هل يستطيع البرهان الانحياز الي الشعب السوداني والانقلاب علي جماعة الاخوان والحركة الاسلامية التي تدير السودان
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
محمد فضل علي .. كندا
الكوراك ضرب شعب السودان
اخرجوا من كل فج عميق للدفاع عن وطنكم واستعادة الامن والاستقرار
يتضح بما لايدع مجالا للشلك ان انظار الكثير من الدوائر الدولية والاقليمية اضافة الي معظم اتجاهات الراي العام السوداني من ضحايا الحرب وملايين النازحين المتضررين من الحرب داخل وخارج البلاد والعالقين علي الاسوار الشائكة وحدود واطراف دول الجوار السوداني الموحشة قد اصبحت تتجه منذ اليوم السبت العاشر من اغسطس الجاري صوب المملكة العربية السعودية والعاصمة السويسرية لمتابعة اخبار المفاوضات المفترضة لوقف الحرب السودانية برعاية الولايات المتحدة الامريكية ومباركة معظم دول ومنظمات المجتمع الدولي بعد ان تدهورت الاوضاع الانسانية في اجزاء واسعة داخل السودان بطريقة ليس لها مثيل في تاريخ العالم المعاصر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة النازية اذا استثنينا الماساة الاخري داخل الاراضي الفلسطينية وقطاع غزة الفلسطينية التي تتفوق علي اخبار الحرب السودانية في صدارة الانباء وعناوين الاخبار في الميديا العالمية.
الكوراك عادة قديمة في البوادي والارياف السودانية وهوعبارة عن انذار ونداء للاستنفار يطلق بطريقة معينة عن طريق وضع اليد علي الفم بطريقة متقطعة بالتزامن مع الصراخ من اجل لفت انظار الناس الي شئ ما وحدث جسيم يجري في المكان خاصة في ازمنة الكوارث الطبيعية والحروب والغزوات الخارجية من اجل تحذير وحشد الناس للخروج والمشاركة في التصدي للخطر القادم والمحتمل .
نقول ذلك علي الرغم من اختلاف الزمن وتطور وسائل الاتصال والتواصل بين الناس ونستعيد ادبيات الازمنة التي مضت للاستعانة في حشد واستنفار الناس امام اكبر خطر يواجه الدولة السودانية منذ تاسيسها بسبب الحرب التي هددت ودمرت الناس وازهقت ارواحهم واذلت كرامتهم بطريقة مهينة .
بعيدا عن الطرق المعتادة في الملاسنات الهتافية التي تدار بها الحرب السودانية وتبادل الاتهامات هنا وهناك نجزم بان المعارك الجارية ليست حرب كرامة ولايحزنون ولاعلاقة لها بالوطن والوطنية والدين او الدفاع عن الحرمات والاعراض .
وان مايجري هو عملية صراع علي السلطة والثروة وموارد البلاد وعملية لها جذور سياسية معلومة ومعروفة يعود معظمها الي فترة حكم الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وتابعهم المعزول عمر البشير والي ماقبل ذلك التاريخ اثناء اخر حكومة حزبية وحكومة الصادق المهدي وخلال فترة من حكم الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد نميري للبلاد الذي سقط بعد انتفاضة شعبية في ابريل من العام 1985.
هناك تكهنات وتحليلات هنا وهناك علي بعض مواقع الميديا الاجتماعية السودانية الرئيسية وعلي بعض القنوات العربية والاجنبية التي تقوم بتغطية تطورات الحرب السودانية معظمها يتوقع نجاح المفاوضات القادمة في وقف الحرب في السودان نسبة لحجم الحضور والمتابعة العالمية اللصيقة للماساة الانسانية الكبري في السودان .
وهي عملية معتادة ودائما ما تنتظر النخبة السودانية التدخلات والضغوط الخارجية الي جانب خروج الشارع السوداني المتعود بدورة علي الخروج الهادر وعلي لفت انظار العالم علي القدرات الخلاقة للشعب السوداني في اسقاط الانظمة والحكومات واجبار الجيش التابع للحركة الاسلامية علي التوقف عن المسرحيات المحسوبة والمتفق عليها للانحياز الي الشارع والثورة السودانية حتي وصل الامر الي الاطاحة بحكومة انتقالية تحظي باعتراف الامم المتحدة والمجتمع الدولي والدوائر والحكومات العربية والافريقية الحكومة الانتقالية السابقة كانت مفوضة من اغلبية الشارع السوداني بموجب شرعية الثورة وقد انقلب عليها البرهان وقيادة الجيش الراهنة المكونة من موظفي الحركة الاسلامية واللجنة الامنية التي كانت مكلفة بحماية نظام المعزول البشير .
مجهودات ومشاركة النخبة السياسية السودانية في وقف الحرب الراهنة واعادة الامن والاستقرار تنحصر في المشاركات الاعلامية في صفحات الراي العام في الميديا الاجتماعية ولاتوجد مجهودات تتناسب مع حجم ما يجري في السودان علي الارض من تطورات وحتي مجموعة الموالين لحركة الحرية والتغيير والكيان الجديد لهذه الجماعة ومايعرف بحركة تقدم فلايزال محصور في اجتماعات ومفاوضات روتينية وعديمة الجدوي مع بعض الدوائر العربية والافريقية ومنظمات دولية مهتمة بالتطورات السودانية ولكن للاسف الشديد تذهب كل هذه المجهودات ادراج الرياح وتنتهي في العادة ببيانات التعاطف مع الشعب السوداني والامنيات له بحظ اوفر في تجاوز الحرب.
والكيان المشار اليه في حركة تقدم يملك القدرة علي وضع حد لحرب الابتزاز والاستنزاف المنهجي الذي يتعرض له بواسطة شبكات متخفية تابعة لحكومة الحرب السرية وماتعرف بالحركة الاسلامية من الذين ينشطون تحت ستار اسماء و مسميات والقاب وكيانات وهمية علي شبكة الميديا الاجتماعية وبعضهم يعمل من داخل الولايات المتحدة الامريكية ويدير انشطة تجسس وتخريب هدامة تستهدف الوجود السوداني في كل انحاء العالم وتفرض علي الناشطين السودانيين مراقبة لصيقة علي مدار الاربعة وعشرين ساعة ..
للاسف لاتوجد اي مبادرة جادة لادارة الازمة والماساة السودانية بطريقة تساهم في وقف الحرب السودانية وكان من الممكن اقامة اذاعة باللغة العربية وبعض العناوين الرئيسية الاخبارية باللغة الانجليزية موجهة للسودانيين داخل وخارج البلاد تدار بطريقة فنية صارمة منعا للاختراق والتخريب والتواصل من خلالها مع الدوائر والمنظمات الدولية التي يمكنها المساهة في ايجاد وسيلة فعالة لحماية المدنيين وضمان خروجهم من بين مرمي نيران قوات الدعم السريع وميليشيات الحركة الاسلامية الي مناطق امنة تخضع لرقابة دولية ..
من حق حركة تقدم ان تغادر محطة حرب الاستنزاف والملاسنات المسعورة وحملات التجريم والادانة التي تتعرض لها وان تتوقف عن استدراجها الي ادانة قوات الدعم السريع فهذا ليست قضيتها ولاتقع في دائرة اختصاصها وعلي من يريد ادانة الدعم السريع ان يقوم بذلك بنفسه وينتظر العدالة الانتقالية القادمة في السودان ومن المعروف ان كل المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة ومنظمات دولية اخري قد تجاهلت شكاوي السلطات السودانية ضد قوات الدعم السريع وتتبع وسائل وطرق اخري في متابعة مايجري في السودان.
من المفترض ان تتحول حركة تقدم الي ادارة سودانية في المنفي بعد ان تقوم باشراك بعض التكنوقراط المدني والعسكري السوداني المعارض في هذه الادارة وهي ليست حكومة بالطبع ولكن من الممكن جدا ان تحظي بدعم فوري من الامم المتحدة وحكومات العالم الي جانب الشعب السوداني الذي تحول الي رهينة بين مرمي نيران حكومة بورسودان الاخوانية وقوات الدعم السريع الاذاعة الموجهة والمخاطبة اليومية للشارع السوداني يمكنها ان تساهم في كسر حاجز الرهبة والخوف وتجعل الشعب السوداني في حالة تحفز واستنفار في انتظار اللحظة المناسبة للخروج المليوني الهادر المجرب بطريقة ثورية منظمة لفرض حراسة ورقابة علي مرافق واجهزة الدولة السودانية والعمل علي تشغيل الاذاعة السودانية ومطار الخرطوم الدولي والمرافق الصحية والمستشفيات العامة والعودة الفورية لاجهزة الامن والشرطة من غير اعوان الحركة الاسلامية الذين يتحركون تحت ستار ضباط المعاش السودانيين ومسميات اخري يشرف عليها اعضاء منظمين من عضوية الحركة الاسلامية الذين دخلوا الكلية الحربية بموجب كشوفات كانت تعدها اجهزة مختصة في الحركة الاسلامية للطلاب المقبولين بالكلية الحربية السودانية علي مدي ثلاثين عام واكثر .
