قصة الشهداء الذين لم تتحلل أجسادهم منذ 8 أشهر
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
#سواليف
عايش المتحدث باسم حركة فتح بغزة #منذر_الحايك لحظات من التوتر والتفكير عندما قرر نقل جثامين أشقائه من #مجمع_الشفاء_الطبي بعد 8 أشهر على استشهادهم، متمنيا وقوف الزمن عند اللحظات السابقة لفقدهم، ليتمكن من قضاء وقت إضافي معهم، يحفظ خلاله ملامحهم التي خشي أن تكون متحللة.
وصف الحايك، في منشور على صفحته عبر موقع “فيسبوك”، تفاصيل اتخاذه قرار نقل الجثامين وما تبع ذلك، فكتب “لحظة اتخاذ قرار نقل جثث إخوتي #الشهداء من ساحة مشفى الشفاء، اعتقدت ليلتها أنني لن أستطيع النوم، لكنني نمت بعد صلاة العشاء مباشرة”.
وأضاف الحايك “في الصباح استيقظت الساعة السادسة متأخرا عن صلاة الفجر، صليت وخرجت للمشفى ولساني يقول: يارب هونها”.
مقالات ذات صلة“كان يتملكني الشعور بالخوف، وكل ما يجول في خاطري أن الجثامين متحللة وأننا سنشتم #رائحة_الموت”، هكذا عبر الحايك عن مخاوفه من تحلل جثامين أحبائه وتغير ملامحهم.
لكن الحايك أكد كما غيره من قبله معاينة كرامات الشهداء، التي نسمع عنها كثيرا، فتابع مفتخرا بحالهم ودرجاتهم “لكن يشهد الله أني ومن معي رأينا عجب العجاب، كرامات رب العباد، شاهدتهم وكأني دفنتهم ظهرا وجئتهم عصرا، لكن المدة 8 أشهر”.
وروى المتحدث باسم حركة فتح، بمشاعر عز وافتخار، ما شاهده من جثامين أشقائه “الغريب أن أجسادهم بيضاء، شاهدتهم نائمين مطمئنين، حتى الدماء حمراء كما هي لزجة، سبحانك ربي ما أعظمك وأنت تعطينا البشارة وتبلغنا أنهم أحياء حتى الطفل (تامر) جسده الممزق بفعل الصاروخ كأنه عاد من جديد”.
وأكمل الحايك لافتا إلى أن السر فيما رآه رضى الوالدين “أشهد أن والديَّ راضون عنهم في حياتهم ومماتهم، وكذلك الصدقة أشهد أنهم من المتصدقين”.
وختم المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك منشوره برسالة وجهها لفقيدي روحه “وأخيرا.. والله إني أحبكم أكثر من نفسي ومن أولادي ومن كل الدنيا وما فيها، لكن يبقى حسبي أن اللقاء معكم في الجنة، فأنتم السابقون وأنا سألحق بكم يا أحبائي”.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، خلال عدوانها المتواصل ضد القطاع، مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة مرتين، الأولى في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بعد حصاره مدة أسبوع، وانسحبت في 24 من الشهر ذاته بعد تدمير أجزاء واسعة من ساحاته ومبانيه وتجهيزاته الطبية ومولد كهرباء.
أما المرة الثانية، ففي 18 مارس/ آذار 2024 حيث اقتحم الاحتلال المجمع الطبي بشكل مفاجئ وسط إطلاق نار كثيف وتحليق طائرات مسيرة، واستهداف أجزاء منه بالقذائف المدفعية، ما أدى لوقوع عدد من الشهداء والمصابين.
وانسحب الاحتلال في 1 أبريل/ نيسان، بعد 14 يوما من التخريب والتدمير بالمجمع ومحيطه، ما أدى لإخراجه كليا عن الخدمة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على غزة خلف عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مجمع الشفاء الطبي الشهداء رائحة الموت
إقرأ أيضاً:
معاملة الأسرى بين إنسانية المقاومة ووحشية الاحتلال
شاهد الكثيرون طريقة وشكل تسليم جثث أسرى الاحتلال في قطاع غزة، التي تؤكد للعالم بأسره إنسانية وأخلاقية وتحضّر المقاومة مقابل وحشية وطريقة ونازية الاحتلال في تسليم الاحتلال الأسرى الشهداء بأكياس بلاستيكية بلا كفن ولا تابوت، إضافة إلى استخدام عدد من الأساليب الوحشية التي يتبعها الاحتلال في التعامل والتنكيل بجثامين الشهداء في الضفة الغربية من خلال إلقائها من أسطح المباني، وتركها ملقاة في الشوارع، فضلا عن عمليات التسليم المهينة وغير الموثقة، كما حدث في عدة حالات في قطاع غزة، حيث دفن البعض في قبور جماعية مجهولة الهوية وتسليم بعضها الآخر في أكياس نايلون.
