انتشار الجماعات الإرهابية في الداخل السوري وبعض المناطق في العراق خلال السنوات الماضية، أعاد إلى الواجهة قضايا تجارة الكبتاغون، التي أخذت حيّزًا مهما على صعيد الشرق الأوسط، إذ تحولت هذه التجارة من مجرد تجارة محلية داخل حدود البلاد إلى تجارة عالمية مرتبطة بدول وعصابات منظمة هدفها الوحيد الفقراء.   فحسب التقارير العديدة التي نشرتها وكالات عسكرية أجنبية، فان الكبتاغون أو ما يعرف بـ"مخدرات الفقراء" بدأ يأخذ حيّزًا كبيرًا في الشرق الأوسط، خاصة في الدول العربية، بالاضافة إلى انتقال هذا المخدر إلى داخل أحياء أوروبا التي تعيش في فقر مدقع، حيث دفع هذا المخدر الفقراء إلى الإستفادة من مميزاته، إذ يقدم ما تقدمه المخدرات عالية الجودة إنما لوقت أقل، أضف إلى ثمنه الرخيص، الذي جعله بمتناول الجميع، والذي عزّز في الوقت نفسه من انتشاره في مختلف أنحاء العالم.

  وإلى الشرق الأوسط، تبرز بقع خطيرة، يتم من خلالها الإستحواذ على صناعة الكبتاغون، ويعرّف مصدر أمني لـ"لبنان24" هذه البقع بالبقع المعسكرة، أي التي تحولت من مجرّد بقع لإنتاج الكبتاغون من قبل بضعة أشخاص إلى بقع معسكرة، تخضع لنظام أمني شبيه بأنظمة العصابات. الكبتاغون والإرهاب إلى حدّ اليوم، لا تزال صناعة الكبتاغون إحدى أهم موارد الجماعات الإهابية، خاصة تلك التي لديها نفوذها الخاص داخل سوريا، وهذا ما تؤكّده التقارير الاجنبية التي تشير إلى أن صناعة الكبتاغون لا تزال عصب تغذية العنف في الشرق الأوسط، إذ بعدما كان يُستعمل هذا المخدر كدواء لعلاج الاكتئاب ونوبات النعاس المفاجئة، تم حظره في الثمانينيات، نسبة إلى حالة الإدمان عليه، وبدء انتشاره في مناطق عديدة كانت تشهد نزاعات مسلحة. وتشير التقارير إلى أنّ المخدر بدأ ينتشر في الشرق الأوسط، وارتفعت وتيرة استخدامه مع ارتفاع وتيرة الحروب. ففي سوريا مثلاً اتخذ عدد من الكيميائيين قرارا بالقيام بتجارب لإنتاج هذه المخدر، وتراوحت أسعار الحبوب آنذاك بين 3 و14 دولارا، ووصلت اليوم إلى 25 دولارا. وعلى الرغم من الحملات الشرسة لكبح التهريب خاصة على الحدود، تؤكّد التقارير أن هذا لن يزيد العصابات إلا إصرارًا، وذلك لناحية ابتكار طرق جديدة للتهريب، مما يساهم في الوصول إلى أسواق جديدة أيضا.  
وحسب المعلومات، فإنّ عمليات التهريب لا تزال مركّزة اليوم على العراق وتركيا، إذ تمكن الأمن العراقي من تفكيك شبكة تهريب وتصنيع داخل البلاد، وهذا ما دفع بمسؤولين أوروبيين إلى دقّ ناقوس الخطر، إذ اعتبروا أن تحول تركيا والعراق من مجرد بلاد لشحن المخدرات إلى بلاد لتصنيع الكبتاغون هو أمر خطير، علمًا أن دول أطراف أوروبا صادرت أطنانا كبيرة من حبوب الكبتاغون كان مصدرها سوريا ولبنان، إذ تم شحنها مباشرة إلى أوروبا آنذاك. وأبرز عمليات التوقيف هذه كانت تفكيك السلطات النمساوية شبكة تهريب لبنانية سورية عام 2021، إذ استدعى توقيف هذه الشبكة 3 سنوات من التحقيقات التي اشتركت فيها وكالات ساهمت بالتوصل إلى معلومات، أدت إلى القبض على 15 من المشتبه بهم. لبنان.. كميات وفيرة جدًا منذ الإستقلال، كانت تعرف أراضي لبنان بأنّها خصبة لزراعتها بالمخدرات، وإبان الحرب تمكنت العصابات من اخذ مجدها وفرض سيطرتها لناحية التوزيع والإستئثار بالأحياء، وسط حالة الفوضى التي كانت تشهدها البلاد. هذا التفلت أسس لعشرات العصابات التي كانت محمية بمجملها من قبل كافة الأحزاب المسلحة. وعلى عكس الأحزاب التي سلّمت أسلحتها، لا تزال العصابات صامدة إلى حدّ اليوم، وهذا ما وضعهم في موقف المواجهة مع الدولة. الصمود هذا أمّن للعصابات حاجتهم الكافية من المخدرات، التي قرّرت أن تصدّرها إلى خارج لبنان.   وحسب المصدر الأمني، فإنّه يوضح أن العمليات الأمنية النوعية التي تنفذها القوى الأمنية أدّت إلى توقيف عشرات العصابات وضبط المعامل التي تنتج المخدرات.   ويلفت المصدر لـ"لبنان24" إلى أنّ نتائج العمليات أظهرت أن أكثر صناعة نشطة في لبنان هي صناعة الكبتاغون لناحية المخدرات المصنعة، أما بالنسبة إلى الزراعة، فيتميز لبنان بزراعة القنّب الهندي، والتجار استطاعوا أن يستفيدوا منه لناحية تصديره إلى دول عربية وأوروبية، حيث يُستَخدم لأغراض طبية، بينما لبنان لا يزال يتصارع مع التشريعات التي تمنع من قوننة وتنظيم هذه الزراعة التي من شأنها أن تدرّ الملايين من الدولارات إلى خزينة الدولة.   بالتوازي يلفت المصدر إلى أنّ سوق الهيروين في لبنان هي محدودة، ويوعز ذلك إلى تكلفة إنتاج هذه المادة وانخفاض الطلب عليها محليا، ويشير المصدر إلى أنّ عصابات الهيروين والكوكايين الموجودة في لبنان لها صلات بشبكات منظمة مقرها في أميركا اللاتينية، واستطاعت أن تبني مملكة من الثروات، نسبة إلى النوعية المصنّعة والأسعار التي يتم فرضها.
 
