أولمرت يحذر من خطر داخلي يواجه الاحتلال.. نقترب من حرب أهلية؟
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت إن "إسرائيل" عازمة على التصدي لـ "جميع الأعداء من الخارج"، إلا الخطر الأكبر الذي يهدد حقا وجودها الدولة ويتوقع أن يقوض استقرارها واقتصادها ووحدتها وهويتها، هو الخطر القادم من الداخل.
وأكد أولمرت في مقال نشره عبر صحيفة "هآرتس" أن هذا الخطر ينعكس في "تنامي نفوذ القطاع اليهودي المسيحاني، الذي يكتسب قوة ويكتسب موطئ قدم في أجزاء مختلفة من الدولة والمجتمع الإسرائيلي، حيث إنه مصمم على تقويض أسس وجودنا كما كانت منذ تأسيس الدولة".
وأضاف "أود تعريف هذا القطاع، لمساعدة أولئك الذين يجدون صعوبة في رؤية وتحديد الأشخاص المعرضين للخطر، من هم بالضبط وما هو التهديد الذي يشكلونه.. أنا أتحدث عن حركة المستوطنين، أصحاب القبعات المنسوجة، الذين يتركزون في مستوطنات الضفة الغربية".
وأوضح أنه "لتجنب الشك، كما قلت وكتبت في عدة مناسبات، فإن الشباب الذين يقاتلون على الجبهة، ويرتدون القبعات المحبوكة، هم من أعظم المقاتلين والأبطال في شعب إسرائيل، وتفانيهم وتضحياتهم وتصميمهم وشجاعتهم يلهمني وكثيرين آخرين".
وذكر أن "عدد الفراغات في صفوفهم أكبر بشكل كبير من وزنهم النسبي في مجمل السكان اليهود الإسرائيليين.. أحييهم، إلا أن بقية جمهورهم في المناطق وأيضا داخل إسرائيل يشكل تهديدا حقيقيا لوجود دولة إسرائيل".
واعتبر أن الأحداث التي وقعت في معسكر الجيش الإسرائيلي قاعدة "سدي تيمان" ليست سوى مقدمة بسيطة لتهديدهم، قائلا إن "هذا الخطر ينعكس أولا وقبل كل شيء في مشاعرهم تجاه قادتهم وممثليهم في الكنيست والحكومة ومختلف البلديات والعامة، وأن كل شيء مباح لهم ولا توجد سلطة في البلاد يمكنها كبحهم".
وبين أن "هجومهم على قاعدة عسكرية، والأذى الذي لحق بالجيش وجنوده وقادته، هو نتيجة حتمية للشعور بالقوة الذي راكموه، وللشعور بأنه مسموح لهم، لأنهم يمثلون الروح الحقيقية التي يجب أن تكون أساس وجود دولة إسرائيل".
وتسائل "ما هذه الروح في عيونهم؟ إسرائيل دولة يهودية، وفي الدولة اليهودية لا يوجد مكان لغير اليهود، وعندما يصل مهاجرون جدد من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى إسرائيل، يجب إعادتهم بسرعة إلى الأماكن التي أتوا منها، وعندما يتعلق الأمر بالمواطنين غير اليهود داخل دولة إسرائيل، يجب مقاطعتهم والتمييز ضدهم ومضايقتهم وعدم التعاون معهم وعدم محاولة خلق حياة من الاحترام المتبادل والتسامح معهم".
وقال "إذا كان هؤلاء من سكان المناطق، فيمكنك تدميرهم وتدمير ممتلكاتهم وتدمير حقولهم ومصدر رزقهم وتحطيم مركباتهم وحرق منازلهم والإضرار بهم، بأعذار مختلفة معظمها ملفقة وكاذبة، وإذا كان ذلك ممكنا يجب عليك قتلهم، والهدف النهائي هو طردهم وتسليم وطننا المقدس للمستوطنين".
وأضاف أولمرت أن "هذه ليست الوجهة النهائية لهذا الجمهور، وبالنسبة لهم ليس هناك مفر من تطهير المجتمع الإسرائيلي من كل أولئك الذين يختلفون معهم، من كل أولئك الذين هم على استعداد للنظر في التسوية الإقليمية كجزء من عملية قد تؤدي إلى المصالحة بيننا وبين الفلسطينيين".
وأوضح أن اليساريين هو لقب يطلق على جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي، وهم أناس حقيرون، إذا جاز التعبير، يُسمح لهم بالتحريض ضدهم، وإذا لزم الأمر، إطلاق النار عليهم، وقد تم بالفعل توزيع الأسلحة المناسبة على الميليشيات التي تطيع قادة المعسكر المسيحاني، وليس بعيدا اليوم أن تستخدم هذه الميليشيات الأسلحة التي حصلت عليها للقضاء علينا أيضا نحن اليساريون والمتعاونون مع حماس وأعضاء حركة الشباب وقوات الأمن، بحسب ما يقول بعض المحرضين".
وحذر أنه "رغم أن الأمور قد تبدو مبالغ فيها، فهل نحن قريبون حقاً من واقع الحرب الأهلية، ومن المواجهة العنيفة بين مجموعة المسيحين وجزء آخر مهم ومركزي من المجتمع الإسرائيلي؟ هل سيتمكن فتيان التلال، الذين يقومون بأعمال شغب في المناطق ويهاجمون جنود الجيش الإسرائيلي الذين يحاولون أحيانا أداء واجبهم ومنعهم من ارتكاب أعمال العنف، من تصويب بندقيتهم وإلحاق الأذى بالمدنيين الذين يمثلون مجموعة مختلفة من القيم وقبل كل شيء؟".
وأضاف "هل سيؤذي فتية التلال هؤلاء أولئك الذين هم على استعداد لتحمل الانسحاب من المناطق، بما في ذلك المناطق التي يعتقد الكثير منا، بما فيهم أنا، أن لها ارتباطا عميقا بتاريخ شعبنا وصلواته وشوقه لآلاف السنين؟ فهل هناك احتمال أن يفهموا أنه لا مفر من التنازل عن هذه الأراضي من أجل التوصل إلى تسوية تقودنا في النهاية إلى السلام والمصالحة وحياة بلا حرب وسفك دماء وقمع لشعب آخر؟".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الإسرائيلي أولمرت المستوطنين إسرائيل الاحتلال الاستيطان المستوطنين أولمرت صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أولئک الذین
إقرأ أيضاً:
لكل مسعف قصة.. قافلة رفح التي قتلتها إسرائيل بدم بارد
لم يكن المسعف الفلسطيني رفعت رضوان يعلم، حين ارتدى بزته الطبية وحمل حقيبته الإسعافية فجرًا، أن هذه المهمة ستكون الأخيرة في حياته، برفقة زملائه، لإنقاذ عددٍ من المواطنين الفلسطينيين الذين تعرضوا للقصف الإسرائيلي في حيّ تلّ السلطان، غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة فجر يوم 23 مارس/آذار الماضي.
فعند الساعة 05:20 صباحًا، تحرك فريقٌ مشترك من الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني وإحدى الوكالات الأممية، استجابةً لنداءات استغاثة أطلقها جرحى فلسطينيون كانوا محاصرين.
انطلقوا بنية إنسانية خالصة، لا يحملون سوى الضمادات وقلوبٍ مخلصة، لكنهم -دون أن يعلموا- كانوا الهدفَ القادم لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولكن ما بدأ كمهمة إنقاذ انتهى بمجزرة دامية، فبعد وقت قصير من انطلاق الفريق انقطع الاتصال به، وبعد ساعات أعلنت قوات الاحتلال أن المنطقة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة.
المسعف رفعت رضوان كان يوثق تفاصيل المهمة بهاتفه النقال دون أن يدرك أنه سيوثق أيضًا الجريمة النكراء التي هزت العالم، تلك كانت اللحظات الأخيرة في حياة مجموعة من المسعفين الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد.
الهاتف الذي كان بحوزة رفعت رضوان عُثر عليه مع جثمانه، موثقًا المشاهد الأخيرة التي تكشف أبعاد المجزرة، وكان رفعت في سيارة الإسعاف الثالثة ضمن قافلة ضمت سيارة إطفاء انطلقت للبحث عن سيارة إسعاف أخرى تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني فقدت الاتصال بقاعدتها، وضُعت علامات واضحة على جميع المركبات في القافلة، مع وميض أضواء الطوارئ.
