صديق محيسى

فى ليلة ماطرة فى عامى 1976 او 77 لا اذكر وفى شارع 51 حى العمارات وفى ليلة ماطرة تناهى الى اذنى خبطات عنيفة على باب الشارع بدا لى ان صاحبها مزنوق فرارا من البلل الذى الم به فسارعت لأنقاذ الضيف الغامض الذى يزورنى فى هذا الوقت الممطر,فتحت له الباب واذنت له بالدخول ,وفى الفرندة صعب على معرفة هذا الزائر الغريب ولكن لم تكتمل دهشتى حتى خلع الرجل باروكة من على راسه الأصلع متخفيا بها فعرفت انه لم يكن سوى الشيوعى المحترف عبد الله على ابراهيم باحثا عن اصدقاء للحزب يأمنهم من ملاحقات امن النميرى ,فرحبت بالضيف المتبل واعرته جلابية ,وتامنينا لوجوده افهمت زوجتى ان الضيف الممطر هو عمى فى الحسبة ,وهو مريض بالتهاب الكلى واختاربيتى لقربه من مسشتفى سوبا وغدا سيغادرلمقابلة الطبيب ,وبالفعل جاءته مساء عربة اخذته لمخبئ اخر , هذه مناسبة ,اما المناسبة الثانية فقد كانت فى الدوحة شارك فيها بملتقى سياسى عن السودان نظمه المركز العربى لدراسة السياسات ,وبانتهاء الملتقى قرر اخلاء الفندق تأهبا لمغادرة الدوحه ,ولكنى الححت عليه ان يؤخر مواعيد سفره ونستبدل الفندق باستضافتى له حتى مواعيد السفر الجديدة لأن عددا من الأصدقاء يريدون سماع رايه فى ما يحدث فى السودان , قد يستغرب الكثيرون وما علاقة كل ذلك بما كتبه عنى ,غير انى اردت ان اظهر مدى علاقتى بالرجل الذى كنت اكن له كل المودة والأحترام .


