أكد المتحدث الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، في تصريح، أن "اليونيفيل تواصل عملها وتنفيذ أنشطتها، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية بما في ذلك الدوريات المشتركة مع القوات المسلحة اللبنانية. لم يتغير شيء في هذا الصدد".

وقال: "ملتزمون العمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية لتهدئة المواقف والحد من التوترات على الأرض".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

القوات المسلحة تاريخ السودان وجغرافيته وتركيبته الإجتماعية

القوات المسلحة ، مؤسسة سودانية راسخة جذورها في عمق أرض السودان ووجدان إنسانه المتشرب للجندية أصلا وفعلا محبة للبلد وما حوله من الناس .
وطني الذي أهوى كتاب ملاحم كبرى
تضيئ على الزمان وتبهر ..

وذلك قول الشاعر محمد المهدي المجذوب مقدما النموذج الأعلى للشخصية السودانية وصورة الولاء للبلد والإنتماء إليه وعشقه ولو أدى ذلك العشق إلى حتفه أو المجازفة بحياته .
ولم تقف الأدبيات السودانية وحدها في إبراز خصوصية السوداني وتفرده ، حتى المستعمر نفسه ، وقف صعقا دهشا أمام المياسم المائزة للسوداني .
أنظر مثلا إلى شاعر الأمبراطورية البريطانية ” رود يارد كيبلنق ” في قوله :
” عبر البحار كم جالدنا الأعداء ،
بعضهم كان جسورا وبعضهم لم يكن كذلك
الباتان … الزولو … والبورميين
لكن الأشعث كان أعجبهم جميعا ” ..

والأشعث هذا إشارة إلى الأمير عثمان دقنة وجنوده في معركة التيب فبراير 1881م شرق السودان .
فنحن أكثر شعوب الأرض تجشما لمشقة الحياة وإحتفاءا بالعناء ، سيما وإن كان هذا العناء ثمنه حماية الناس والأرض والعرض
إذ قال الطيب صالح مثلا على لسان الراوي في ” دومة ود حامد ” :

” نحن قوم جلودنا تخينة ، ليست كجلود سائر الناس . لقد اعتدنا هذه الحياة الخشنة ، بل في الواقع نحبها ” .
بهذا تشكلت شخصية الرجل السوداني الأصيل ، فهو لا يحتفي إلا بالقوة والشدة والمروءة وقيم النجدة والغوث ، مجندا نفسه دائما ليوم كريهة وسداد ثغر .

واتصالا بذلك الجذر والأصل المكون للشخصية السودانية ، كانت إستجابة الرجال النبلاء في تأسيس الجيش السوداني من أول النداء تسابق لنيل شرف الإلتحاق به أهل الوقار والجلد ، من كل جهات السودان ، يقينا منهم أنه غير لائق بهم أن لا يبدون أمام نداء الوطن إلا الرضا والإستجابة لإمتحان العشق المؤدي إلى المخاطرة بالأرواح والأنفس .

وتوافد أهل السبق من الرجال المؤسسون للمؤسسة العسكرية بجميع قسمات جغرافيا السودان وطقوس أقاليمه الثقافية بحدودها المائزة ، وبمعانيهم الواردة في التاريخ والمأثورات النبيلة ، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، فأنتجوا هذا المعني النبيل للجيش السوداني بقوس قزح من ألوان الرجال وصدور عامرة بألحان الجلالات الأثيرة التي أنتجوها من أنغام أرواحهم الأثيرة من تجاه تضاريس دارفور :
” فقرا شيلو جلالا ، لعلي ود زكريا ”
أو ” ود الشريف رايو كمل
جيبوا لي شلايتو من دار قمر ”
وجاؤا بأجمل الأنغام من بلاد أهلنا الشلك ، ورموز ودلالات وإشارات إنبثقت من الوجدان الجمعي السوداني المتعدد التكوين وكيانه الأصيل الممتدد عبر الجذور .

وتتجلى السوداناوية في القوات المسلحة كأروع ما يكون في ملاحم بطولاتهم كما عبر عنها صلاح أحمد إبراهيم ” كانوا يتساقطون واحدا إثر واحد دركا ، بعد حياة كرست لمحبة الناس وإسعاد الناس وكف الأذى عن الناس في صمت وإنكار ذات ، فعلهم اليومي وطنية وعبادة ، وحياتهم العادية بطولة وتضحية ومصائرهم موصولة بمصير الشعب ” ..

الجندي السوداني صاحب إرادة وعزيمة وقدرة وإصرار ، يعطى مؤسسته العسكرية دفقات قلبه ، فهي عنده وطن وحافز ، وإرادة للحياة وحلم كامن في أعماق أرضنا يتطلع إلى المستقبل ورؤياه الإنسانية ، وفي مهنيته منغمس بالروح متصوف يرى أن دروب الوصول مثل الصعود في مسالك الجبال الوعرة . ولكنها مشيئة الله .

القوات المسلحة نتاج تاريخ السودان وجغرافيته وتركيبته الإجتماعية ، عملت على إزكاء عناصر وحدة مجتمعاته – بيانا عمليا – وإرساء مقومات التمازج داخل بناءها الهيكلي التنظيمي وعقيدتها القتالية التي لا تعرف لغير السودان الواحد الموحد ولاءا ولا ترفع لغيره لواءا آخرا .
فأخذوا من قمة جبل التاكا سموقه ، ومن هضاب جبل مرة زهوه ، ومن نهر النيل عطاءه ، ومن نخيل الشمال تواضعه ..

للقوات المسلحة نصيب مهول في بلورة الشخصية الثقافية السودانية ، وهو أمر يتعلق في جانب التركيبه الحيوية التي تاسست بها الوحدات التنظيمية للجيش ومسمياتها مثالا :
الغربية ، الهجانه ، الشرقية ، الشمالية ، الجنوبية ، إلخ .. وهي بهذا تنسج غزلها وفقا للوجدان السوداني وذاكرته ، في فعل يمكن القول بإن جوهره إكتشاف لهوية السودان ، ليس بطريقة المثقفين وبياناتهم وأشعارهم ومقالاتهم ولكن بأنساق أبنيته الهيكلية التنظيمية وعقيدته القتالية التي تتطلب تنوع القدرات التي تشكلها البيئات الإجتماعية أصلا بتنوع ثقافاته في فعل أشبه بفعل اللاعبين للعبة الشطرنج أمام اللوحة بحجارتها التي تؤدي كل منها دورا محددا إزاء كل قطعة أخرى ، وتعمل كل منها في تكامل اللعبة والوصول بها إلى غاياتها نصرا أو هزيمة .

إحسان إدارة التنوع الثقافي السوداني عند القوات المسلحة هي فطرة مجبولة عليها وفي درجة إحسانها لها هي أرفع درجات من أولئك الذين يتكلمون في منصات الفكر ويكتبون في الصحف والمجلات بلسان الفلسفة .

القوات المسلحة في تقديري هي أكبر سعة ورحابة صدر بجميع أهل السودان وهي ميزة نادرة الوجود أو شبه غائبة في كل مؤسساتنا المدنية وتنظيماتنا السياسية والثقافية .
وجوهر القول أن جيشنا في ميدانه العملي يتلاعب الضباط وجنود الصف والجنود بالألسن والقوافي المتعددة الألحان ، والأخيلة ، وتتشكل تكويناته بقوس قزح من ألوان الناس .

الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
فضل الله أحمد عبدالله إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة تاريخ السودان وجغرافيته وتركيبته الإجتماعية
  • القوافل المائية تواصل عملها بمدن وقرى محافظة الجيزة.. صور
  • تواصل التقدم..روسيا تقترب من السيطرة على مدينة كوراخوف في أوكرانيا
  • كاتب صحفي: جهود مصرية مكثفة لتهدئة الأوضاع في سوريا
  • أسعار النفط تواصل الارتفاع مع تصاعد التوترات في المنطقة
  • القوات الإسرائيلية تستهدف محيط بلدة الخيام اللبنانية بثلاث قذائف صاروخية
  • القوات الإسرائيلية تستهدف محيط بلدة الخيام اللبنانية بـ 3 قذائف صاروخية
  • صور اللبنانية تنفض غبار الحرب.. الشركات تستأنف عملها بعد أيام من وقف إطلاق النار
  • الجيش السوري: التنظيمات الإرهابية تواصل بث أخبار كاذبة
  • لن نعود.. سكان الشمال بين الخوف من حزب الله وعدم الثقة في اليونيفيل والغضب من نتنياهو