سواليف:
2024-12-25@16:52:59 GMT

مكاننا من الإعراب

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

#مكاننا_من_الإعراب

د. #هاشم_غرايبه

بينما كنت أحضّر مقالة عن لغتنا الجميلة غلبني النعاس، فرأيت فيما يراه النائم “سيبويه” شيخ النحاة وإمام العربية، بادرني بالسؤال: كيف الحال؟
ظننت سؤاله امتحانا في النحو فأجبته: الحال يأتي منصوبا في الغالب، قال: ليس ذاك ما سألتك عنه بل عن حال الأمة في هذه الأيام، فقلت: أما أمتنا فمنصوب عليها، قال: هذا ليس محلا من الإعراب، أم أنكم غيرتم قواعد اللغة بعدي؟!، قلت: المعذرة منك يا شيخنا، فلم نغير في ما وضعته لنا، لكن هذه صفة حالتنا بعد إذ أمسينا ولا مكان لنا من الإعراب بين الأمم.


اكفهر وجهه وصاح بي: ما الذي أوصلكم الى ذاك، لقد غادرت دنياكم وأنتم الفاعل المرفوع القامة بين كل الناس، وتقول أنكم غدوتم مفعولا به يقع عليه الفعل ولا يملك له رداً!؟؟.
أجبته منكسرا: بل أكثر من ذلك يا سيدي، فقد أصبحنا في وضع المضاف إليه مجرورين نلهث وراء من يسبقنا غير آملين في مجاراته ناهيك عن سبقه.
سألني: من الفاعل الذي أوصلكم الى ذلك؟؟، قلت: مبني للمجهول، قال: ألا تعلم أننا لا نقبل التجهيل في لغتنا، فالبلاغة تتأتى بالتعريف وأقله التلميح، قلت: الجميع يعرف الفاعل لكن في فمي ماء، قال: فهمت مرادك، فطالما كانت مصيبة الأمة في أولي أمرها، ولكني لا أقبل لكم عذرا بعد إذ اعتبركم الخالق العليم خير أمة أخرجت للناس.
قلت: لقد فقدنا هذه الصفة بعد أن تخلينا عن أسباب تحققها، فقال: ما بال أقوام كنا نعدهم من الصالحين، أين هم ممن ذكرت؟؟.
قلت: أظنك تعني العلماء والمصلحين والدعاة، مصيبتنا في هؤلاء أعظم، فقد انخرطوا في واو المعية مع السلطة، واستمرأوا دورهم كمعطوف على التوالي بدلا من كونهم جملة معترضة، واستخدموا لا النافية لظلم السلطان لتسويغ فعله، بديلا عن لا الناهية للمنكر لدى السلطان الجائر لردعه، واقتصر دور المفتي على توكيد احكامه، أما الدعاة فانصب همهم على البحث عن مفاسد جمع المذكر والمؤنث، واختصوا تاء التأنيث بالمعاصي والشرور، وانشغلوا بنواقض الوضوء عن نواقض الإيمان، في حين أن العلماء المصلحين غيبتهم السجون والمنافي، فيما استفرد المنافقون منهم بالمناصب والجاه.
قال: آه يا بني، قد أوجعت قلبي، فلا تحدثني بعد في قواعد اللغة، يبدو أنكم تمسكتم بالعربية وتركتم الدين.
خشيت أن أزيد غمه إن بينت له الحقيقة وهي أننا ضيعنا الإثنين، فقلت: اطمئن يا شيخنا فما زال الدين عامرا نفوسنا إلا من قلة لا يضرنا ضلالهم.
قال : فما خطبكم إذن؟ ألم تعلموا أن الدين روح الأمة وسر فلاحها.
قلت : تغير المراد من المصطلحات في عصرنا، فقد منعوا تدخل الدين بشؤون الناس، وجعلوه مجرد تأدية الشعائر وطاعة ولي الأمر الفاسق، أما من يعتقد بدور الدين في تنظيم حياة الناس فيطلقون عليه مسمى (الإسلامي) ويحاربونه، وأما الذي يطالب بتطبيق منهج الله فيسمونه متطرفاً ويلاحقونه، أما إذا أحسوا به ساعيا لذلك مصرا عليه فيعدونه إرهابيا، وعندها تتعاون كل استخبارات العالم على البحث عنه وقتله من غير محاكمة ولا توجيه تهم.
قال: لقد أحبطتني يابني فما انتهيتم إليه قد بات مؤلما، ليتني لم أعرف عن حالكم ما عرفت، لكنني أوصيك بأن تبلغ قومك بأنني لم أكن عربي النسب، لكنني أحببت العربية وخدمتها أكثر من العروبيين، ليس إعجابا بشجاعة عنترة ولا بكرم حاتم، بل لأن انتمائي الى منهج الأمة كان مقدما على أي انتماء آخر، وقل لهم: قدر أمتنا أنه من ابتغى العزة بغير ما أمر الله ذل..وظل يردد العبارة الأخيرة، فيما طيفه يتلاشى وأنا أناديه: أرجوك يا سيدي ما العمل؟، لكنه توارى غير مصغ لتوسلاتي، وأفقت من النوم منهكا جاف الريق، وألغيت ما كنت كتبته سابقا، مستبدلا به هذه.

مقالات ذات صلة الإرتباط الجدلي 2024/08/10

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

أبناء مدينة الحديدة يعلنون الجهوزية لمواجهة أعداء الأمة

الثورة نت/ يحيى كرد

نظم أبناء مربع مدينة الحديدة، اليوم الأربعاء، وقفة تضامنية جماهيرية حاشدة دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإعلاناً للجهوزية الكاملة للتصدي للعدوان الأمريكي والصهيوني والبريطاني وحلفائهم في المنطقة.

في الوقفة التي شارك فيها محافظ الحديدة عبد الله عبدة عطيفي، إلى جانب وكلاء المحافظة أحمد مهدي البشري، محمد حليصي، وعلي الكباري، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والقيادات المحلية.

و خلال الوقفة، أكد وكيل أول المحافظة، أحمد البشري، أن هذه الوقفة  تأتي في إطار الأنشطة المستمرة للشعب اليمني لدعم القضية الفلسطينية ومناصرة قطاع غزة.

وأشار إلى استعداد أبناء محافظة الحديدة، واليمن عامة، لمواجهة أي اعتداء إجرامي من قبل التحالف الصهيوني الأمريكي والبريطاني، وإحباط مخططاتهم التآمرية ضد اليمن والأمة العربية حتى تحقيق النصر.

ودعا البشري الحاضرين إلى المشاركة في دورات “طوفان الأقصى” التدريبية لاكتساب المهارات والخبرات العسكرية اللازمة للدفاع عن الأمة ومواجهة أعدائها.

من جانبه، شدد الشيخ علي صومل الأهدل، في كلمة ألقاها نيابة عن العلماء، على أهمية استمرار هذه الفعاليات والأنشطة التي تدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وأكد ضرورة النفير العام والجاهزية الكاملة لكافة أبناء اليمن لمواجهة العدوان الإسرائيلي وحلفائه، وتجديد الدعم للشعب الفلسطيني.

و أكد بيان الوقفة استعداد الشعب اليمني، بجميع فئاته، للتصدي لأي عدوان إسرائيلي أو أمريكي يستهدف الوطن.

وأعرب البيان عن التزام القيادة الثورية والسياسية في اليمن بدعم ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً.

وأدان البيان الهجمات الصهيونية التي استهدفت المنشآت المدنية في موانئ البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في صنعاء، واعتبرها خرقاً للقوانين الدولية.

ودعا البيان الدول العربية والإسلامية إلى مراجعة مواقفها المخزية تجاه القضية الفلسطينية، وإدراك مخاطر المشروع الصهيوني المتمثل في “الشرق الأوسط الجديد” الذي يهدد جميع الدول العربية.

وحث البيان الشباب اليمني القادرين على حمل السلاح على الالتحاق بدورات “طوفان الأقصى” لتعزيز قدراتهم العسكرية والاستعداد لمواجهة التحديات.

مقالات مشابهة

  • مبتدأ وخبر
  • أبناء مدينة الحديدة يعلنون الجهوزية لمواجهة أعداء الأمة
  • صلاح الدين.. انتحار منتسب في الدفاع المدني اثناء الواجب
  • “لقاء الأربعاء”
  • الأمة تحت الهيمنة (الصهيونية) فماذا بعد؟
  • علماء اليمن يؤكدون على أهمية الجهاد والثبات أمام أعداء الله
  • الشهيد ينهش بغزّة من الحيوانات
  • جمعة: الفوضى والإبداع بين المفاهيم الغربية والإسلامية
  • رفع الحصانة البرلمانية عن عضو بمجلس الأمة
  • الأمة وأهداف قوى الهيمنة والاستعمار