أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريراً جديداً تحت عنوان " المدن الصناعية المتخصصة... نقلة نوعية على طريق التنمية"، حيث سلط التقرير الضوء على مجموعة من أبرز المدن الصناعية المتخصصة الرائدة التي توجد في مصر، وما تتيحه من إمكانات لدفع قطار التنمية الصناعية.

وأوضح التقرير مدى أهمية الدور الذي تلعبه المدن الصناعية المتخصصة، في إحداث تحول نوعي بعملية التصنيع، وتعزيز القدرة التنافسية لاقتصادات الدول، وتحسين بيئة الأعمال، فضلًا عن جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وما يرتبط بذلك من تعظيم فرص نقل التكنولوجيا، وتشجيع الابتكار، ومن ثمّ دفع جهود التنمية على الصعيدين المحلي والإقليمي، مضيفا أنه في ضوء مساعي الدولة المصرية للارتقاء بالاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف البعد الاقتصادي في رؤية مصر 2030، لا سيَّما ما يتعلق بمحور التنمية الاقتصادية والذي يستهدف تحقيق نمو شامل مستدام يتسم بالتنافسية والتنوع ولديه القدرة على لعب دور فاعل في الاقتصاد العالمي والصمود في وجه الأزمات والتكيف مع المتغيرات العالمية، ركزت الدولة المصرية جهودها على النهوض بالصناعة انطلاقًا من دورها في تحقيق التنمية الاقتصادية، وفي الصميم من ذلك إنشاء المدن والمجمعات الصناعية المتخصصة.

وأبرز التقرير أهم هذه المدن وهي مدينة الروبيكي للجلود، ومدينة دمياط للأثاث، ومجمع "مرغم" للصناعات البلاستيكية، ومشروع مدينة الدواء "جيبتو فارم" بمنطقة الخانكة.

وألقى التقرير الضوء على مدينة الروبيكي للجلود مشيراً إلى كونها أحد أهم المدن الصناعية المتخصصة في صناعة الجلود، وقد صممت وفقاً لأحدث المعايير العالمية، بما جعلها أيقونة لصناعة الجلود في الشرق الأوسط، نظراً لتميزها في هذه الصناعة، ويبلغ مساحة هذا المشروع 1629 فداناً.

وذكر التقرير أن مشروع مدينة الجلود بالروبيكي يضم وحدات إنتاجية وخدمية؛ حيث تتضمن مدبغة نموذجية تتوافق مع معايير المدابغ العالمية، ووحدات لتقديم خدمات اختبار نوعية الجلود، ويوجد بها أيضاً محطات لمعالجة مياه الصرف الصناعي والصحي ومدفناً صحياً، وذلك طبقاً لأحدث التقنيات التكنولوجية، وأيضاً منطقة الغابة الشجرية التي تروي بمياه الصرف المعالجة، ومركز تكنولوجيا الدباغة وصناعة الجلود، حيث أقيم هذه المركز بالتعاون مع إيطاليا، ومتحفاً تراثياً متخصصاً لتوضيح المراحل المختلفة لتطور صناعة الجلود في مصر، بالإضافة إلى بنية تحتية حديثة ومراكز وخدمات عامة.

ويُعد الهدف من هذا المشروع هو إخلاء منطقة مصر القديمة من المدابغ بما يساهم في تطوير المحافظة سياحياً واستثمارياً، وأيضاً الحفاظ على منطقة مجرى العيون باعتبارها من المناطق الأثرية لما تشمله من سور مجرى العيون ومجمع الأديان، بجانب إزالة التلوث الناتج عن عمليات الدباغة، رفع معدل النمو الصناعي بقطاع الجلود ليصل إلى 10% سنوياً، وخلق 25000 فرصة عمل مباشرة جديدة، وتحسين بيئة العمل ورفع مستوى دخول العاملين في مجال صناعة الجلود.

