موقع النيلين:
2024-09-10@13:37:52 GMT

أمريكا، من ياتو منفذ تدخلك؟!

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

التفكير خارج الحقائق ظل نهجاً للإدارة الأمريكية ، ومُنتجاً لموقفها الدائم تجاه السودان والمُتخِذ من العداء مبدأً، ويتدحرج نحو وضعية المُتفهم حال توفرت للسلطة الحاكمة إرادة وشِدة .. ما يمكُث أن يتصاعد مُتردِّداً ومتشككاً ومتقدماً خُطوة كلما لانت مواقف من بيدهم الأمر وبان عجزهم! وغالباً ما تشطح مخابرات أمريكا في رسم الصورة الذهنية للقادة والتي تتخذ من الظن يقيناً، كالظن بأن نصف ابتسامة تُسيل لُعاب القادة، أو الظن بأن الضغط هو سبيل الريادة!

والذي يشجٍّع هذه العقلية الإستعلائية الجبانة عوامل عديدة من بينها الوقوع تحت تأثير تسطيح ناشطي الداخل المتباينة مواقفهم بتباين حجم الكيد السياسي وقاعدة الإنطلاق الفكري .

. مردوفةً ببراعة المبعوثين الخاصين والقائمين بأعمال السفارة في نقل وجه واحد من الصورة .. متبوعةً بأوهام حلفائها من العربان فيترتب على كل ذلك فشل ذريع في قراءة الواقع السوداني مُفرِّخاً جملة من التصورات المُعيبة والصادمة.

تُثبت التجارب ذلك؛ دع عنك تصنيف أمريكا للسودان بالدولة المارقة والراعية للإرهاب إبان نظام البشير، فقد ظل أسلوب التعاطي الإستعلائي حاضراً في ظل الحكومة سارقة ثورة ديسمبر والتي سعت واستجدت الإدارة الأمريكية وطلبت ودها ودفعت من دم الشعب (335) مليون دولاراً كتعويض لما عُرف بضحايا إرهاب تنظيم القاعدة واستمر الفشل في السياسة الخارجية المعتمدة على الأرزقية من الناشطين فضلاً عن المسئولين الأمريكان ذوي النظرة الأُحادية وحلفاء الخزي والندامة!

التعاطي الإستعلائي دفع المخابرات الإمريكية لتعطيل مُقترح وزارة الخارجية بفرض عقوبات على نائب رئيس مجلس السيادة آنذاك والهالك حالياً بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر التصحيحية، لأن قواته تنفذ نشاطاً إيجابياً تجاه حركة الهجرة غير الشرعية وتجارة البشر! كما دفعت وزارة الخزانة لاتهام شرطة الإحتياطي المركزي بارتكاب إنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان خلال تصديها لما أسمته بالإحتجاجات المُطالبة بالديمقراطية، ثم دفعت مجلسي النواب والشيوخ لتقديم مشروع قرار يستهدف قادة الجيش ويحلُم بتفكيك مؤسساته التصنيعية والمالية.

إستولد هذا التعاطي المُتعالي ما عُرف بالإتفاق الإطاري الذي أدخل البلاد في حرب لعينة، وخاب ظن أمريكا بأن أياماً ثلاث من شأنها أن تفت من عضد المؤسسة العسكرية أمام المليشيا المتمردة، ولما لم يستتب لها ذلك حرَّكت أطرافها الحليفة فكانت مفاوضات جدة والتي أوقعت المليشيا في المصيدة، ولأن أمريكا تقرأ من ذات كتاب الناشطين ومسئوليها غير المسئولين وحلفائها العُربان استخدمت أسلوب الدعوة المُستعلية لمفاوضات جنيف بديلاً لجدة فأظهر الموقف الحكومي إرادة وشٍدة انتزع الاعتراف برئيس المجلس السيادي رأساً للدولة تحفيزاً للزحف إلى سويسرا!

هكذا تُفكر أمريكا! فهل نستبدل جدة بجنيف التي تؤسس لإبتلاع البلاد ومؤسساتها بنصف إبتسامة؟!

عصام الحسين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تفكير المجموع الصِّفري يدمِّر أمريكا

ترجمة: قاسم مكي -

البوكر لعبة مجموع صفري. وكذلك أيضًا ألعاب الأولمبياد. يجب أن يخطر أحدٌ ما قادةَ الولايات المتحدة بأن التقدم الاقتصادي الاجتماعي ليس كذلك. (لعبة المجموع الصفري هي لعبة المنتصر والمهزوم أو اللعبة التي يكسب فيها طرفٌ ما يخسره الطرف الآخر - المترجم).

