فى الرد على عبد الله على ابراهيم .. حديد لاقى “طحنية”
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
صديق محيسى
فى ليلة ماطرة فى عامى 1976 او 77 لا اذكر وفى شارع 51 حى العمارات وفى ليلة ماطرة تناهى الى اذنى خبطات عنيفة على باب الشارع بدا لى ان صاحبها مزنوق فرارا من البلل الذى الم به فسارعت لأنقاذ الضيف الغامض الذى يزورنى فى هذا الوقت الممطر,فتحت له الباب واذنت له بالدخول ,وفى الفرندة صعب على معرفة هذا الزائر الغريب ولكن لم تكتمل دهشتى حتى خلع الرجل باروكة من على راسه الأصلع متخفيا بها فعرفت انه لم يكن سوى الشيوعى المحترف عبد الله على ابراهيم باحثا عن اصدقاء للحزب يأمنهم من ملاحقات امن النميرى ,فرحبت بالضيف المتبل واعرته جلابية ,وتامنينا لوجوده افهمت زوجتى ان الضيف الممطر هو عمى فى الحسبة ,وهو مريض بالتهاب الكلى واختاربيتى لقربه من مسشتفى سوبا وغدا سيغادرلمقابلة الطبيب ,وبالفعل جاءته مساء عربة اخذته لمخبئ اخر , هذه مناسبة ,اما المناسبة الثانية فقد كانت فى الدوحة شارك فيها بملتقى سياسى عن السودان نظمه المركز العربى لدراسة السياسات ,وبانتهاء الملتقى قرر اخلاء الفندق تأهبا لمغادرة الدوحه ,ولكنى الححت عليه ان يؤخر مواعيد سفره ونستبدل الفندق باستضافتى له حتى مواعيد السفر الجديدة لأن عددا من الأصدقاء يريدون سماع رايه فى ما يحدث فى السودان , قد يستغرب الكثيرون وما علاقة كل ذلك بما كتبه عنى ,غير انى اردت ان اظهر مدى علاقتى بالرجل الذى كنت اكن له كل المودة والأحترام .
نجىْ الى نقده التقريعى على انى اخطات فى تاريخ قيام تنظيم ابادماك الأدبى كأنما اخطأت "فى البخارى" كما يقول المثل الشعبى , واشار الى اننى عدت وذكرت ماحدث فى ليلة العجكو وهى بداية تكوين ادماك وفات عليه ان ماورد فى هذا الخصوص هو رسالة من الراحل جلاب نفسه الى عمر الحويج عن دوره فى تكوين التنظيم وقد وضعتها بين قوسين وليس انا الذى اعترف, ونجىء ايضا الى ارتباط ابادماك "بثورة"مايو التى قال انه يسميها "انقلابا ! " كأنما هو كان حريصا على النظم الديمقراطية ,افلا يتفق معى ان مايو كنا كلنا نطلق عليها "ثورة" حسب الثقافة السائدة فى ذلك الزمان عندما كان يجرى وصف الأنقلابات العسكرية بتقدمى ورائه الأتحاد السوفييتى ورجعى ورائه امريكا ,واذكر اننى شخصيا غطيت ليلة سياسية لصحيفة الأيام بنادى العمال ببحرى تحدث فيها "استاذنا" عبد الخالق محجوب مطالبا الطبقة العاملة بتأييد النظام الثورى الجديد, وهذ موضوع اخر.
يفتخر عبد الله نفسه فى ذكره كتابة بنشاط ابادماك وفرقه الفنية التى جابت بفاعلياتها الريف , ونسأله هل كان ذلك النشاط يتم تحت مظلة نظام ديمقراطى ام تحت مظلة نظام مايو؟ الذى عاد عبد الله ليطلق عليه انقلابا ,اولم يكن الحزب الشيوعى هوالقاطرة التى كانت تجر تنظيم ابادماك باعتراف عبد الله نفسه .
