عربي21:
2024-11-06@01:34:57 GMT

من مذبحة رابعة إلى مذابح غزة.. القاتل واحد

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

مذبحة مدرسة التابعين في غزة والتي استشهد فيها مائة فلسطيني في دقائق بخلاف مئات الجرحى الآخرين؛ ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق إخوتنا في غزة بينما نحن نتفرج، وننتظر المزيد من المجازر لنمصمص شفاهنا، و"نحوقل" و"نحسبن" كالولايا، دون فعل حقيقي لإنقاذ هذه الأرواح، كما أن مذبحة رابعة الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث لم تكن أول ولا آخر مذبحة لنظام السيسي في مصر، وفي الحالتين (مصر وغزة) كان الهدف واحد والقاتل واحد، وإن تنوعت الطرق وتبدلت الوجوه.



لنسأل أنفسنا بعد أن شاهدنا الجثث الممزقة وحتى المتفحمة من قنابل شديدة التفجير، شديدة الحرارة، ماذا فعلنا لمساعدة هؤلاء الضحايا على الحياة في أمان؟ ماذا فعلنا لإنقاذهم من هذه المذابح؟ هل استنفدنا كل الوسائل؟ هل خارت قوانا إلى هذا الحد؟ هل هانوا علينا إلى هذه الدرجة؟!

من مجزرة المعمداني (17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023) والتي استشهد فيها 500 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، إلى مجزرة مخيم جباليا (31 تشرين الأول/ أكتوبر) التي استشهد وأصيب فيها 400 فلسطيني، إلى مدرسة الفاخورة (18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023) التي راح ضحيتها 200 شهيد ومصاب، إلى مجزرة دوار النابلسي (29 شباط/ فبراير 2024) التي راح ضحيتها 118 شهيدا، و760 مصابا، إلى مجزرة مستشفى الشفاء التي استمرت أسبوعين (بدءا من 18 آذار/ مارس 2024) وراح ضحيتها 400 شهيد بخلاف مئات المصابين، إلى محرقة الخيام في رفح (26 أيار/ مايو) التي راح ضحيتها 45 شهيدا و249 مصابا، إلى مدرسة النصيرات (6 حزيران/ يونيو 2024)، إلى مذبحة المواصي في خان يونس (13 تموز/ يوليو 2024)، والتي راح ضحيتها 90 شهيدا وأكثر من 300 مصاب، مذبحة تسلم أخرى، وفي كل مذبحة استهدف العدو قتل روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، وإقناعه بقبول الاحتلال، لكن شعب الجبارين يثبت كل مرة أنه أكثر تمسكا بحقه في وطن حر مستقل مهما كلفه ذلك من ثمنوصولا إلى مذبحة مدرسة التابعين التي جرت فجر السبت الماضي.. مذبحة تسلم أخرى، وفي كل مذبحة استهدف العدو قتل روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، وإقناعه بقبول الاحتلال، لكن شعب الجبارين يثبت كل مرة أنه أكثر تمسكا بحقه في وطن حر مستقل مهما كلفه ذلك من ثمن.

هل ننتظر حتى يتم تصفية أهل غزة جميعا، ثم نفاخر بتضحياتهم واستشهادهم من أجل قضيتهم؟ هل يطيب لنا العيش بعد رؤية كل هذه الدماء والأشلاء؟ كلا والله، لكنه العجز والوهن الذي أصاب الشعوب العربية والإسلامية، فأصبحت تحب الدنيا وتكره الموت، ولسان حالها: نفسي نفسي، ولا تدري هذه الشعوب أن العدو الصهيوني إذا نجح لا قدر الله في تصفية القضية الفلسطينية، وقتل روح المقاومة الفلسطينية، فإنه سينقل وحشيته وعدوانه إلى الشعوب المجاورة في مصر والأردن ولبنان وسوريا والعراق والسعودية، فهو -رغم حالة التطبيع مع بعض الدول العربية- لم يتراجع عن حلمه في إقامة مملكة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وهذا لن يكون إلا على أشلاء الشعوب التي تقطن هذه المنطقة.