ينبغي أن يعلم العالم أن أسرى الاحتلال قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وحكومته المتطرفة بصواريخ الطائرات الحربية والقنابل الأمريكية، ولعل العدو فهم رسائل المقاومة التي انطوت بعضها على تحذير نتنياهو الذي ظهرت صورته كمصاص دماء وسط منصة التسليم والمطلوب للعدالة الدولية؛ في حال قرر استئناف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وعلى أسطح الأبنية والبيوت المهدمة في محيط عملية التسليم في منطقة بني سهيلا في خان يونس، رفعت المقاومة لافتات تُذكّر بالكمائن التي كبدت جيش الاحتلال خسائر كبرى، من بينها كمين الفراحين الذي أوقع 8 قتلى من قوات الاحتلال، وفي إشارة للكمين كتبت المقاومة: لم يكن نزهة بل محرقة. ولمنطقة بني سهيلا خصوصية، عندما اجتاحتها قوات الاحتلال لمدة 4 أشهر على فترات وقامت بنبش القبور وقتل فلسطينيين بحثا عن جثامين أسرى "إسرائيليين"، لكنها عجزت عن العثور عليهم.
وفي خطوة هامة وغير تقليدية تحمل رسائل سياسية وعسكرية واضحة، كشفت قناة "كان" العبرية أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، سلمت جثامين الأسرى "الإسرائيليين" بتوابيت مغلقة، وأرسلت معها مفاتيح لا تطابق الأقفال، مما أثار تساؤلات حول مغزى هذا التصرف وما يحمله من دلالات في سياق الصراع الدائر بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال.
ومن رسائل الإيحاء بسيطرة المقاومة الكاملة على مسار التبادل من خلال إرسال مفاتيح لا تفتح التوابيت، وجهت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رسالة ضمنية إلى "إسرائيل" مفادها أن المقاومة وحدها تملك مفتاح هذا الملف، وأن أي محاولة لفرض إملاءات من الاحتلال ستبوء بالفشل، فالاحتلال الذي طالما ادعى أنه هو من يحدد شروط أي صفقة، وجد نفسه يتلقى الأسرى وفقا لشروط المقاومة وبتوقيتها الخاص.
لم يكن هذا التصرف مجرد خطأ تقني، بل كان إهانة مباشرة لجيش الاحتلال وحكومته، اللذين فشلا طوال الأشهر الماضية في استعادة أسراهم أحياء. فبعد كل عمليات البحث الاستخباراتي والهجمات الوحشية، انتهى الأمر بعودة الجنود في نعوش مغلقة، وبمفاتيح لا تعمل، وهو ما يعكس عجز الاحتلال في تحقيق أهدافه، سواء عسكريا أو تفاوضيا.
لا شك أن مع كل دفعة جديدة من الجثامين، يتزايد الغضب الشعبي "الإسرائيلي"، حيث يتهم أهالي الأسرى حكومة نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب والتفاوض مع المقاومة. ومما يزيد الأزمة تعقيدا هو أن المرحلة الثانية من تبادل الأسرى لا تزال متعثرة بسبب تعنت الاحتلال، ما يفتح الباب أمام المزيد من التوتر الداخلي.
هذه الخطوة من حركة "حماس" ليست مجرد جزء من تبادل الأسرى، بل هي استراتيجية محسوبة تهدف إلى إدارة الصراع النفسي والسياسي بدقة ومهارة. وفي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عدوانه، يثبت الواقع أن المقاومة لم تعد فقط تقاتل على الأرض، بل تدير المعركة على كل المستويات، بما فيها الحرب النفسية.
لذلك عند الحديث العالمي المتزايد عن تسليم جثامين الأسرى "الإسرائيليين" لدى غزة يجب أن يُقابل بتذكير العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني، لأن احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين لم يبدأ مع الحرب الحالية على قطاع غزة، بل هي قضية ممتدة على مدار التاريخ، وعلى كافة الجهات الدولية والمؤسسات الحقوقية الضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لتسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين بما يليق بكرامتهم الوطنية والإنسانية، فنحن نعيش اليوم في ظل أساليب قمعية وغير إنسانية في التعامل مع الجثامين.