لقد اتهمنى عبد الله اننى "درجت" انظر "درجت" هذه على الأساءة للراحل جلاب لا نعيه وهو يعلم اننى اسجل تاريخا عشته مع جلاب وكنا سويا فى اللجنة التمهدية لقيام نقابة الصحفيين وكان فى صفنا ضد نظام النميرى ولكنه فضّل ان ينحاز لأكثر الأسماء أنتهازية امثال ابراهيم عبد القيوم , وحسن احمد التوم, وحسن ساتى وفضل لله محمد, فقد وقف جلاب معهم فكوفىْ فى عهد ملك الأنتهازيين اسماعيل الحاج موسى وزير اعلام النميرى بتعينه رئيسا لمجلة الأذاعة والتلفزيون, ثم ملحقا اعلاميا بسفارة السودان فى بريطانيا ثم اخيرا مساعدا لوكيل وزارة الأعلام حتى انتفاضة 85 19اليس هذا تاريخ ياعبدالله , وعندما نذكر ان عبد الله على ابراهيم شارك فى اول مؤتمر للانقاذ الذى سمى بالمؤتمر القومى مع مقولته الشهيرة "حديد لاقى حديد" فتحولت بعد ذلك الى "حديد لاقى "طحنية " اليس هذا تاريخ ياعبد ياعبد الله وانت استاذ التاريخ فى جامعة ميسورى. وعندما رشح عبد الله نفسه لرئاسة الجمهورية منافسا للبشير فى نظام الأنقاذ وعجز عن تسديد رسوم التسجيل وفض الأمن خيمته ,اليس هذأ تاريخ ياعبدالله , وعندما اتهمك مصطفى البطل بانك سعيت الى على عثمان محمد طه نائب البشير واقترحت عليه قيام "مركز ابحاث سياسى ثقافي لدعم النظام من بعد صدق البطل ام كذب ",اليس هذا تاريخ ياعبد الله ؟, وعندما نشرت عددا من كتبك فى دار نشر الأنقاذ برئاسة الطاهر التوم اليس هذه تاريخ ؟ وكتب مقالاتك قى كل صحف النظام حتى صحيفة الأنتباهة للمرحوم الطيب مصطفى متقاضيا عليها "الكنجالات" بلغة شباب اليوم اليس هذ تاريخ , ان الذى ادهشنى ان عبدالله لم يرد على اتهامى لجلاب ان كان صحيحا ام كذبا فطاف عليه طواف العمرة وهويعلم حقيقة ان اخر وظيفة للراحل كانت الوكيل المساعد فى وزارة الأعلام اليس هذا تاريخ ياعبدالله ,وعندما أتهمت انت منصورخالد بالعمالة للمخابرات الأمريكة بعنوان " "منصورخالد القوال" فهل كانت تلك اساءة للرجل كما "درجت " انا على الأساءة للراحل جلاب ؟ وسأترك هذا الجانب من "استاذنا "عبد الله لجانب اخر من باب عين الصحفى وهو لهاثه النشط وراء منابر النشر مهما كانت هذه المنابر شمولية كانت ام ديمقراطية لايهمه فيها ومنها سوى مزيد من "الكنجالات" .
ومع كل ذلك وخروجا عن النص وللحقيقية والأنصاف فا ن الراحل جلاب وحسب حديث "اذكروا محاسن موتاكم "عوّض مواقفه القديمة بمعارضته القوية لنظام الأنقاذ ,وفى ذلك كتب العديد من المقالات التى تهاجم الأنقاذ بل اصدر كتابا بعنوان "جمهوريتهم الثانية الإسلاموية في السودان من التفكك إلى النسيان" يشرح فيه طبيعة الأسلام السياسى وهو مؤلف لم اسعد بقراءته, ولكن الذىن قرأوه وصفوه بالتحليل العلمى الرصين لطبيعة اولئك القوم الذين كانوا سببا فيما نحن فيه الآن ,والذى لايعلمه عبدالله اننى كنت وزوجتى من بين كل اصدقاؤه الذين حضرنا عقد قرانه فى زواجه من الأسرة الكريمة المحترمة اسرة الصديق محمد تاج السر, رحم الله جلاب واحسن اليه واسكنه فسيح جناته.
