ممالك الكبتاغون في الشرق الأوسط... من لبنان إلى تركيا فسوريا
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
انتشار الجماعات الإرهابية في الداخل السوري وبعض المناطق في العراق خلال السنوات الماضية، أعاد إلى الواجهة قضايا تجارة الكبتاغون، التي أخذت حيّزًا مهما على صعيد الشرق الأوسط، إذ تحولت هذه التجارة من مجرد تجارة محلية داخل حدود البلاد إلى تجارة عالمية مرتبطة بدول وعصابات منظمة هدفها الوحيد الفقراء. فحسب التقارير العديدة التي نشرتها وكالات عسكرية أجنبية، فان الكبتاغون أو ما يعرف بـ"مخدرات الفقراء" بدأ يأخذ حيّزًا كبيرًا في الشرق الأوسط، خاصة في الدول العربية، بالاضافة إلى انتقال هذا المخدر إلى داخل أحياء أوروبا التي تعيش في فقر مدقع، حيث دفع هذا المخدر الفقراء إلى الإستفادة من مميزاته، إذ يقدم ما تقدمه المخدرات عالية الجودة إنما لوقت أقل، أضف إلى ثمنه الرخيص، الذي جعله بمتناول الجميع، والذي عزّز في الوقت نفسه من انتشاره في مختلف أنحاء العالم.
وحسب المعلومات، فإنّ عمليات التهريب لا تزال مركّزة اليوم على العراق وتركيا، إذ تمكن الأمن العراقي من تفكيك شبكة تهريب وتصنيع داخل البلاد، وهذا ما دفع بمسؤولين أوروبيين إلى دقّ ناقوس الخطر، إذ اعتبروا أن تحول تركيا والعراق من مجرد بلاد لشحن المخدرات إلى بلاد لتصنيع الكبتاغون هو أمر خطير، علمًا أن دول أطراف أوروبا صادرت أطنانا كبيرة من حبوب الكبتاغون كان مصدرها سوريا ولبنان، إذ تم شحنها مباشرة إلى أوروبا آنذاك. وأبرز عمليات التوقيف هذه كانت تفكيك السلطات النمساوية شبكة تهريب لبنانية سورية عام 2021، إذ استدعى توقيف هذه الشبكة 3 سنوات من التحقيقات التي اشتركت فيها وكالات ساهمت بالتوصل إلى معلومات، أدت إلى القبض على 15 من المشتبه بهم. لبنان.. كميات وفيرة جدًا منذ الإستقلال، كانت تعرف أراضي لبنان بأنّها خصبة لزراعتها بالمخدرات، وإبان الحرب تمكنت العصابات من اخذ مجدها وفرض سيطرتها لناحية التوزيع والإستئثار بالأحياء، وسط حالة الفوضى التي كانت تشهدها البلاد. هذا التفلت أسس لعشرات العصابات التي كانت محمية بمجملها من قبل كافة الأحزاب المسلحة. وعلى عكس الأحزاب التي سلّمت أسلحتها، لا تزال العصابات صامدة إلى حدّ اليوم، وهذا ما وضعهم في موقف المواجهة مع الدولة. الصمود هذا أمّن للعصابات حاجتهم الكافية من المخدرات، التي قرّرت أن تصدّرها إلى خارج لبنان. وحسب المصدر الأمني، فإنّه يوضح أن العمليات الأمنية النوعية التي تنفذها القوى الأمنية أدّت إلى توقيف عشرات العصابات وضبط المعامل التي تنتج المخدرات. ويلفت المصدر لـ"لبنان24" إلى أنّ نتائج العمليات أظهرت أن أكثر صناعة نشطة في لبنان هي صناعة الكبتاغون لناحية المخدرات المصنعة، أما بالنسبة إلى الزراعة، فيتميز لبنان بزراعة القنّب الهندي، والتجار استطاعوا أن يستفيدوا منه لناحية تصديره إلى دول عربية وأوروبية، حيث يُستَخدم لأغراض طبية، بينما لبنان لا يزال يتصارع مع التشريعات التي تمنع من قوننة وتنظيم هذه الزراعة التي من شأنها أن تدرّ الملايين من الدولارات إلى خزينة الدولة. بالتوازي يلفت المصدر إلى أنّ سوق الهيروين في لبنان هي محدودة، ويوعز ذلك إلى تكلفة إنتاج هذه المادة وانخفاض الطلب عليها محليا، ويشير المصدر إلى أنّ عصابات الهيروين والكوكايين الموجودة في لبنان لها صلات بشبكات منظمة مقرها في أميركا اللاتينية، واستطاعت أن تبني مملكة من الثروات، نسبة إلى النوعية المصنّعة والأسعار التي يتم فرضها.