نجىْ الى نقده التقريعى على انى اخطات فى تاريخ قيام تنظيم ابادماك الأدبى كأنما اخطأت "فى البخارى" كما يقول المثل الشعبى , واشار الى اننى عدت وذكرت ماحدث فى ليلة العجكو وهى بداية تكوين ادماك وفات عليه ان ماورد فى هذا الخصوص هو رسالة من الراحل جلاب نفسه الى عمر الحويج عن دوره فى تكوين التنظيم وقد وضعتها بين قوسين وليس انا الذى اعترف, ونجىء ايضا الى ارتباط ابادماك "بثورة"مايو التى قال انه يسميها "انقلابا ! " كأنما هو كان حريصا على النظم الديمقراطية ,افلا يتفق معى ان مايو كنا كلنا نطلق عليها "ثورة" حسب الثقافة السائدة فى ذلك الزمان عندما كان يجرى وصف الأنقلابات العسكرية بتقدمى ورائه الأتحاد السوفييتى ورجعى ورائه امريكا ,واذكر اننى شخصيا غطيت ليلة سياسية لصحيفة الأيام بنادى العمال ببحرى تحدث فيها "استاذنا" عبد الخالق محجوب مطالبا الطبقة العاملة بتأييد النظام الثورى الجديد, وهذ موضوع اخر.
يفتخر عبد الله نفسه فى ذكره كتابة بنشاط ابادماك وفرقه الفنية التى جابت بفاعلياتها الريف , ونسأله هل كان ذلك النشاط يتم تحت مظلة نظام ديمقراطى ام تحت مظلة نظام مايو؟ الذى عاد عبد الله ليطلق عليه انقلابا ,اولم يكن الحزب الشيوعى هوالقاطرة التى كانت تجر تنظيم ابادماك باعتراف عبد الله نفسه .
لقد اتهمنى عبد الله اننى "درجت" انظر "درجت" هذه على الأساءة للراحل جلاب لا نعيه وهو يعلم اننى اسجل تاريخا عشته مع جلاب وكنا سويا فى اللجنة التمهدية لقيام نقابة الصحفيين وكان فى صفنا ضد نظام النميرى ولكنه فضّل ان ينحاز لأكثر الأسماء أنتهازية امثال ابراهيم عبد القيوم , وحسن احمد التوم, وحسن ساتى وفضل لله محمد, فقد وقف جلاب معهم فكوفىْ فى عهد ملك الأنتهازيين اسماعيل الحاج موسى وزير اعلام النميرى بتعينه رئيسا لمجلة الأذاعة والتلفزيون, ثم ملحقا اعلاميا بسفارة السودان فى بريطانيا ثم اخيرا مساعدا لوكيل وزارة الأعلام حتى انتفاضة 85 19اليس هذا تاريخ ياعبدالله , وعندما نذكر ان عبد الله على ابراهيم شارك فى اول مؤتمر للانقاذ الذى سمى بالمؤتمر القومى مع مقولته الشهيرة "حديد لاقى حديد" فتحولت بعد ذلك الى "حديد لاقى "طحنية " اليس هذا تاريخ ياعبد ياعبد الله وانت استاذ التاريخ فى جامعة ميسورى. وعندما رشح عبد الله نفسه لرئاسة الجمهورية منافسا للبشير فى نظام الأنقاذ وعجز عن تسديد رسوم التسجيل وفض الأمن خيمته ,اليس هذأ تاريخ ياعبدالله , وعندما اتهمك مصطفى البطل بانك سعيت الى على عثمان محمد طه نائب البشير واقترحت عليه قيام "مركز ابحاث سياسى ثقافي لدعم النظام من بعد صدق البطل ام كذب ",اليس هذا تاريخ ياعبد الله ؟, وعندما نشرت عددا من كتبك فى دار نشر الأنقاذ برئاسة الطاهر التوم اليس هذه تاريخ ؟ وكتب مقالاتك قى كل صحف النظام حتى صحيفة الأنتباهة للمرحوم الطيب مصطفى متقاضيا عليها "الكنجالات" بلغة شباب اليوم اليس هذ تاريخ , ان الذى ادهشنى ان عبدالله لم يرد على اتهامى لجلاب ان كان صحيحا ام كذبا فطاف عليه طواف العمرة وهويعلم حقيقة ان اخر وظيفة للراحل كانت الوكيل المساعد فى وزارة الأعلام اليس هذا تاريخ ياعبدالله ,وعندما أتهمت انت منصورخالد بالعمالة للمخابرات الأمريكة بعنوان " "منصورخالد القوال" فهل كانت تلك اساءة للرجل كما "درجت " انا على الأساءة للراحل جلاب ؟ وسأترك هذا الجانب من "استاذنا "عبد الله لجانب اخر من باب عين الصحفى وهو لهاثه النشط وراء منابر النشر مهما كانت هذه المنابر شمولية كانت ام ديمقراطية لايهمه فيها ومنها سوى مزيد من "الكنجالات" .
ومع كل ذلك وخروجا عن النص وللحقيقية والأنصاف فا ن الراحل جلاب وحسب حديث "اذكروا محاسن موتاكم "عوّض مواقفه القديمة بمعارضته القوية لنظام الأنقاذ ,وفى ذلك كتب العديد من المقالات التى تهاجم الأنقاذ بل اصدر كتابا بعنوان "جمهوريتهم الثانية الإسلاموية في السودان من التفكك إلى النسيان" يشرح فيه طبيعة الأسلام السياسى وهو مؤلف لم اسعد بقراءته, ولكن الذىن قرأوه وصفوه بالتحليل العلمى الرصين لطبيعة اولئك القوم الذين كانوا سببا فيما نحن فيه الآن ,والذى لايعلمه عبدالله اننى كنت وزوجتى من بين كل اصدقاؤه الذين حضرنا عقد قرانه فى زواجه من الأسرة الكريمة المحترمة اسرة الصديق محمد تاج السر, رحم الله جلاب واحسن اليه واسكنه فسيح جناته.

siddiqmeheasi20@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الله

إقرأ أيضاً:

تخريمات و تبريمات على هامش إجتماع نيروبي “التأسيسي”

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

رغم أربعة عقود من التمكين و الحكم الغير راشد ، و رغم سنين القمع و الكبت و الحروب ، و رغم رفض جماهير الشعوب السودانية لها و لفكرها الضآل ، إلا أن الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) لم ترعوي أو تعي الدرس/الدروس ، و ما زالت سادرة في غيها ، تصطنع الأزمات و العراقيل ، تشعل الحروب ، و تمارس الفساد و الإفساد و القتل و الإرهاب و الترويع و كل أنواع الشرور و تتفنن في إحداث الفتن و البلاوي و المصايب ، و ترفض كل دعوات الحوار و السلام ، تمارس الجماعة كل ذلك من أجل إعاقة الثورة و التغيير و حتي تضمن الإستدامة/الكَنكَشَة في السلطة...
إسئلة:
هل صحيح أن عَجُوبَة خربت سوبا؟...
و كيف تمكنت عَجُوبَة من خراب سوبا؟!!!...
و هل فعلت ذلك بمفردها؟...
أم أعانها على ذلك قومٌ آخرون؟!!!...
و قد تلاحظ أن بعضاً من المنضمين حديثاً إلى نادي ”السودان الجديد“ و منتدى نيروبي كانوا و إلى عهدٍ قريب يَدَّعُونَ أن (بَلِف البلد عندهم) و أنهم (فازعون في الحَرَّايَة و النقعة) يشعلون الحروب ، يغيرون على الفرقان و المدن يحرقونها و يُقَتِّلُون/يُذَبِّحُون المواطنين و ينهبون الممتلكات ، و في أوقات فراغهم يلاحقون كل من يعارض نظام الكيزان و كل من (يفك لسانو) من (الأفندية) و كل من ينادي بالثورة و التغيير و مدنية الدولة أو التحرير أو إقامة دولة السودان ”الجديد“ ، و لكن يبدو أنه و من بعد أن سبق/صبغ عليهم الكتاب صاروا أفندية و ملصوا الكَادَمُول و لبسوا البدل و القمصان و اختاروا السكن في الخرطوم عوضاً عن العودة إلى ”الحواضن“ في ”الهامش“ ، و من بعد الخلاف و إنقلاب الحال و الحَرَابَة مع الكيزان (قَلَبُوا المَكَنَة جاز) ، و أصبحوا ثوريين أكثر من الثوار و مدنيين أكثر من القوى المدنية و متغيرين أكثر من دعاة التغيير ، و بِقُوا ناس ”السودان الجديد“ ، بل و أصبحوا و أضحوا و أمسوا و غدوا أسياد الجلد و الراس!!!...
و الله قادر ، و سبحان الله مغير الأحوال...
سؤال:
إيه اللي يمنع الجماعة ديل من تغيير المكنة من جاز إلى كهربآئية أو إلى عربة ملكية تجرها الخيول في المستقبل القريب؟!!!...
اللهم يا مُقَلِّبُ القلوب ثبت قلوبنا على دينك...
و لكل الشعوب السودانية و جميع المناطق المنضوية تحت ما يسمى بجمهورية السودان ”دولة ستة و خمسين (٥٦)“ الحق في المناداة بالمساواة و العدالة و المطالبة بالمشاركة في السلطة و نيل نصيبهم من ثروات بلاد السودان الوفيرة و كذلك حظهم من التنمية ، بل و لهم كل الحق في المطالبة بتقرير المصير المفضي إلى الحكم الذاتي أو الإنفصال إن هم أرادوا/إختاروا ذلك...
و أُذَكِّرُ نفسي و الآخرين بأن ”دولة ستة و خمسين (٥٦)“ قد سَوَّت البِتَقدَر عليهو و قَدُر قُدرَتَهَا ، من حيث أنها فتحت/بَنَت المدارس ، و قَرَّت الأولاد مجاناً ، و سَكَّنَتهم في الداخليات ، و أَدَّتهم المنح ، و عملت التمييز الإيجابي في التعليم ، و أنشأت المستشفيات ذات الأسرة ، و سَوَّت المساكن الشعبية ، و مَدَّت خطوط السكة حديد ، و عَبَدَّت الطرق ، و أقامت المشاريع الإعاشية و إمتدادتها رغم إعاقات التمردات المسلحة و الحروب الأهلية و الإنقلابات العسكرية و الحركات النُّص كُم!!!...
و ما ذنب ”دولة ستة و خمسين (٥٦)“ إن إختار أولاد ”الهامش“ التمرد العسكري عوضاً عن النضال المدني في نيل المطالب؟ ، أو أنهم و من بعد التخرج من المعاهد و الجامعات (تَخَرطَمُوا) و فَضَّلُوا العيش في الخرطوم أو بلاد برة على العودة إلى مناطقهم و تنميتها؟!!!...
و الشاهد هو أن بعضاً من المنادين بالتحرير/التحرر و ”السودان الجديد“ من الذين تمردوا و رفعوا السلاح في وجه الدولة ، و عاقوا و أعاقوا السلطات الحاكمة من قبل إعلان الإستقلال و إلى يومنا هذا ، قد أفلحوا في تحرير بعضاً من أراضي ”الهامش“ ، و على الرغم من ذلك فإن مواطنيهم/رعاياهم و حاضراتهم و مناطقهم ”المحررة“ ، و لفترة من الزمان ، لم يشهدوا أي نمو/تنمية و لا مدارس و لا تعليم و لا أسرة مستشفيات و لا مساكن و لا طرق و لا مشاريع تنموية و لا مؤسسات دولة و لا يحزنون...
و قد تسآءل أحدهم:
إنتو الناس الحَرَرُوا المناطق و أنشأوا الدول الجديدة ديل ، وِينُوا عَمَارَهم؟!!!...
و لا بس حَلقَمَة و خطابات ثورية و مصطلحات كبيرة و حركات نُص كُم (حركات تحرير)...
و قد قيل أن البراميل الفارغة تحدث أصواتاً عالية و مزعجة...
و نُذَكِّرُ القرآء الكرام أن إيقاف الحرب الأهلية ”التي أعاقت عجلة التنمية“ كانت في مقدمة/إفتتاحيات البيانات الأولى لجميع الإنقلابات العسكرية ، الفاشل منها و الناجح ، التي إبتليت بها جمهورية السودان...
و لقد تلاحظ في الآونة الأخيرة الولع الغير عادي و الإفتنان العظيم من قبل الجهات السياسية و القوى/المنظمات المدنية و الجماعات و الأفراد في بلاد السودان بإطلاق المسميات المختصرة الجاذبة للإنتباه و المثيرة للجدل على التحالفات و التنظيمات المنبثقة من شاكلة: قحت و تقدم و قمم و صمود و تأسيس و هلم جرا ، و ما زالت سيول/سلسلة المسميات تترىَٰ ، و ما زالت الأيام و الليالي حبلىَٰ بالمنتديات و الحوارات و التفاهمات!!!...
اللهم لا نسألك رد القضآء و لكن نسألك اللطف فيه...
اللهم أجعله خير...
و يحق لكل سوداني أن يؤسس نادي أدبي أو ثقافي أو رياضي أو مركز دراسات ”إستراتيجية“ أو منظمة عمل مدني/طوعي أو حزب سياسي يعبر به عن فكر/إعتقاد طالما أنه يسعى لتحقيق هدف نبيل فيه خير و مصلحة للشعوب السودانية ، و طالما أنه قد إلتزم بالقوانين و التشريعات و اللوآئح التي تنظم مثل هذه النشاطات...
و قالوا البحر ما بِيَابَىَٰ الزيادة ، لكن الفيضانات قد تكون مدمرة!!!...
و قالوا أيضاً البِفُوت حَدُّو بِنقَلِب لِي ضِدُو...
و أُذَكِّرُ نفسي و الآخرين بأن أجهزة المخابرات الأجنبية أنشط ما تكون في تجنيد العملآء المحليين عند أوقات الشدة و الأزمات و الحروب الأهلية ، و عند إنتشار الفقر و المعوزة و ظاهرة منظمات العمل الطوعي/المدني!!! ، و عندما تزداد الأطماع ، و تكون في قمة أدآءها/نشاطها عندما تغلبُ شهوتي الفم و الفرج عند العميل!!!...
و يبدو أن بعضاً من الناشطين و الناشطات في العالم الإفتراضي (تطبيقات الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية) قد صدقوا فعلاً أنهم قادة فكر و تغيير ، و يبدو أنهم قد إستفادوا كثيراً من التكنولوجيا و العالم الإفتراضي و فرضية أن ”العالم أصبح قرية صغيرة“ ، و أنه بالإمكان أن تركب سُنبُك أو زورق بلاستيكي أو طيارة أو حتى تمشي كَدَّارِي و في النهاية سوف تصل/تنتقل إلى مبتغاك و لو بعد حين أو آنياً!!! ، كما أنه يمكنك تحقيق أحلامك إفتراضياً أو عن طريق الإنتقال الجزيئي أو بواسطة أحلام اليقظة أو عن طريق المساعدة و المنح و العطايا المقدمة من المنظمات و تلك الجهات!!!...
و سبحان الله الذي سخر لنا الفلك و المطايا و أسافير الشبكة العنكبوتية...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • “منطقة مكة المكرمة” تحتفي “بيوم التأسيس”
  • غدا “طوفان الوفاء” في وداع سيديّ شهداء الأمة
  • “الدرعية”.. مهد الدولة السعودية وانطلاقة أمجادها
  • مولانا احمد ابراهيم الطاهر يكتب: الجمهورية السودانية الثانية
  • “وقف الأب”.. إنسانية وطن
  • شاهد.. كيف وصل وفد من صنعاء الى لبنان للمشاركة في تشييع “نصر الله”..!
  • تخريمات و تبريمات على هامش إجتماع نيروبي “التأسيسي”
  • مجدي يوسف: مندوب إسرائيل كانت عينه في الأرض ولم يستطع الرد على كلمة النائب محمد أبو العينين
  • إبراهيم الحجاج يبحث عن نصفه الآخر.. “يوميات رجل عانس”
  • بُرمة والميليشيا .. تحالف “المتردية والنطيحة”