كانت مذبحة رابعة التي تحل ذكراها الحادية عشرة بعد 3 أيام هي المذبحة الأم التي تشارك فيها -تخطيطا وتحريضا وتنفيذا- حلف الثورة المضادة، والذي يضم الكيان الصهيوني إلى جانب بعض الحكومات العربية، وقد أراد هذه الحلف تسويق تلك المذبحة كتطبيق عملي لاستراتيجية الصدمة والرعب، وقد نجحت تلك الاستراتيجية في تخويف قطاعات كبيرة من الشعب المصري، ودفعته لإيثار السلامة تجنبا للتعرض لمذابح مماثلة. والهدف ذاته تكرر في مذابح غزة التي استهدفت ترويع أهلها، وإقناعهم بالاستسلام، لكن المذابح في الحالتين لم تنجح حتى الآن في تحقيق أهدافها الشريرة، حيث لا تزال المقاومة صامدة في غزة مدعومة بحاضنتها الشعبية، كما أن معارضة السيسي لم تختف تماما، بل تتصاعد يوما بعد يوم.

الكيان الصهيوني برمته الآن متهم أمام محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا وانضمت لها العديد من الدول، والحكومة الإسرائيلية متهمة أمام محكمة الجنايات الدولية، حيث طلب المدعي العام للمحكمة إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو، ووزير حربه غالانت، وملف مذبحة رابعة لا يزال مفتوحا لم يغلق في المحافل الدولية لكنه ينتظر اللحظة المناسبة، ولا يستطيع أي من المتهمين الأساسيين في المذبحة زيارة بريطانيا بطريقة عادية لأن ملاحقة قضائية تنتظرهم؛ وفرها حكم سابق من المحكمة العليا البريطانية صدر أواخر العام 2014.

لا نعول كثيرا على القضاء الدولي في ملاحقة المجرمين المتهمين في مذابح مصر وغزة، حيث تتدخل السياسة غالبا لإنقاذ المجرمين الكبار، فالرئيس الأمريكي تدخل بنفسه مهددا المحكمة الجنائية الدولية دفاعا عن نتنياهو، والحكومة البريطانية وفرت من قبل حصانة خاصة لرئيس الأركان المصري الأسبق محمود حجازي في 2015، كما وفرت حصانة مؤقتة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني عام 2016؛ بعد أن استدعتها الشرطة البريطانية للتحقيق في جرائمها خلال اجتياح غزة عام 2008،المجازر التي ارتُكبت في مصر والتي تُرتكب الآن في غزة تحت سمع وبصر العالم يمكن أن تفلت من العقاب القانوني للمجرمين، لكنها لا يمكن أن تسقط من ذاكرة الشعوب، وستظل وقودا لمشاعر الغضب ولكن اللجوء إلى المحاكم الدولية هو جزء من معركة كبرى متعددة الجبهات، وهو يستهدف مطاردة المجرمين دوليا، وقض مضاجعهم، وإرباك تحركاتهم في الحد الأدنى.

وإذا كان اللجوء إلى التقاضي الدولي هو جزء من المعركة، إلا أن الجزء الناقص حتى الآن هو انتفاضة الشعوب العربية والإسلامية دعما للأشقاء في غزة في مواجهة حرب الإبادة التي يتعرضون لها، ورغم القمع الذي تتعرض له هذه الشعوب إلا أن ذلك لا يبرر أبدا تقاعسها في وقت تتحرك فيه بقية الشعوب غير العربية أو المسلمة، وفي الوقت نفسه فإن تخاذل الحكومات العربية والإسلامية عن إنقاذ الأشقاء، واستخدام كل الوسائل لوقف العدوان الإسرائيلي عليهم، وقمع شعوبهم التي تريد القيام بواجبها تجاه أشقائها، لن يمر مرور الكرام، والتاريخ يشهد أن نكبة 1948 كانت سببا في تفجير ثورات ضد عدة نظم عربية، وهو ما سيتكرر مجددا.

المجازر التي ارتُكبت في مصر والتي تُرتكب الآن في غزة تحت سمع وبصر العالم يمكن أن تفلت من العقاب القانوني للمجرمين، لكنها لا يمكن أن تسقط من ذاكرة الشعوب، وستظل وقودا لمشاعر الغضب والثأر والانتقام، وهو ما لن يتوقف على المنفذين فقط بل سيطال داعميهم، وساعتها عليهم أن يتوقفوا عن طرح السؤال مجددا.. لماذا يكرهوننا؟

x.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المجازر رابعة مصر السيسي الاحتلال مصر رابعة السيسي غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التی راح ضحیتها مذبحة رابعة یمکن أن فی غزة فی مصر

إقرأ أيضاً:

من التضليل للتنفيذ.. كيف أوقعت القسام وحدة الأشباح في الكمين القاتل؟

#سواليف

كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية ان مقاومي كتائب الشهيد عز الدين #القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ” #حماس “، مارسوا تضليلًا في #جباليا، أدى إلى #مقتل #ضابط و3 جنودٍ من #وحدة_الأشباح في جيش الاحتلال، نهاية أكتوبر\تشرين الأول الماضي.

وقال الصحية، إن “مقاتلي حماس ضللوا #جيش_الاحتلال في العملية التي أدت لمقتل 4 من عناصر وحدة الأشباح، فبدل أن يفخخوا الطابق الأول في المبنى وهو مركز الخطر عادة، قاموا بتفخيخ الطابق الثاني لإيهام الجنود أن المبنى آمن وقد نجحت خطتهم بالفعل”

وأشارت إلى أن مقاتلي القسام بدأوا بتغيير أنماط قتالهم، والآن يقومون بتحويل القذائف إلى #عبوات_ناسفة شديدة الانفجار، وقد ثبت أن هذا سلاح فعال فقد أدى لمقتل عدد من الجنود في جباليا

مقالات ذات صلة الاحتلال يرتكب 5 مجازر في قطاع غزة خلال يوم 2024/10/30

وفي نهاية أكتوبر\تشرين الأول الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميا مقتل ضابط وثلاثة جنود في “وحدة 888” بجيش الاحتلال، في كمين للمقاومة شمال قطاع غزة.

وأضاف جيش الاحتلال في بيانه، إن ضابطًا أصيب بجروح خطيرة في كمين المقاومة بجباليا الذي قُتل فيه ضابط و3 جنود، وأشار جيش الاحتلال، في بيان، إلى إصابة ضابط بجروح خطيرة من الوحدة نفسها أيضا في المعركة ذاتها.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجيش تأكيده أن العسكريين الأربعة قتلوا جراء انفجار عبوة ناسفة داخل أحد المباني في جباليا بشمال القطاع.

في 7 أكتوبر\تشرين الأول 2023 قتلت نخبة القسام من الوحدة: قائد الوحدة “روي ليفي”، ومسؤول التدريب “يوتام بن بيست”، ومسؤول التنسيق في الوحدة “يوناتان جوتين”، والضابط “إيتاي نحياس”.

والوحدة “888”، أو وحدة الشبح، هي وحدة قتالية خاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعمل في إطار الذراع البرية، وأنشأها الاحتلال خلال عام 2019 كجزء من خطة “تنوفا”.

ودرب جيش الاحتلال عناصر الوحدة للقتال في جميع الساحات والتضاريس وبمختلف أنواع الأسلحة، وهي مزوردة بالأسلحة الرشاشة والمسدسات والقذائف والطائرات المسيرة الهجومية ، وكان أول اختبار عملي للوحدة في أغسطس 2020 على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة

وتتكون من مئات الجنود الذين تم تجميعهم من وحدات النخبة والاستخبارات، وتجمع بين المشاة والمدرعات والهندسة القتالية والمدفعية والقدرة على جمع المعلومات الاستخبارية.

حيث يتم اختيار جنود الوحدة من: وحدة يهلوم، الوحدة 444، وحدة الكلاب، دوفدفان، ماجلان، أغوز، غولاني، جفعاتي، بالإضافة إلى وحدات الاستخبارات القتالية، وسلاح الجو

مقالات مشابهة

  • الانتخابات الأمريكية.. البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الأعظم
  • مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية
  • لحضور الباحث الاجتماعي.. تأجيل إعادة إجراءات محاكمة 4 متهمين بـ" فض اعتصام رابعة"
  • «سموم الإسكندرية» يحذر من خطورة «القاتل الصامت» أثناء الاستحمام
  • بالفيديو.. احتفال مجنون من«مورينيو» بعد هدف «أمرابط» القاتل
  • بعد قليل.. إعادة إجراءات محاكمة 4 متهمين بـ "فض إعتصام رابعة"
  • روما يتلقى خسارة رابعة على يد فيرونا
  • شاهد.. مورينيو يحتفل بطريقة جنونية بهدف الفوز القاتل على طرابزون
  • من التضليل للتنفيذ.. كيف أوقعت القسام وحدة الأشباح في الكمين القاتل؟
  • تأجيل محاكمة رئيس المخابرات نظام القذافي عبدالله السنوسي إلى 1 ديسمبر المقبل