دراسة تكشف مخاطر بديل صناعي شائع للسكر على القلب
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
الثورة نت/..
أظهرت دراسة جديدة أن تناول الأطعمة التي تحتوي على الإريثريتول، وهو بديل صناعي للسكر، يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية.
وأظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها عيادة “كليفلاند كلينك”، على متطوعين أصحاء، أن الإريثريتول يجعل الصفائح الدموية (نوع من خلايا الدم) أكثر نشاطا، ما قد يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.
وتضاف النتائج التي نشرتها مجلة Arteriosclerosis Thrombosis and Vascular Biology، إلى الأدلة المتزايدة على أن الإريثريتول قد لا يكون آمنا كما تصنفه هيئات تنظيم الأغذية حاليا ويجب إعادة تقييمه.
وأجرى الدراسة فريق من الباحثين في “كليفلاند كلينك” كجزء من سلسلة من التحقيقات حول التأثيرات الفسيولوجية لبدائل السكر الشائعة.
وقال الدكتور ستانلي هازن، رئيس قسم علوم القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في معهد ليرنر للأبحاث التابع لـ”كليفلاند كلينك”، ورئيس قسم أمراض القلب الوقائية المشارك، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “إن العديد من الجمعيات المهنية والأطباء السريريين يوصون بشكل روتيني بأن يتناول الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أولئك الذين يعانون من السمنة أو مرض السكري أو متلازمة التمثيل الغذائي، الأطعمة التي تحتوي على بدائل السكر بدلا من السكر. وتؤكد هذه النتائج على أهمية إجراء المزيد من الدراسات السريرية طويلة الأمد لتقييم سلامة القلب والأوعية الدموية لإريثريتول وبدائل السكر الأخرى”.
ويعد الإريثريتول والمحليات الصناعية الأخرى بدائل شائعة للسكر في المنتجات منخفضة السعرات الحرارية والكربوهيدرات و”الكيتو”.
واكتشفت الدراسة أيضا أن إضافة الإريثريتول إلى دماء المرضى أو الصفائح الدموية يزيد من تكوين الجلطات. وقد تم تأكيد هذه النتائج من خلال دراسات ما قبل السريرية.
قال المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور دبليو إتش ويلسون تانج، مدير الأبحاث في قسم قصور القلب وزراعة القلب في عيادة “كليفلاند كلينك”: “تثير هذه الدراسة بعض المخاوف من أن الحصة القياسية من الطعام أو المشروبات المحلاة بالإريثريتول قد تحفز بشكل حاد تأثير تكوين الجلطات المباشر. ويجب تقييم الإريثريتول والكحوليات السكرية الأخرى التي تُستخدم عادة كبدائل للسكر من أجل التأثيرات الصحية المحتملة طويلة المدى، خاصة عندما لا تُرى مثل هذه التأثيرات مع الجلوكوز نفسه”.
ويؤكد الباحثون أن إجراء المزيد من الدراسات السريرية لتقييم سلامة الإريثريتول على القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل أمر ضروري.
وينصح الدكتور باختيار الأطعمة المحلاة بالسكر من حين لآخر وبكميات صغيرة لن ذلك سيكون أفضل من استهلاك المشروبات والأطعمة المحلاة بهذه الكحوليات السكرية، وخاصة بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالجلطات، مثل المصابين بأمراض القلب أو السكري أو متلازمة التمثيل الغذائي.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: القلب والأوعیة الدمویة کلیفلاند کلینک
إقرأ أيضاً:
دراسة تشير إلى وجود علاقة بين تلوث الهواء والإصابة بالتوحد!!
يمانيون – منوعات
قدمت دراسة جديدة نتائج مهمة تساعد على فهم أعمق لكيفية تأثير البيئة على تطور الدماغ في مراحل مبكرة من الحياة.
وتشير الدراسة إلى أن تلوث الهواء الذي تستنشقه النساء أثناء الحمل قد يكون مرتبطا بزيادة خطر إصابة أطفالهن بالتوحد.
وأظهرت النتائج التي اعتمدت على مراجعة لأحدث الأبحاث حول التوحد، أن الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للتوحد والذين تعرضوا لأربعة ملوثات هواء شائعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالحالة.
ويعتقد الباحثون أن هذه الملوثات، عند استنشاقها خلال الطفولة المبكرة أو في رحم الأم، قد تدخل إلى مجرى الدم وتصل إلى الدماغ. وهناك، يمكن أن تتجاوز هذه الملوثات الحواجز الواقية للدماغ وتسبب التهابات، ما يؤثر على طريقة عمل الأعصاب وتطورها.
