اختراقات جهاز الامن وتخريب المجال العام
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
رشا عوض
العصابة الكيزانية في سياق استدامة احتكارها للسلطة واعدام اي فرصة لتعددية حقيقية في المجتمع، زرعت الغامها(غواصاتها) بعناية في كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والاندية الرياضية والاوساط الفنية والثقافية ، في لحظات احساس العصابة بخطر وجودي، كما هو الحال في هذه الحرب، تستنفر كل رصيدها من الكيزان المستترين المزروعين ليعزفوا سمفونيتها في تناغم ومن مواقع مختلفة وبمفردات والحان ترضي جميع الاذواق والتوجهات الفكرية!
ادركت العصابة ان الكوز الملتحي الذي يكرر قال الله وقال رسول الله نفذ رصيده ! وما عاد مؤثرا بعد انكشاف الملعوب وبعد ان بات الناس العاديون يتساءلون هل الكيزان مسلمون اساسا؟ فما عاد احد يتقبل موعظة دينية من كوز ظاهر الا اذا تخفى في ثياب جماعة دينية اخرى( انصار سنة مثلا)!
والكوزة المحجبة التي تفعل ذات الشيء لن يلتفت اليها احد !
الكوز والكوزة التقليديان وظيفتهما هي التضليل داخل حوش العصابة وفي الحيشان المشابهة ووسط الذين لديهم مستوى منخفض جدا من ال IQ!
لكن الكيزان المخصصين للزحف التضليلي الممنهج للسيطرة على الرأي العام وتزييف الوعي لا بد ان يجيدوا فن التنكر في ازياء سياسية تتناقض تماما مع الكيزان في الظاهر ولكن النتائج المباشرة لخطابهم تصب في مصلحتهم!
عادي جدا تلقى كوز ملحد!
او كوز ماركسي!
وعادي جدا تلقى كوزة موش ما محجبة وبس، تلقاها مغالية في اللبرالية مظهرا وسلوكا وممكن تكون نسوية رادكالية!
وتجد نجوم في السوشيال ميديا اكتسبوا نجوميتهم من تبني الخطاب الثوري ، لكن في المحكات المفصلية ينحرفون بتوجيه المدفعية الثورية بعيدا عن الكيزان وفي اتجاه خصومهم!
طبعا هذا لا يعني ان الاحزاب والتيارات السياسية والفكرية غير الكيزانية في السودان غير مأزومة وتنطوي على عيوب ذاتية واختلالات تتحمل هي المسؤولية عنها، ولكن عندما نرغب في الاحاطة باسباب الازمة لا يمكن من الناحية الموضوعية اغفال الاختراق الامني الكيزاني للمؤسسات وحتى للافراد عبر اقذر الوسائل في الضغوط والابتزاز! اولكن رغم كل ذلك الكيزان ليسوا هم الفاعل السياسي الوحيد ولم يمتلكوا المجال العام ملكية مطلقة، فما زال هناك من ينازلهم فكريا وسياسيا بصلابة ، وما زالت خلايا المقاومة لجرثومتهم الخبيثة حية! والد اعدائهم هو تلك الخلايا الحية!
هل هذه المهارة في السيطرة على المجتمع ومحاولة احتلال كامل المجال العام دليل على ذكاء الكيزان وكفاءة جهاز امنهم ونجاحهم السياسي؟
الاجابة لا كبيرة! لان النجاح في تخريب الاوطان وتدميرها واضعاف الشعوب عبر تحطيم المؤسسات السياسية والاجتماعية وشل قدراتها عبر الترغيب والترهيب المصروف عليه من مال دافع الضرائب ومن عائدات الثروة القومية ليس نجاحا سياسيا ، بل هو عين الفشل والخيبة!
رغم حكمهم للسودان ثلاثين عاما لا نجد في محصلة حكمهم اي انجازات اقتصادية او تنموية شبيهة حتى بانجازات الدكتاتوريات الاخرى في المنطقة !
الانجازات الكبرى لهم هي في تدمير الدولة السودانية وتشريد شعبها وقهره بالفقر والحروب! هي الجحيم الذي توجوه بهذه الحرب ! وما زالوا يقولون هل من مزيد!
