خطيبتي تستخف بي أمام أهلها وتثقل كاهلي بما لا أستطيع عليه صبرا
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
سيدتي، حقيقة سعيد أنا لأنني وجدت قلبك الحنون الذي إحتواني في غمرة حيرتي، فلا يفوتني إذن أن أحيي قراء هذا الفضاء الأغر، فضاء “قلوب حائرة”، وها أنا أبث بين يديك ما يرهق بالي وتفكيري.
سيدتي، كأي شاب ملتزم وددت ان أكون أسرة وأبني كيانا، فإخترت فتاة بدت لي مناسبة تتوافق أفكارها وأفكاري.
فتقدمت لخطبتها ولم أتوانى عن ترسيم علاقتي بها بالعقد الشرعي ألا وهو الفاتحة.
ومضيت أتسابق مع الزمن حتى أوفر مستلزمات الزواج وقررت أن لا أتكل على أحد من أهلي أو حتى والداي.
ونظرا لطيبتي وحسن تفكيري، ظننت أن خطيبتي ترى الأمور من نفس الزاوية التي أرى منها أحلامنا. إلاّ أنني سيدتي صدمت.
فخطيبتي سيدتي ومن إخترتها رفيقة لدربي، تريد أن تحيا بعد الزواج حياة المسلسلات من ترف وبذخ.
وهي في كل مرة تطلب مني أمورا تعجيزية، وتخبرني أنني إن وفرتها لها فسأكون بذلك قد رفعت رأسها عاليا أمام أسرتها وقريباتها.
من الأكيد أنني أبتغي أن تكون لي حياة مريحة فيها من الكماليات والضروريات. لكنني سيدتي غير مقتدر ماديا بكل هذا القدر الذي تربوه خطيبتي التي بتّ أحسّها تساومني في مشاعري.
فلست مضطرا سيدتي مثلا لان أنفق كل مرتبي لإقتناء أمور نسوية تريد خطيبتي أن تتفاخر وتتبجّح بها أمام قريباتها. وأنا لازال عليّ أن أؤمّن مستلزمات العرس وحفل الزفاف.
لطالما أخبرتها بذلك وطلبت منها تفهم الأمر، إلا أنني وللأسف لم أجد منها ما يسرّ خاطري.
ما يزيدني دهشة سيدتي أن خطيبتي سليلة أسرة بسيطة ولم أعهدها أن عاشت الترف والبذخ الذي تطالبني به. وهذا ما أجده إجحافا في حقي.
كما انني وعدتها بعد الزواج أن أحاول قدر المستطاع تأمين متطلباتها بما يرضيها ويكون حسب مقدوري.
حيث أنني لست من النوع الذي يرمي بنفسه في غياهب الديون ولست أرضى أبدا أن أحيا مدينا لأحد.
هذه هي تفاصيل مشكلتي سيدتي، وأريد منك ان تريحي قلبي المنهك جازاك الله خيرا.
أخوكم ن.فيصل من الوسط الجزائري.
الرد:هون عليك أخي ولا تحمل نفسك ما لا طاقة لك به، وأتمنى أن يقع ردي عليك وقع السكينة على الروح.
أحيي فيك روح الحلال التي توسمتها، فرحت تقصد بيت الإنسانة التي إبتغيتها رفيقة للدرب ورسمت علاقتك بها.
وأحيي فيك روح المسؤولية واللإتكالية، حيث أنك تريد بناء حياتك بما يرضي الله ويرضيك، فحياك الله وبياك.
مزعجة هي بعض التصرفات اللامسؤولة من الخطيبة التي جعلتك كمن تملك مصباح علاء الدين الذي يكفل لها مارده تحقيق الأماني والأحلام.
ولعل ما أثر حيرتي أن أهلهال يوافقونها الرأي ولا يكبحون جماحها وكأني بهم يدفعونها دفعا لأن تحقق مآربها بك أو عن طريقك.
في زمننا هذا على الفتيات الصادقات أن تبحثن عن الزيجة الهنية التي تضمن من خلالها السعادة والهناء.
وما الأمور المادية من هدايا سوى بهرجة خالية كل الخلوّ من معاني الراحة النفسية.
فقد نملك كل ما هو جميل في حياتنا إلا أنّ السعادة هي الغائب الأكبر.
فكم من زوجة غفلت عن عيوب زوجها حتى وجدت زواجها يمنى بالخيانة لسبب واحد انه أعماها بالهدايا والهبات.
عليك بني أن تضع حدّا لما أراه غطرسة من خطيبتك حيال نيتك الطيبة، ولو إقتضى الأمر أن تحتكم إلى أهلها بحضور أهلك.