وزارة الداخلية مستنفرة   في السياق، تؤكّد مصادر وزارة الداخلية لـ"لبنان24" أن الوزارة تعمل على قدم وساق لكبح تهريب المخدرات وتصنيعها والإتجار بها. ويتلخص دور الوزارة بالعمل الجاد على تفكيك المصانع المتواجدة في مناطق واسعة في لبنان وتستهدف دول الخليج وأطراف أوروبا.   وتؤكّد المصادر أن الوزارة ومن خلال عملياتها النوعية تمكنت من تفكيك العديد من الشبكات، وهذا ما أصلا كان قد أكّد عليه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي خلال مؤتمر في العراق، حيث أشار إلى أنّ لبنان وعلى الرغم من إمكانياته المحدودة وقلّة ميزانية القطعات العسكرية والأمنية، تمكن من تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد ملاحقة العصابات وتفكيك المعامل، بالاضافة إلى التهريب، إذ لم توفر ضابطة الجمارك جهدًا لناحية إحباط عشرات الشحنات التي كانت موجّهة عبر البحر إلى دول عربية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط فی لبنان وهذا ما إلى أن

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يتناول الأوضاع في الشرق الأوسط مع وزير خارجية الدنمارك

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، «لارس راسموسن» وزير خارجية الدنمارك، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج.

وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن وزير خارجية الدنمارك نقل للرئيس تحيات ملكة الدنمارك ورئيسة الوزراء، وهو ما بادله الرئيس بالتحية والتقدير في ضوء العلاقات المتميزة بين البلدين، وتم في هذا الصدد استعراض سبل تطوير التعاون المشترك، الذي يشهد تقدماً ملموساً، خاصةً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، حيث ثمن الرئيس في هذا الإطار الدور المقدر للشركات الدنماركية في دفع التنمية الاقتصادية في مصر، مشيراً إلى فرص توسيع التعاون بين الجانبين، خاصة في مجالات الطاقة والتحول الأخضر والنقل البحري، بما يعود بالفائدة على الدولتين والشعبين الصديقين.

وتناول اللقاء كذلك الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث حرص وزير الخارجية الدنماركي على الاستماع إلى رؤية وتقييم الرئيس للأوضاع الراهنة بالمنطقة. وأشار الرئيس في هذا الشأن إلى الضرورة القصوى لتغليب مسار التهدئة والتوصل لاتفاق، يتم بموجبه وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل المحتجزين، بما يسمح بإنقاذ أهالي غزة من الأوضاع المعيشية المأساوية التي يعانون منها، وفي ذات الوقت شدد الرئيس على ضرورة أن يتزامن ذلك مع مسار جاد وحاسم لتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على النحو الذي يحقق تطلعات شعوب المنطقة نحو العدل والأمن والاستقرار والتنمية، وهو ما اتفق معه الجانب الدنماركي، كما تم التوافق على أهمية الدور الإنساني الذي تضطلع به "الأونروا"، والذي يجب دعمه وحمايته مما يتعرض له من عراقيل.

وتطرق اللقاء كذلك إلى عدد من الأزمات القائمة بالمنطقة، وخاصة الأوضاع في السودان، حيث أكد الرئيس ضرورة دعم السودان الشقيق، مستعرضاً في هذا السياق جهود مصر لاستعادة الاستقرار به، ومشدداً على أهمية احترام سيادة السودان ومؤسساته الوطنية، ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، بالإضافة إلى تكثيف الدعم الإغاثي في ضوء تفاقم صعوبة الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب السوداني الشقيق.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يستقبل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية

صحف الكويت تبرز تأكيد الرئيس السيسي على محورية دور مصر والسعودية لاستقرار المنطقة

شيخ الأزهر يرحب بمبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»: حسنا فعل الرئيس السيسي

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يفتح النار على 5 جبهات إقليمية لإشعال حرب كبرى
  • لافروف: موسكو وبكين تتبادلان الآراء بشأن الصراع بالشرق الأوسط
  • مصر تحذر من خطورة التصعيد المستمر في الشرق الأوسط
  • لافروف ينتقد شروط إسرائيل التعجيزية
  • الرئيس السيسي يتناول الأوضاع في الشرق الأوسط مع وزير خارجية الدنمارك
  • لافروف: الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى!
  • ذوو الاحتياجات الخاصة بالسليمانية: رواتبنا الأقل في الشرق الأوسط
  • موسكو: الشرق الأوسط على موعد مع حرب كبرى.. وتحرك روسي خليجي عاجل
  • وزير الخارجية الروسي: يجب العمل على منع اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط
  • لافروف: الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى