا الموقع يمنحها ميزة لوجستية تجعلها خياراً مناسباً لتكون مركزاً للحكومة المؤقتة، خصوصاً مع قدرتها على تسهيل حركة التنقلات العسكرية والإمدادات الحكومية. قُربها من سد مروي ومشاريع الطاقة المائية الأخرى يضمن استدامة إمدادات الكهرباء والمياه التي تحتاجها المؤسسات الحكومية، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل التحديات الاقتصادية التي تضرب البلاد.

في المقابل، بورتسودان، التي تقع على بعد 675 كلم شرق الخرطوم على الساحل، تعد ميناءً رئيسياً يوفر نافذة اقتصادية على العالم للسودان، إلا أن بُعدها الجغرافي عن مناطق الداخل يجعل من الصعب التواصل السريع والفعّال مع باقي الأقاليم. إضافة إلى ذلك، فإن التدفق الكبير للنازحين من مناطق النزاع، وارتفاع الضغط على الخدمات الأساسية، قد أثقل كاهل بورتسودان، ما يضعف من قدرتها على التحمُّل في ظل استمرار الأزمات.

نقل العاصمة إلى عطبرة من شأنه أن يخفف الضغط على بورتسودان، ويعيد توزيع الأعباء بين المدن. وبتفريغ بعض الأعباء، قد تتمكّن بورتسودان من التركيز على دورها الرئيسي كمنفذ اقتصادي استراتيجي للسودان، وهو ما تحتاجه البلاد في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة.

إلى جانب مميّزاتها اللوجستية، تحمل عطبرة بُعداً وطنياً قوياً، فهي تُعد مركزاً للحركة العمالية ونقطة انطلاق نضالات وطنية عديدة ضد الاستعمار وفي الثورة ضد نظام البشير. هذا الإرث يجعل من عطبرة مدينة ذات رمزية خاصة، ما قد يعزز من شعبية القرار ويكسبه دعماً جماهيرياً. وقد يساهم هذا البعد الرمزي في تعزيز صورة حكومة العسكرية، كمشروع سياسي يستند إلى تاريخ النضال من أجل الاستقلال والعدالة الاجتماعية، وهو أمر ضروري لتحقيق الشرعية والدعم في المرحلة الحساسة. كما تبدو الخطوة نوعاً من التودد لثوار ديسمبر، خاصة أن المدينة كانت مهد الشرارة الأولى للثورة التي أسقطت نظام البشير في أبريل 2019.

الجانب الأمني يمثل اعتباراً رئيسياً في هذا النقاش. بينما تواجه بورتسودان تهديدات متزايدة من النزاعات المسلحة القريبة، تتمتع عطبرة باستقرار نسبي، تعكِّر صفوه المسيرات في بعض الأوقات.

هذه الميزة الأمنية تجعل من عطبرة خياراً أكثر أماناً وملاءمة لمركز الحكومة المؤقتة، إذ يسهل تأمينها وإدارة العمليات العسكرية منها. بالإضافة إلى ذلك، موقعها الوسطي يسهل الانتشار السريع للقوات وإعادة التموضع عند الضرورة، مما يعزز من قدرة الحكومة للحفاظ على الأمن الداخلي بفعالية أكبر.

في الوقت نفسه، فإن بورتسودان شهدت اضطرابات متزايدة، من بينها حادثة اقتحام الأستوديوهات الرئيسية للتلفزيون الرسمي في أواخر يونيو الماضي، فضلاً عن تزايد الأصوات المحلية، مثل شيبة ضرار وبعض القادة المحليين في ولاية البحر الأحمر، الذين يعارضون استمرار عمل مؤسسات الدولة من المدينة. هذه الضغوط تزيد من أهمية التفكير في نقل العاصمة المُؤقّتة إلى مدينة أكثر استقراراً وأماناً.

