جنيف - صفا طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بإقالة المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، " أليس جيل إدواردز"، على خلفية تقصيرها في أداء مهامها المنوطة بها، وعدم التعامل بموضوعية وفعالية بشأن ما يتعرض له الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون من جرائم خطيرة في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية.
وعبر الأورومتوسطي في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "عمر زنيبر"، عن بالغ قلقه وخيبة أمله بشأن أداء وسلوك المقررة الخاصة. وأكد على أهمية الحيادية والمصداقية في دور الإجراءات الخاصة للمجلس، بمن في ذلك المقررون الخواص الذين يتم تعيينهم في مناصبهم من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف، من أجل دعم حقوق الإنسان في العالم وتطوير معاييرها ومتابعة الشكاوى الواردة بشأنها، وضمان تحقيق العدالة والمساءلة والإنصاف. وقال : "نحن مضطرون إلى الإعراب عن خيبة أملنا العميقة تجاه "إدواردز" بصفتها المقررة الخاصة المعنية بمسألة التعذيب، لفشلها في الوفاء بولايتها وتنفيذ واجباتها بالقدر المطلوب والتزام الموضوعية والحياد فيما يتعلق بقضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين". وعبر عن الشعور بقلق عميق من أن مثل هذا السلوك غير المشروع يؤدي إلى تآكل مصداقية الأمم المتحدة، ويقوض على وجه التحديد القيم الأساسية التي يدعمها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك الحياد والنزاهة والمساءلة. وأضاف الأورومتوسطي أن فشل "إدواردز" الواضح في معالجة الجرائم المروعة وواسعة النطاق والمنهجية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في مراكز الاعتقال والسجون الإسرائيلية، خاصة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، يثير مخاوف جدية بشأن نزاهتها في القيام بدورها. ونبه إلى أن هذا السلوك لا يؤدي إلى تقويض مصداقية ولاية المقررة الأممية فحسب، بل يلقي بظلال من الشك على جدوى وجود هذه الولاية وهذا المنصب أساسًا، ومدى فعاليته في معالجة أخطر الانتهاكات ذات الصلة، في وقت تشتد الحاجة إليه خلال هذه الأزمة الحرجة وغير المسبوقة. وقال إن المقررة الأممية أخفقت بشكل مثير للقلق في الالتزام بالمعايير الحقوقية المطلوبة وبالدفاع عن ضحايا الجرائم الدولية وانتهاكات حقوق الإنسان، وفقًا لمعايير القانون الدولي، حين تعلق الأمر بحالة فلسطين و"إسرائيل". وأشار إلى أنه وعلى الرغم من الظروف الخطيرة التي يعيشها الأسرى والمعتقلون على مدار الأشهر العشرة الماضية، والأدلة المتتالية والموثوقة على جرائم التعذيب وسوء المعاملة المنهجية والاعتداءات الشديدة التي ترتكبها القوات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، خاصةً ضد فلسطيني قطاع غزة،، فإن موقف المقررة الأممية شابه الصمت، ولم تقم بالإبلاغ عن هذه الجرائم، أو إدانتها علنيًّا وبشكل واضح، أو مخاطبة المجتمع الدولي بشأنها، أو التحذير من مدى خطورتها. ولفت إلى أن هذه الأدلة جاءت في العديد من التقارير والبيانات الصادرة عن مختلف هيئات الأمم المتحدة وآلياتها وخبرائها المستقلين، بمن في ذلك المقررون الخواص الآخرون، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، ولجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة، بما في ذلك القدس و"إسرائيل". إلى جانب تقارير أخرى عديدة صدرت عن منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، ووسائل الاعلام الدولية وحتى الإسرائيلية، التي وثقت جميعها تعرض الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين لمختلف أشكال التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والاغتصاب، وغيره من أشكال العنف الجنسي. وقال الأورومتوسطي إنه ورغم هذه الأدلة والتقارير جميعها، ما تزال "إدواردز" تتقاعس عن إنجاز تحقيق شامل في الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، والذي قررت فتحه في 8 آذار/مارس 2024. ولفت إلى أن عدم اتخاذ "إدواردز" مواقف علنية أو إدانة بخصوص ما ترتكبه "إسرائيل" من جرائم منهجية وواسعة النطاق ضد الأسرى والمعتقلين يشكل انحيازًا وتطبيقًا لمعايير مزدوجة، خاصة إذا ما قورن مع تعاملها مع ملفات انتهاكات أخرى في بلدان وحالات مماثلة، كالصين وإيران. وأضاف أن "إدواردز" أدانت في أكثر من مناسبة هجوم السابع من أكتوبر/تشرين أول، إلا أنها لم تدن لمرة واحدة جرائم "إسرائيل" الخطيرة بحق الفلسطينيين منذ ذلك الحين، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية. وأضاف الأورومتوسطي أن من بين العديد من المخاوف التي تشير إلى احتمال التحيز وعدم الموضوعية كانت تصريحات "إدواردز" ومطالبها المحدودة للغاية، حيث حصرت مطالبها بحث الحكومة الإسرائيلية على إجراء تحقيق مستقل في مزاعم التعذيب أو سوء المعاملة ضد الفلسطينيين ومحاسبة الجناة. وأوضح أن "هذا الطلب بحد ذاته يثير القلق بشأن التزامها الحقيقي بمعالجة معاناة الفلسطينيين، ومصداقيتها في ضمان المساءلة، وتوفير التعويضات للضحايا، خاصة وأنه ثبت تاريخيًّا مدى تقاعس وتواطؤ النظام القضائي الإسرائيلي في عدم التحقيق في الجرائم المرتكبة من قبل العسكريين والمستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين أو مقاضاتهم". ولم تتطرق رسالة "إدواردز" سوى إلى بعض الادعاءات بتعرض أشخاص للضرب وإبقائهم في زنزانات معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي لفترات مطولة، وحرمانهم من النوم، وتهديدهم، دون الإشارة إلى الجرائم الخطيرة التي ثبت ارتكابها ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين؛ كالقتل العمد، والقتل تحت التعذيب، والاغتصاب والاعتداءات الجنسية الأخرى التي يتعرضون لها. وقال الأورومتوسطي إن الرسالة التي وجهتها "إدواردز" إلى "إسرائيل" شهدت تعمدًا مثيرًا للاستهجان في التخفيف من حدة الواقع الذي يعاني منه الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون، وبخاصة مسألة العنف الجنسي، والاغتصاب، والاغتصاب الجماعي، والتقليل من وزن الأدلة المقدمة إليها هي هذا الشأن. وتابع أن "إدواردز" تناولت ادعاءات الاغتصاب والعنف الجنسي بشكل بارز وواضح وصريح في رسالة فلسطين، بينما "دفنت" الوقائع ذات الصلة ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في رسالتها إلى "إسرائيل". وأضاف أنه في الرسالة التي وجهتها “إدواردز" إلى الحكومة الفلسطينية، دعت فيها مرارًا وتكرارًا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الإسرائيليين. بالمقابل، لم تتضمن رسالتها إلى "إسرائيل" أي طلب بالإفراج عن الفلسطينيين المعتقلين تعسفًا أو المعتقلين دون توجيه تهم إليهم. بموازاة ذلك، فإنها قدمت في رسالتها إلى "إسرائيل" طلبًا لزيارتها دون الأرض الفلسطينية المحتلة، فيما لم تطلب برسالتها الموجهة إلى فلسطين طلب زيارة، وهو الأمر الذي لا يؤشر فقط على الانحياز، بل له تبعات خطيرة ويقوض القدرة على التغطية الشاملة والموضوعية لهذه الجرائم ومقابلة الضحايا الفلسطينيين وعائلاتهم. وأكد أن "إدواردز" فشلت بتنبيه وتذكير "إسرائيل" أن ما تقوم به من إخفاء للأسرى والمعتقلين وعدم الاعتراف بمصيرهم أو أماكن وجودهم، يشكل جريمة اختفاء قسري، بل أن المقررة