وزارة الداخلية مستنفرة في السياق، تؤكّد مصادر وزارة الداخلية لـ"لبنان24" أن الوزارة تعمل على قدم وساق لكبح تهريب المخدرات وتصنيعها والإتجار بها. ويتلخص دور الوزارة بالعمل الجاد على تفكيك المصانع المتواجدة في مناطق واسعة في لبنان وتستهدف دول الخليج وأطراف أوروبا. وتؤكّد المصادر أن الوزارة ومن خلال عملياتها النوعية تمكنت من تفكيك العديد من الشبكات، وهذا ما أصلا كان قد أكّد عليه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي خلال مؤتمر في العراق، حيث أشار إلى أنّ لبنان وعلى الرغم من إمكانياته المحدودة وقلّة ميزانية القطعات العسكرية والأمنية، تمكن من تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد ملاحقة العصابات وتفكيك المعامل، بالاضافة إلى التهريب، إذ لم توفر ضابطة الجمارك جهدًا لناحية إحباط عشرات الشحنات التي كانت موجّهة عبر البحر إلى دول عربية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط فی لبنان وهذا ما إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصين: سنواصل تعزيز العلاقات مع إيران تحت أي ظرف
23 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: صرح السفير الصيني في طهران زونغ بي وو، بأن بكين ملتزمة بتطوير تعاونها مع إيران بشكل راسخ.
وفي حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أكد السفير الصيني في طهران أن تعزيز الاقتصاد الصيني له أهمية كبيرة في تعزيز التعاون العملي بين البلدين، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني يولي اهتمامًا كبيرًا للآفاق الاقتصادية للصين.
وأضاف أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أشار خلال لقائه مع الرئيس الإيراني على هامش قمة “بريكس” هذا العام إلى أن إيران دولة ذات أهمية وتأثير إقليمي ودولي، وتعتبر صديقًا وشريكًا جيدًا للصين.
وأكد السفير أن الصين ستواصل تعزيز تعاونها الودي مع إيران، بغض النظر عن التغيرات التي قد تطرأ على الأوضاع الدولية أو الإقليمية.
,صرّح السفير الصيني بأن معرض الصين الدولي للواردات يُعتبر تعبيرًا مهمًا عن سياسة الانفتاح رفيعة المستوى التي تنتهجها الصين تجاه العالم. وأوضح أن هذا المعرض، الذي تم التخطيط له وترويجه من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، هو أول معرض في العالم يركز على الواردات على المستوى الوطني. وأكد الرئيس الصيني أن تنظيم هذا المعرض يعكس قرارًا استراتيجيًا لتوسيع سياسة الانفتاح، وهو خطوة كبيرة نحو فتح السوق الصينية أمام العالم.
في نوفمبر هذا العام، أُقيمت الدورة السابعة للمعرض في مدينة شنغهاي بنجاح، ليواصل المعرض دوره كمنصة لمشاركة فوائد التنمية الصينية مع بقية العالم، رغم التحديات التي تفرضها الأفكار المناهضة للعولمة، الأحادية، والحماية الاقتصادية.
شارك في المعرض هذا العام 77 دولة ومنظمة دولية، بالإضافة إلى عارضين من 129 دولة ومنطقة، وبلغ حجم الصفقات التجارية المتفق عليها لمدة عام 80.01 مليار دولار، بزيادة قدرها 2.0% مقارنة بالدورة السابقة.
إيران شريك رئيسي في المعرض
وأشار السفير إلى أن إيران تعد شريكًا مهمًا في مبادرة “الحزام والطريق”، وشاركت في المعرض على مدار سبع دورات متتالية، مما يبرز إمكانيات التعاون بين البلدين وثقة إيران في تطور السوق الصينية.
بلغت مساحة الأجنحة الإيرانية في المعرض 1492 مترًا مربعًا، منها 1360 مترًا مربعًا مخصصة للشركات و132 مترًا مربعًا لجناح وطني يمثل الشعب الإيراني. شاركت 24 شركة إيرانية قدمت منتجات متنوعة، شملت المنتجات الزراعية المتخصصة، الحرف اليدوية التقليدية، والمنتجات التقنية المتقدمة مثل البتروكيماويات، التكنولوجيا النانوية، والرعاية الطبية. وبرزت بعض الشركات الإيرانية كـ”عملاء دائمين” في المعرض.
