تستمر معاناة المقيمين الفلسطينيين والمناصرين للقضية الفلسطينية العرب في دولة الإمارات التي طبعت علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي في آب/ أغسطس 2020، بزعم أن ذلك سيوقف الضم الإسرائيلي لمناطق غور الأردن من الضفة الغربية.

وتعرض العديد من المقيمين في الإمارات، من جنسيات عربية مختلفة؛ للاعتقال والتعذيب وفرض الغرامة، قبل ترحيل بعضهم بسبب "تضامنهم إلكترونيا" مع القضية الفلسطينية وقطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية للشهر العاشر على التوالي.



ونفذت الأجهزة الأمنية في الإمارات مؤخرا حملات اعتقال وترحيل بحق العشرات، وربما المئات، دون اقترافهم ذنبا أو إخلالهم بالنظام العام والقانون، لكن عقابا على تضامنهم إلكترونيا مع الفلسطينيين في غزة، بحسب شهادات لـ "وكالة صفا" المحلية.

ووفق الشهادات، فإن بعض المعتقلين، ولاسيما من جنسيات فلسطينية ومصرية وتونسية ومغربية وجزائرية، تعرضوا لما يُشبه الاختطاف، قبل إخضاعهم للتحقيق والتعذيب الجسدي والنفسي، في سجون "العوير" و"الرزين" و"الصدر" و"دبي المركزي"، وإجبارهم لاحقا على دفع غرامات باهظة وصلت إلى 250 ألف دولار، وترحيلهم من الدولة.

وكانت "عربي21" قد جمعت شهادات توثق سياسة منظمة تتبعها الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في الإمارات، من خلال التضييق على المقيمين الفلسطينيين.

"تحقيق وترحيل".. أوضاع صعبة يعانيها الفلسطينيون في الإمارات تزامنا مع الحرب بغزة


وتعرض المقيم الفلسطيني "س. ب" (فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته) أن مجرد إعجابه بمنشور أحد أصدقائه على منصة فيسبوك، والذي يستعرض فيه بعض صور الإبادة الإسرائيلية ضد غزة سيكون كفيلًا بقلب حياته رأسا على عقب.

وأضاف الشاب أنه "بعد ثلاثة أيام من إعجابي بمنشور أحد أصدقائي على فيسبوك تعرضت للاستدعاء والتحقيق لدى جهاز أمن الدولة، وحُبست في زنزانة فردية ضيّقة للغاية لا تتجاوز مساحتها 1 متر مربع، وسلّطوا عليّ أضواءً عالية طوال الوقت".

وذكر "كان المحققون يسألونني عن التنظيمات الفلسطينية، ويشتمونها وقادتها بأبشع الشتائم، ولم يستثنوا تقريبًا أي تنظيم فلسطيني، باسثناء تنظيم واحد على علاقة بالدولة".

وبعد أيام من التحقيق والتعذيب والإهانة، فرضت السلطات الإماراتية غرامة بنحو ربع مليون دولار بحق المقيم "س. ب"، وهو مبلغ يُعادل ما اكتسبه من عمله داخل الدولة خلال السنوات الماضية، قبل ترحيله من البلد. 

أما الأربعيني التونسي "ت. م"، الذي يعمل في الإمارات منذ سبع سنوات، فيوضحّ أنه اعتُقل نحو أسبوعين بعد كتابته تغريدة تضامنية مع غزة، يستنكر فيها التخاذل العربي والعالمي، ويدعو لوقف الإبادة.

ويقول "ت. م": "استُدعيت لدى جهاز أمن الدولة، ولم أكن أتوقع أن تهمتي هي الكتابة عمّا يتعرض له أشقائي الفلسطينيين في غزة"، بحسب الوكالة المحلية.

ويضيف "وُضعت في زنزانة ضيّقة للغاية، كان فيها جهاز تكييف الهواء مضبوط على درجة عالية وسط الجو شديد الحرارة، كما كانت أضواء عالية مُسلّطة عليّ طوال الوقت".

ويتابع "كانت أسئلة المحققين تتمحور حول مدى تأثري بالمشاهد في غزة، وهل أتعاطف معهم، ولماذا أتعاطف، وما موقفي من المقاومة الفلسطينية".

وبعد فترة من التحقيق والاحتجاز، تدخّلت بعض الجهات من أجل الإفراج عن "ت. م"، لكن السلطات قررت في النهاية ترحيله مع إجباره على دفع ثمن تذكرة الطائرة ومبلغ تأمين بنحو ألفي دولار.

أما الشاب المصري "ف. ح" فلم يختلف حاله كثيرًا عن سابقَيه، إذ كانت "تهمته" مشاركة مقاطع عن غزة والمقاومة عبر حسابه على انستغرام.


