وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2025-01-23@18:29:31 GMT
ترامب: الحكومة الإيرانية اخترقت أحد مواقعنا .. وحكومتنا الضعيفة هي السبب !
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
سرايا - ذكر الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب أن شركة مايكروسوفت أبلغته أن أحد المواقع الالكترونية لحملته الانتخابية تعرض للاختراق من قبل الحكومة الإيرانية، لكن المتسللين لم يتمكنوا من الوصول سوى إلى “معلومات متاحة للجمهور” خلال عملية الاختراق.
وقال ترامب، في منشور على شبكة تروث سوشيال الخاصة به أمس السبت، “ومع ذلك، لا ينبغي لهم أن يفعلوا أي شيء من هذا القبيل”، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
وأضاف ترامب أن “إيران وغيرها من الدول لن يتوقفوا، لأن حكومتنا ضعيفة وغير فعالة، لكن ذلك لن يدوم طويلا”.
وكانت حملة ترامب، قالت السبت، إنه جرى اختراق بعض اتصالاتها الداخلية، واتهمت الحكومة الإيرانية بالمسؤولية عنها، مشيرة إلى العداوة السابقة بين ترامب وإيران، لكن دون تقديم أدلة.
وجاء إعلان الحملة بعد أن قال موقع بوليتيكو الإخباري إنه بدأ في تلقي رسائل إلكترونية من حساب مجهول يحتوي على وثائق من داخل حملة ترامب، منها تقرير عن “نقاط الضعف المحتملة” لجيه دي فانس، المرشح نائباً للرئيس على بطاقة ترامب الانتخابية.
وقال ستيفن تشيونج، المتحدث باسم حملة ترامب، في بيان: “هذه الوثائق حُصل عليها بصورة مخالفة للقانون من مصادر أجنبية معادية للولايات المتحدة بهدف التدخل في انتخابات 2024 وإثارة الفوضى في أرجاء عمليتنا الديمقراطية”.
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من هوية المتسللين المزعومين أو دوافعهم.
وأشارت حملة ترامب إلى تقرير أصدره باحثون من شركة مايكروسوفت، الجمعة، قالوا فيه إن متسللين على صلة بالحكومة الإيرانية حاولوا اختراق حساب “مسؤول رفيع المستوى” في الحملة الرئاسية الأمريكية، في يونيو حزيران. ولم يقدم التقرير مزيداً من التفاصيل عن هوية المسؤول.
وأحجم متحدث باسم مايكروسوفت عن تسمية المسؤولين الذين جرى استهدافهم أو تقديم تفاصيل إضافية بعد نشر التقرير.
ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية وممثلها لدى الأمم المتحدة على الفور على طلبات للتعليق.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رداً على نتائج مايكروسوفت، إن قدراتها السيبرانية “دفاعية ومتناسبة مع التهديدات التي تواجهها”، وإنها لا تعتزم شن هجمات سيبرانية.
كانت العلاقات بين الرئيس الأمريكي السابق ترامب وإيران قد شهدت توتراً خلال فترة رئاسته التي شهدت اغتيال الولايات المتحدة للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، في عام 2022، إضافة إلى انسحابها من الاتفاق النووي المبرم مع إيران.
وقال تشيونج: “الإيرانيون يعلمون أن الرئيس ترامب سيوقف حكمهم الإرهابي، كما فعل في السنوات الأربع الأولى من وجوده في البيت الأبيض”.
وكانت العلاقات بين ترامب وإيران متوترة في أثناء توليه منصبه.
وفي عهد ترامب، قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في 2020، وانسحبت من الاتفاق النووي الإيراني.
ونجا ترامب من محاولة اغتيال في يوليو تموز. ورغم عدم وجود أي أدلة على أن المشتبه به كان على صلة بإيران، ذكرت شبكة سي.إن.إن، الشهر الماضي، أن الولايات المتحدة لديها معلومات مخابراتية عن وجود مؤامرة إيرانية ضد ترامب. وتنفي إيران مثل هذه الاتهامات.