فرصة لتعزيز التعاون الدولي
أضاف السفير أن الصين تتطلع إلى استخدام معرض الصين الدولي للواردات كمنصة لتعزيز التعاون مع دول العالم، بما في ذلك إيران، لتوسيع “سلة” سياسة الانفتاح، وزيادة فرص التعاون. الهدف هو أن تتشارك جميع الدول الفرص المتاحة في السوق الصينية الكبيرة، مما يسهم في تحسين حياة آلاف الأسر حول العالم.
وقال السفير الصيني، تتمتع الصين وإيران، باعتبارهما حضارتين قديمتين، بعلاقات وثيقة منذ العصور القديمة من خلال طريق الحرير. ومنذ إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2016، واصل الطرفان تعميق تعاونهما العملي في مجالات مختلفة، بما في ذلك الاقتصادية والتجارية والتبادلات الشعبية، وحققا بشكل مستمر تقدمًا إيجابيًا.
الصين وإيران تتمتعان بعلاقات عميقة وآفاق مشرقة للتعاون العملي
شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطورًا مستمرًا، حيث حافظت الصين لعدة سنوات متتالية على مكانتها كأكبر شريك تجاري لإيران، كما تُعد السوق الأهم لصادرات السلع الإيرانية. وخلال السنوات الأخيرة، أدخلت إيران، كدولة زراعية وصناعية كبيرة في الشرق الأوسط، منتجات متخصصة مثل الحمضيات، الليمون الحلو، الفستق، السجاد، والحرف اليدوية إلى السوق الصينية تدريجيًا.
شهدت التبادلات بين الشعبين تطورًا متزايدًا. وفي هذا العام، نظم البلدان بشكل مشترك عددًا من الفعاليات الثقافية، مثل معرض “عظمة إيران القديمة – معرض الآثار التاريخية الإيرانية” في بكين، ومعرض “غيوم بلا نهاية على طريق الحرير – معرض الفن والثقافة الصينية”، وأسبوع الفيلم الصيني الذي عُقد في طهران. وقد جذبت هذه الفعاليات عددًا كبيرًا من الشعبين، مما ساهم بفعالية في تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين البلدين.
الرؤية الاستراتيجية للعلاقات الثنائية
أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائه بالرئيس الإيراني على هامش قمة دول بريكس هذا العام، إلى أن إيران دولة مهمة ذات تأثير إقليمي ودولي، وهي صديق وشريك جيد للصين. ومع تسارع التغيرات العميقة التي يشهدها العالم خلال القرن الأخير، تبرز الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الصين وإيران بشكل أكبر.
وبغض النظر عن التغيرات في الوضع الدولي والإقليمي، تواصل الصين بلا تردد تعزيز علاقاتها الودية مع إيران. وأعربت السفارة الصينية في إيران عن رغبتها في التعاون مع جميع شرائح المجتمع الإيراني لتنفيذ التوافقات المهمة التي تم التوصل إليها بين قادة البلدين، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران، بما يفتح آفاقًا جديدة ويحقق إنجازات جديدة بشكل مستمر.
ستواصل الصين الحفاظ على روح مبادرة الأمن العالمي ودعم دول الشرق الأوسط
فيما يتعلق بوضع الشرق الأوسط، أود أن أؤكد أن الصين ملتزمة دائمًا بالحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز التنمية والرفاهية في هذه المنطقة. في العام الماضي، سهّلت الصين المصالحة بين إيران والسعودية، مما أطلق موجة من التفاهم والمصالحة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يُعد تجليًا واضحًا للسياسة الخارجية الصينية.
خلال العام الماضي، ومنذ تحقيق المصالحة التاريخية، استمرت العلاقات بين إيران والسعودية في التقدم الإيجابي. مؤخرًا، أجرى البلدان تفاعلات جيدة على جميع المستويات، مما عزز ليس فقط زخم المصالحة بين إيران والسعودية، بل ساهم أيضًا بشكل كبير في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين.
ستواصل الصين الحفاظ على روح مبادرة الأمن العالمي ودعم دول الشرق الأوسط في تعزيز استقلالها الاستراتيجي ووحدتها وتعاونها لحل القضايا الأمنية في المنطقة. كما ستعمل على بناء هيكل أمني جديد في الشرق الأوسط يتميز بالشراكة، والشمولية، والتعاون، والاستدامة، مما يُسهم بشكل أكبر في الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز الأمن والسلام طويل الأمد في المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts