ما يحدث لأهل غزة إبادة جماعية يقولون والكاميرات ترصد وتوثق، ما يحدث لأهل غزة جرائم لم يشهد العالم مثيل لها في تاريخه القريب، قولُ لا يجدي ما لم يسعفه فعل.
فمن يملك إذن وقف الحرب التي يَضِجُّ العالم لوقفها؟ سواء في الجمعية العامة للأمم المتحدة الممثلة بالفعل للأمم المتحدة، أو في الشوارع المعبرة للضمير الإنساني
إلي من يتوجه الأمين العام للأمم المتحدة والأحرار في العالم دولاً وشعوبا بالنداء حين يقولون أوقفوا الحرب؟
تلك هي إنشغالات العالم اليوم في الشرق والغرب، لكن هناك دولة واحدة هي من تعيق قرار وقف الحرب في غزة فكالما تقدم مقترح من دولة أو أخري لمجلس الأمن لإصدار قرار بوقف الحرب أو إن صح التعبير إيقاف الإبادة الجماعية، تقف تلك الدولة بالمرصاد لهذا المقترح رافعة يدها بحق الفيتو، فتقول( لا)إنها الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الأكبر في التاريخ لإسرائيل بكل الطرق سواء سياسيا، أو دبلوماسيا وماليا وبالأساطيل ترسلها حماية لإسرائيل وتتصدي لكل خطر عليها، وتتوعد من يجرأ على المساس بأمن إسرائيل فالولايات المتحدة الأمريكية عوضاً عن التدخل لوقف الحرب اختارت أن تكون طرفا فيها.
فالدبلوماسية الأمريكية متهمه بأنها غير منشغلة إلا بتحرير أسري إسرائيل لدي حماس، ف ها هي أمريكا التي لطالما رفعت شعار حقوق الإنسان وأخدت علي عاتقها مسؤلية حماية حقوق الإنسان وتنذر وتتوعد كل من يجرأ علي المساس بتلك الحقوق، لكن إذواجية المعايير تفضح زيف تلك التحضر الأمريكي المزعوم حين تشاهد كيف تتعامل الإدارة الأمريكية مع الفلسطيني والإسرائيلي.
فأبسط حقوق الإنسان في غزة هي الحياة التي تسلبها منه دولة الاحتلال بالسلاح الأمريكي والدعم الاستخباري والمالي والعسكري والسياسي والدبلوماسي التي تقدمة أمريكا لإسرائيل.
لكن حين تسال أين الفلسطيني من الرؤية الأمريكية وكيف تراه الإدارة الأمريكية فهي غير مهتمة بالفلسطينين يموتون بالقصف ولا مكان أمن او بالجوع والطعام إلى نفاذ بسبب الحصار، أو بالجراح لا تطبيب لها وقد انعدم الدواء.
والهاجس الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هو ترتيب وضع لا تشكل فيه حماس خطرا علي إسرائيل سواء تم ذلك بالقضاء علي حماس او الضغط علي الفلسطينين للجوء خارج غزة، لتنتهي القضية الفلسطينية إلى الأبد.
فهل تنتصر المقاومة بعد صمود أسطوري لقرابة العام من الحرب الدائرة صباح مساء مع الخلل الهائل في ميزان القوي لصالح إسرائيل؟!!!
أم أن هناك حل قريب لوقف تلك الحرب العبثية التي قضت علي كل أشكال الحياة في قطاع غزة؟؟؟
لا حل يلوح في الأفق، فلا المقاومة هُزمت، ولا إسرائيل أوقفت الحرب، علاوة علي أنه لم يتحقق أي من أهداف الحرب التي وضعتها إسرائيل.
فالقسام والمقاومة مجتمعين يقاتلون الجنود الغزاة، أما ألة القتل العشوائي الإسرائلية تقصف الأطفال والشيوخ والنساء الأبرياء.
وفي الختام أسال الله أن يكون عونا ونصيرا لأهلنا في غزة ضد هذا الاحتلال الغاشم وأن يحفظ مصر وسائر بلاد العالمين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات
إقرأ أيضاً:
نتانياهو يحارب العالم
لم يعد بنيامين نتانياهو مجرد رئيس وزراء يقود حرباً ضد غزة بل ضد العالم، وهو يخوضها بكل وحشية وبشاعة مجدداً دون أي حجة لها علاقة باستهداف «حماس»، بل ضحاياه اليوم من الأطفال والنساء والأبرياء الذين جوَّعهم طوال فترة إيقاف الحرب ضمن جزء من معركته الشخصية والخاصة والشاملة ضد كل من يهدد سلطته، خصوصاً داخل إسرائيل من المعارضة السياسية وحتى مؤسسات الدولة الإسرائيلية نفسها.