لقد سقط الجدل حول التحديات الكبيرة التي يشهدها وقتنا الحالي في فخّ الاعتقاد بأن الفوز يتطلب خسارة أحدهم. عقلية المجموع الصفري هذه شكّلتها الهواجس والمخاوف المتزايدة للناخبين الأمريكيين. وهي تقود السياسة في الولايات المتحدة نحو اتجاه مظلم وغريب يناقض تاريخها كديمقراطية سوقٍ ليبرالية مزدهرة.

تفكير المجموع الصفري يتبدَّى في كل مكان ويَشوبُ سياسةَ الهجرة والتجارة والسياسة المناخية والأمن القومي. وإذا ترك دون مواجهة سيقوِّض بالتأكيد ازدهار الولايات المتحدة. لكن لا أحد كما يبدو مهتم بتقديم نظرة بديلة للعالم يكسب فيها كل أحد.

دونالد ترامب هو بطل هذا الفهم المظلم. ففي اعتقاده الموارد والمكاسب محدودة وينبغي الفوز بها أو خسارتها. وعند توليه الرئاسة فرض رسوما جمركية على الواردات للقضاء على العجز التجاري الذي يحاجج بأنه مكسب للبلدان الأجنبية على حساب الأمريكيين. وعبَّر عن استيائه من التحالفات كحلف الناتو. فهو يعتقد أن دعم الدفاع عن أوروبا دون تحقيق أي مكسب للولايات المتحدة إهدار للمال.

لكن نظرة المجموع الصفري للعالم لا يملكها حصريا حزب واحد. فالرئيس جو بايدن عزز حمائية ترامب (وإن كان ذلك بلطف) وعرقل بذلك التقدم في محاربة التغير المناخي. لم يهدد بايدن بسحب تمويل أوكرانيا لكن استراتيجيته العظمى ترتكز أيضا على النظرة التي ترى أن صعود الصين يعني تدهور الولايات المتحدة.

من المستبعد أن تراجع كاملا هاريس هذا الموقف. قد لا تتبنى مقاربات ترامب الجائرة. لكن القليل الذي نعلمه عن مواقفها حول السياسات الخارجية والاقتصادية يشير إلى أنها تشاطر أيضا وجهة النظر التي ترى أن رفاهية الأمريكيين يجب حمايتها من تغوّل الآخرين.

لنأخذ الهجرة التي تشكل «مركز زلزال» تفكير المجموع الصفري في أذهان الناخبين. إنها قضية بالغة الأهمية لمستقبل الولايات المتحدة وموضوعا يسهل تحويله بالتهريج إلى صراع بين الأمريكيين المهددين بالانقراض وبين آخر «مفترس».

هاريس مثلها مثل بايدن سعت إلى النأي بنفسها عن أفكار ترامب غير المعقولة (مثل طرد 11 مليون شخص) لكنها مع ذلك تقود حزبًا ديمقراطيًا يؤمن بأن أحد أعظم تحدياته هو وقف قدوم المهاجرين إلى الولايات المتحدة.

هذا «معقول» سياسيا. فحوالي 55% من الأمريكيين يفضلون تقليل الهجرة، وفقًا لأحدث استطلاع أجرته «جالوب». وتشكل هذه النسبة ارتفاعا حادا من حوالي 28% في عام 2020.

يعتقد الناخبون كما يبدو أن كل مهاجر جديد «يأخذ» على نحو أو آخر «شيئا» من المواطنين المولودين في الولايات المتحدة. لكن هذه الفكرة خاطئة. فالتقليل من الهجرة يجعل الأمريكيين بشكل عام أكثر فقرا.

لنأخذ دراسة بارزة لبرنامج المجتمعات الآمنة الذي وظَّف تطبيق القانون المحلي لاقتسام المعلومات مع سلطات الهجرة بهدف التعرف على المهاجرين غير الشرعيين وإبعادهم. استُحدِث هذا البرنامج أثناء إدارة جورج دبليو بوش في عام 2008 وحافظ عليه الرئيس باراك أوباما حتى عام 2014. وكما كان متوقعا قلل البرنامج توظيف المهاجرين الذكور الذين يُرجّح أنهم يقيمون بصورة غير شرعية. فقد قبِض على بعضهم ورُحِّلوا. ولزم آخرون مساكنهم لتجنب طردهم. وما لم يكن متوقعا بالقدر نفسه أن يخفض البرنامج توظيف المواطنين الذكور. فمن الواضح أن تقليص أعداد عمال البناء المهاجرين سَيَحِدّ من الطلب على مديري أعمال البناء المواطنين.