وقد أظهرت معدلات التوحد زيادة ملحوظة في جميع أنحاء العالم خلال العقود القليلة الماضية. ووجدت إحدى التحليلات الأخيرة في الولايات المتحدة أن معدلات الإصابة بالتوحد قد تضاعفت تقريبا في الأطفال والشباب، حيث يعاني نحو 3 من كل 100 طفل من اضطراب طيف التوحد (ASD).
وقال الدكتور هيثم أمل، رئيس قسم مختبرات علم الأعصاب وعلم الإشارات الخلوية والطب الانتقالي في الجامعة العبرية في القدس: “نحن نحاول فهم ما الذي قد يساهم في هذه الزيادة في الحالات”. وقد ركزت مختبره بشكل رئيسي على أكسيد النيتريك (NO)، وهو غاز يُطلق عند حرق الوقود في السيارات. يقترح أن التوحد ناتج عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية.
في الورقة البحثية التي نُشرت في مجلة Brain Medicine، قام فريق الدكتور هيثم بمراجعة الدراسات التي تناولت الأطفال المصابين بالتوحد، والدراسات التي استخدمت خلايا بشرية وتجارب على الفئران.
وقد ركزوا على أربعة مكونات مختلفة لتلوث الهواء: الجسيمات الدقيقة (PM)، وأكاسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والأوزون.
وتُنتج الجسيمات الدقيقة من مواقع البناء ومحطات الطاقة والسيارات، وهي أصغر بكثير من شعرة الإنسان، بما يتراوح بين 7 إلى 30 مرة أصغر.
أما ثاني أكسيد الكبريت فهو غاز عديم اللون يُنتج عند حرق الوقود الأحفوري أو عند صهر المعادن.
والأوزون هو غاز عديم اللون والرائحة يُنتج من مصانع الكيميائيات والدهانات القائمة على النفط.
ووجد الباحثون أن الذين لديهم استعداد وراثي للتوحد والذين تعرضوا لتلوث الهواء في مراحل مبكرة من حياتهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بالأشخاص الذين تعرضوا لمستويات أقل من التلوث. وهذا يشير إلى أن تفاعل الجينات مع البيئة قد يزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
ولم تقدم الورقة البحثية رقما دقيقا، لكن أبحاثا أقدم من قبل جامعة هارفارد أشارت إلى أن التعرض لتلوث الهواء مثل الجسيمات الدقيقة في الطفولة المبكرة قد يزيد من خطر الإصابة بالتوحد بنسبة تصل إلى 64%. أما في الرحم، فقد يزيد التعرض لهذه الجسيمات من خطر الإصابة بالتوحد بنسبة 31%.
وبينما ما يزال الأطباء غير متأكدين من السبب المحدد وراء الإصابة بالتوحد، يُعتقد أن ما بين 40 إلى 80% من حالات التوحد قد تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية. لذلك، قد يكون الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالتوحد إذا كان هناك شخص في عائلتهم المباشرة مصابا به.
وأفاد فريق الدكتور هيثم أنهم ما يزالون غير متأكدين تماما من سبب ارتباط التلوث بالتوحد، لكن لديهم بعض النظريات، التي يمكنها أن تقدم بعض التفسيرات، بينها أنه عندما يستنشق الشخص هذه الملوثات، فإنها قد تسبب التهابا في الأنسجة العصبية، ما يغير كيفية تطورها مع مرور الوقت. وتشير الأبحاث إلى أن أكسيد النيتريك قد يعبر المشيمة ويصل إلى الجنين في مراحل مبكرة من التطور. وفي الرحم، وفي مرحلة الطفولة المبكرة، يكون الأفراد أكثر عرضة لتأثيرات هذه الملوثات، حيث ما يزال الدماغ في طور النمو.
وتقول النظرية الأخرى إن استنشاق التلوث قد يعطل إنتاج بعض المواد الكيميائية التي تتحكم في الدماغ، مثل الدوبامين والنورإبينفرين، والتي تلعب دورا مهما في اتخاذ القرارات وفي تطور الدماغ بشكل عام.
وأخيرا، يشير الباحثون إلى أن زيادة حالات التوحد في جميع أنحاء العالم قد تكون جزئيا نتيجة للزيادة في الوعي بالمرض، ما يؤدي إلى تشخيص حالات أكثر.