هاريس تستميل الناخبين بالوعود وتتقدم باستطلاعات الرأي
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
أطلقت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة كامالا هاريس حزمة وعود انتخابية خلال جولتها الانتخابية التي قادتها إلى عدد من الولايات المتأرجحة واختتمتها في لاس فيغاس أمس السبت متقدمة في استطلاعات الرأي على منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وفي حالة نادرة من التداخل بين المرشحين المتنافسين، وعدت هاريس بالعمل على إلغاء الضرائب على الإكراميات المدفوعة لموظفي المطاعم وغيرها من صناعة الخدمات، مرددة تعهدا قطعه خصمها ترامب.
جاء هذا الوعد في خطابها أمام تجمع حاشد في حرم جامعة نيفادا بولاية لاس فيغاس، حيث يعتمد الاقتصاد هناك بشكل كبير على صناعات الفنادق والمطاعم والترفيه.
وقد سبقها إلى هذا الوعد منافسها ترامب الذي تعهد بالشيء نفسه في تجمعه الجماهيري في المدينة في يونيو/حزيران الماضي، رغم أنه من غير المرجح أن يتمكن هو أو هاريس من القيام بذلك بالكامل دون إجراءات من الكونغرس.
وقالت هاريس إن "وعدي للجميع هنا هو أنه عندما أصبح رئيسة، سنواصل كفاحنا من أجل الأسر العاملة في أميركا. منها رفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء الضرائب على الإكراميات للعاملين في مجال الخدمات والضيافة".
وبعد فترة وجيزة من خطابها، رد ترامب على موقعه بوسائل التواصل الاجتماعي قائلا "هاريس نسخت -حالا- سياستي الخاصة بعدم فرض ضرائب على الإكراميات"، مضيفا "الفرق هو أنها لن تفعل ذلك، إنها تريد ذلك لأغراض سياسية فقط.. كانت هذه فكرة ترامب فليس لديها أفكار، ولا يمكنها إلا أن تسرق مني".
أما حملة هاريس، فقالت بعد ذلك إنها ستعمل كرئيسة مع الكونغرس لصياغة اقتراح يتضمن حدا للدخل وأحكاما أخرى لمنع مديري صناديق التحوط والمحامين من هيكلة تعويضاتهم لمحاولة الاستفادة من السياسة. كما ستدفع باتجاه الاقتراح إلى جانب اقتراح آخر لزيادة الحد الأدنى للأجور الفدرالية.
هاريس تتقدم على ترامب في استطلاعات رأي الناخبين في 3 ولايات متأرجحة (رويترز) استمالةوقصدت هاريس وزميلها في الترشح، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، ولاية نيفادا أمس كمحطة أخيرة في حملة انتخابية في 5 ولايات متأرجحة أظهر فيها حزبهما طاقة جديدة بعد خروج الرئيس جو بايدن من السباق وتأييده لهاريس.
وقالت حملتها إن نائبة الرئيس ستقيم اليوم الأحد حملة لجمع التبرعات في سان فرانسيسكو جمعت بالفعل أكثر من 12 مليون دولار، مع رئيسة مجلس النواب الفخرية نانسي بيلوسي من بين أولئك الذين سيتحدثون.
وفي نيفادا، احتشد أكثر من 12 ألف شخص داخل ساحة كرة السلة في الحرم الجامعي أمس، وقبل بدء الحدث، أوقفت سلطات إنفاذ القانون المحلية الدخول إلى الحدث "نظرا لارتفاع درجة حرارة الجو".
وكجزء من أهداف الرحلة، تأمل هاريس في بناء دعم أكبر بين الناخبين اللاتينيين حيث سبق وهزم الرئيس جو بايدن ترامب بفارق ضئيل بنسبة 2.4 نقطة مئوية في نيفادا بالانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020.
وأعلن "اتحاد العاملين في مجال الطهي" الذي يبلغ عدد أعضائه 60 ألفا تأييده لهاريس. وحوالي 54% من أعضاء النقابة من أصل لاتيني، و55% من النساء و60% من المهاجرين.
كما أصدر الاتحاد بيانا يدعم دعوة هاريس لزيادة الحد الأدنى للأجور و"ضمان عدم فرض ضرائب على الإكراميات للعاملين في مجال الخدمة والضيافة".
ووعدت هاريس بإلغاء ضريبة الإكراميات ضمن جزء من نداء أوسع لتعزيز الطبقة المتوسطة في البلاد، مستغلة موضوعا كان محورا لمحاولة إعادة انتخاب بايدن التي انتهت الآن. وقالت "نحن نؤمن بمستقبل نخفض فيه تكلفة المعيشة لأسر أميركا، حتى تتاح لهم الفرصة، ليس فقط للنجاح، ولكن للمضي قدما".
كما وعدت نائبة الرئيس بمعالجة قضية الهجرة، حيث اتجهت بقوة إلى هذه القضية كما فعلت في الليلة السابقة خلال تجمع في أريزونا. وقالت هاريس في لاس فيغاس "نعلم أن نظام الهجرة لدينا معطل، ونعرف ما يلزم لإصلاحه".
وأيدت "مسارا مكتسبا للحصول على الجنسية" لبعض الأشخاص الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني وانتقدت ترامب، الذي قالت إنه "يتحدث كثيرا عن أمن الحدود لكنه لا يطبق ما يقوله".
وحاولت نائبة الرئيس في الأسابيع الأخيرة اغتنام الفرصة للهجوم السياسي على قضية استخدمها ترامب وكبار الجمهوريين بشكل متكرر لانتقادها وإدارة بايدن. أملا منها في الفوز بأغلبية الأصوات في الانتخابات.
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات المقبلة دونالد ترامب (الفرنسية) استطلاعاتفي غضون ذلك، أظهرت أحدث استطلاعات رأي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع "كلية سيينا" تقدم هاريس على ترامب (78 عاما) بـ4 نقاط (50% مقابل 46%) في كل من ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.
ويمثل هذا "تحولا كبيرا" مقارنة باستطلاعات الرأي السابقة، التي وجدت أن ترامب يتقدم على هاريس بمتوسط نقطة أو نقطتين في الولايات الثلاث ذاتها.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإنه دخول هاريس السباق الرئاسي، قلب الأساسيات التي تقوم عليها هذه الانتخابات رأسا على عقب، بالرغم من أنه يظل من الصعب تفسير سبب تحول استطلاعات الرأي من أسبوع إلى آخر، أو من شهر إلى آخر.
وبحسب نظام المجمع الناخب المعتمد في الانتخابات الرئاسية، تعد هذه الولايات الثلاث الواقعة في وسط غرب البلاد وذات التعداد السكاني المرتفع، حاسمة في تحديد الفائز بانتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتختلف نتيجة الاستطلاعات الجديدة بشكل جذري عن تلك التي سادت على مدى نحو عام، وكان فيها ترامب متقدما أو متعادلا مع الرئيس جو بايدن الذي كان المرشح المرجح للحزب الديموقراطي، قبل أن ينسحب من السباق في يوليو/تموز الماضي، ويدعم نائبته هاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي بدلا منه.
لكن اتجاه الاستطلاعات لا يزال قابلا للتغير في الأشهر الفاصلة عن موعد الانتخابات، إذ أظهرت النتائج أن الناخبين ما زالوا يفضلون ترامب في عدد من القضايا الأساسية مثل الهجرة والاقتصاد، في حين أن المستطلعين منحوا هاريس تقدما بفارق 24 نقطة ردا على سؤال بشأن قضية الإجهاض.
وقللت حملة ترامب من شأن نتائج الاستطلاعات الجديدة، مشككة بالمنهجية المعتمدة في إجرائها. ولمّحت إلى أن نشرها يأتي "بقصد وهدف واضحين لتثبيط الدعم للرئيس ترامب"، وفق رأيها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جو بايدن استطلاعات الرأی
إقرأ أيضاً:
الطريق السهل لـ ترامب وتعثر بايدن بالمناظرة التاريخية.. 5 قصص سياسية تحدد ملامح عام 2024 بأمريكا
مع اقتراب عام 2024 من نهايته، وعودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وخروج الرئيس جو بايدن، وانطلاق الكونجرس الجديد الشهر المقبل، نستعرض أهم القصص السياسية التي شكلت عام 2024 في أمريكا خاصة الانتخابات الأمريكية، وذلك بترتيب تنازلي وفقًا لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية.