ولتكن على يقين أن الأمر لا يدعو للخجل أو الوجل، حيث ان عديد الحروف لا تكتمل إلا بنقاطها. ولا مناص لهذه الخطيبة إلا أن تضع حدّا لكبرياء كاذب لن تجني منه أي شيء.
أتمنى لك السعادة بني وأن تخرج من هذه العقبة بكثير من الراحة النفسية. فلا يمكن لأي مقبل على الزواج لأن يحيا مثل هذه الضغوط فيتحملها لولا أنه متمسك بالميثاق الغليظ.
ولولا أنه مدرك لقدسية الزواج، حماك الله وزاجا مبارك بإذنه تعالى.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
دعاء الصائم قبل الإفطار لتفريج الهم والكرب.. احرص عليه الآن
الصيام ليس مجرد عبادة بدنية تقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة روحانية تفتح أبواب القرب من الله، وتذكّر الإنسان بحقيقة ضعفه وحاجته إلى مولاه.
ومن أعظم ما يمكن أن يفعله الصائم في لحظات الإفطار أن يرفع يديه إلى السماء متضرعًا بالدعاء، متيقنًا بأن الله قريب مجيب، وأن رحمته وسعت كل شيء.
وقد بشّرنا النبي ﷺ بأن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد، فقال في الحديث الشريف: "ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطر، ودعوة المظلوم" (رواه الترمذي). وهذا يدل على أن لحظة الإفطار هي من أرجى الأوقات لقبول الدعاء، خاصة لمن كان يحمل همًا أو كربًا، أو ضاقت به الدنيا وأثقلته الأحزان.
فإن كنت تمر بضيق أو تشعر بأن الهم قد غلبك، فلا تحزن، فإن الله أقرب إليك مما تتصور، يسمع نجواك، ويعلم بحالك، ولا يحتاج منك إلا أن تلجأ إليه بقلب صادق، ولسان ذاكر، ودمعة خاشعة، فتقول:
"اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقدرتك التي قهرت كل شيء، أن تفرّج عني ما أهمني، وتكشف عني ما أحزنني، اللهم يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، ويا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك، اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فسهّله، وإن كان قليلًا فبارك لي فيه، وإن كان كثيرًا فاجعلني من الشاكرين."
ثم توسّل إلى الله بأسمائه الحسنى، وقل:
"اللهم يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي."
ثم استغفر الله وأكثر من الصلاة على النبي ﷺ، وقل:
"اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد، عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، اللهم صلّ على سيدنا محمد في الأولين، وصلّ على سيدنا محمد في الآخرين، وصلّ على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، اللهم اجعل صلواتنا عليه سببًا في رفع البلاء، وتفريج الكرب، وقضاء الحوائج، وشفاء الأسقام، ودفع الشرور، وزيادة البركات، وحسن الختام."
بعد أن تنتهي من الدعاء، اجعل قلبك ممتلئًا باليقين أن الله قد سمعك، وأنه لن يخيب رجاءك، فهو القائل في كتابه العزيز:
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقوله تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ﴾ [النمل: 62].
فلا تظن أن دعاءك يضيع، ولا تيأس إن تأخرت الإجابة، فإن الله أعلم بحالك، وأرحم بك من نفسك، وقد يؤخر الاستجابة لحكمة، أو يدّخر لك بها خيرًا في الدنيا أو الآخرة، أو يصرف بها عنك شرًا لا تعلمه.
أفضل ما يفعله الصائم مع الدعاءإلى جانب الدعاء، هناك أعمال يحبها الله وتكون سببًا في تفريج الهموم، منها:
الاستغفار: قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًا﴾ [نوح: 10-12].
الصدقة: فهي ترفع البلاء وتطفئ غضب الرب، كما قال النبي ﷺ: "داووا مرضاكم بالصدقة" (رواه الطبراني).
حسن الظن بالله: فالله عند ظن عبده به، فإن ظن به خيرًا وجده، وإن ظن غير ذلك فليتحمل عاقبة سوء ظنه.
قراءة القرآن وتدبر معانيه: فالقرآن هو النور الذي يبدد ظلام القلب، وهو الشفاء الذي يزيل الأوجاع، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82].
لا تجعل لحظة الإفطار تمر دون أن ترفع يديك بالدعاء، فما أجمل أن تبدأ فطرك بشكر الله وحمده، وما أكرم أن تجعل دعاءك سبيلاً إلى الفرج والتيسير، وما أعظم أن تطرق باب الكريم الذي لا يرد من دعاه.
فاثبت على الدعاء، وأحسن الظن بالله، وتذكر أن الله قريب منك، أقرب مما تتصور، فلا تترك الدعاء، ولا تيأس من رحمته، وكن على يقين بأن الفرج آتٍ، والهم زائل، بإذن الله الرحمن الرحيم.