جيل السمنة.. لماذا كان الناس سابقا يتناولون الطعام ولا يزيد وزنهم؟
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
أظهرت الإحصاءات أن وزن البشرية خلال العقود الماضية زاد بشكل عام. منذ عام 1990، تضاعف عدد البالغين الذين يعانون السمنة المفرطة، وتضاعف هذا المؤشر لدى المراهقين 4 مرات.
وفي هذا التقرير الذي نشره موقع "إف بي آر" الروسي، قالت أولغا ستريلكوفا إن العلماء يبحثون عن الأسباب التي تفسّر سبب عدم اكتساب الناس الوزن في السابق، رغم تناول الطعام بكميات كبيرة على عكس ما هو عليه الحال الآن.
يسعى الملايين في جميع أنحاء العالم إلى الحفاظ على صحة جيدة واتباع أسلوب حياة صحي للحفاظ على رشاقتهم. لكن الوضع المتعلق بالسمنة لم يتحسن.
ففي عام 2019، توفي 5 ملايين شخص بسبب الوزن الزائد، في حين يعاني في الوقت الراهن أكثر من ملياري شخص من زيادة الوزن أو السمنة. وبات إنقاص الوزن اليوم يتطلب جهدا هائلا، وبمرور الوقت أصبح يتطلب جهدا مضاعفا. في المقابل، لم تعان الأجيال السابقة من مشاكل زيادة الوزن رغم عدم تقييد أنفسهم بشكل خاص في التغذية كما هو الواقع اليوم.
بالانتقال إلى الطريقة التي يأكل بها الناس في الاتحاد السوفياتي، يشير خبراء التغذية إلى أنهم حاولوا تطبيق أفكار حديثة عن الأكل الصحي الذي يلبي احتياجات الجسم. يتجلى إرث الثقافة الغذائية المتأصلة في الاتحاد السوفياتي في الخوارزمية الغذائية لممثلي الجيل الأكبر سنا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تشخيص السمنة لم يعد يتعلق فقط بمؤشر كتلة الجسمlist 2 of 4رغم التمارين.. لماذا يخسر أشخاص وزنهم أبطأ من غيرهم؟list 3 of 4علماء يكتشفون خلايا عصبية قد تساعد على تقليل مضاعفات أدوية السمنةlist 4 of 4كيف يؤثر الجين المتعلق بالسمنة في الدماغ؟end of list لا يوجد حديث عن الإفراط في تناول الطعاميُكتسب الوزن الزائد عادة عندما تتجاوز كمية السعرات الحرارية المستهلكة حاجيات الجسم. للوهلة الأولى، يمكن استخلاص شيء واضح مفاده أن الناس اليوم يأكلون أكثر. لكن الأبحاث تظهر أن الأمر غير واضح.
أظهر العلماء ذلك باستخدام مثال سكان بريطانيا العظمى، وهي دولة من بين الدول الأوروبية الرائدة في عدد الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة. وكما تبين، خلال نصف القرن الماضي، لم يزد استهلاك السعرات الحرارية اليومية على الإطلاق، بل على العكس من ذلك انخفض.
إذا تحدثنا عن المواطن البريطاني العادي، فإن عدد السعرات الحرارية في نظامه الغذائي اليومي يقدر بـ2130 سعرة حرارية ويشمل كل من الكحول والحلويات. وفي سبعينيات القرن الماضي كانت تقدر بـ2280 سعرة حرارية دون تضمين الكحول ولا الحلويات. مع إدراجها، تصبح 2590 سعرة حرارية يوميا.
الوزن الزائد يُكتسب عادة عندما تتجاوز كمية السعرات الحرارية المستهلكة حاجيات الجسم (بيكسابي) قلة النشاط البدنيعدم ارتباط السمنة بالإفراط في تناول الطعام أدى إلى نشأة فكرة غياب المجهود البدني. في الوقت الراهن، يتبع المجتمع الحديث أسلوب حياة خاملة. وعلى نحو متزايد، يتنقل الناس فقط بين كرسي المكتب والسيارة والأريكة.
ولكن وفقا للدراسات، فإن العاملين في المكاتب ليسوا في طليعة الأكثر عرضة لاكتساب الوزن الزائد. يعد وزن الجسم الزائد أكثر شيوعا وسط الموظفين ذوي المهارات المنخفضة الذين يعملون بجهد بدني. بالإضافة إلى ذلك، فإن النظرة الحديثة لفقدان الوزن تعتبر أن ممارسة الرياضة غير مهمة.
الإفراط في تناول الطعام أدى إلى نشأة فكرة غياب المجهود البدني (بيكسلز) العجز في السعرات الحرارية موجودلم تنكر البيانات المذكورة قواعد نقص السعرات الحرارية لفقدان الوزن. مع ذلك، فقد طرح العلماء نسخة مفادها أن المعاصرين يحتاجون إلى جهد أكبر بكثير لإنقاص الوزن مقارنة بأسلافهم. وأظهرت الأبحاث أن التغييرات قد حدثت في عمل أجسام الجيلين. لذلك، سيتعين على الشباب تناول الطعام بكميات قليلة والتحرك بشكل أكبر.
الأسباب المتوقعة للسمنة عند المعاصرينفي الحقيقة، لم يتم التوصل إلى نتيجة واضحة حول أسباب الزيادة الهائلة في الوزن، ولكن يرجح العلماء بعض الافتراضات وهي أن العمليات الهرمونية المرتبطة بزيادة الوزن والحفاظ عليه يمكن أن تتأثر بمثبطات اللهب الموجودة في الطعام وكذلك المواد الكيميائية المستخدمة في التعبئة والتغليف.
كما تم ربط الاستخدام المتكرر للأدوية مثل مضادات الاكتئاب على مدى العقد الماضي بزيادة الوزن. إلى جانب ذلك، تؤدي المضادات الحيوية المستخدمة في الطب والزراعة إلى تغيير الميكروبيوم (Microbiome) البشري تدريجيا.
والميكروبيوم هو مصطلح يشير إلى مجتمع كامل من الميكروبات (كالبكتيريا والفطريات والفيروسات) التي تعيش داخل أجسام الكائنات الحية، بما في ذلك البشر، أو على أسطحها. يمكن تشبيهه بـ"الغابة الصغيرة" التي تعيش داخلنا وخارجنا، وتؤثر بشكل كبير على صحتنا وحياتنا اليومية. ويساهم الميكروبيوم في عمليات الهضم ويعزز الجهاز المناعي والصحة العقلية. وفي المقابل فإن اختلال توازن الميكروبيوم يمكن أن يساهم في العديد من الأمراض، مثل السمنة، السكري، أمراض القلب، والأمراض المناعية.
وفي العموم، يولي الأطباء اهتماما وثيقا بمسألة اتباع نظام غذائي متوازن لفقدان الوزن. ومع ذلك، يدرك العلماء أن السمنة مرض يعتمد على عوامل كثيرة، ومن الضروري البحث عن طرق للتخلص منها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السعرات الحراریة تناول الطعام الوزن الزائد
إقرأ أيضاً:
ما سبب الشعور بالدوار بعد تناول الطعام؟
يشعر البعض بدوار بعد تناول الطعام. فما أسباب ذلك؟ وللإجابة عن السؤال، قالت مؤسسة القلب الألمانية إن للشعور بالدوار بعد تناول الطعام أسباب عدة، أبرزها انخفاض حاد في ضغط الدم، حيث ينخفض فجأة بمعدل لا يقل عن 20 ملم زئبق.
وإلى جانب الدوار يعاني المريض أيضاً من غثيان، واضطرابات بصرية وضعف، وقد يصل الأمر إلى حد الإغماء، ومن ثم يرتفع خطر التعرض للسقوط ،وما يترتب عليه من عواقب وخيمة مثل الكسور.
وأضافت المؤسسة أنه صييب عادة كبار السن، لا سيما الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو مرض باركنسون، مشيرة إلى أن أسبابه المحتملة تشمل التأثيرات الهرمونية، واضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي، وتلف الأعصاب، وإفراغ المعدة السريع للغاية، فضلاً عن الإصابة بسكتة دماغية سابقة.
ومن الأسباب أيضاً العجز عن تحمل الطعام أو الحساسية تجاه الطعام أو الانخفاض الحاد في سكر الدم.
تدابير مهمة
وعند التحقق من أن السبب انخفاض ضغط الدم، يمكن مواجهته باتخاذ تدابير، مثل تناول عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم بدل 3 وجبات كبيرة، وتناول الطعام ببطء، وشرب من 1 إلى 2 كوب من الماء أو شاي الأعشاب قبل الأكل بحوالي 15 دقيقة، والإقلال من الكربوهيدرات، التي تهضم بسهولة مثل الخبز الأبيض، أو الأرز الأبيض، أو المشروبات السكرية؛ ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
-كم يجب تناول الكثير من الألياف مثل منتجات الحبوب الكاملة، لإبطاء الهضم، مع الراحة بعض الوقت بعد تناول الطعام.
ويمكن أيضاً مواجهة انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام بالأنشطة البدنية، التي تساعد على تحقيق استقرار الدورة الدموية.
أما الذين يتناولون أدوية خفض ضغط الدم، فمن المفيد تفادي تعطي الدواء قبل تناول الطعام مباشرة، وذلك بعد استشارة الطبيب.