إقرأ أيضاً : "كل 70 كغم من الأشلاء احتسبوا شهيدا" .. التعرف على 75 جثمان بمدرسة التابعينإقرأ أيضاً : مستوطنون يقتحمون الأقصى .. ودعوات لأكبر اقتحام الثلاثاءإقرأ أيضاً : وزير خارجية الاحتلال يدعو لبناء حاجز على الحدود مع الأردن
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: حملة ترامب
إقرأ أيضاً:
هل يعي ترامب اللحظة الإيرانية؟
يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض محاطاً بفريق من الصقور، مستعداً لمواجهة إيران في لحظة تحمل تحولات إقليمية ودولية فارقة.
في ولايته الأولى، تبنّى ترامب سياسة "الضغط الأقصى" تجاه إيران، مبتدئاً بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، الذي وصفه بأنه اتفاق سيء ساعد طهران على توسيع نفوذها الإقليمي. أعقبت ذلك عقوبات اقتصادية شاملة أضعفت الاقتصاد الإيراني وزادت من عزلتها الدولية، لكن رغم ذلك تمكنت طهران من التكيف نسبياً مع الضغوط، معتمدة على وكلائها في المنطقة لزعزعة استقرار خصومها.تتزامن عودة ترامب إلى السلطة مع تغيرات إقليمية عميقة. فقد شهدت إيران تراجعاً في نفوذها في سوريا بعد اضطرارها إلى الانسحاب إثر ضغوط دولية وإقليمية، بينما أصبح حزب الله في لبنان يواجه أزمة داخلية وضغوطاً عسكرية وسياسية غير مسبوقة، وهو ما أضعف موقف إيران على الساحة الإقليمية. في العراق تصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد التدخل الإيراني، وفي اليمن تعرض الحوثيون لضربات موجعة من الطيران الإسرائيلي والأميركي والبريطاني، ما زاد من عزلتهم. هذه التحولات تُظهر إيران أضعف من أي وقت مضى، لكنها قد تدفعها إلى تصعيد عدائيتها لتعويض خسائرها، خاصة أن النظام الإيراني يجد نفسه محاصراً داخلياً وخارجياً، وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات أكثر حدة.
اختيار ترامب لفريق من الصقور يعكس نيته الاستمرار في سياسة الضغط الأقصى. فماركو روبيو، وزير الخارجية، يُعرف بمواقفه المتشددة تجاه إيران، ودعوته لتصعيد العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية. أما جون راتكليف، الذي يتولى إدارة وكالة الاستخبارات المركزية، فيرى أن تعزيز العمليات الاستخباراتية ضد البرنامج النووي الإيراني هو السبيل لشل طموحات طهران. وجود شخصيات مثل مايك والتز كمستشار للأمن القومي ومايك هاكابي كسفير لدى إسرائيل يعزز فكرة تكوين جبهة موحدة مع تل أبيب لمواجهة إيران عسكرياً واقتصادياً.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تكفي الصرامة لتحقيق النتائج المرجوة؟ إيران ليست خصماً سهلاً، ورغم ضعفها الظاهر تمتلك أدوات ضغط قوية تشمل برنامجها النووي وشبكة وكلائها في المنطقة وقدرتها على زعزعة استقرار الدول المجاورة. في ظل هذه المعطيات، فإن نجاح ترامب يعتمد على قدرته على إحداث التوازن بين الضغط العسكري والاقتصادي وبين الدبلوماسية الذكية. هذا التوازن ضروري لتجنب التصعيد العسكري المباشر الذي قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المنطقة.
إسرائيل تبدو مستعدة أكثر من أي وقت مضى لتوجيه ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. فقد نفذت ضربات دقيقة خلال العامين الماضيين استهدفت مواقع إستراتيجية لإيران، ويُعتقد أنها كانت تدريبات تحضيرية لهجوم أكبر. إدارة ترامب، بتركيبتها الجديدة، قد تدعم هذا السيناريو، خصوصاً مع تقاربها القوي مع حكومة بنيامين نتنياهو. الدعم الأميركي قد يشمل تقديم معلومات استخباراتية دقيقة، وتوفير أسلحة متطورة تساعد إسرائيل على تحقيق أهدافها بأقل الخسائر الممكنة.
