الاقتصاد نيوز - بغداد

حصل "مراصد" على وثائق نشرتها المحكمة الملكية العليا في بريطانيا في 25 حزيران 2024 تناولت التحقيق في قضية لغسيل الأموال في العاصمة لندن، المثير في القضية أنها تتصل بوزير عراقي قام بشراء عدة عقارات شملت قصور وفنادق بقيمة 120 مليون دولار من خلال محاميه البريطاني.

 

القضية رفعتها هيئة تنظيم المحامين (SRA) ضد المحامي جورج فهيم سعيد بتهم سوء السلوك المهني في إدارة مخاطر غسسل الأموال.

وتركزت القضية على تعاملات سعيد مع أسرة وزير في الحكومة العراقية. واستعرض القرار تفاصيل هذه القضية المثيرة، بما في ذلك تورط الوزير العراقي وأفراد أسرته، وحجم الأموال المتداولة، والنتائج النهائية التي توصلت أليها المحكمة.   وتدور تفاصيل القضية حول أحد أفراد الأسرة، والذي شغل منصب وزير في الحكومة العراقية، مما جعله “شخصاً سياسياً مكشوفاً” (PEP) وفقاً للوائح مكافحة غسيل الأموال البريطانية، وشقيقه الذي لعب دوراً محورياً في توجيه التعاملات المالية والعقارية نيابة عن نجل الوزير، وقام بتحويل الأموال من دبي إلى لندن. حيث كان نجل الوزير هو المستفيد النهائي من تلك التعاملات، وأُديرت الأموال لصالحه.

▪︎ المحامي والوزير

بدأت علاقة جورج فهيم سعيد مع أسرة الوزير المتهم، عندما عمل سعيد كمستشار قانوني للأسرة، مما أكسبه معرفة عميقة بثروتهم وأعمالهم التجارية. خلال تلك الفترة، نفذ سعيد عدة معاملات كبيرة نيابة عن الأسرة، بما في ذلك شراء العقارات في لندن. بين عامي 2011 و 2019، أشرف سعيد على 14 صفقة عقارية للعائلة، بلغت القيمة الإجمالية للأموال المتداولة فيها حوالي 95.8 مليون جنيه استرليني (حوالي 120 مليون دولار). علما ان سبعة عقارات تم شرائها عندما كان الوزير يمارس عمله في الحكومة العراقية كوزير، وبلغ إجمالي مبالغ هذه العقارات السبعة 73 ٪ من القيمة الكلية للاموال، وكان العقار الأبرز  والاعلى سعرا هو شراء فندق في لندن.

▪︎ صفقة شراء الفندق

 

ركزت هيئة تنظيم المحامين قضيتها ضد المحامي جورج سعيد على شراء عقارين، الأول شراء فندق في لندن بقيمة 27 مليون جنيه إسترليني (35 مليون دولار امريكي)، في أكتوبر 2017، تلقى جورج فهيم سعيد تعليمات بشأن شراء فندق في لندن. كان الفندق مملوكاً لشركة مسجلة في جيرنزي. تم توجيه سعيد من قبل شقيق الوزير، نيابة عن نجل شقيقه الوزير، للاستحواذ على أسهم الشركة الجيرنزية. بعد الاستحواذ في نوفمبر 2019، تم إعادة هيكلة ملكية الفندق ليصبح مملوكاً لشركة إنجليزية جديدة. أصبح شقيق الوزير مديراً للشركة، بينما كان نجل شقيقه الوزير هو المالك المستفيد. عملت شركة مستشارين ضريبيين مع سعيد في هذه الصفقة. تم تمويل شراء العقار بشكل كبير من قبل ابن عم نجل الوزير، الذي كان مقره في العراق، وجزئياً من بيع عقار في العراق. تم تحويل الأموال من خلال شركة في دبي مملوكة لشقيق الوزير.   والعقار الثاني شراء المنزل في لندن بقيمة 8.5 مليون جنيه إسترليني أي حوالي ١١ مليون دولار امريكي، في نوفمبر 2017، قدم جورج فهيم سعيد عرضاً لشراء منزل في لندن نيابة عن شقيق الوزير وأسرته. في فبراير 2018، تم توجيه سعيد من قبل شقيق الوزير للتصرف بخصوص شراء المنزل الذي كان من المقرر تمويله من عائدات بيع قطعة أرض كبيرة في العراق، التي كان يشتريها شريك تجاري للأسرة ساكن في دبي. كان من المقرر أن يصبح ابن الوزير المستفيد النهائي من المنزل، من خلال امتلاكه لأسهم الشركة المالكة للعقار.

▪︎ الوزير المتهم

 

بالرغم من ان القضية المنشورة في لندن لا تمت بصلة لموضوع استشراء الفساد في العراق بشكل مباشر، وأن الأطراف هم هيئة بريطانية مستقلة تنظم عمل المحامين ومحامي اشتبهوا به بانه متورط بغسيل الأموال، إلا ان جوهر القضية يدور حول مسؤول عراقي بمرتبة وزير وأفراد من أسرته قاموا بشراء عقارات بأسعار عالية جدا عندما كان الوزير يمارس عمله في الحكومة العراقية.   من بين النقاشات الحادة التي جرت في جلسات المحكمة هو موضوع كشف اسم الوزير او عناوين العقارات ورأت المحكمة بانه لا يوجد مصلحة في هذا وبما ان الوزير مصنف “شخصاً سياسياً مكشوفاً” فانه من الطبيعي ان لا يتم نشر اسمه او الكشف عن تفاصيل العقارات خشية من الاعلام المعادي واستغلال القضية سياسيا.

▪︎ السؤال الأهم

 

تسلط هذه القضية الضوء على التحديات التي تواجه الجهات التنظيمية في تحقيق التوازن بين التوقعات القانونية والمهارات المهنية المطلوبة في سياق مكافحة غسيل الأموال. تعد هذه القضية مثالاً بارزاً على التعقيدات المحيطة بمسائل غسيل الأموال والتدقيق المالي، وأهمية الاعتماد على الحكم المهني في تنفيذ العمليات القانونية.   وبحكم هذه المهنية يبقى السؤال الأبرز هنا، من هو المسؤول البارز والوزير السابق الذي قام بشراء كل هذا العدد من العقارات ؟ وبقيمة مالية تقدر بنحو 120 مليون دولار، ومن اين جاء بهذه الأموال ؟ وكيف حولها الى لندن؟! وهل ستعمد هيئة النزاهة العراقية الى متابعة هذه القضية ومحاولة كشف أوراقها المخفية؟ وهل تصل بها الجدية بالمضي قدما للتنسيق مع السلطات البريطانية بهذا الصدد تمهيداً لمقاضاة المتهمين وإعادة الأموال المهربة الى خزينة الدولة.
للاطلاع على أخر الاخبار تابعونا على التليغرام

https://t.me/Economynews2021

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی الحکومة العراقیة ملیون دولار شقیق الوزیر هذه القضیة فی العراق نیابة عن فی لندن

إقرأ أيضاً:

وزيرة الاتصالات: أكثر من مليون منزل عراقي مخدوم بالكابل الضوئي حتى الآن

الاقتصاد نيوز - بغداد

أعلنت وزيرة الاتصالات، هيام الياسري، الخميس، عن وضع خطط للتعاقد مع المزيد من شركات القطاع الخاص، لنشر وتسويق خطوط الكابل الضوئي في العراق، مشيرة الى أن سرعة الإنترنت بالكابل الضوئي ضعف المقدم عبر خدمة الواي فاي.

وقالت الياسري في كلمة لها خلال فعاليات المحفل الذي تقيمه الوزارة بمناسبة مرور ( 100 عام ) على تأسيس الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية،  وتابعته "الاقتصاد نيوز"، إن "الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية، هي من كبريات شركات الوزارة والشركات العراقية أيضا ولدينا الشركة العامة للبريد والتوفير ولكل منهما أصبح الاختصاص والمنهاج واضحاً، حيث اضطلعت الشركتان على مدى المئة عام السابقة لخدمات البريد والاتصالات بكافة أنواعها وأبرزها الهاتف الأرضي والذي اندثر بتقنية الهاتف النحاسي كوابل النحاسية بعد ثورة التكنولوجيا الحديثة وبعد مرور تقنيات الهاتف المحمول الى العراق بعد عام 2003 اضطر العراق للعمل بتقنية wifi لتوفير خدمة الإنترنت".

وأضافت أن "الوزارة عملت على إنشاء شبكة بنى تحتية ضخمة ، إذ إن الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية تمتلك اليوم شبكة بنى تحتية من الألياف الضوئية والبدالات والأبراج وغيرها تكاد تكون الأكبر في منطقة الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن "هذه الجهود أفضت الى تبني مشاريع الكابل الضوئي الواصل للمنازل أو للمستخدم النهائي ftth وهي التقنية الأفضل والأكثر سرعة في تقديم خدمة الإنترنت".

وتابعت أن "السرعة المقدمة لتقنية الكابل الضوئي تزيد على 30 في أقل تقديرات أي في حالة الاشتراكات المحدودة وهي ضعف السرعة المقدمة بواسطة خدمة الابراج أو الواي فاي ، حيث تصل سرعة الانترنت بالكابل الضوئي بين 35 ميغا الى 300 ميغا وهي سرعة عالية جداً".

وواصلت أن "الوزارة تسعى لنشر خدمة الكابل الضوئي لأقصى الحدود واستعادة هذه التقنية البديلة للهاتف الأرضي السابقة، حيث ان هناك مليون خط منفذ في أرجاء العراق وكان متلكئاً نسبيا بسبب مشاكل عديدة واليوم وصل الى 4 ملايين خط كابل ضوئي منفذ حتى الان"، لافتة الى انه "بالنسبة للتسويق والخطوط المفعلة، فهناك 100 ألف خط واليوم بلغت أكثر من مليون خط كابل ضوئي، أي أن هناك اكثر من مليون منزل عراقي مخدوم بالكابل الضوئي والذي يوفر سرعة عالية جدا قياسا بـ wifi ".

وأكدت أن "الوزارة قدمت الدعم لشركات القطاع الخاص الشريكة التي عملت بمؤازرة مستمرة مع الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية ، كما عملت الوزارة على رفع القيود عنها وتقديم التسهيلات وإعداد ملاحق عقود لهذه الشركات من اجل النهوض بخدمات الكابل الضوئي"، داعية "المواطنين إلى مغادرة العمل باستخدام تقنية wifi والتحول للكابل الضوئي، إذ إن هناك 3 ملايين خط جاهزة لتفعيلها في المنازل".

وأشارت إلى "العمل على وضع خطط ودراسات للتعاقد مع المزيد من شركات القطاع الخاص من اجل نشر خدمات الكابل الضوئي في العراق وتسويق المزيد من الخطوط".

مقالات مشابهة

  • الداخلية تعلن تسجيل أكثر من 42 مليون عراقي في منظومة البطاقة الوطنية
  • ضبط عاطلين غسلوا 100مليون جنيه متحصلة من الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى
  • اشتروا سيارات وأراضى.. تاجرا عمله يغسلان 100 مليون جنيه
  • ضبط تاجرى عملة بالقاهرة غسلا 100 مليون جنيه فى شراء الأراضى
  • نجم الأهلي السابق: الزمالك يحتاج 3 صفقات في يناير
  • بعد تحقيق آخر أغانيه 200 مليون مشاهدة.. محمد سعيد يعود بألبوم جديد
  • بعد تحقيقه أكثر من 200 مليون مشاهدة محمد سعيد يعود بألبوم جديد
  • ارتفاع مفاجئ.. أسعار الذهب منتصف تعاملات اليوم
  • الاتصالات: أكثر من مليون منزل عراقي مخدوم بالكابل الضوئي
  • وزيرة الاتصالات: أكثر من مليون منزل عراقي مخدوم بالكابل الضوئي حتى الآن