هنالك دراسات عديدة من هذه الشاكلة. مع ذلك يبدو أن الأبحاث الاقتصادية لا يمكنها اختراق صلابة العداء تجاه الأجانب والشك في أنهم يأتون للاستيلاء على وظائف الأمريكيين وتقويض أجورهم. وكما قال لي مايكل كلمينس أستاذ الاقتصاد بجامعة جورج ميسون «لماذا لا ينظر الناس إلى المواليد المولودين في المشافي ويقولون إنهم سيتسببون في خفض الأجور (عندما يكبرون)؟ لا يقولون ذلك لأنهم «نحن» أما أولئك (الأجانب) الذين ينصبون خيامهم في ديل ريو بولاية تكساس فليسوا نحن».

من الطبيعي أن الساسة يصعب عليهم مقاومة السرديات التي تثير مشاعر ناخبيهم. فمن السهل مجاراة تحيُّزات الناخبين. لكن تفكير المجموع الصفري يمكن أن يلحق ضررًا لا حد له بالمجتمع الأمريكي.

هذا النوع من التفكير له قرون استشعار طويلة. لقد وُجِد أن النظرة إلى العالم التي تضع «نحن» مقابل «هم» تضعف الحافز وبذل الجهد وتبطئ الابتكار وترتبط بضعف الالتزام (بالمبادئ الديمقراطية) مثل حقوق التصويت وبقدرٍ أكبر من الاستعداد للتخلي عن الممارسات الديمقراطية في سبيل الكسب السياسي واستخدام العنف ضد المنافسين السياسيين.

إلى ذلك، وجدت دراسة أجراها علماء نفس بولنديون درسوا معلومات عن 37 بلدًا أن معتقدات المجموع الصفري ترتبط ليس فقط بناتج محلي إجمالي أقل ولكن أيضا بنتائج أسوأ فيما يتعلق بالحوكمة واحترام الحريات المدنية والتعددية ومعايير التنمية البشرية الأخرى.

لحسن الحظ، ترامب فشل في تصفير العجز التجاري. بل زاد في ظل إدارته. فالقضاء على العجز كان سيتطلب خفض الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة مع خطورة الآثار السلبية التي تنجم عن ذلك. وإذا كان قد نجح في بناء جدار لوقف الهجرة لدخلت الولايات المتحدة بسرعة في دوامة مهلكة من شأنها أن تقلّص حجم السكان والقوة العاملة خلال عقد أو نحو ذلك.

ففي وقت يشعر فيه معظم الناخبين البيض الكبار في السن الذين اعتادوا منذ فترة طويلة ممارسة نفوذ لا يبارى بأنهم تضرروا من العولمة والتغير الديموغرافي والتحديات المعقدة كالتغير المناخي قد يبدو تفكير المجموع الصفري وكأنه الملاذ الطبيعي للسياسة الأمريكية. لكنه مدمر للذات. فهو يقوّض الثقة بين الأفراد ويفتت التماسك الاجتماعي. إنه للمفارقة يساهم في إيجاد الندرة والعداء اللَّذَين تتوقع هذه العقلية أن تجدهما.

على قادة السياسة في الولايات المتحدة التصدي لهذه العادات العقلية. إنهم بحاجة إلى أن يدللوا على أن ازدهار الولايات المتحدة وفي الواقع ازدهار كل البلدان التي تتبنى ديمقراطيات حرية السوق قام على أساس مجموع إيجابي (وليس صفريا) للتفاعلات الاقتصادية والاجتماعية التي تُرضِي نتائجُها كل الأطراف.

إدواردو بورتر كاتب افتتاحيات وكاتب رأي بصحيفة واشنطن بوست ومؤلف «السّمّ الأمريكي» وكتاب آخر بعنوان «ثمن كل شيء».

عن واشنطن بوست

مقالات مشابهة

  • تنبيه مهم للمسافرين إلى السعودية عبر منفذ الوديعة: قوات درع الوطن اتخذت قرارًا صارمًا
  • القبض على سعد الصغير فور عودته من أمريكا
  • أمريكا تعلن تدمير منظومتين صاروخيتين ومركبة للحوثيين
  • الاحتلال يكشف عن هوية منفذ عملية الكرامة
  • بوشكيان: كفى التعاطي مع لبنان بمكيالَيْن ومقياسَيْن
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تكشف هوية منفذ عملية معبر الكرامة
  • مقتل منفذ عملية إطلاق النار عند معبر الكرامة بين الأردن وفلسطين
  • عائشة الماجدي: القحاتة الغواصات كلهم بقوا مع المليشيا وباعو الدم
  • تنديد بوحشية العدوان الاسرائيلي ضد الناشطين
  • تفكير المجموع الصِّفري يدمِّر أمريكا