siddiqmeheasi20@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عبد الله
إقرأ أيضاً:
الأردني بين “الأب والولد”: وطنٌ يُباع على طاولة الوراثة والتوريث
#سواليف
#الأردني بين ” #الأب و #الولد “: وطنٌ يُباع على طاولة #الوراثة و #التوريث
أ.د #محمد_تركي_بني_سلامة
في زمنٍ بات فيه الوطن شبيهًا بشركة عائلية تُدار بعقلية “الأب والولد”، نجد أنفسنا كشعب نعيش على فتات الكرامة، نتجرع مرارة التهميش ونحلم بعدالة مفقودة. لقد تحول الحلم الأردني إلى كابوسٍ مرير، حيث تُوزَّع المناصب والمغانم على أبناء علية القوم وكأن الدولة إرثٌ خاص، بينما المواطن البسيط لا يجد إلا الله سندًا له.
مقالات ذات صلة الحوثيون يعلنون مهاجمة “هدف حيوي” بميناء إيلات 2024/11/16الدين العام يتكدس كالجبال، يطاردنا كظلٍ ثقيل، ولا أحد يعرف إلى أين أنفقت هذه المليارات المتراكمة. ومع ذلك، تجد الدولة سخية حين يتعلق الأمر بتعيينات “أبناء الذوات”، برواتب خيالية لا تُصدق. طفلٌ يولد اليوم في الأردن، وهو لا يزال يحبو، يُحمَّل دينًا يُقدر بـ5600 دينار، وكأن صراخه الأول في الحياة إعلانٌ بتحمل عبء ديون ليس له فيها ناقة ولا جمل.
بينما يُرهق الجندي على الحدود دفاعًا عن الأرض، ويُرهق المُعلم في تعليم الأجيال، ويُرهق الطبيب في إنقاذ الأرواح، نجد “أبناء الذوات” يتسلمون رواتب تعادل دخل مئات العائلات الأردنية. كيف يمكن لعقلٍ أن يستوعب أن أحدهم يحصل على 25 ألف دينار شهريًا بينما يكافح الآلاف لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة؟
إن هذا العبث بمنظومة العدالة الاجتماعية لا يخلق إلا مزيدًا من الانقسام والإحباط في النفوس. لقد أصبحنا كشعب نشعر بأننا “ضيوف” في وطننا، نعيش في ظل نظام يفتقر إلى أبسط مقومات الإنصاف. المواطن العادي لا يطالب بالمستحيل، بل بحقه في العيش الكريم والعدالة التي كفلها الدستور.
نحن نواجه دولة تسير بلا بوصلة، تقودها صالونات سياسية منفصلة عن واقع الشارع الأردني. تلك الصالونات، التي يبدو أنها عاجزة عن إدراك أن الوطن على حافة الهاوية، مستمرة في نهجها وكأنها تخوض تجربة اجتماعية عجيبة في إدارة الدولة بأسلوب “حرق المراحل”. لكن ماذا عن الشعب؟ من يتحمل فاتورة هذا الفشل؟
الأسئلة كثيرة، والإجابات غائبة. هل ينتظرون أن نصل إلى نقطة اللاعودة؟ هل سنظل نراقب بصمت هذا الانهيار التدريجي؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير النهج قبل فوات الأوان؟
لك الله يا أردني، فقد خذلتك سياسات غارقة في التوريث والتنفيع. لك الله يا أردني، في وطنٍ بات فيه الحلم مساواة مستحيلة. لكن هل يكفي الله وحده؟ أليس من حقنا أن نطالب بالعدالة والمساءلة؟ أليس من حقنا أن نقف ونسأل: إلى أين تأخذنا هذه السفينة الغارقة في الفساد؟
ربما الأمل الوحيد المتبقي هو صوت الشعب، ذلك الصوت الذي لطالما كان القوة الدافعة للتغيير. لا يزال هناك من يؤمن بوطنٍ تُدار فيه الدولة لخدمة الجميع، لا لفئة بعينها. وإن كان هذا الأمل يبدو بعيد المنال، فإنه يبقى شعلة لا تنطفئ في قلوب من يرفضون الانكسار.