ذاتها لم تتعامل ولم تصنف هذه الانتهاكات باعتبارها جريمة اختفاء قسري. إلى جانب ذلك، فشلت في وضع سياسة الاعتقال بسياقها التاريخي الحقيقي والاعتراف بها، وبكونها أداة لترسيخ الاستعمار الإسرائيلي لفلسطين، والسيطرة وإخضاع الفلسطينيين ضمن منظومة الأبارتايد. فضلًا عن ذلك، فإن "إدواردز" انتهجت تهميش وإهمال المجتمع المدني الفلسطيني وتجنب التواصل مع منظمات حقوق الإنسان العاملة في الأراضي الفلسطينية. وحذر من أن هذا التجاهل لا يضر فقط بالنزاهة المتوقعة من أي مقرر خاص للأمم المتحدة، بل يهدد كذلك دقة تحقيقاتها وجمعها للمعلومات من كافة الأطراف على قواعد المساواة وعدم الانحياز. وشدد المرصد الأرومتوسطي على أن التحيز وعدم الموضوعية يقوض كل مصداقية للأمم المتحدة، باعتبارها حارسة حقوق الإنسان، وأن المواقف المنحازة، مثل مواقف "إدواردز"، تساهم في إدامة الانتهاكات والإفلات من العقاب وإهمال ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن تلك الأعمال، بمن فيهم القادة، وضمان حق الضحايا في جبر الضرر والتعويض. وفي ختام رسالته، قال إنه بات من المؤكد الآن أن آلاف المعتقلين والأسرى الفلسطينيين يتعرضون للتعذيب الشديد والمعاملة السيئة والاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي، وخاصة منذ 7 أكتوبر على يد الجيش الإسرائيلي وإدارة مصلحة السجون. وأضاف "ونظرًا لخطورة الوضع، وتواطؤ جميع المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك السلطة القضائية، في إما تجاهل أو تأييد أو التستر على هذه الجرائم، فإنه من غير الواقعي توقع أن تقوم السلطات الإسرائيلية بمساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها بشكل حقيقي وفعّال". ولفت إلى أن الإبادة الجماعية المستمرة طوال الأشهر العشرة الماضية، تؤكد أن ترك الأمر بأيدي سلطات الاحتلال، كما فعلت "إدواردز"، ليس أمرًا غير كافٍ فقط، بل وغير عادل، ويتيح المجال للإفلات من العقاب وينكر الضحايا حقوقهم الأساسية. ودعا المرصد مجلس حقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لإقالة "إدواردز" من منصبها كمقررة خاصة معنية بالتعذيب، بسبب فشلها في الوفاء بولايتها بنزاهة وفعالية، وتعيين مقرر خاص جديد يتمتع بالنزاهة والحيادية والتزام راسخ بالمبادئ العالمية لحقوق الإنسان، بغض النظر عن العرق أو الإثنية أو الجنسية سواء للمعتدين أو الضحايا، مع إعرابه بالثقة في أن المجلس الأممي سيتحرك بسرعة لاستعادة الثقة والفعالية في هذا الوقت الحرج الذي يطغي فيه مشهد الانتهاكات والجرائم على المشهد في الأراضي الفلسطينية بل ويتهدده تمدد الصراع وإطالة أمده.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية:
الأورومتوسطي
غزة
مقررة أممية
مجلس حقوق الإنسان
للأمم المتحدة
بما فی ذلک
الإنسان ا
إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف غطى الإعلام الغربي صفقة السجناء الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين؟
يعود الإعلام الغربي بتغطيته التي توصف بالازدواجية عندما يتعلق الأمر بفلسطين، وهو ما يظهر في تعامله مع قضية اتفاق تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي.
فعدا عن غياب الإحصائيات الخاصة بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينما يجري تحديد عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة بدقة، مع تحديد جنسياتهم الأخرى (إضافة إلى الإسرائيلية)، فإن الإعلام الغربي بمجمله يميّز بين الأسرى الفلسطينيين الذين يصفهم بالسجناء رغم أن بينهم نساء وأطفال ومدنيون، فيما يصف الأسرى الإسرائيليين في غزة بأنهم "رهائن".