إعلانوفي عملية البحث، رصد الطاقم السيارة المفقودة على جانب الطريق. قال أحد المسعفين في الفيديو الذي وثقه رفعت: "إنهم مبعثرون على الأرض! انظروا، انظروا!" نزل رفعت مع مسعفين آخرين من سيارتهم للاطمئنان على زملائهم الذين سقطوا، ولكن حين يتحول المنقذ إلى هدف، انطلق صوت الرصاص من رشاشات وبنادق جنود الاحتلال الذين نفذوا المجزرة بحق المسعفين.
أصيب رفعت، وفي لحظاته الأخيرة صلى ودعا الله مرارًا وتكرارًا ليغفر له وطلب المسامحة من والدته لاختياره طريق الإسعاف الذي وضعه في طريق الأذى. توقفت بعدها صلواته مع توقف نبض حياته، وبعد العثور على جثامين الضحايا، تبين أن قوات الاحتلال قتلت 8 من عمال الهلال الأحمر الفلسطيني في تلك الليلة، إضافة إلى 6 من العاملين في الدفاع المدني الفلسطيني كانوا في المهمة نفسها. وتم القبض على مسعف تاسع يُدعى أسعد النصاصرة.
هؤلاء المسعفون لم يكونوا مجرد أرقام، بل كانوا أشخاصًا لهم حياة وعائلات وأحلام، ولكل منهم صفات مميزة أحبها من حوله، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على الجانب الإنساني لهؤلاء الشهداء من خلال شهادات معارفهم وزملائهم الذين عاشروهم وأحبوهم. المسعف إبراهيم أبو الكاس، الذي رافق الشهداء خلال سنوات خدمتهم، تحدث للجزيرة نت عن حياتهم وعملهم الإنساني ضمن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، مشيرًا إلى 16 شهرًا من حرب الإبادة المستمرة على غزة.
رفعت رضوان: الحفيد الطيب الذي وثق الجريمة بهاتفهفرفعت، ابن الـ24، كان روحًا لطيفة. "لقد حرص على مساعدة أي امرأة مسنة يصادفها"، يقول أبو الكاس. "كان يسعى للحصول على دعواتهن الصادقة عندما يقدم لهن المساعدة، ثم يودعهن برقة تجعلك تعتقد أنها جدته".
بوجهه الجاد ونظارته، كان حضور أشرف، ذو الـ32 عامًا، مطمئنًا لزملائه، بدأ التطوع عام 2021 ومنذ ذلك الحين كان يحرص على تقديم وجبات الإفطار لزملائه في رمضان، سواء بإعدادها بمركز الهلال الأحمر أو بجلب الطعام من منزله.
عُرف عز الدين (51 عامًا) بهدوء النفس المطمئنة وروح الدعابة، وكان شعاره: "سنعود إن كُتب لنا، وإن لم نعد فهي أقدارنا".
إعلانويقول أبو كاس إن عزالدين كان أبا جميلا.. وأخا عزيزا.. هدوء النفس المطمئنة.. كان يمازح الجميع.. وكان شعاره.. سنعود إن كتب لنا.. وإن لم نعد فهي أقدارنا..
قبل أن ينتقل إلى مركز إسعاف رفح بعد أن كان يعمل في مركز إسعاف خانيونس.. يقوم خلال الليل بعمل ساعة راحة لكل طاقم.. ويطمئن أن جميعها قد تناول العشاء.. حتى كان يكتب أسماء العاملين خوفا من أن ينسى أحدهم.
كان محمد (36 عامًا) شغوفًا بمساعدة الناس، ويُعرف بقدرته على إيجاد الحلول للنازحين، رغم التحديات.
أب لطفل يبلغ 15 عامًا، مكث في المقر أيامًا متتالية، يتفانى في عمله، ابنه هو النور الذي يضيء له الطريق.
ويروي عنه أبو كاس إحدى القصص بالقول ذات يوم ماطر.. كانت هناك سيدة طاعنة في السن تريد قطع الطريق، ولا تستطيع.. حديث الشركاء قد دار بين محمد ومصطفى.. هل نحن شركاء بالطبع.. مهما كانت المهمة؟ بالتأكيد.. قم ننقذ تلك السيدة وننقلها للجانب الآخر من الطريق.. وبالفعل يضعون لها كرسيا ومن ثم يجلسونها.. ويحملونها إلى الجانب الآخر من الطريق.. وسط ابتسامات جميلة وهم يزفون العجوز وكأنها عروس.. وتقوم هي بالزغاريد والدعاء لهم..
