أمريكا، من ياتو منفذ تدخلك؟!
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
التفكير خارج الحقائق ظل نهجاً للإدارة الأمريكية ، ومُنتجاً لموقفها الدائم تجاه السودان والمُتخِذ من العداء مبدأً، ويتدحرج نحو وضعية المُتفهم حال توفرت للسلطة الحاكمة إرادة وشِدة .. ما يمكُث أن يتصاعد مُتردِّداً ومتشككاً ومتقدماً خُطوة كلما لانت مواقف من بيدهم الأمر وبان عجزهم! وغالباً ما تشطح مخابرات أمريكا في رسم الصورة الذهنية للقادة والتي تتخذ من الظن يقيناً، كالظن بأن نصف ابتسامة تُسيل لُعاب القادة، أو الظن بأن الضغط هو سبيل الريادة!
والذي يشجٍّع هذه العقلية الإستعلائية الجبانة عوامل عديدة من بينها الوقوع تحت تأثير تسطيح ناشطي الداخل المتباينة مواقفهم بتباين حجم الكيد السياسي وقاعدة الإنطلاق الفكري .
تُثبت التجارب ذلك؛ دع عنك تصنيف أمريكا للسودان بالدولة المارقة والراعية للإرهاب إبان نظام البشير، فقد ظل أسلوب التعاطي الإستعلائي حاضراً في ظل الحكومة سارقة ثورة ديسمبر والتي سعت واستجدت الإدارة الأمريكية وطلبت ودها ودفعت من دم الشعب (335) مليون دولاراً كتعويض لما عُرف بضحايا إرهاب تنظيم القاعدة واستمر الفشل في السياسة الخارجية المعتمدة على الأرزقية من الناشطين فضلاً عن المسئولين الأمريكان ذوي النظرة الأُحادية وحلفاء الخزي والندامة!
التعاطي الإستعلائي دفع المخابرات الإمريكية لتعطيل مُقترح وزارة الخارجية بفرض عقوبات على نائب رئيس مجلس السيادة آنذاك والهالك حالياً بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر التصحيحية، لأن قواته تنفذ نشاطاً إيجابياً تجاه حركة الهجرة غير الشرعية وتجارة البشر! كما دفعت وزارة الخزانة لاتهام شرطة الإحتياطي المركزي بارتكاب إنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان خلال تصديها لما أسمته بالإحتجاجات المُطالبة بالديمقراطية، ثم دفعت مجلسي النواب والشيوخ لتقديم مشروع قرار يستهدف قادة الجيش ويحلُم بتفكيك مؤسساته التصنيعية والمالية.
إستولد هذا التعاطي المُتعالي ما عُرف بالإتفاق الإطاري الذي أدخل البلاد في حرب لعينة، وخاب ظن أمريكا بأن أياماً ثلاث من شأنها أن تفت من عضد المؤسسة العسكرية أمام المليشيا المتمردة، ولما لم يستتب لها ذلك حرَّكت أطرافها الحليفة فكانت مفاوضات جدة والتي أوقعت المليشيا في المصيدة، ولأن أمريكا تقرأ من ذات كتاب الناشطين ومسئوليها غير المسئولين وحلفائها العُربان استخدمت أسلوب الدعوة المُستعلية لمفاوضات جنيف بديلاً لجدة فأظهر الموقف الحكومي إرادة وشٍدة انتزع الاعتراف برئيس المجلس السيادي رأساً للدولة تحفيزاً للزحف إلى سويسرا!
هكذا تُفكر أمريكا! فهل نستبدل جدة بجنيف التي تؤسس لإبتلاع البلاد ومؤسساتها بنصف إبتسامة؟!
عصام الحسين
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً: