11 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: في حادثة مروعة انفجر خط الغاز الناقل من شركة نفط الوسط، مهددًا حياة المواطنين ومتسببًا في أضرار جسيمة للبنية التحتية. هذا الحادث، الذي لم تتداوله وسائل الإعلام العراقية بشكل يليق بخطورته، يكشف عن مستوى مرعب من التواطؤ والإهمال داخل الشركة، ويطرح تساؤلات حادة حول مصير المسؤولين عن هذه الكارثة.

ووقع الحادث عندما اشتعل حريق هائل وانتشر الغاز بشكل واسع في الأحياء السكنية المجاورة، ما أدى إلى ترويع السكان وحدوث حالات تسمم متعددة. الكارثة لم تكن مجرد حادث عرضي، بل جاءت نتيجة سلسلة من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها بعض المسؤولين في شركة نفط الوسط. هؤلاء المسؤولون، الذين يفترض أن يكونوا حماةً للسلامة العامة، أظهروا تواطؤًا وإهمالًا صارخًا في التعامل مع خط الغاز الناقل.

و وفقًا لعضو لجنة النفط والغاز النيابية، علاء الحيدري، بدأت الكارثة عندما قرر مدير عام شركة نفط الوسط تشغيل كابسات الغاز دون التأكد من جاهزيتها أو اتباع إجراءات السلامة المطلوبة. هذه الخطوة غير المسؤولة جاءت، كما يبدو، في محاولة لتحقيق إنجاز وهمي يعرض أمام وزير النفط خلال زيارته للشركة. لكن بدلًا من تحقيق مكسب سياسي، أدت هذه الخطوة إلى كارثة حقيقية كشفت عن هشاشة النظام الداخلي للشركة وسوء إدارتها.

التحقيقات الأولية أظهرت عجزًا تامًا في التنسيق الداخلي بين فرق العمل، مما تسبب في زيادة الضغط على الخط الناقل إلى مستويات تفوق قدرته التصميمية بكثير. الأكثر إثارة للدهشة هو أن الخط كان متروكًا لفترة طويلة، وتم تشغيله دون موافقة رسمية أو توقيع اتفاقية نقل مع شركة خطوط الأنابيب النفطية.

وهذا التجاهل الصارخ للإجراءات القانونية والمعايير الهندسية يعكس استهتارًا مريعًا بالسلامة العامة.

والخط الناقل الذي كان مصممًا لتحمل ضغط تشغيلي أقصى قدره 22 بار فقط، تعرض لضغط يفوق هذا الحد بشكل كبير، مما أدى إلى انفجاره. وعلى الرغم من أن الفحص السابق للخط كشف عن عدم قدرة شركة نفط الوسط على معالجة الغاز من الشوائب والسوائل، إلا أن ذلك لم يثنِ المسؤولين عن تجاوز هذا الحد، في سعيهم لتحقيق إنجاز زائف. النتيجة كانت انفجارًا مدمرًا أسفر عن خسائر فادحة في الممتلكات وأضرار كبيرة في الأرواح.

و الحادث يكشف عن مستوى مرعب من الفساد والإهمال الذي أدى إلى تعريض حياة الناس للخطر وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.

ويقول خبراء بيئة انه لا يمكن أن يمر هذا الفعل دون عقاب، و يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة بشكل صارم، فالإهمال والتواطؤ في مثل هذه القضايا لا يمكن أن يستمر دون رادع.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: شرکة نفط الوسط

إقرأ أيضاً:

مسؤول أممي: الكارثة الإنسانية في غزة مستمرة رغم الهدنة

أكد رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الكارثة الانسانية في غزة مستمرة رغم الهدنة، داعيًا الى تسهيل ايصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وبعد زيارة ميدانية، قال يورجي موريرا دا سيلفا، وهو أيضًا مساعد للأمين العام للأمم المتحدة: بالإضافة إلى المعاناة الإنسانية الهائلة، شهِدت غزة أيضًا درجة لا يمكن تصوّرها من دمار البنية التحتية والمنازل، وحجمًا هائلًا من الأنقاض.
أخبار متعلقة حماس ترفضه.. ترامب يقترح إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بشكل دائمصور | وصول قوافل مساعدات سعودية جديدة لدعم مستشفيات قطاع غزة"الأغذية العالمي" يتوقع دخول 600 شاحنة إنسانية يوميًا إلى غزةونبه من أن إزالة الحطام والركام الناجمين عن النزاع ستستغرق سنوات، داعيًا إلى وقف مستدام لإطلاق النار، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وإيصال للمساعدات الإنسانية من دون معوقات.تكلفة إزالة الحطام والركاموتحوّل جزء كبير من القطاع، بما في ذلك المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية المدنية، إلى أنقاض جراء العملية العسكرية الإسرائيلية التي استمرت نحو 15 شهرًا.
وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، إن إعادة إعمار غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية سيتطلبان أكثر من 53 مليار دولار، من بينها 20 مليار دولار في السنوات الثلاث الأولى فقط.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } شاحنات محملة بالغذاء والمساعدات الإنسانية تدخل قطاع غزة- د ب أ
وقال يورغي موريرا دا سيلفا إن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع على استعداد لدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتوسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة.206 شاحنات مساعدات إلى غزةدخلت 206 شاحنات مساعدات إنسانية وإغاثية اليوم الخميس، إلى قطاع غزة، من بينها 23 شاحنة وقود.
وأفاد مصدر مصري مسؤول في معبر رفح البري، وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بأن الشاحنات دخلت عبر منفذي كرم أبو سالم والعوجة البري جنوب شرق قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تبحث مع نائب رئيس شركة «BP» تنفيذ مشروعات الغاز الطبيعي المتجدد في مصر
  • سفاح الإسكندرية.. «قابض الأرواح» احترف المراوغة وكشفته امرأة | صور
  • مصلحة الضرائب تقدم مساعدات علاجية لجرحى انفجار محطات الغاز في الزاهر بالبيضاء
  • «الزار الشعبي» أداة لطرد الأرواح أم علاج نفسي؟.. ظهر في مسلسل الكابتن
  • نائب: بدلا من تخفيض رواتب المسؤولين ومنع تهريب المال العام إلى إيران البنك المركزي يرفع نسبة الفوائد على المواطنين
  • ترامب يعزل كبار المسؤولين في إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية
  • شركة تكشف عن مشروع لبيع ضوء الشمس
  • مسؤول أممي: الكارثة الإنسانية في غزة مستمرة رغم الهدنة
  • الأمم المتحدة : الكارثة الإنسانية مستمرة في غزة رغم وقف النار
  • الكارثة الإنسانية في غزة مستمرة رغم وقف إطلاق النار