ويقول الشاب: "تفاجأت باستدعائي من جهاز أمن الدولة قبل نحو شهرين؛ فلم أنتهك القانون أو النظام ولو مرة واحدة منذ مجيئي قبل ثلاث سنوات".

ويضيف "استقبلني المحقق بسلسلة من الإهانات اللفظية، قبل أن يتحدث معي بشيء، ثم وضعوني في غرفة كان فيها الهواء ساخنًا للغاية قبل أن يصبح شديد البرودة، مع تسليط إضاءة قوية على جسدي".

ويتابع "كُنت ممنوعًا من رفع رأسي في الزنزانة، إذ يجب عليّ أن أكون مطأطئ الرأس، وكان يُقدم لنا رغيف خبز صغير في الصباح وآخر بعد الظهر فقط".

لكن حظ المصري "ف. ح" كان أفضل من سابقَيه، إذ دفع غرامة بنحو ثلاثة آلاف دولار، مع التوقيع على تعهّد بعدم ارتكاب أي "مخالفات إلكترونية"، وتمكّن من الخروج من الاحتجاز دون ترحيله إلى بلده. 

ووفق بعض الشهادات فإن هناك حالات "إخفاء قسري" تعرض لها بعض المقيمين من جنسيات عربية بفعل تضامنهم مع غزة، ولم يُعرف مصيرهم حتى اليوم.

ويذكر أنه في حفل التخرج في جامعة نيويورك أبوظبي في شهر أيار/ مايو الماضي، هتف طالب يرتدي الكوفية الفلسطينية التقليدية باللونين الأبيض والأسود: "فلسطين حرة" أثناء عبوره المسرح لتسلم شهادته، وهو ما تسبب بإقدام السلطات المحلية على ترحيله عن البلاد.

وقال طلاب من الجامعة إن إدارتها أرسلت بريدًا إلكترونيًا قبل التخرج، تُخطرهم فيه بحظر جميع "الملابس الثقافية"، بما في ذلك الأوشحة، خلال الحفل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الفلسطينيين الإمارات الاحتلال غزة احتلال فلسطين غزة الإمارات تطبيع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الإمارات من الدولة

إقرأ أيضاً:

«الإمارات للمحاسبة» يوقِّع مذكرة تفاهم مع مكتب المدعي العام لروسيا الاتحادية

أبوظبي (وام) 

أخبار ذات صلة روسيا: التوافق مع واشنطن على السلام بأوكرانيا ليس سهلاً الإمارات تؤكد التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني الشقيق

وَقّع جهاز الإمارات للمحاسبة مذكرة تفاهم مع مكتب المدعي العام لروسيا الاتحادية، تزامناً مع الزيارة الرسمية التي يجريها معالي إيغور كراسنوف، المدعي العام لروسيا، إلى الدولة، وذلك بهدف تعزيز أطر التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وقع المذكرة كل من معالي حميد عبيد أبو شـبـص، رئيس جهاز الإمارات للمحاسبة، ومعالي إيغور كراسنوف، خلال زيارة في مقر الجهاز بالعاصمة أبوظبي.
وتسهم مذكرة التفاهم في مجال النزاهة ومكافحة الفساد، في دفع التعاون الثنائي، وتبادل الخبرات، وتطوير القدرات المؤسسية، إلى جانب توسيع نطاق الشراكة في المحافل الدولية لترسيخ ثقافة الشفافية والنزاهة عالمياً. وتأتي هذه الخطوة وفق جهاز الإمارات للمحاسبة في إطار التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات، وانسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة التي تضع قيم الشفافية ومكافحة الفساد في صميم نهجها، وتحرص على الاستفادة من النماذج العالمية الرائدة، ومن ضمنها التجربة الروسية في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • «الإمارات للمحاسبة» يجمع الأجهزة المحلية والاتحادية
  • فلسطين الشهيدة.. أقدم كتاب مصوَّر لبعض فظائع اليهود والإنجليز في حق الفلسطينيين
  • بيان مصري كويتي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين وسوريا ولبنان
  • تفاهم بين «المحاسبة» ومكتب مدعي عام روسيا
  • «الإمارات للمحاسبة» يوقِّع مذكرة تفاهم مع مكتب المدعي العام لروسيا الاتحادية
  • الرئاسة الفلسطينية: من يحاول استهداف الأردن وإضعافه إنما يستهدف فلسطين
  • أمنستي ورايتس ووتش تنتقدان استخدام القضاء اللبناني أداة للترهيب
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بوقف جرائم إبادة وتهجير الفلسطينيين
  • المخابرات الأردنية تعلن إحباط مخطط تخريبي بعد حملة اعتقالات واسعة
  • السيسي وولي عهد الكويت يرفضان تهجير الفلسطينيين من أرضهم