وتُسهب وسائل الإعلام الغربية في تفصيل المعلومات عن الأسرى الإسرائيليين، وتحرص على الحصول على تعليقات من أسرهم، كما ترصد بدقة أجواء عائلات الأسيرات اللواتي تم إطلاق سراحهن، وظروفهن وحالتهن الصحية والنفسية، وهو ما يدفع لاتهام الإعلام الغربي بالتعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم مجرد أرقام.
وأطلق الأحد
سراح ثلاث أسيرات إسرائيليات في غزة مقابل 90 أسيرة وأسيرا، من النساء وصغار السن دون سن التاسعة عشرة.
وينتظر أن تطلق حركة حماس إطلاق سراح أربع أسيرات إسرائيليات السبت، مقابل إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.
وخلال المرحلة الأولى التي تمتد لـ42 يوما ينتظر أن يتم إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي؛ إن كان عسكريا (مقابل 50 أسيرا) أم "مدنيا" (مقابل 30 أسيرا)، أي قد يصل عدد الأسرى الفلسطينيين إلى أكثر من 1900 أسير.
وكان لافتا أن صحيفة جويش كرونيكل اليهودية في بريطانيا قد حرضت على نائب بريطاني وصف الأسرى الفلسطينيين بالرهائن، أسوة بوصف الإعلام الغربي للأسرى الإسرائيليين في غزة، وربما دون قصد منه.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء كير ستارمر لم يتخذ أي موقف تجاه النائب من حزبه إقبال محمد الذي استخدم هذا الوصف خلال جلسة المساءلة الأسبوعية للحكومة في البرلمان الأربعاء، حيث قال محمد تعليقا على صفقة تبادل الأسرى: "دعونا نصلي من أجل الرهائن المتبقين من كلا الجانبين لأن يطلق سراحهم بأسرع وقت ممكن"، وهو ما لم يعجب الصحيفة على ما يبدو.
من جهتها، ركزت صحيفة الديلي تيليغراف البريطانية على الأجواء التي رافقت إطلاق سراح الأسيرات الإسرائيليات في غزة، حيث أشارت في أحد تقاريرها إلى الطريقة التي أظهرت فيها حماس الأسيرات قبل إطلاق سراحهن، خاصة بتوزيع حقائب تذكارية وشهادات موقعة بالإفراج عنهن.
كما نشرت الصحيفة مقالا يهاجم بحدة الأجواء الاحتفالية التي ظهرت في غزة خلال إطلاق سراح الأسيرات الإسرائيليات، وقال الكاتب إن من وصفهم بـ"الإرهابيين خرجوا بأسلحتهم إلى الشارع وهتفوا بالنصر"، وزعم أنهم "سيستخدمون وقف إطلاق النار مع إسرائيل لصالحهم في الدعاية".
وتحدثت الصحيفة بطريقة تحريضية؛ عمن وصفتهم بـ"أنصار حماس" الذين تجمعوا لاستقبال الأسرى الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم في الضفة الغربية.
أما صحيفة الديلي ميل البريطانية، فقد نشرت تقارير عن الأسرى الإسرائيليين أحدها للأسيرة التي تحمل الجنسية البريطانية إيميلي داماري، لكن تقريرا حول الأسرى الفلسطينيين حمل عنوانا لافتا، وهو "سجناء فلسطينيون من حماس ارتكبوا جرائم بشعة سيتم إطلاق سراحهم ضمن صفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة مقابل الرهائن"، في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية الذين يمكن أن إطلاق سراحهم في الأسابيع المقبلة، وقالت إن بعضهم متهمون بعمليات تسببت بمقتل إسرائيليين.
أما محطة "سي إن إن" الأمريكية فقد استخدمت عنوانا لافتا على موقعها الالكتروني، تعليقا على إطلاق سراح الأسيرات الثلاث: "الجميع يبكون: الإسرائيليون يبتهجون مع عودة 3 رهائن بعد أكثر من 470 يوما في غزة". ونشرت صورا للحظة لقاء كل أسيرة بأمهاتهن في تل أبيب. كما نشرت عدة تقارير عن لقاء الأسيرات بأسرهن، بدءا من وجودهن في المستشفى لإجراء الفحوصات، وأخرى تتضمن معلومات مفصلة عن الأسيرات. وفي المقابل، اكتفت بنشر تقرير عن انتظار الفلسطينيين لأسراهم المحررين في الضفة.
كما خصصت "سي إن إن" صفحة ترصد الأسرى الإسرائيليين الذين أطلق سراحهم أو عُثر على جثثهم في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى الآن. وتشمل الصفحة معلومات عن الأسرى وصورهم الشخصية.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لم تكتف بنشر معلومات عن الأسيرات الإسرائيليات اللواتي أُطلق سراحهن الأحد الماضي، بل إنها نشرت تقريرا عن كامل القائمة التي ينتظر أن تشملها المرحلة الأولى وتضم أسماء ومعلومات عن 30 أسيرا وأسيرة ينتظر أن يتم إطلاق سراحهم في الأسابيع المقبلة ضمن المرحلة الأولى. كما نشرت تقريرا عن الأسيرات الثلاث، إضافة إلى تقرير آخر حول الأسيرة التي تحمل الجنسية البريطانية.
وإلى جانب ذلك، نشرت بي بي سي تقريرا تناول الأجواء التي رافقت إطلاق سراح الأسيرة الفلسطينية بشرى الطويل في الضفة الغربية، وهي كانت قد أطلق سراحها ضمن ألف أسير أطلق سراحهم في صفقة جلعاد شاليط عام 2011 لكن أعاد الاحتلال اعتقالها.
من جهتها، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا يتناول معلومات عن الأسيرات الإسرائيليات الثلاث اللواتي تم إطلاق سراحهن من غزة، مرفقا بصورهن، في حين يشير التقرير ذاته إلى أنه من المنتظر "إطلاق سراح ثلاثين رهينة آخرين مقابل إطلاق سراح المئات المعتقلين من الفلسطينيين"، في إشارة إلى ما تتضمنه المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وبينما لم يشر التقرير إلى أن بين الأسرى الفلسطينيين المطلق سراحهم صغار السن، اكتفى بذكر اسم القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار.
لكن الصحيفة نشرت تقريرا آخر يتناول حالة الأسيرة شذا جرابعة وهي من القدس، وحالة الفتى أحمد خشان (18 عاما) الذي اعتقال قبل عام في الضفة الغربية بينما استشهد شقيقه خلال مداهمة لقوات الاحتلال. وقد تحدث خشان عن تعرضه للتعذيب في سجون الاحتلال.
من جانبها، صحيفة نيويورك تايمز تناولت الموضوع بطريقة مشابهة، فتحدثت عن إطلاق سراح ثلاث أسيرات إسرائيليات "مقابل حوالي 90 أسيرا فلسطينيا غالبيتهم من النساء". ورصدت الصحيفة أجواء إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في الضفة، بإجراء لقاءات مع بعض أهالي كانوا ينتظرون أسراهم الذين سيطلق سراحهم. وكذلك اكتفت الصحيفة بالإشارة إلى اسم خالدة جرار.
أما صحيفة الغارديان، فقد أبدت الصحيفة اهتماما خاصا بالأسيرة الإسرائيلية إيميلي داماري التي تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والبريطانية.
كما خصصت تقرير لـ"احتفالات" أهالي الأسيرات الفلسطينيات لدى إطلاق سراحهن في الضفة الغربية، وأوردت أسماء عدد منهن، وتحدثت إلى بعضهن أو إلى أفراد من عائلاتهن، كما نشرت مجموعة من الصور لأجواء استقبال الأسيرات إلى جانب صورة للأسير المحرر قاسم جعافرة البالغ من العمر 17 سنة.
أما صحيفة الإنبندنت فقد حاولت استخدام عناوين متنوعة، بعضها يتناول "الرهائن" الإسرائيليين، كما نشرت عنوانين حول شكوى الأسرى الفلسطينيين المطلق سراحهم من تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.