البوابة نيوز:
2025-05-02@13:43:24 GMT

النمل الأبيض

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

صديقي العزيز.. إن كنت تعتقد أنك أفضل من الجميع فهذه حقيقة لا ينكرها أحد. 

أما إن كنت ترى أنك أسوأ شخص في العالم فأهلًا بك في أرض الواقع. 

هنا سترى نفسك على حقيقتها.. أنت أخطر كائن حي في هذا الكوكب.. ومن المرجح أنك الأسوأ بين البشر.. أنت الوحيد مسلوب الإرادة، لكن الأجرام في السماء حرة طليقة.. الحيوانات في الحديقة حبيسة داخل قفص لكنك أسير نفسك وشرور عقلك.

. سجين داخل محيطك المظلم. 

هل تعتقد أن هناك كائنا غيرك لا يهتم إلا بمصالحه.. حتى القطط المعروفة بـ«قوة القلب» تعطف على بني جنسها لكنك «جاحد» أكثر منها.. هي «تأكل وتنكر»، لكنك «تسرق وتقتل».. هي تشبع فتترك الطعام.. لكنك تكنز المال والثروات والطعام، وتترك غيرك جائعًا مسكينًا «الموت» أمامه وأنت خلفه، فأين يذهب منكما.

تظل الحيوانات تبحث عن الطعام في كل مكان، وعندما تجده فتأكل وتشبع تترك باقي الطعام لغيرها.. لكن الإنسان يأخذه إلى الثلاجة للاحتفاظ به.. فالحيوان يحب غيره وأنت تحب نفسك!

القطط والكلاب يا صديقي لها وجه واحد، لكنك لك من الوجوه العشرات بل المئات وقد تصل إلى ألف.. لا أستطيع مساعدتك في حسابها، فقد كنت أهرب من حِصص الرياضيات بحثًا عن المتعة في فناء المدرسة.

كنتُ غبيًّا، لكن أظنك الأذكى، فلديك وجهٌ مع والدك، وآخر مع ابنك، وثالث مع شقيقك، ورابع مع زميلك في العمل، وخامس مع مديرك، وهكذا هي مجرد أقنعة تبدلها كيفما تشاء، ثم ترتدي قناع النوم لتظن أنك من المُبشرين بالجنة، بعد أن نشرت الفتن والنميمة وتلاعبت بأحلام هؤلاء، ودمرت مستقبل هؤلاء، وكذبت علينا جميعًا. 

يقول أنيس منصور، في كتابه «جسمك لا يكذب»: إن الحياة مسرح ونحن جميعًا ممثلون على هذا المسرح وفي أدوار مختلفة بعض هذه الأدوار مناسبة لنا وبعضها فرضت علينا، وقد نفشل في الأدوار المناسبة وننجح في الأدوار غير المناسبة، وأناس يظهرون بسرعة ويختفون أسرع، وأناس يموتون على المسرح. 

 وأنت على المسرح يجب أن تسأل نفسك هل أنت راضٍ عن حياتك؟! إذا كانت الإجابة «نعم»، أو «لا»، فأنت تمتلك وجهين للحياة والموت، أما إذا ظهرت إجابات مثل: «نعم، لا، ربما، يجوز، ممكن، لا أعرف.. إلخ»، فمرحبًا بك في عالم البشر.

أدعوك لقراءة ثلاثية نجيب محفوظ، لترى السيد أحمد عبد الجواد «سي السيد»، ذلك الشخص الذي يرتدي الجلباب والقفطان والشارب المنضبط حتى يبدو من كبار الحارة، لكنه ديكتاتور صارم مع زوجته التي تبذل من أجله الغالي والنفيس، ثم يتسكع في الحانات ويركع على ركبتيه أمام «زبيدة» ليقبل قدميها. 

كلنا لنا ألف وجه، وكلما تقدَّم بنا العُمر تظهر أقنعة جديدة، نستخدمها في الكذب والنفاق ونشر الفتن والضغائن، فنحن أصحاب «الكذب الأبيض» ومن الصعب أن نكون مثل «النمل الأبيض».

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

باكستان تدعو سكان كشمير الى تخزين الطعام

باكستان تدعو سكان كشمير الى تخزين الطعام

مقالات مشابهة

  • باكستان تدعو سكان كشمير الى تخزين الطعام
  • حدث وأنت نائم| قضية هتك عرض الطفلة مريم تهزّ الرأي العام.. ومسجل خطر يعتدي على الأطفال بالبحيرة
  • زوجي رماني بسهام الخيانة فهل أرحل أم ابقى معه بلا كرامة كالجبانة؟
  • حدث وأنت نائم| العدالة تنتصر للطفل ياسين.. وانفجار بخط غاز على طريق الواحات
  • صرف 500 جنيه على بطاقة التموين لهؤلاء.. الحق نفسك قبل انتهاء الموعد المحدد
  • في ظل التقلبات الجوية.. كيف تحمى نفسك من نوبات الربو؟
  • بعد تحذير الأرصاد اليوم .. كيف تحمى نفسك من الأمراض
  • حدث وأنت نائم| اغتيال براءة الطفل ياسين على يد مسن.. وشاب يذبح زوجته في بور سعيد
  • الجديع ينتقد إدارة الهلال بعد خسارته : أخطاء متراكمة وأداء لا يليق .. فيديو
  • 3 شخصيات تنشر عدوى التوتر.. نصائح علمية لتحصين نفسك