ومن لطائف الاقدار ان جرثومة “فرق تسد” التي زرعوها في كل مفاصل المجتمعات السودانية ارتدت على تنظيمهم العصابي فانقسمت اجهزتهم الامنية نفسها عبر الاختراق الاقليمي! وانقسم تنظيمهم السياسي عبر صراع الغنائم ! وفيما هم ساعون للسيطرة على السلطة بالوسائل العسكرية كانت النتيجة الطبيعية لسياساتهم الخبيثة اضعاف الجيش نفسه! اضعفوه اضعافا ولد الحاجة لتكوين الدعم السريع!
وفي النهاية انقلب السحر على الساحر !
سخروا كل ترسانتهم الامنية لتقسيم واضعاف معارضيهم ، ولاعدام فرصة بروز بديل سياسي من خارجهم لقيادة الدولة فكانت النتيجة تدمير الدولة نفسها بالحرب!
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
◄ يجب أن تُركِّز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي
د. مسلم بن علي بن سالم المعني **
نُسلطُ الضوء في هذا المقال على الجانب السلوكي لدى الطالب، وهو الجانب الذي إما يجهله الكثير من أعضاء هيئة التدريس أو لا يعرفون كيفية تطبيقه على أرض الواقع. ومخرجات التعلم القائمة على السلوك تركز على القيم والمعتقدات والتفكير الذهني الذي يوجه الطالب في كيفية التعامل مع ما يطلب منه تنفيذه أثناء الدراسة أو التعامل مع الآخرين أو التصرف في سياقات مُحددة.
ففي السنة الأولى؛ وهي السنة التي يلتحق فيها الطالب بالدراسة في التخصص، تركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على غرس السلوك الإيجابي لدى الطالب اتجاه التعلم والنزاهة الأكاديمية وتشجيعه على الانضباط الذاتي وإدارة الوقت، وهي عوامل جميعها تساهم في صقل شخصية الطالب بإظهار سلوك واحترام للمعايير الأكاديمية.
أما في السنة الثانية، فتركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على قدرة الطالب على التحلي بالسلوك المهني اتجاه مجال دراسته المعرفي وتشجيعه على التفكير بأهمية التعلم على مدى الحياة وحب الاستكشاف، وهي عوامل جميعها تساهم في توليد التفكير الناقد لدى الطالب وانفتاحه على الأفكار الجديدة.
وفي السنة الثالثة من الدراسة، تستهدف مخرجات التعلم القائمة على السلوك جوانب مثل تعزيز الدور القيادي لدى الطالب والعمل ضمن الفريق والتحلي بالأخلاقيات المهنية مع تمكين الطالب من تحقيق هوية مهنية له ونهج مهني أثناء مواجهته التحديات. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات يجب أن يتحلى بالقدرة على العمل الجماعي والقيادة ضمن المشروعات الجماعية التي يطلب منه تنفيذها.
وأخيرا تأتي السنة الرابعة لتتوج المجال السلوكي حيث يتولد لدى الطالب سلوك يركز على الجانب الوظيفي والاستعداد للانتقال إلى المرحلة التالية وهي إما التحاقه بسوق العمل أو مواصلة دراسته العليا، مع تشجيع الطالب على التحلي بالقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة والتحلي بالأخلاقيات المهنية لمجال تخصصه. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات على هذا المستوى المتقدم يجب أن يتحلى بالقدرة على إظهار المهنية والقدرة على التكيف مع تحديات بيئات العمل.
وبناءً عليه يجب أن تركز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على مجالات ثلاثة: المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. فلو فعلا تمكنا من تصميم وتنفيذ برنامج يغطي المجالات الثلاثة لتولدت لدى الطالب معارف ومهارات وسلوكيات تمكنه من الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات الجديدة بكل كفاءة واقتدار. فمن السلوك الإيجابي المتمثل في حب التعلم والنزاهة الأكاديمية والانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت في السنة الأولى إلى تطوير سلوك التفكير الناقد والانفتاح على الأفكار الجديدة في السنة الثانية، يستطيع الطالب أن يطور سلوكيات إيجابية للعمل بروح الفريق الواحد مع تولد صفات قيادية له يستطيع من خلالها أن يقود فريق العمل معه في السنة الثالثة لينتقل إلى السنة الرابعة والأخيرة والتي تبني شخصية الطالب في المهنية في العمل والتكيف مع المُتغيرات.
فهل فعلًا تركز برامجنا الأكاديمية على المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية؟ وهل حقًا برامجنا الأكاديمية تصقل المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية عند منحه الدرجة العلمية في التخصص؟
** عميد كلية الزهراء للبنات