علي صعيد اخر لن يغادر البرهان محطة الهتاف والمخاطبات الحماسية المسرحية مع رفيقة الغريب الاطوار ياسر العطا وهو يتحدثون باسم الامة السودانية بدون تفويض او دعم من الامة السودانية حتي علي صعيد المناطق التي ولدوا فيها في القري واحياء المدن السودانية الناس في امدرمان و حي عريق مثل بيت المال سيقدمون غدا شيخ الامين كرمز من رموز حيهم الوطني العريق ولكنهم لايذكرون ياسر العطا علي اي مستوي .
ومع ذلك امام البرهان فرصة تاريخية نادرة بالانحياز للشعب السوداني ومطالبه العاجلة بوقف الحرب وعودة الحياة الي طبيعتها والخروج التام من دائرة الولاء للاسلاميين والتوقف عن تنفيذ اجندتهم اليومية في كافة المجالات والخروج من طوعهم الي احضان الامة السودانية والشعب المقاتل العنيد حتي لو استدعي الامر الانقلاب عليهم وعلي فرق الموت التي تدير الخرطوم باسم الجيش السوداني عندها سيجد البرهان وكل من يقوم بخطوة مثل هذه الحماية الفورية التامة من الملايين الهادرة من جموع الاغلبية الصامتة في الشارع السوداني وسيحظي باعتراف فوري من دول ومنظمات المجتمع الدولي وعلي من يهمهم الامر استخارة ربهم والتوكل علي الله وانتزاع الحكم والسلطة من الاسلاميين ومقارنة النتائج بما يمكن ان يحدث اذا استمر العناد والمكابرة والاستنفار وعسكرة الدولة والمجتمع والاصرار علي هزيمة قوات الدعم السريع ومطالبة الناس بمنتهي الجراءة وقوة العين بالمشاركة في الحرب عليها .
للاسف الشديد وعلي الرغم من الدمار والابادة التدرجية التي تتعرض لها اعداد كبيرة من الشعب السوداني تواصل الحركة الاسلامية السودانية عسكرة الدولة والمجتمع من اجل تقويض المجهودات الوطنية والدولية المبذولة لوقف الحرب وانقاذ الملايين من ضحايا الحرب السودانية من الموت جوعا او بين نيران المتقاتلين في الحرب الراهنة في السودان
اخر انتاجهم في هذا المجال تاسيس ميليشيا جديدة من قبيلة او عشيرة الرشايدة من المكونات القديمة للامة السودانية التي استوطنت شرق السودان وسواحل البحر الاحمر منذ بداية الهجرات من الجزيرة العربية والفتوحات الاسلامية للسودان والمعروف عن هذه القبيلة ارتباطها التاريخي القديم بالطائفة الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي ولكن هناك من يريد ان يزج بهم في اسواق العنف وساقية الموت والدم الجارية في السودان والحرب الراهنة ونناشد العقلاء من ابناء هذه القبيلة الانتباه لخطورة هذا المخطط
الخبيث علي المتبقي من الامن القومي للدولة السودانية المنهارة وعلي قبيلتهم اذا فشلت المفاوضات القادمة في سويسرا و توسعت رقعة هذه الحرب الغير شرعية .
رابط هام له علاقة بالموضوع :
https://www.youtube.com/watch?v=NbIBkgUiYoI
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الحرکة الاسلامیة الحرب السودانیة الشعب السودانی فی السودان
إقرأ أيضاً:
كتابات ما بعد الحرب: هل تصلح الخرطوم أن تكون عاصمة للدولة السودانية الجديدة؟
هذه رؤية حاولنا أن تكون متكاملة وعميقة قدر الإمكان لمستقبل الخرطوم الحالية، أو لفكرة عاصمة بديلة لها في سودان ما بعد الحرب. وقد اجتهدنا في تعديلها وتحسينها من حيث الأسلوب والتسلسل المنطقي، آملين أن تكون أكثر جذبًا للمهتمين وللقارئ العادي على حد سواء.