من الناحية السياسية، يُعد نقل العاصمة إلى عطبرة خطوة نحو تعزيز مبدأ توزيع السلطة بين الأقاليم المختلفة، خاصة أن المركزية الشديدة كانت من أبرز الانتقادات التي وُجِّهت للحكومات السابقة. هذا التغيير يمكن أن يساهم في تهدئة التوترات السياسية في بعض الأقاليم التي طالما شعرت بالتهميش. وجود العاصمة في منطقة أكثر مركزية، مثل عطبرة، قد يعزز من الشعور بالتوازن السياسي ويظهر جدية السلطة الحالية في بناء دولة شاملة تمثل جميع الأقاليم.

ورغم أن عطبرة تبدو خياراً مثالياً، فإنّ هناك تحديات حقيقية تتعلق بتحقيق توازن بين الاعتبارات الأمنية واللوجستية والسياسية. نقل العاصمة المؤقتة يتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنسيقاً بين جميع القطاعات المختلفة، خاصةً الأمنية والعسكرية والسياسية. وبالإضافة إلى التخطيط الفوري، يجب أن تكون هناك رؤية طويلة الأجل لضمان استدامة هذا القرار ونجاحه على مدى المستقبل.

وبينما توفر عطبرة العديد من المزايا، فإن المسار ليس خالياً من العقبات. قد تكون هناك مخاوف بشأن القدرة على تنفيذ هذا القرار بسرعة وكفاءة، خاصة في ظل الاحتياجات العاجلة للحكومة الانتقالية لإدارة شؤون البلاد بشكل فعّال وسط الظروف الراهنة. ولكن، إذا تم اتخاذ القرار بناءً على تخطيط مدروس وبدعم شعبي وسياسي قوي، فإن نقل العاصمة المؤقتة من بورتسودان إلى عطبرة قد يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاستقرار الوطني ودعم جهود إعادة بناء السودان في هذه المرحلة الحساسة.

وقالت مصادر مطلعة قالت لـ"العربية.نت": تجرى حالياً أعمال صيانة وتوسيع لمدرج مطار عطبرة، إلى جانب إنشاء صالات جديدة للمسافرين، بهدف تجهيز المطار لاستقبال الرحلات الجوية المحلية والدولية". هذه التحسينات تشير إلى جدية التخطيط لنقل العاصمة والتأكد من أن عطبرة ستكون قادرة على استيعاب المهام الحكومية التي ستُنقل إليها.

نقل العاصمة المؤقتة من بورتسودان إلى عطبرة ليس مجرد تغيير لوجستي، بل هو قرار يعكس توازناً دقيقاً بين اعتبارات الأمن، السياسة والتنمية. إذا تم تنفيذه بشكل مدروس، فإنه قد يعزز من الاستقرار في السودان ويدعم الجهود الرامية إلى إعادة بناء البلاد على أسس جديدة تواكب التحديات المعاصرة.

   

مقالات مشابهة

  • ملحمة وطنية.. كيف اصطف المصريون خلف القيادة السياسية في نصر أكتوبر؟ (فيديو)
  • انتصارات أكتوبر.. ملحمة وطنية بتكاتف الشعب والقيادة السياسية والقوات المسلحة
  • العبادي:العمل السياسي الناجح بتقديم مصلحة الشعب على الحزب
  • “من يرسم المشهد السياسي في الأراضي الفلسطينية”
  • الشرق الأوسط الجديد: كيف يعيد الغرب تشكيل الإسلام السياسي من السودان إلى إيران؟
  • هل ينقل السودان عاصمته المؤقتة من بورتسودان إلى عطبرة؟
  • «إكسترا نيوز»: انتصارات أكتوبر ملحمة وطنية لتكاتف الشعب والقيادة السياسية والقوات المسلحة
  • عاليا أبونا: مساواة القوات المسلحة بالمليشيا المتمردة لا يستقيم
  • الجاكومي : الشعب سينتصر على مليشيا الدعم السريع المتمردة
  • مدنية خيار الشعب