الإسرائيليون يواجهون القلق من رد إيران بالكحول والمهدئات.. فاقمته رسائل رعب
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير لها السبت، عن تزايد استعدادات الإسرائيليين لرد إيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، بما يشمل تخزين المعلبات وشراء مستلزمات البقاء في الملاجئ لفترة طويلة.
يأتي ذلك، وفق الصحيفة، وسط تفاقم مشاعر القلق في أوساط المجتمع الإسرائيلي، التي انعكست في تزايد الإقبال على تعاطي الكحول والمهدئات، وطلب الاستشارات النفسية، إضافة إلى زيادة في معدل مغادرة البلاد، بحسب وكالة الأناضول.
وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة في المنطقة بعد اغتيال "إسرائيل" للقيادي العسكري البارز في "حزب الله" فؤاد شكر، عبر غارة جوية على بيروت، في 30 تموز/ يوليو، واغتيال هنية في اليوم التالي.
وتعهدت كل من إيران و"حزب الله" برد "قوي وفعال" على اغتيال شكر وهنية، فيما تتواصل الاتصالات والتحركات الإقليمية للتهدئة ومنع تفاقم الوضع بالمنطقة.
مصففو الشعر
وفي ظل التحضيرات للبقاء لفترة طويلة في الملاجئ، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقريرها، إلى تزايد التكدس في صالونات تصفيف الشعر.
ونقلت عن إيلان مارغاليت، وهي صاحبة صالون لتصفيف الشهر في مستوطنة "غفعتاييم" (وسط): "نعمل لساعات إضافية في الوقت الراهن بسبب الوضع الأمني".
وأوضحت: "نواجه زيادة حادة في طلبات المواعيد؛ فالعديد من النساء يخشين من عدم تمكنهن من الحصول على قصة شعر لفترة طويلة، ويرغبن في تبكير المواعيد".
وأضافت: "هناك عدم يقين وخوف من أنه إذا حدث شيء ما، فسيتم إغلاق صالونات تصفيف الشعر".
ومضت بقولها: "نشعر بالضغط في كل مكان، وتزداد طوابير الانتظار، ونضطر إلى العمل لساعات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، نفتح الصالون مبكرًا ونغلق في وقت متأخر من الليل، ونعمل في عطلات نهاية الأسبوع أيضا".
من جانبها، تقول كينريك أبراموف، وهي أخصائية تجميل الأظافر والباديكير (العناية بالأقدام) بمنطقة "رامات هاشارون" في "تل أبيب": "يذكرني الجنون المحيط بطوابير الانتظار بفيروس كورونا. لا يتوفر لك وقت حتى لتناول القهوة لأن جميع الزبونات يردن العناية بأظافرهن هنا والآن".
وتتابع: "تأخذ زبوناتي في الاعتبار سيناريو بقائهن لفترة طويلة في الملاجئ، ومن المهم بالنسبة لهن أن يكن مستعدات".
تخزين للأغذية
من جانبه، سجلت شركة والت لتوزيع الأغذية زيادة بنسبة 260 بالمئة في طلبات الآيس كريم منذ اغتيال هنية.
وتقول الشركة إن الإسرائيليين في هذه الأيام يغادرون المنزل بشكل أقل، ويريدون تناول شيء مريح أمام التلفاز.
وبعد الآيس كريم، قفزت معدلات شراء المعلبات من أجل التخزين بنسبة 140بالمئة، وفي مقدمتها التونة بالزيت والذرة والمخللات.
ومنذ اغتيال هنية، وبحسب معطيات الشركة ذاتها، زادت طلبات الإسرائيليين على المياه المعدنية وورق التواليت بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالأيام العادية، وهما من بين المنتجات الأساسية التي من المهم وجودها في المنزل في حالات الطوارئ.
يقول يوسي إردمان، نائب رئيس التسويق في شركة والت: "هناك أيضا زيادة عامة في متوسط حجم سلة الطلبات، وليس فقط في منتجات محددة. وهذا يدل على أن العملاء يستعدون ويتجهزون لسيناريو البقاء طويلا في الملاجئ".