الخرطوم، هذه المدينة التي ظلّت لعقود قلب السودان النابض، تحمل اليوم آثار الحروب والتهميش والانهيار، وكأنها صارت مرآةً لكل جراح البلاد. ومع بزوغ أمل في سودان جديد ينهض من رماد الحرب، تتجدد الأسئلة: هل تستطيع الخرطوم أن تواصل دورها كعاصمة؟ أم أن إعادة البناء تتطلب البدء من نقطة الصفر، بتصميم مدينة جديدة تعبّر عن طموحات السودانيين وتطلعاتهم إلى دولة حديثة، تنعم بالحرية والسلام والكرامة؟
هل الخرطوم مؤهلة لقيادة المرحلة القادمة؟
رغم ما تحمله من رمزية وتاريخ، تبدو الخرطوم اليوم مدينة مرهقة، تفتقد إلى بنية تحتية صالحة، ويصعب فصلها عن مشهد الدمار والدم الذي خيم عليها خلال الحرب. فهل يكفي التاريخ وحده ليضمن لها البقاء كعاصمة؟ أم أن المستقبل يحتاج إلى تصور جديد لعاصمة تُجسد انطلاقة الدولة السودانية الحديثة؟
تصور لمدينة الخرطوم الجديدة: عاصمة المستقبل
الموقع والتخطيط العمراني:
o اختيار موقع قريب من الخرطوم الحالية لتسهيل الانتقال، مع مراعاة الأمان البيئي (كالابتعاد عن مخاطر الفيضانات والزحف الصحراوي).
o تصميم حضري حديث يُراعي الهوية السودانية المتنوعة ويضمن حياة منظمة ومستدامة.
o التعليم والبحث العلمي:
o بناء جامعات بمعايير عالمية ومراكز بحثية حديثة تكون منارة للإبداع.
o إنشاء مدارس حديثة تركز على التعليم المهني والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل.
2.
3. الصحة والرعاية:
o إنشاء مستشفيات متطورة ومراكز صحية شاملة.
o دعم البحث الطبي المحلي لتطوير قطاع الرعاية الصحية.
4.
5. الرياضة والترفيه:
o بناء مدينة رياضية متكاملة ومرافق ترفيهية ومساحات خضراء لتحسين جودة الحياة.
6.
7. الاقتصاد والتجارة:
o إنشاء مولات حديثة وأسواق تدعم الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل.
o تسويق المنتجات المحلية والتراث الثقافي السوداني في فضاءات تجارية منظمة.
8.
9. البنية التحتية:
o مطار دولي بمواصفات عالمية يربط السودان بالعالم.
o شبكة مواصلات ذكية تشمل قطارات كهربائية وطرق حديثة.
o نظام نقل عام متكامل يسهّل التنقل داخل العاصمة ويخفف الازدحام.
10. الثقافة والإعلام:
o مسارح، دور سينما، مراكز ثقافية، وإذاعات وتلفزيونات وطنية تعبّر عن روح السودان الجديد.
التمويل: من أين نبدأ؟
نجاح هذا المشروع الطموح يعتمد على تنوع مصادر التمويل وشفافية الإدارة. وتقترح الرؤية أربع قنوات رئيسية:
الدعم الحكومي:
o تخصيص جزء من ميزانية الدولة لإعادة الإعمار.
o استثمار الموارد الطبيعية مثل الذهب، البترول، والصمغ العربي.
2. الشراكات الدولية:
o جذب الاستثمارات الأجنبية والتعاون مع الدول والمنظمات الداعمة.
o توفير بيئة استثمارية مشجعة للشركات العالمية.
3. الدعم الشعبي والقطاع الخاص:
o إطلاق صناديق وطنية بمساهمات شعبية ومؤسساتية
o تشجيع الشركات السودانية على الاستثمار في بناء العاصمة.
4. آليات التمويل المبتكر:
5. إصدار سندات تنمية طويلة الأجل.
o تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP).
خاتمة:
الحديث عن عاصمة جديدة ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة استراتيجية تُواكب التحولات الكبرى التي يشهدها السودان. فالمدينة التي ستقود الدولة السودانية المقبلة يجب أن تكون عنوانًا لعصر جديد، تُبنى فيه المؤسسات على أسس العدالة والشفافية والمعرفة والتخطيط السليم.
الخرطوم قد تظل حاضرة في الذاكرة والرمزية الوطنية، لكن عاصمة السودان المستقبلية يجب أن تُولد من رحم الحلم والتخطيط، لا من رماد الحرب.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com