في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى وقف الحرب، والحد من المجازر بحق المدنيين والأطفال، يصرّ نتانياهو على التصعيد، رافضاً الالتزام بوقف الحرب واستئناف المفاوضات، متجاهلاً كل الضغوط الدولية، كأن معركته ليست فقط ضد أهل غزة، بل ضد كل من ينادي بإنهاء العنف من كل الأطراف.وحشية وهيستيريا نتانياهو تجسدت في صراخه في المحكمة: «لقد سلبوا حياتي، لقد سلبوا حياة عائلتي، لقد دفعونا إلى أبواب الجحيم!»، لكن السؤال الأهم: من هم؟ «حماس»، أم خصومه السياسيون، أم العالم الذي يرفض أساليبه القمعية؟
والحال أنه بدا بوضوح الآن أن تصرفات نتانياهو لا علاقة لها بأمن إسرائيل، بل من أجل بقائه الشخصي في السلطة، ولا أدلَّ على ذلك من إقالة رئيس «الشاباك»، رونين بار والتي تعد جزءاً من مسلسل الارتباك السياسي المحمول على التفوق العسكري، هذا الارتباك المتمثل في حملته المستمرة لتصفية كل من يشكّل تهديداً لحُكمه، بعد أن كشف الجهاز إخفاقات السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتورط نتانياهو في تمرير الأموال لحركة «حماس».
دعونا نتذكر جيداً أن هذه الإقالة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ فقد سبقتها إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق لإقالة رئيس الأركان الإسرائيلي، وتعيين شخصيات أكثر ولاءً له، مثل إيال زامير، ومن هنا يمكن القول بناءً على السياق الداخلي للجدل الإسرائيلي حول هذه الهيستيريا المتلبسة بقناع السياسة، إن قراراته تكشف أنَّه يسعى إلى تشكيل نظام أمني يخدم مصالحه السياسية أولاً وأخيراً، حتى لو أدى ذلك إلى تفكيك مؤسسات الدولة ذاتها، وهذا صوت يتنامى داخل الأوساط البحثية الإسرائيلية بما فيها المناهضة لوجود «حماس».
استراتيجية ما أصفه بالهيستيريا السياسية اختزلها نتانياهو بطريق واحد يقود لبقائه في السلطة، وهو إبقاء إسرائيل في حالة حرب دائمة، والمعادلة أن كل تصعيد في غزة مهما كانت تكلفة الضحايا من الأبرياء والمدنيين، يضمن له استمرار الدعم من اليمين المتطرف، ويشتت الأنظار عن أزماته الداخلية.
مفهوم الحرب النتانياهوي لم يعد مجرد وسيلة لحماية الإسرائيليين، بل أداء لتكريس السلطوية، فبينما يعاني الرهائن المحتجزون، يركز هو على رفع دعاوى قضائية ضد خصومه، متهماً إياهم بالتشهير، في محاولة يائسة لإسكات أي معارضة، وربما كانت محاولة ترمب في فتح قنوات خلفية للتواصل مع «حماس» كانت جزءاً من الشعور بالإحباط من هذا الانسداد السياسي، والتي يمكن الآن مع مزيد من الضغط الدولي، والمرجح أن تقوده السعودية التي جاء بيانها بلغة قوية وثابتة، حين أكدت استنكارها بأشد العبارات استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة، وقصفها المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني.
من المرجح مع سقوط مزيد من الضحايا واستمرار الحرب وعدم العودة إلى وقفها، أن تشتد عزلة إسرائيل الدولية ويزداد الغضب الداخلي، خصوصاً في مسألة مصير الرهائن، ومع ذلك لا يبدو أن سقوطاً مدوياً لنتانياهو يلوح في الأفق لسبب بسيط، وهو أن الرجل مستعد لإحراق كل شيء قبل أن يترك السلطة، حتى لو كان الثمن هو مستقبل إسرائيل نفسها.
اليوم تأكد أن الحديث عن أي مشاريع سلام أو تهدئة قبل حل شامل وإيقاف نزف الدماء لا معنى له، فالقضية اليوم مرتبطة عند عقلاء العالم بضرورة حل جذري، وهو ما لم تتضح له أي أفق... نتانياهو اليوم لا يحارب أهل غزة بل يحارب العالم!