ويوضح أن هناك منتجات في المقابل شهدت تراجعا في الطلب عليها، ومن بينها واقيات الشمس (تراجع الطلب عليه 50 بالمئة) ووسائل منع الحمل (تراجع الطلب عليها بنسبة 24 بالمئة) مقارنة بالأيام العادية.
عزوف عن المقاهي والمطاعم
وفي مؤشر آخر على القلق، تراجع بقاء الإسرائيليين خارج منازلهم خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك في المقاهي والمطاعم.
وعن ذلك، يقول أفيعاد بيليد، أحد أصحاب مطعم "بيريه" الشهير في شارع نحلات بنيامين في "تل أبيب": "شهدنا انخفاضا بنسبة 50 بالمئة في نهاية الأسبوع الماضي في عدد رواد المطعم".
ويضيف: "منذ اغتيال هنية شهدنا انخفاضا في الإيرادات بنسبة تتراوح بين 30 و50 بالمئة".
من جانبه، يقول حين ريختر، وهو أحد مالكي سلسلة "بابا جونز" لتوصيل البيتزا في "إسرائيل": "بعد ليلة الاغتيالات في بيروت وطهران رصدنا زيادة بنسبة 27 بالمئة في المبيعات بفروعنا في شمال البلاد، وخاصة في مدينة حيفا، حيث سجلنا هناك زيادة تجاوزت الـ30 بالمئة. وكان لدينا زيادة كبيرة بشكل خاص في نهاية هذا الأسبوع بأكثر من 40 بالمئة".
ويفسر ذلك بقوله: "الناس يخافون حقا من مغادرة المنزل ليلا، ويفضلون طلب البيتزا في المنزل".
إقبال أكبر على الكحول
رون إليميليخ، أحد مالكي حانة "فيني كولتورا" بمستوطنة "ريشون لتسيون" (وسط)، يلفت النظر إلى ظاهرة أخرى مثيرة للاهتمام.
يقول إليميليخ إن الزبائن الذين ما زالوا يأتون إليه في المساء "يتعاطون الكحول أكثر بكثير من ذي قبل".
ويضيف: "مع تزايد التهديدات لـ ’إسرائيل‘، يزيد جمهورنا من معدل استهلاكهم للخمور. أتحدث مع الزبائن طوال الوقت وأسمع أنهم يبحثون حقًا عن متنفس للقلق وملجأ لمخاوفهم".
وهذا ما أكده "يسرائيل غاباي"، الرئيس التنفيذي لشركة بانكو، وهي أكبر متجر لبيع الكحول في "إسرائيل".
يقول غاباي: "الأمر يذكرنا كثيرا بفترة كورونا، فالناس متوترون، ولا يغادرون المنزل في المساء، والكحول يوفر لهم مهربا".
تفاقم المشاكل النفسية
تقول "يديعوت أحرونوت" إنه من ضمن المجالات الأخرى التي تظهر زيادة كبيرة في إقبال الإسرائيليين عليها خلال هذه الأيام، هي العلاجات النفسية.
وتتابع: "من الصعب العثور على مواعيد في الأيام القليلة الماضية مع أطباء الأمراض النفسية، ومتوسط السعر هو 450 شيكلا (122.5 دولار) للساعة".
يقول "ع" وهو أخصائي نفسي للصحيفة: "الطلب على الخدمة جنوني، والناس قلقون ويجب عليهم التحدث (..) أحاول أن أكون متفهما وأعمل لساعات أطول".
في هذا الصدد، تؤكد ميخال ياناي، وهي صاحبة أحد التطبيقات المتخصصة في الصفاء الذهني والاسترخاء، عن زيادة كبيرة في الاستخدام.
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإنه "منذ اندلاع الحرب على غزة (في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، تقدم ياناي محتوى للتكيف مع الوضع، يشمل تمارين خاصة للآباء الذين يخدم أبناؤهم في الجيش، وتمارين تأمل لزوجات جنود الاحتياط، وتمارين خاصة لتقليل القلق والتوتر أثناء الإقامة في الملاجئ".