الطريق السهل لترامب نحو ترشيح الحزب الجمهوريمع بداية عام 2024، لم يكن هناك ما يضمن أن يكون ترامب مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، إذ كان حاكم فلوريدا رون دي سانتيس قريبًا منه في استطلاعات الرأي المبكرة؛ وكان لدى السيناتور تيم سكوت، جمهوري من ساوث كارولينا، بعض الزخم والمال؛ وكانت السفيرة السابقة للأمم المتحدة نيكي هيلي لديها مقومات منافس هائل.
ولكن في النهاية، فاز ترامب بكل سباقات ترشيح الحزب الجمهوري - باستثناء فيرمونت وواشنطن العاصمة.
وحتى بعد هزيمته في عام 2020، والهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021، والأداء المخيب للآمال للحزب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، كانت قبضة ترامب على الحزب الجمهوري واضحة في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التمهيدية التي أظهرت أن نصف الناخبين الجمهوريين أو أكثر أرادوا استمراره في منصب زعيم الحزب.
التحديات القانونية التي واجهها ترامبتميزت انتخابات 2024 بانقسام شديد وذلك بين نشاط حملة ترامب والدراما في قاعة المحكمة.
وواجه ترامب أربع لوائح اتهام منفصلة وأدين في النهاية بـ 34 تهمة جنائية في قضية الأموال السرية. كان من المفترض أن تمثل جميعها واحدة من اللحظات الحاسمة في الانتخابات.
لكن من الناحية السياسية، لم تخدم هذه القضايا إلى حد كبير إلا في مساعدة ترامب على حشد قاعدة الحزب الجمهوري حوله.
وتلاشت العديد من القضايا بعد أن تمكن ترامب من تأخير الإجراءات والحكم، وبعد فوزه في نوفمبر الماضي.
المناظرة الرئاسية التي غيرت كل شيءقبل مناظرة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن وخليفته المنتخب دونالد ترامب في يونيو، كان لدى العديد من الناخبين بالفعل مخاوف بشأن عمر الرئيس المنتهية ولايته وملاءمته لولاية أخرى.
وأكدت المناظرة تلك المخاوف، حيث تعثر كثيرًا في كلماته وبدا ضعيفًا على خشبة المسرح.
وأثار الأداء على الفور أجراس الإنذار الديمقراطيةـ لكن بايدن تعهد بالبقاء في السباق، حتى مع تزايد الدعوات من داخل حزبه له بالتنحي، لينسحب بعد شهر وتترشح نائبته كاميلا هاريس بدلًا عنه.
هاريس أكثر شعبية من بايدنبعد خروج بايدن، اجتمع الحزب الديمقراطي لترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي استمتعت بشهر عسل سياسي.
وفي استطلاع لشبكة “إن بي سي نيوز” الأخير قبل الانتخابات، حصلت هاريس على تصنيف إيجابي بنسبة 43٪ إيجابي، و50٪ سلبي (-7 تصنيف صافٍ) - وهو أعلى بكثير من درجة بايدن التي بلغت 35٪ إيجابية، و52٪ سلبية (-17).
لكن أرقام هاريس لم تكن بعيدة عن أرقام ترامب: 42٪ إيجابية، و51٪ سلبية (-9).
المخاوف بشأن التضخم والاقتصادعلى الرغم من خلق فرص العمل القوية وتباطؤ التضخم إلى أدنى مستوى له منذ عام 2021، لم يكن معظم الناخبين الأمريكيين سعداء بالاقتصاد أو تعامل بايدن معه.
وقال ثلثا الناخبين إن دخل أسرهم أصبح أقل من تكاليف المعيشة، وقال 25% فقط من الناخبين إن سياسات بايدن تساعد أسرهم (مقارنة بـ 44% قالوا ذلك عن ترامب عندما كان رئيسًا)، وفقًا لاستطلاع أجرته شبكة “إن بي سي نيوز”.
ولفت أيضًا إلى أن 32% من الناخبين قالوا إن الاقتصاد هو قضيتهم الأكثر أهمية - وتفوق ترامب على هاريس في حديثه عن الاقتصاد بنسبة 81% مقابل 18%.