11 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: يواجه العراق تحديات كبيرة فيما يتعلق بإدارته المالية، حيث تزايد الدين الداخلي ليصل إلى 80 تريليون دينار عراقي، مما يمثل أكثر من 40% من الناتج الإجمالي وحوالي 80% من قيمة الإيرادات السنوية.

هذا الوضع يثير مخاوف حول استدامة المالية العامة في البلاد، خاصة مع تزايد النفقات التشغيلية وتوجيه الاستدانة لتغطية هذه النفقات بدلاً من الاستثمارات التي تعزز الاقتصاد.

و تعتبر موازنة العراق واحدة من أكبر الموازنات في المنطقة من حيث حجم الإنفاق، إلا أنها تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط التي تشكل الجزء الأكبر من الإيرادات.

وفي ظل هذه الظروف، فإن الدين الداخلي يتزايد بمعدلات خطيرة. الديون عادةً ما تُستخدم في البلدان النامية لتطوير البنى التحتية والمشاريع الاقتصادية، ولكن في حالة العراق، يتم استخدام القروض بشكل رئيسي لتغطية النفقات التشغيلية، مثل الرواتب والدعم الحكومي، و هذه الممارسة تؤدي إلى مشاكل خطيرة على المدى الطويل، حيث أن الأموال المستدانة لا تساهم في خلق أصول منتجة أو تحسين في البنية الاقتصادية للبلد.

و استمرار الحكومة في الاستدانة دون وجود ضوابط وآليات واضحة للحد من سقف الدين الداخلي سيؤدي إلى تفاقم الأزمة المالية. هذه الديون، التي تتطلب فوائد مستمرة وسداد على مدى سنوات، ستصبح عبئًا على الأجيال القادمة. ومع ضعف الرقابة الحالية على كيفية إنفاق هذه الأموال، فإن العراق قد يواجه خطرًا حقيقيًا في المستقبل، خاصة إذا ما انخفضت أسعار النفط العالمية، وهو المصدر الرئيسي للإيرادات.

أشار المحلل الاقتصادي منار العبيدي بأن من يعتقد أن الدين الداخلي غير مؤثر لأن الحكومة تستدين من المؤسسات المالية المحلية هو بعيد عن الواقع. هذه الأموال هي في الأساس أموال المواطنين المودعة في البنوك، وعجز الحكومة عن السداد قد يؤدي إلى أزمة مصرفية، كما حدث في لبنان.

وعدم القدرة على سداد هذه الديون قد يؤدي إلى فقدان الثقة في النظام المصرفي، وهو أمر له تداعيات كارثية على الاقتصاد.

ودعا العبيدي إلى ضرورة تحجيم النفقات التشغيلية وتوجيه القروض نحو الاستثمارات التي تخلق فرص عمل وتخفف من الضغط على القطاع العام. هذا التحذير له أهمية خاصة في ظل الارتفاع الحالي في أسعار النفط، حيث يجب أن تُستغل هذه الفترة لتعزيز الاقتصاد بدلاً من الاعتماد على الاستدانة.

والوضع المالي في العراق يتطلب إصلاحات جذرية وفورية لتجنب المزيد من التدهور، و الدين الداخلي، إذا لم تتم إدارته بحكمة، سيؤدي إلى نتائج كارثية على الاقتصاد الوطني.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الدین الداخلی

إقرأ أيضاً:

إجراءات ترامب تهدد بايقاف مشاريع ومنظمات مدنية تمولها امريكا

5 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:  جاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجميد برنامج المساعدات الخارجية ليضع العراق أمام أزمة جديدة، تهدد المشاريع التنموية والإنسانية التي تنفذها منظمات أميركية ودولية في البلاد.

وأكدت مصادر سياسية في بغداد أن هذا القرار قد يؤدي إلى توقف عشرات المشاريع التي تتركز في قطاعات إعادة الإعمار ودعم النازحين وتنمية المجتمعات المتضررة من العنف والإرهاب، خاصة في المناطق الشمالية والغربية من العراق.

وتدير الولايات المتحدة عبر وزارتي الخارجية والدفاع، إلى جانب وكالة التنمية الأميركية، مشاريع تقدر بملايين الدولارات، كما تدعم امريكا منظمات المجتمع المدني، و جهات تدافع عن النساء والمثلية والتحرر الفكري.

ورغم أن القرار لم يؤدِ إلى توقف فوري للمشاريع، إلا أن تأثيراته بدأت تظهر بالفعل، حيث أوقفت المنظمات الأميركية في العراق استقبال أي طلبات جديدة للتمويل.

وأكد نواب في البرلمان العراقي أن توقف التمويل الأميركي سيضع العراق أمام تحديات كبيرة، مشيرين إلى أن المنظمات المحلية تعتمد بشكل رئيسي على الدعم الخارجي، خاصة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وفي المقابل، اعترف ناشطون في المجتمع المدني العراقي بوجود فساد في إدارة المنح والمساعدات، وأشار أحدهم إلى أن الأموال لا تصل إلى المستفيدين بشكل مباشر، بل تمر عبر وسطاء مثل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مما يفتح الباب أمام التلاعب والهدر المالي.

وأوضح أن من بين المشاريع التي قد تتأثر بشكل مباشر، مشروع إعادة العوائل العراقية من مخيم الهول السوري إلى العراق، حيث تموّل وكالة التنمية الأميركية برامج إعادة إدماج هذه العوائل في المجتمع. كما أن مشاريع أخرى مثل “تعافي”، الذي يعنى بتأهيل المجتمعات المتضررة من النزاعات، قد تواجه مصيراً مشابهاً.

ورأى محللون أن تقليص أو وقف التمويل الأميركي سيؤثر على برامج حساسة تتجنب الحكومة العراقية التعامل معها لأسباب سياسية، مثل دعم إعادة إدماج العائدين من النزوح ومحاربة التطرف العنيف، وهي ملفات تولتها منظمات دولية بدعم أميركي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق يدعو للوقوف بحزم ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين
  • قائد الناتو: بعثتنا بالعراق غير عسكرية وبدعوة من الحكومة للمساعدة بالتدريب
  • بين التجربة الخليجية والتردد العراقي.. أبن حلم الصندوق السيادي؟
  • بعد تصريحات ترامب: صنبور الغاز يغلق و العراق نحو أزمة طاقة خانقة!
  • إجراءات ترامب تهدد بايقاف مشاريع ومنظمات مدنية تمولها امريكا
  • علي المؤيد.. قائد التحول الرقمي والإعلامي في العراق
  • إنهاء برنامج الاستدامة المالية
  • موعد خروج القوات الأميركية من العراق يزداد غموضًا وسط متغيرات إقليمية متسارعة
  • الاحتجاجات في السليمانية ترتدي الأكفان
  • لماذا يخشون الربط السككي مع إيران ولا يخشون الارتهان للآخرين؟