وعن مدينة دمياط للأثاث، فتُعد أول وأكبر منطقة صناعية متخصصة في صناعة الأثاث والصناعات المكملة في الشرق الأوسط، وتتضمن المدينة جميع متطلبات صناعة الأثاث، وتم تأسيسها بمنطقة شطا بمحافظ دمياط على مساحة 331 فدانً بتكلفة بلغت نحو 3.6 مليار جنيه، ويتضمن المشروع 54 هنجراً تحتوي على 1348 مصنعاً وورش لتصنيع الأثاث، ومركزاً لتكنولوجيا الأثاث، بالإضافة إلى ورش لخدمات صغار المُصنعين، وتحتوي على مجمع للصناعات التكميلية يقع على مساحة 9.76 أفدنة يضم صناعة المواد اللاصقة والدهانات، وتضم أيضاً مجمعاً للخدمات الحكومية بمساحة 4.62 أفدنة، ومجمعاً إدارياً على مساحة 4.23 أفدنة، كما يوجد مركز لتكنولوجيا الأثاث يقوم بإعداد الدراسات التسويقية لمصنعي الأثاث واختباره قبل التصدير، وذلك بهدف مطابقة جودة الأثاث المصري بالأثاث الذي يتم إنتاجه في الخارج.

وأوضح التقرير أن الهدف من هذا المشروع هو خلق سلع إنتاجية جديدة، وتحويل السلع من القطاع غير الرسمي إلى الرسمي، ورفع حجم التجارة الداخلية إلى 35 مليار جنيه، وأيضاً تقليص حجم الاستيراد وزيادة نسبة التصدير والترويج للأثاث المصري في الخارج، كما يوفر 100 ألف فرصة عمل، ويعزز استخدام التكنولوجيا في صناعة الأثاث.

وسلط التقرير الضوء أيضاً على مجمع "مرغم" للصناعات البلاستيكية، حيث تُعد نواة الصناعات البلاستيكية، وقد اضطلعت وزارة التجارة والصناعة بإعادة تأهيل المجمع وطرحه بنظام حق الانتفاع شاملاً التراخيص الصناعية، ويقع المجمع بمحافظة الإسكندرية على مساحة 21 فداناً، ونظراً لقربه من مصادر إنتاج البتروكيماويات، فقد تم توجيه المجمع ليكون منطقة متخصصة للصناعات البلاستيكية متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وذلك بتكلفة بلغت 379.3 مليون جنيه.

وذكر التقرير أن المجمع الصناعي يتكون من 204 وحدة صناعية، ومخزن للمواد الخام لتوفير المادة الخام بسعر التكلفة، ومركز تكنولوجيا البلاستيك لتقديم خدمات الدعم الفني، ومركز التدريب الصناعي لتقديم خدمات الدعم التدريبي بالمجان، وأيضاً تضم المدينة مبني إداري وساحات انتظار السيارات، وتوافر مناطق شجرية وحزام أخضر.

ويهدف هذا المشروع إلى تجميع أصحاب الصناعات البلاستيكية المنتشرين بشكل عشوائي في الإسكندرية وضواحيها في منطقة واحدة، إحلال الواردات الخاصة بالصناعة البلاستيكية بالإنتاج المحلي، تعزيز الترابط والتعاون بين المشروعات الصغيرة والكبيرة إلى جانب إتاحة المزيد من الفرص العمل أمام الشباب من خلال تخصيص ورش لصغار المستثمرين.

كما تناول التقرير أهم ما يميز المجمع الصناعي بمرغم، حيث يوجد مصانع جاهزة بالمرافق، تمتاز بكفاءة خدمات البنية التحتية، وإمكانية الحصول على جميع الخدمات بشكل مرن وسريع وملائم لجميع الاحتياجات الصناعية، وأيضاً التفاعل والتكامل بين مختلف أنواع الصناعات بالمجمع نظراً لتمركزها في منطقة واحدة، كما يوجد شبكة حريق مستقلة بالمجمع (أنظمة إنذار وإطفاء للحرائق).

