الإسلاميون و الطريق إلي السلطة لماذا؟ ” 1- 3″
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
واحدة من إشكاليات النخب السياسية في السودان؛ و اقصد بها الأحزاب التقليدية ألأتية " حزب الأمة و الاتحاديون بكل طوائفهم و الشيوعيون داخل الحزب و خارجه و البعثيون بكل تفرعاتهم و المؤتمر السوداني و غيرها من التنظيمات الأخرى" دون الحركات أي الذين حملوا السلاح من أجل تحقيق مطالبهم و هؤلاء أدخلوا في السياسة أداة جديدة في التفكير الذي يحكم مسارهم هو عقل البندقية " أ، البندقية هي الوسيلة الوحيدة لعملية الضغط على النظام.
أن فتح باب الإسلاميين في السياسة مسألة في غاية الأهمية و ضرورية جدا، ليس لمعرفة كيف يفكر الإسلاميين، و القوة الاجتماعية التي يمتلكونها، و لكن حتى تقارن القوى السياسية بينها و بين الإسلاميين، و هذه المقارنة الموضوعية هي التي تفتح بابا يجب كان على القوى الأخرى أن لا تتجاهله.ز عندما صدر شعر " أي كوز ندوسو دوس" كتبت مقالا ذكرت فيه أن هذا الشعار لم يقصد به الإسلاميين و لكنه محاولة إسكات أي صوت مختلف في التفكير عن الذين أخرجوا هذا الشعار.. و أول ما يفعله الشعار سوف يعطل العديد من العقول التي لها القدرة على التفكير الصحيح.. أي العقول المنتجة للفكر، خاصة أن التغيير في المجتمع يؤسس على الأفكار و ليس الشعارات.. لذلك الذين يكثرون من مصطلح " الكيزان – و الفلول" هم أكثر الناس تعطل لعقولهم.. لآن الدفع بالمصطلح لا يقدم أو يؤخر في مجريات العمل السياسي، خاصة في الصراع مع الإسلاميين، تعالوا نتباع هذه السيرة بهدوء و عقل..
كان تنظيم الأخوان المسلمين في بداياته محصورا في النخبة فقط " الطلاب ثانويات و معاهد عليا و جامعات و حرفيين ثم الصفوة في المجتمع، لكن تنظيم الأخوان لم يتقلقل وسط القطاع الشعبي، و اخذ التنظيم قوته بعد ثورة أكتوبر باعتبار أن شرارة الثورة انطلقت في ندوة الترابي عندما أطلق أحد الجنودة طلقة أصابت " القرشي" و أودت بحياته، شكلت دعاية كبيرة له وسط المثقفين، و في الانتخابات كانت الدوائر التي حصل عليها الإسلاميون هي دوائر الخريجين يشاركه الحزب الشيوعي... بعد انقلاب الشيوعيين و القوميين العرب في 25 مايو 1969 و ذهاب الإسلاميين متحالفين في ا"لجبهة الوطنية" كان ما يزال حزبهم حزب صفوة لم يخرج من دائرة الصفوية.. في عام 1977م عندما وقع الصادق المهدي على وثيقة المصالحة الوطنية مع نميري في بورتسودان، في ذلك الوقت كان الدكتور حسن الترابي داخل السجن، و معه العديد من قيادات مجلس الشورى.. بعد توقيع المصالحة خرجت قيادات الإسلاميين و عقدت اجتماعا كان يدور الحوار فيه يوافقون على المصالحة أم يرفضونها... كان الرأي الغالب في الاجتماع يؤكد أن النظام ليس فيه مسحة إسلامية، و المشاركة معه في السلطة مفيدة أكثر من محاربته، هذا التفكير الذي يقدر الأمور بعيدا عن العاطفة تركز في العديد من القضايا التي خدمت التنظيم..
فكر الإسلاميون بعد الانقلاب 1969م أن السلطة كانت تدعم تيار الطلاب الشيوعيين في الجامعات، و تتدخل اجهزة الأمن لصالحهم، الآن يصبح الطريق معبد للتيار الإسلامي، بعد المصالحة عاد العديد من الصفوة الذين كانوا قد ابتعدوا عن التنظيم و انخرطوا في العمل الحزبي، و حتى الذين كانت سلطة الانقلاب قد فصلتهم و كانوا دخلوا السوق و أصبحوا من رجال الأعمال رجعوا للتنظيم.. في هذه الفترة بدأ يتحرك التنظيم بصورة واسعة حيث جاء بفكرة البنوك الإٍسلامية لخدمة عضويته.. و أيضا أصبح التنظيم يتمدد في الأحياء لكسب قطاع شعبي للتنظيم و جعلوا من المساجد في الأحياء مراكز لهم للإستقطاب و بعد ما توسعت دائرة العضوية في الأحياء زحفوا إلي نوادي الأحياء و قدموا لها الدعم و بعد فترة استطاعوا السيطرة عليها.. كل المال الذي كان يقدم للتنظيم كان يستثمر في نشاطات التنظيم..
أن الإسلاميين أول من طبق قاعدة الآ مركزية في العمل الحزبي، لكل ولاية الحق أن تشكل تنظيمها و مكتبها السياسي و مجلس شورتها، و هي وحدها التي تحدد نشاطها و تبني تحالفاتها، و كانت علاقتها بالمركز علاقة مكتبها السياسي بالمكتب السياسي المركزي، فكل ولاية تستطيع أن تستقطب العضوية، و كانت العضوية مربوط بنشاط حزبي حتى تقوى عزيمتها و رباطها بالتنظيم، و كانت تتم زيارات عبر الولايات لكي يتعرف أعضاء التنظيم مع أخوانهم في الولايات الأخرى، كما كانت تعمل ورش عديدة يشارك فيها جمع غفير منهم، و كل ذلك كان كل هذا الأفعال تحت رايات الاتحاد الاشتراكي..
السؤال: ماذا فعل حزب الأمة بعد المصالحة و ماذا فعل الاتحاديين؟.. كان الشريف حسين قد رفض المصالحة و رفض الرجوع للسودان، و ظلت علاقته مع ليبيا، و فتح علاقة أخرى مع العراق.. كان الشريف داعما لقطاع الطلاب و العمال، و وقع اتفاقية مع حزب البعث العراقي أن تكون هناك مقاعد للطلاب الاتحاديين سنويا.. و بالفعل أصبح الطلاب الاتحاديين يقبلون في الجامعات العراقية.. و كان داعما لنقابات العمال التي يسيطر عليها الاتحاديون.. توفى الشريف حسين 1982م و توقف الدعم للطلاب و العمال، و أصبح الحزب جذرا معزولة عن بعضها البعض.. في سنين المصالحة ضعفت علاقة حزب الأمة مع ليبيا، و لكنها بعد فترة بدأت العلاقة تعود لمجاريها، و بدأ الدعم المادي يصب عند حزب الأمة، ماذا فعل حزب الأمة بهذا الدعم لكي يقوي تنظيمه من خلال النشاطات و فعاليات السياسية و رصد للحركة السياسية.. أما فوزه في انتخابات 1986م هذا دعم أخر موجه للانتخابات... نواصل.. الإسلاميون بعد سقوط مايوإلي أين.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: حزب الأمة العدید من
إقرأ أيضاً:
السودان يطالب بعودة مشاركته في الاتحاد الإفريقي بعد تجميدها منذ أكثر من 3 سنوات على خلفية “استيلاء الجيش السوداني على السلطة”
الأناضول/وجه وزير الخارجية السوداني علي يوسف، مساء الخميس، رسالة خطية إلى مجلس الاتحاد الإفريقي، دعا فيها إلى عودة بلاده للاتحاد بعد تجميد مشاركته منذ أكثر من 3 سنوات، والاتحاد الإفريقي، منظمة دولية تضم في عضويتها 55 دولة من القارة السمراء، وجاءت بديلا عن منظمة الوحدة الإفريقية عام 2002، وتسعى إلى تأسيس سوق مشتركة.
وأفادت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، بأن يوسف، وجه رسالة خطية لوزراء خارجية الاتحاد الإفريقي، سلمها لهم سفير الخرطوم لدى إثيوبيا ابراهيم الزين حامد، استباقا لاجتماع المجلس، الذي سيعقد الجمعة في مقر الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ودعت الرسالة "لإعادة النظر في تقييم الاتحاد الإفريقي للأوضاع بالسودان على ضوء المستجدات الأخيرة، وضرورة عودة السودان إلى مكانه الطبيعي في المنظمة القارية، واستئناف دوره الرائد في العمل الإفريقي".
وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قرر الاتحاد تجميد مشاركة السودان في أنشطته، بعد يومين من "استيلاء الجيش السوداني على السلطة وحل الحكومة الانتقالية"، وفق بيان صادر عنه.
جاء ذلك بعد أن فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ وإقالة الولاة (المحافظين).
وقدمت الرسالة "شرحا لتطورات الأوضاع بالسودان، منذ أن تمردت قوات الدعم السريع ونفذت محاولة انقلابية، ثم شنت حربا شاملة على الشعب السوداني ودولته الوطنية، مسنودة بقوى إقليمية (لم تسمها)، زودت المليشيا بأحدث الأسلحة وجندت لها أكثر من 200 ألف مرتزق".
واستعرضت الرسالة ما وصفتها "بالفظائع غير المسبوقة التي ارتكبتها المليشيا المتمردة (الدعم السريع)، فضلا عن استهداف البنى التحتية والمؤسسات الوطنية ونهب الممتلكات العامة والخاصة".
وتناولت الرسالة "خارطة الطريق التي أعلن عنها رئيس مجلس السيادة الانتقالي بعد مشاورات واسعة مع القوى السياسية والمجتمعية، استشرافا لمرحلة ما بعد الحرب، وقدمت تفاصيل خارطة الطريق".
والأحد، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، طرح قادة الدولة خارطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب، واستئناف العملية السياسية، تتوج بعقد انتخابات عامة في البلاد.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.