قال أبو كاس أحب رائد الذي كان بلغ من العمر، 25 عاما ، وكان يحب التقاط الصور، سخيفة، جادة، غير رسمية، وكان رائد أعرب عن أمله في أن يرى العالم صوره يوما ما وأن يتمكن من نقل معاناة شعبه من خلال عمله.
بدأ التطوع مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عام 2018، عندما كان عمره 18 عاما، خلال احتجاجات مسيرة العودة الكبرى.
قتلت إسرائيل 214 متظاهرا، بينهم 46 طفلا، خلال هذه المظاهرات، وأصابت 36 ألفا و100، بينهم نحو 8,800 طفل.
إعلانرائد هو الأصغر من بين 5 أشقاء، ولم يتزوج بعد، على الرغم من أن عائلته كانت تأمل في أن يتزوج بعد الحرب. لكن هذا لم يحدث، ويروي والد رائد انتظارا مروعا لمدة 9 أيام لمعرفة ما حدث لطفله الأصغر، ويكافح من أجل كبح اليقين بأنه قد أعدم مع زملائه.
رغم إصابته في مهمة سابقة، أصر صالح (42 عامًا) على العودة للعمل لإنقاذ الأرواح.
وقال شقيقه حسين للجزيرة إن صالح أحب عمله أيضا، وعاد بمجرد تعافيه من الجراحة في عام 2024.
وأوضح حسين أنه في شباط/فبراير الماضي، كان صالح في مهمة لمساعدة الجرحى عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على المسعفين، على الرغم من إبلاغه بأنهم سيكونون هناك.
أصيب صالح بجروح بالغة في الكتف والصدر، وانتهى به الأمر إلى قضاء بعض الوقت في المستشفى لإجراء عملية جراحية، وبعد ذلك عاد مباشرة إلى العمل.
أبو الكاس تحدث عن شجاعته: "لقد كان مكرسا للمساعدة، وكان يقول إنه أينما كان الناس يصرخون طلبا للمساعدة، فهذا هو المكان الذي يجب أن نكون فيه، للرد عليهم".
قال أبو الكاس إن أسعد البالغ من العمر 47 عاما كان أبا لـ6 أولاد كما أنه أبدى دائما صبرا لا نهاية له للتفاوض مع الأطفال. كلما رأى أطفالا يلعبون في الشارع، كان يذهب إلى القيادة والتعامل معهم، ويقدم لهم الحلوى للخروج من الطريق والذهاب للعب في مكان آمن، سرعان ما اكتشفه الأطفال، وسيلعبون في الشارع مرة أخرى في المرة القادمة، يضحكون ويقولون: "لقد خدعناك!"، لكن أسعد لم يمانع قط، واستمر ببساطة في تسليم الحلويات.
لم تكن جثته من بين أولئك الذين تم العثور عليهم عندما ذهبت بعثة دولية للبحث عن عمال الطوارئ المفقودين، تم القبض عليه وتقييده وأخذه بعيدا، وفقا للشاهد الوحيد الناجي، منذر عابد.
تحدث الأب البالغ من العمر 47 عاما إلى عائلته آخر مرة في المساء الذي اختفى فيه، وأخبرهم أنه في طريقه إلى مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتناول الإفطار مع زملائه، وفقا لابنه محمد.
إعلانعندما حاولوا الاتصال به في وقت قريب من السحور، لم يستجب واكتشفوا من المقر الرئيسي أنه لا أحد يستطيع الوصول إليه أو إلى عمال الطوارئ الآخرين.
وقال ابنه إنه كان دائما يحذر عائلته من أنه كلما توجه في مهمة قد لا يعود، لكن مع استمرار أسعد في أعمال الإنقاذ لصالح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حاولوا دائما تجنب التفكير في ذلك.
هذا التقرير، الذي أعده فريق الجزيرة نت، سلط الضوء على الجانب الإنساني لبعض الشهداء الأبطال من فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني، الذين قدموا أرواحهم في سبيل مساعدة أهالي غزة الذين يتعرضون للقصف والقتل الممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 شهرًا، من خلال كلمات المسعف إبراهيم أبو الكاس، الذي عاشر هؤلاء الأبطال وعايش تفاصيل حياتهم.