كذلك، قفز إقبال الإسرائيليين على شراء الأدوية المنومة والمهدئة التي تحد من التوتر وتبعث على الاسترخاء بنسبة 30 بالمئة، وفق الصحيفة.
الجميع يريد الهرب
وبحسب الصحيفة العبرية، فإنه بينما كان الجميع يتحدث الأسبوع الماضي عن الإسرائيليين العالقين في الخارج دون أن يتمكنوا من العودة بسبب إلغاء ما يزيد على الـ 20 شركة طيران أجنبية الرحلات الجوية إليها، فقد برزت ظاهرة مفاجئة ومعاكسة في سوق الطيران.
وأوضحت أن الإسرائيليين "يريدون فقط الهروب من هنا، ويقومون بحجز الرحلات الجوية طوال الوقت".
يقول أورين كوهين مغوري، وهو نائب مدير التسويق والمبيعات بشركة هشاطيح همعوفف للسياحة: "نحن في بداية شهر أغسطس/ آب، وهو أحد أكثر الشهور ازدحاما بالسياحة في العام. نشهد زيادة في الطلب على الشركات التي لم تلغ رحلاتها إلى إسرائيل، مثل شركة كورندون أوروب، التي لم تتوقف للحظة، وتسيّر لنا رحلات إلى لارنكا والجبل الأسود ورودس وكريت".
وأكد مغوري أن "الأهم بالنسبة للإسرائيليين أن يضمنوا لأنفسهم السفر للخارج".
"سندفنك الأسبوع المقبل"
في السياق تلقى العديد من الإسرائيليين، مساء الجمعة، رسائل إنذار نصية كتبت فيها أسماؤهم وعناوينهم، مع تهديد بـ"دفنهم الأسبوع المقبل"، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن "هذه رسائل تهدف إلى إثارة الذعر بين الجمهور في زمن الحرب".
وقالت إحدى السيدات (67 عاما)، ممن تلقين الرسائل: "لقد صدمت، ونظرت مرارا وتكرارا ولم أستطع أن أصدق أو أفهم ما كنت أقرؤه. ليس لدي أي كارهين، ولم أواجه شيئا كهذا من قبل. أشعر بالصدمة. أخشى أن تكون هذه تهديدات مرسلة كجزء من التهديد الوطني الذي نواجهه الآن، إنه قلق حقيقي".
بدوره، قال رجل آخر تلقى ذات الرسالة، التي حددت اسمه وعنوانه وتوعدت بـ"دفنه الأسبوع المقبل"، إنه أبلغ الشرطة فورا.
وأفاد موقع "واينت" العبري، بأنه في الشهر الماضي، تلقى العشرات من الإعلاميين في "إسرائيل" مكالمات هاتفية من أشخاص عرفوا أنفسهم بأنهم "مجهولون من أجل العدالة" ويتحدثون بلكنة فارسية ثقيلة، وفق الموقع.
ومنذ ذلك الحين، تم أيضا إرسال رسائل عبر "واتساب" و"تليغرام" إلى نفس الصحفيين باسم نفس المجموعة.
وجاء في الرسائل: "لقد اخترقنا وزارة الدفاع الإسرائيلية ونشرنا بعضا من أكثر وثائقها سرية. أرسلوا رسالتنا إلى مسؤولي حكومتكم: إذا لم توقفوا الحرب وقتل الأطفال الفلسطينيين المضطهدين، فإنكم ستواجهون أحداثا خطيرة. خذوا تحذيرنا على محمل الجد. نحن لا نمزح مع أحد"، وفق ما أورد موقع "واينت".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إيراني هنية إيران هنية الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یدیعوت أحرونوت لفترة طویلة اغتیال هنیة فی الملاجئ
إقرأ أيضاً:
ارتفاع قياسي في الإنفاق العسكري العالمي خلال عام 2024.. الأكبر منذ الحرب الباردة
كشف تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري"، أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ 2.72 تريليون دولار في عام 2024، مسجلا زيادة بنسبة 9.4 بالمئة مقارنة بعام 2023، في أكبر ارتفاع سنوي منذ نهاية الحرب الباردة.
وأوضح المعهد، الاثنين، أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة أدت إلى زيادة الإنفاق العسكري في جميع أنحاء العالم، لا سيما في أوروبا والشرق الأوسط.
وقال المعهد؛ إن "أكثر من 100 دولة حول العالم رفعت إنفاقها العسكري في عام 2024"، مشيرا إلى أنه "مع تزايد إعطاء الحكومات الأولوية للأمن العسكري، وغالبا ما يكون ذلك على حساب مجالات الميزانية الأخرى، يمكن أن يكون للمقايضات الاقتصادية والاجتماعية تداعيات كبيرة على المجتمعات لسنوات قادمة".
إظهار أخبار متعلقة
وقال شياو ليانغ، الباحث في برنامج "الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة" في معهد "سيبري"؛ إن "هذا يعكس بوضوح التوترات الجيوسياسية الشديدة. إنه أمر غير مسبوق. إنها أكبر زيادة منذ نهاية الحرب الباردة".
وساهمت الحرب في أوكرانيا والشكوك بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ارتفاع الإنفاق العسكري في أوروبا، بما في ذلك روسيا، بنسبة 17 بالمئة ليصل إلى 693 مليار دولار.
وخصصت روسيا نحو 149 مليار دولار لجيشها في 2024، بزيادة قدرها 38 بالمئة عن العام السابق، أي ضعف ما كان عليه في 2015، وذلك يعادل 7.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا و19 بالمئة من إجمالي إنفاقها الحكومي.
في المقابل، نما الإنفاق العسكري الأوكراني بنسبة 2.9 بالمئة ليبلغ 64.7 مليار دولار، وهو ما يعادل 43 بالمئة من الإنفاق الروسي، حيث خصصت كييف 34 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع، مما جعل العبء العسكري لأوكرانيا الأعلى في العالم خلال العام الماضي.
وقال معهد ستوكهولم؛ إن "أوكرانيا تخصص في الوقت الراهن جميع إيراداتها الضريبية لجيشها. في مثل هذا الحيز المالي الضيق، سيكون من الصعب على أوكرانيا الاستمرار في زيادة إنفاقها العسكري".
وفي السياق ذاته، أشار التقرير إلى أن ألمانيا شهدت ارتفاعا لافتا في ميزانيتها الدفاعية بنسبة 28 بالمئة لتصل إلى 88.5 مليار دولار.
وقال ليانغ؛ إنه "للمرة الأولى منذ إعادة توحيدها، أصبحت ألمانيا أكبر مساهم في مجال الدفاع في أوروبا الوسطى والغربية".
أما الولايات المتحدة، فقد واصلت تصدرها قائمة أكبر الدول إنفاقا عسكريا، بزيادة نسبتها 5.7 بالمئة ليصل إجمالي إنفاقها إلى 997 مليار دولار في عام 2024، أي ما يمثل 37 بالمئة من الإنفاق العسكري العالمي، و66 بالمئة من إنفاق دول "الناتو".
إظهار أخبار متعلقة
وفي الشرق الأوسط، سجلت دولة الاحتلال الإسرائيلي أكبر قفزة في إنفاقها العسكري منذ حرب عام 1967، حيث ارتفع بنسبة 65 بالمئة ليصل إلى 46.5 مليار دولار.
وفي المقابل، أشار المعهد إلى أن إنفاق إيران العسكري تراجع بنسبة 10 بالمئة، ليبلغ 7.9 مليارات دولار في عام 2024، رغم مشاركتها في نزاعات إقليمية، موضحا أن "تأثير العقوبات حدّ بشدة من قدرتها على زيادة الإنفاق".
أما الصين، ثاني أكبر منفق عسكري عالميا، فقد واصلت تعزيز قدراتها العسكرية.
ولفت التقرير إلى أن الصين باتت تمثل نصف الإنفاق العسكري في آسيا وأوقيانوسيا، مع زيادة ميزانيتها الدفاعية بنسبة 7 بالمئة في عام 2024 لتصل إلى 314 مليار دولار.