إلى جانب الضغط العسكري هناك رهان آخر يتمثل في تمكين المعارضة الإيرانية. إدارة ترامب قد تلجأ إلى توفير وسائل اتصال آمنة مثل "ستارلينك"، وتعزيز وسائل الإعلام المستقلة لنشر رسائل المعارضة وتقويض شرعية النظام الإيراني. هذه الإستراتيجية قد تكون فعّالة على المدى الطويل، لكنها تتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنسيقاً مع الحلفاء الإقليميين لضمان نجاحها.
رغم كل ما سبق، فإن المعضلة الأساسية تظل في مدى فهم ترامب لتعقيدات اللحظة الإيرانية. إيران اليوم ليست فقط نظاماً يسعى للبقاء، بل هي دولة محاصرة تُدرك أن أي تهاون قد يكلفها وجودها. هذا الإدراك يجعلها أكثر استعداداً للمخاطرة، سواء عبر تصعيد أنشطتها الإقليمية أو تسريع برنامجها النووي. لذلك، فإن أي إستراتيجية أميركية تجاه إيران يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الحقائق، وتوازن بين القوة العسكرية والسياسية لتحقيق الأهداف دون الانزلاق إلى حرب شاملة.
لكن في الداخل الإيراني تبدو الصورة أكثر قتامة. منذ الثورة الإسلامية عام 1979، رسم النظام الإيراني نفسه كقائد لمحور إقليمي يمتد من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، مروراً بدعمه الحركات الشيعية في مختلف الدول. هذا المحور الذي أسسه علي خامنئي يواجه الآن نكسات غير مسبوقة، مع تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، والضربات المتزايدة على الحوثيين في اليمن، وتآكل الهيمنة الإيرانية في العراق بسبب الانتفاضات الشعبية.
النتيجة المباشرة لهذه النكسات الإقليمية هي انعكاسها على الداخل الإيراني. يجد الشعب الإيراني نفسه في مواجهة مزدوجة: الفقر الناتج عن العقوبات الاقتصادية، والهزيمة السياسية المذلة. النظام الذي طالما تاجر بالشعارات الثورية لتبرير مشاريعه التوسعية بات عاجزاً عن إقناع الإيرانيين بجدوى هذه السياسات. فالأموال التي أُنفقت على دعم الميليشيات الإقليمية أصبحت عبئاً على الاقتصاد الوطني، بينما يعاني المواطن الإيراني من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتدهور الخدمات الأساسية.
التذمر الشعبي في إيران قد يتحول إلى حراك أوسع إذا استمر النظام في تجاهل مطالب الداخل والانشغال بالمغامرات الخارجية. في هذا السياق قد يشكل دعم المعارضة الداخلية وتوفير وسائل الاتصال المستقلة عاملاً محورياً في إضعاف النظام. كما أن استمرار الضغوط الاقتصادية سيجعل من الصعب على طهران تمويل مغامراتها الإقليمية، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار المحور الذي بُني منذ أربعة عقود.
اللحظة الإيرانية الحالية تمثل فرصة لإعادة رسم المشهد الإقليمي. لكن النجاح يتطلب مقاربة شاملة تجمع بين العقوبات الاقتصادية والتهديد العسكري والدعم الداخلي للمعارضة الإيرانية. إذا تمكن ترامب من استغلال هذه الفرصة بذكاء، فقد يشهد الشرق الأوسط تحولات جذرية تُنهي عقوداً من الهيمنة الإيرانية. أما إذا أخفق فإن التحديات الإيرانية ستتعاظم، ما يجعل المشهد الإقليمي أكثر تعقيداً.
هل يعي ترامب هذه اللحظة؟ أم أنه سيكرر أخطاء الماضي، حيث تكون النتائج عكسية وتصب في صالح إيران؟ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد شكل المواجهة القادمة، وما إذا كانت ستقود إلى استقرار إقليمي أم إلى المزيد من الفوضى.