زهير عثمان حمد

تمسك وفد حكومة الأمر الواقع بشروط معينة خلال المشاورات والمفاوضات بجدة اليوم يعكس عدة جوانب من الموقف الاستراتيجي والتفاوضي للحكومة. في ما يلي تحليل لأسباب التمسك بهذه الشروط:
. تنفيذ اتفاق جدة يعلم الجيش والوفد المفاوض أنه من غير دخول مراقبين لن يتم تنفيذ شروط جدة
الأهمية الاستراتيجية
الشرعية والالتزامات: يشدد وفد حكومة الأمر الواقع على ضرورة تنفيذ اتفاق جدة الذي تم توقيعه في مايو 2023 لضمان تحقيق الالتزامات التي تم التوصل إليها.

يعتبر الاتفاق مرجعية مهمة في هذه المرحلة، ويمكن أن يكون هذا التمسك جزءًا من حرص الحكومة على تأكيد مصداقيتها والالتزام بتعهداتها.
عدم ضم الإمارات و الإيقاد للمفاوضات
أسباب تتعلق بالاستقلالية والسيطرة
حماية الاستقلالية: قد تكون هناك مخاوف من أن ضم دول أو منظمات أخرى مثل الإمارات أو الإيقاد قد يؤدي إلى تدخلات أو ضغوط خارجية تؤثر على عملية التفاوض، وتزيد من تعقيد الموقف.
التحكم في عملية التفاوض: الرغبة في الحفاظ على عملية التفاوض ضمن حدود محددة وبدون تدخلات إضافية قد تعكس محاولة للحفاظ على السيطرة على مسار المفاوضات.
عدم الجلوس مع قحت “تقدم” من التي لا تصب في مصلحة السلام وضد الإرادة الشعبية هو عدم الجلوس للقوي المدنية التي تمثل الامة
التوجه السياسي الذي يحاول العسكر الظفر به
الاعتراف بالمجتمع السياسي الحالي: قد تكون هناك محاذير من الجلوس مع قوى معارضة أو مجموعات سياسية أخرى قد تؤدي إلى تهديد موقع الحكومة أو الاعتراف بها. قد يرى وفد الحكومة أن التفاوض مع قوى معارضة قد يضعف موقفه ويؤثر على شرعيته.
عدم دخول بريطانيا كوسيط , ان القلق من التدخلات الخارجية , ان التحفظات على الوسطاء: قد يكون هناك قلق من أن دخول بريطانيا كوسيط قد يؤدي إلى تحيز أو تدخل يؤثر على مخرجات المفاوضات. يمكن أن يكون هذا التمسك نابعاً من رغبة في تجنب أي ضغوط أو تأثيرات قد لا تكون ملائمة.
عدم فتح مسار سياسي أو ممرات جديدة للإغاثة:
التحكم في السياق الإنساني والسياسي وإدارة الإغاثة: قد يكون هناك قلق من فتح مسارات جديدة للإغاثة يمكن أن تكون غير قابلة للإدارة بشكل فعال أو قد تؤدي إلى تسييس المساعدات الإنسانية.
الحد من التعقيدات: عدم فتح مسارات جديدة قد يساعد في تجنب تعقيدات إضافية ويمنع دخول أطراف جديدة قد تعقد الوضع.
تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالبرهان:
الحفاظ على الشرعية الاعتراف الدولي: التمسك باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالفريق أول عبد الفتاح البرهان كـ "رئيس مجلس السيادة" يعكس رغبة الحكومة في ضمان أن يتم التعرف على شرعيتها وموقعها الدولي من قبل القوى الكبرى.
أن التمسك بهذه الشروط من قبل وفد حكومة الأمر الواقع يعكس استراتيجية متعددة الأبعاد تهدف إلى الحفاظ على السيطرة على المفاوضات وضمان تنفيذ التزامات سابقة والحفاظ على اعتراف دولي بشرعيتها. في ظل الظروف المعقدة التي تشهدها السودان، قد تكون هذه الشروط جزءًا من الجهود للحفاظ على استقرار الموقف السياسي ولتفادي التدخلات أو الضغوط الخارجية التي قد تؤثر على سير المفاوضات
في ظل الموقف الذي يتخذه وفد حكومة الأمر الواقع في المفاوضات، هناك جوانب متعددة يجب النظر إليها لتقييم مدى إقناع هذا الموقف للمناصرين وحمايته للقيادات من التصفية، فضلاً عن تأثيره على الصراع مع قوات الدعم السريع. , هنا إضافة تحليلية تتناول هذه النقاط هي تحليل الموقف وتأثيراته
حماية القيادات من التصفية
التمسك بالشروط كإجراء حماية
تأمين الموقع التمسك بالشروط قد يُفهم كإجراء لحماية القيادات من التصفية أو الضغط. تأكيد الاعتراف الدولي بالبرهان كـ "رئيس مجلس السيادة" يساهم في تعزيز موقفه كقائد معترف به، مما يمكن أن يوفر بعض الحماية القانونية والسياسية.
الاستقرار السياسي ومن خلال تثبيت الموقف في المفاوضات وضمان الاعتراف الدولي، يمكن أن يُحسن هذا الموقف من قدرة القيادات على الحفاظ على مواقعهم والحد من المخاطر المرتبطة بالتصفية من قبل الأطراف المتنازعة.
إقناع المناصرين
الموقف كاستراتيجية لإبراز القوة
التأكيد على الشرعية وتأكيد الاعتراف الدولي والشروط المتعلقة بالمفاوضات يعزز من موقف الحكومة ويعطي انطباعًا بالثبات والشرعية. هذا يمكن أن يكون مقنعًا للمناصرين الذين يرون أن الحكومة تتخذ خطوات جادة للحفاظ على موقعها وشرعيتها.
التواصل مع القاعدة الشعبية: من خلال التركيز على الشروط التي تعتبرها الحكومة ضرورية، يمكن أن تبرر للمناصرين موقفها وتؤكد أنها تتبع استراتيجية مدروسة لمصلحة البلاد.
جعل الصراع مع الدعم السريع في مقدمة الاهتمام
تركيز الاهتمام على الصراع الأساسي
توجيه الأنظار قد يساهم الموقف المتشدد في جعل الصراع مع قوات الدعم السريع في مقدمة الاهتمام. بتأكيد موقف الحكومة تجاه المفاوضات واستبعاد الأطراف الأخرى، يمكن أن يكون التركيز أكثر وضوحًا على الصراع مع الدعم السريع، مما يعزز من تماسك الجبهة الداخلية ضد العدو المشترك.
الاستفادة من الاستقطاب و من خلال التمسك بالشروط التي قد تكون صعبة أو مثيرة للجدل، قد تسعى الحكومة إلى استقطاب الدعم من المليشيات والجماعات المناصرة لها، مما يعزز من موقفها في مواجهة قوات الدعم السريع.
موقف وفد حكومة الأمر الواقع في المفاوضات، رغم كونه متشددًا، يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية في حماية القيادات وتعزيز الشرعية، بالإضافة إلى توجيه الانتباه إلى الصراع الأساسي مع قوات الدعم السريع. هذه الاستراتيجية قد تكون مقنعة لبعض المناصرين الذين يرون فيها خطوة حاسمة لضمان الاستقرار السياسي والحفاظ على المواقف الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن النجاح في تحقيق هذه الأهداف يعتمد على كيفية تنفيذ هذه الشروط وتأثيرها على الواقع الميداني والسياسي في السودان.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الاعتراف الدولی یمکن أن یکون هذه الشروط الحفاظ على الصراع مع قد تکون

إقرأ أيضاً:

هيئة تحمّل الحكومة مسؤولية تفشي “بوحمرون” في المغرب

في بيان لها، حمّلت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة ولحق في الحياة الحكومة المغربية مسؤولية الفشل في اتخاذ تدابير استباقية فعّالة للحد من تفشي مرض الحصبة، رغم التحذيرات المبكرة التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية في 2023 بشأن تزايد حالات الإصابة بالحصبة في العديد من البلدان، بما في ذلك المغرب.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، شهدت بعض الدول انخفاضاً ملحوظاً في معدلات التطعيم بسبب الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد-19، مما أدى إلى ضعف المناعة الجماعية وزيادة خطر انتشار الأمراض المعدية.

وأشارت الشبكة إلى أن المغرب، الذي كان قد حقق تقدماً ملحوظاً في مكافحة الحصبة عبر حملات التلقيح الوطنية السابقة، يواجه حالياً تحديات جديدة نتيجة لضعف التغطية الصحية في بعض المناطق.

وأكدت الشبكة أن الفشل في تنفيذ تدابير وقائية استباقية يعرض الأطفال بشكل خاص لخطر الإصابة بالحصبة، وهي مرض معدٍ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة.

وفي هذا السياق، دعت الشبكة الحكومة المغربية إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية على الصعيد الوطني، نظراً للخطورة المتزايدة للوضع. وطالبت بتفعيل عمل اللجنة المشتركة بين وزارة الصحة ووزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، بهدف التنسيق بين القطاعات المختلفة وتقديم استجابة شاملة وفعّالة لمكافحة المرض.

كما دعت إلى تنفيذ استراتيجية وطنية متكاملة تشمل تكثيف حملات التوعية والتلقيح، وتعزيز الموارد الصحية في المناطق الأكثر هشاشة.

وأشارت الشبكة إلى أن إحدى القضايا الأساسية تتمثل في ضرورة تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية، خصوصاً في المناطق القروية والنائية حيث لا تزال هناك تحديات كبيرة في ما يتعلق بالتمويل الصحي، وتوزيع الأطباء والمرافق الصحية، مما يعيق الوصول السريع إلى التطعيم والعلاج.

وفي ختام بيانها، أكدت الشبكة على ضرورة أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها في حماية صحة المواطنين وتوفير بيئة صحية آمنة للأطفال والمجتمع ككل. كما شددت على أهمية إشراك جميع الفاعلين في المجتمع، بما في ذلك الجمعيات الصحية، القطاع الخاص، والسلطات المحلية، من أجل التصدي للوباء والحد من انتشاره.

مقالات مشابهة

  • دهيلي: “أتمنى أن تكون مشاركتنا في بطولة العالم مفيدة للاعبينا الشبان”
  • منيمنة: تأليف الحكومة لا يمكن أن يكون نموذجيا وسقف التوقعات يجب أن يكون مقبولا
  • دبلوماسي روسي: يجب اعتبار أي محادثات مع أوكرانيا كمرحلة نهائية للعملية الخاصة
  • تدشين مشروع “سند” بمأرب لتعزيز وتنسيق جهود القطاع الخاص في عملية بناء السلام
  • زيلينسكي يتهم بوتين بـ«الخوف من القادة».. والأخير يضع شروطًا للسلام
  • مؤتمر صحفي عن مراحل إعداد المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية “طوفان الأقصى”
  • حماس: نتوقع أن تكون المراحل المقبلة من المفاوضات معقدة وصعبة
  • بوتين: أي تفاوض مع أوكرانيا الآن لن يكون شرعيا وعلى كييف إلغاء المرسوم حول حظر التفاوض
  • هيئة تحمّل الحكومة مسؤولية تفشي “بوحمرون” في المغرب
  • “يو إنغيج”: مبادرة أممية لتعزيز دور الشباب في تعزيز السلام بليبيا