كما استعرض التقرير مشروع مدينة الدواء "جيبتو فارما" بمنطقة الخانكة؛ حيث تُعد من كبرى المدن المتخصصة في صناعة الدواء على مستوى الشرق الأوسط، وهي مزودة بأحدث التقنيات والنظم العالمية في إنتاج الدواء، وتعمل المدينة على إنتاج أدوية الأمراض المزمنة، إلى جانب إنتاج المضادات الحيوية، بالإضافة إلى الأدوية التي تستخدم في بروتوكولات علاج فيروس "كوفيد 19"، وأقيمت المدينة على مساحة 180 ألف متر مربع، وتحتوي على 15 خط إنتاج، كما تبلغ الطاقة الإنتاجية لها 150 مليون عبوة سنوياً.

كما أن المدينة مزودة بأحدث التقنيات العالمية، حيث تعمل ماكينات "مدينة الدواء" بشكل إلكتروني بالكامل، ويقتصر دور الكوادر البشرية على وضع بيانات ومعلومات التشغيل على الماكينات الحديثة فقط، كما أن المشروع مزود بماكينات مجهزة بكاميرات لفرز أي نوع من الأقراص غير المطابقة للمواصفات من ناحية الوزن أو اللون بشكل "أوتوماتيكي"، وتطبق المدينة ما يعرف بـ "ممارسات التصنيع الجيد للدواء" من خلال تطبيق أعلى معايير الجودة مه توفير نظام حوكمة إليكتروني والاهتمام بتدريب العنصر البشري لرفع كفاءته.

ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق الأمن الغذائي والحد من الممارسات الاحتكارية وضبط أسعار الدواء، وتوفير دواء آمن وفعال وعالي الجودة، وتوطين صناعة الدواء في مصر، وأيضاً إنشاء مركز إقليمي لصناعة الدواء لجذب شركات الدوية العالمية، وفتح آفاق التصدير للدول الإفريقية بالإضافة إلى دول الشرق الأوسط والدول العربية وأوروبا في وقت لاحق، بجانب دعم مبادرات الدولة في تقديم الخدمات الطبية والصحية المتنوعة للمواطنين.

وأكد التقرير إنه من المقرر أن تشهد مدينة الدواء توسعات مستقبلية تشمل إنتاج الأمصال واللقاحات في وقت لاحق، كما من المخطط أن تتراوح نسب التصدير ما بين 25% إلى 30% من إنتاج المدينة، وتسعى المدينة إلى الحصول على شهادات الاعتماد الأوروبية لتصدير الأدوية المصرية إلى الأسواق الأوروبية، إضافة إلى نشر الثقافة الدوائية السليمة وترشيد الاستخدام الخاطئ للدواء ليقتصر استخدامه على حالات الضرورة فقط بهدف الحد من الإسراف في تناول الأدوية، وتعزيز التعاون بين مدينة الدواء وهيئة الدواء المصرية، لتوفير الأدوية الاستراتيجية عالية التكلفة وإتاحتها للمواطن بأسعار مقبولة، بالإضافة إلى تصنيع أي أدوية بها نواقص بالسوق المحلية، كما أنه من المخطط أن تضم المدينة معامل بحث وتطوير وتوكيد جودة مع تبني خطط تسويقية عبر دعوة الأطباء لزيارتها ونشر ثقافة "التحكم في الأمراض".

وأكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في نهاية تقريره أن إنشاء المدن والمجمعات الصناعية المتخصصة يحظى بأهمية كبيرة، فهو ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما دفع الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بتنفيذ عدد كبير من المدن والمجمعات الصناعية في مختلف التخصصات، وذلك بهدف النهوض بقطاع الصناعة وتوطين الصناعة المحلية، والحد من الاستيراد وتعزيز القدرة التنافسية لمصر، وخلق المزيد من فرص العمل، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، مما يساهم في نهاية المطاف في تحقيق استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة رؤية مصر 2030.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشرق الأوسط بالإضافة إلى هذا المشروع على مساحة فی صناعة

إقرأ أيضاً:

طريق التنمية: ميناء الفاو يشعل سباق الممرات الإقليمية

15 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: أشادت الصحف الإيرانية، لا سيما صحيفة “دنياي اقتصاد”، بمشروع طريق التنمية العراقي الذي يشكل خطوة هامة لتعزيز البنية التحتية والتنمية الاقتصادية في العراق فيما ذكرت وسائل إعلام  عراقية أن المشروع شهد أول رسو للسفن التجارية في ميناء الفاو، وهو ما يعد نقطة انطلاق استراتيجية لتقليل اعتماد البلاد على النفط الخام وتنويع مصادر الاقتصاد.

يشمل المشروع، الممتد من ميناء الفاو في جنوب العراق وصولاً إلى تركيا، إنشاء شبكة نقل بري تربط الخليج العربي بتركيا وأوروبا.

ووفقًا للتقارير، سيتطلب المشروع ثلاث مراحل حتى يدخل حيز التشغيل الكامل بحلول عام 2050، مما يجعله أحد أبرز المبادرات التنموية في العراق.

ووصفت صحيفة “دنياي اقتصاد” المشروع بأنه يرفع من الأهمية الجيوسياسية للعراق، معتبرة أنه يعزز مكانته كدولة محورية بجوار إيران. وأشارت إلى أن المشروع يمثل بديلاً محتملاً لممر الشمال-الجنوب الإيراني، مما يخلق تنافسًا استراتيجيًا بين البلدين على مستوى الطرق التجارية.

يهدف المشروع إلى توفير طريق نقل منخفض التكاليف يربط بين دول الخليج وأوروبا، مما يعزز التجارة العابرة للحدود ويخلق فرصًا جديدة للاستثمار والتعاون الإقليمي. كما يُتوقع أن يساهم في زيادة التكامل بين العراق ودول الجوار، بما في ذلك تركيا، التي ستلعب دورًا رئيسيًا في المشروع.

و يعتبر ميناء الفاو نقطة الانطلاق الأساسية للمشروع. يتضمن بناء ميناء جديد قادر على استقبال السفن الكبيرة، إلى جانب مرافق لوجستية متطورة. يُتوقع أن تصل الطاقة السنوية للميناء إلى 12 مليون طن، مما يعزز قدرات النقل البحري واللوجستي للعراق.

وبميزانية تصل إلى 1.2 مليار دولار، يمثل المشروع تحديًا ماليًا كبيرًا، لكنه يحمل إمكانيات تنموية هائلة. تسعى الحكومة العراقية إلى تأمين التمويل اللازم من خلال التعاون مع المؤسسات المالية الدولية والدول المجاورة، مثل الإمارات وقطر. كما يجري النظر في استثمارات تركية وأوروبية لدعم المشروع.

وإلى جانب التحديات المالية، يواجه المشروع مخاطر جيوسياسية نظرًا لموقعه في منطقة مضطربة. يتطلب ذلك تعزيز التواصل والتنسيق مع دول الجوار لضمان استقرار المنطقة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • «معلومات الوزراء» يستعرض التقرير السنوي للتوظيف في قطاع الطاقة العالمي
  • عاجل - مصر تعتمد تقنية ترميز البطاقات: نقلة نوعية في الدفع الإلكتروني
  • منهجية وطنية لإحداث نقلة نوعية في ملف التوظيف وتلبية متطلبات سوق العمل
  • غداً..وزير التجارة التركي في بغداد لمناقشة مشروع طريق التنمية
  • الأكبر على مستوى الصعيد.. مركز «طب الأسنان» بالمنيا.. نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية
  • وزير التجارة التركي يزور العراق للتباحث مع السوداني بشأن مشروع طريق التنمية
  • برلماني: عودة شركة النصر للسيارات نقلة نوعية للاقتصاد الوطني والصناعة المصرية
  • شاشات ذكيّة تحدث نقلة نوعية في عالم الهواتف
  • سفير البحرين: سلطنة عمان تشهد نقلة نوعية في كافة قطاعاتها
  • طريق التنمية: ميناء الفاو يشعل سباق الممرات الإقليمية