مقاتلون انتحاريون دون شارات.. من هم؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
في لغز غامض، تحدثت عدة شهادات ونصوص لمؤرخين عن "فيلق هتلر الأسود"، وهو يضم أفرادا من التبت الذين شكل النازيون منهم فرقة أمن خاصة قاتلت في برلين نهاية الحرب العالمية الثانية.
إقرأ المزيدقلة تصادف أن علمت بهذا الأمر الغريب الذي يؤكده المؤرخ الروسي نيكولاي دولغوبولوف.
هذا الحدث الغامض والغريب تحدثت عنه بالتفصيل عدة مصادر بما في ذلك كتاب بعنوان "صباح السحرة" الذي كان صدر في باريس عام 1960 لمؤلفين اثنين هما بوفيل ولويس بيرجير.
هذا الكتاب الذي اشتهر على الفور وحقق أرقاما قياسية في المبيعات ذكر أن "الروس في اليوم الذي أنهوا فيه معركة برلين، وجدوا حوالي ألف جثة لمتطوعين انتحاريين، أناس من دم التبت، بين جثث آخر المدافعين عن النازية. كان المقاتلون الانتحاريون يرتدون الزي الألماني بدون شارات، ولم تكن هناك وثائق في جيوبهم".
أما قوات الأمن الخاصة تلك التي كان من ضمنها هؤلاء "التبتيون الغامضون"، فتوصف بأنها "واحدة من أكثر المنظمات غموضا في الرايخ الثالث. في البداية كانت مجموعة صغيرة، ولكن بحلول نهاية الحرب أطلق أكثر من مليون شخص على أنفسهم اسم رجال قوات الأمن الخاصة".
على مر عدة عقود ترددت بقوة رواية مفادها أن الجثث التي تم العثور عليها في العاصمة الألمانية كانت لجنود "الفيلق الأسود" الغامض التابعة لزعيم النازيين أدولف هتلر، وأن هؤلاء استخدمهم النازيون الذين كانوا يعتقدون في قدراتهم السحرية، لوقف زحف الجيش الأحمر، وأنهم كانوا يُعتبرون الأمل الأخير لهتلر.
كتاب "صباح السحرة" يشير إلى الرحلات الاستكشافية المصنفة بدقة للرايخ الثالث إلى منطقة التبت، لافتا إلى أن "طبيعة تلك البعثات لا تزال لغزا، كما أن ظهور جثث التبتيين بالزي العسكري الألماني في شوارع برلين في أيام مايو من السنة الخامسة والأربعين لا يزال هو الآخر أمرا غامضا".
بعثة النازيين الشهيرة إلى التبت كانت برئاسة إرنست شيفر، وجرت في عام 1935، وأجرت أبحاثا أنثروبولوجية قاسية وغريبة، وبحثت عن "أسرار" متوهمة للقوة، ووصلت بعثة أخرى إلى الحبشة في محاولة من النازيين لتأكيد أن العرق "الآري" منتشر في جميع أنحاء العالم، وأن حضارة هؤلاء أقدم حتى من الحضارة المصرية القديمة!
ما يطلق عليهم اسم "فيلق هتلر الأسود"، قيل أن عدد أفراده تراوح بين 1000 - 1500، وأن هؤلاء الغرباء قاتلوا في برلين، وقاموا بقتل جرحاهم ولم يعثر على أحياء بينهم، وبذلك حملوا أسرارهم معهم.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف النازية
إقرأ أيضاً:
التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
عباس المسكري
مهنة التعليم والتمريض ليست مجرد وظائف، بل هي رسائل حياة تُكتب بأيدي أولئك الذين يكرسون أرواحهم لخدمة الآخرين، إنهم المعلمون والممرضون الذين يقفون في الصفوف الأمامية، ليزرعوا الأمل في عيون الأجيال ويهدوا العناية لمن هم في أمس الحاجة إليها.
وهذه المهن تتجاوز كونها وظائف يومية، فهي لبنة أساسية في بناء المجتمعات؛ فالعقول تُصاغ والكفاءات تُبنى على أيدي هؤلاء الأبطال الذين يضعون علمهم وحبهم في خدمة الإنسان، ومع ذلك، لا بد من أن يُحاط هؤلاء الكوادر بالعناية والدعم، بدءًا من لحظة تعيينهم، ليحظوا بالاستقرار النفسي والإجتماعي الذي يعزز قدرتهم على العطاء المتواصل، فتُثمر جهودهم وتظل بصماتهم حاضرة في كل زاوية من زوايا المجتمع.
في قلب كل قرار إداري، هناك إنسانٌ يعيش تحديات قد تكون أكبر من مجرد إنتقال جغرافي، في واقع الحال، يُعيّن العديد من المعلمين والممرضين في أماكن نائية، على بُعد مئات الكيلومترات عن موطنهم، رغم وجود شواغر في مناطقهم أو تلك القريبة منها، فليس مجرد تحديد مكان العمل هو ما يحكم حياة هؤلاء، بل التحديات النفسية والإجتماعية التي يتعرضون لها، فالموظف الذي يُجبر على ترك أسرته، خصوصًا في حالات العناية بالوالدين المسنين أو تربية الأطفال الصغار، يصبح في صراع مستمر بين إلتزامه الوظيفي ومسؤولياته الأسرية، وفي هذا التباعد بين الواجبين، يتشكل عبء لا يمكن تحمله بسهولة، إذ يمتد الشعور بالوحدة والقلق ليُحاصر الموظف، مما ينعكس سلبًا على أدائه وجودة العطاء الذي يقدم.
وتظل الغُربة القسرية عن الأهل، ذلك الشعور الذي يثقل قلب الموظف، ويجعل روحه تتيه بين أبعاد العمل وحنين الوطن، وما أن تبتعد المسافة بينه وبين من يحب، حتى يصبح القلق رفيقًا دائمًا، يعبث بصفو عقله ويشوش على نقاء قلبه، وهذا التشتت النفسي لا يمر دون أثر، فهو يخلق فراغًا في داخله، يتراءى له كظلال داكنة تحجب ضوء شغفه، فتتضاءل همته، وتتراجع رغبة العطاء، ومن هنا، قد يكون لهذا العبء الثقيل أن يفتك بجودة العمل، بل يصل ببعضهم إلى حدود فقدان الأمل والإنسحاب من الميدان، رغم أن فؤادهم مليء بعشق المهنة ورغبة صادقة في تقديم كل ما هو نافع ومؤثر.
تبدو هذه القضية، للوهلة الأولى، مسألة إدارية بحتة، لكنها في حقيقتها تتجاوز الأرقام والجداول إلى أعماق إنسانية وإجتماعية لا يمكن إغفالها، فالموظف ليس مجرد إسم في كشف توزيع، بل هو إنسان يحمل بين جنباته آمالًا وأحلامًا، ويدير حياة مليئة بالتحديات والتضحيات، إنه لا يعيش في معزل عن محيطه، بل ينتمي إلى أسرة وأرض وأحبة، يواجه مسؤولياتهم وتطلعاتهم، وإن هذه الأبعاد الإنسانية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من قرارات صُنّاع القرار، إذ لا يمكننا النظر إلى الموظف كقطعة من آلة العمل، بل يجب أن نراه كعنصر حي ينبض بالحب والواجب، ويستحق كل الإهتمام والرعاية التي تضمن له التوازن بين واجبه المهني وأسرته.
ومن هنا، نتوجه بقلوب مملوءة بالثقة والتقدير إلى أصحاب القرار، نناشدهم برحابة صدرهم وسمو نظرتهم أن يُدرجوا البُعد الإنساني ضمن إعتبارات التوزيع الوظيفي، فالموظف ليس آلة إنتاج، بل روح تُثمر حين تزرع في بيئة قريبة من أهلها، آمنة في حضن أسرتها، وإن تمركز الموظف في محيطه الجغرافي لا يُسهم فقط في إستقراره النفسي والإجتماعي، بل يُعزز إحساسه بالإنتماء، ويضاعف من جودة عطائه، ويقوي أواصر العلاقة بينه وبين المجتمع الذي يخدمه.
إن مراعاة الظروف الإنسانية في التوزيع الوظيفي للمعلمين والممرضين ليس مطلبًا إداريًا فحسب، بل استثمار في مستقبل المجتمع ، فاستقرارهم النفسي والاجتماعي يُترجم إلى عقول مُبدعة وأيادٍ حانية تُشكل أجيالًا وتُعافي أرواحًا، لذا ندعو إلى سياسات تُحقق هذا التوازن، ليظل هؤلاء الأبطال شعلة تنير دروب التقدم الوطني.