لبنان ٢٤:
2024-09-10@12:50:59 GMT

التيار الى أين؟ كتلة وازنة بين الثنائي والقوات؟

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

التيار الى أين؟ كتلة وازنة بين الثنائي والقوات؟

تيمناً بالسؤال الحنبلاطي الشهير "إلى أين؟" و"الى التقوقع؟"، يسأل كثيرون بالحاح هذه الأيام: "التيار الوطني الحر" إلى أين؟ إلى التفكك؟ أم إلى واقع جديد يخطط له رئيسه النائب جبران باسيل في ظل هذه المرحلة المعقدة داخليا وخارجيا.   هذا السؤال يطرح نفسه منذ بدء إنفراط عقد التيار عندما خرج منه أحد "ابائه المؤسسين" اللواء عصام أبو جمرا الذي وضع "نقطة على السطر".

. ولكنه لم يعد بعد إلى أول السطر منذ ذلك الحين، لتكر بعده وببطئ سبحة خروج "تياريين" من التيار برتب نيابية وقيادية ،بدأت بالنائب السابق زياد أسود الذي أدت الأزمة بينه وبين باسيل إلى فقدان التيار وحلفائه المقاعد النيابية الثلاثة في دائرة جزين. وقبل اشهر كان خروج نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب او اخراجه، فالنائبان الأن عون وسيمون ابي رميا الاسبوع الماضي والحبل ما زال على غاربه في انتظار من سيأتيهم الدور، لأن "دورة الاقصاء" التي يجريها باسيل داخل التيار لم تنته فصولا بعد...   المسألة في مسيرة التيار هي تراكمات تجمعت وكان لا بد لها أن تنفجر على شكل خروج أو إخراج نواب وقيايين من التيار والسبب ان رئيسه باسيل، وحسب خصومه، أعد الخطط اللازمة لوراثة التيار في وجود مؤسسه الرئيس ميشال عون لانه يحتاج إلى تغطية منه لكل ما يتخذه من خطوات تجعل التيار في قبضته كليا.   ويقول أحد المعنيين بما يجري داخل التيار أن الذين يعارضون باسيل ومعهم الذين أخرجوا منه لا يتعاطون بمنطق الانقلاب على باسيل وعلى التيار "مع العلم ان باسيل هو الذي فتح المعركة بالمفاهيم السياسية والانتخابية على نحو اضر ويضر بالتيار ككيان سياسي لأن ليس لدىه شيئ اسمه "تيار وطني حر" وإنما لديه واقع يريد أن يسيطر عليه في ظل وجود الرئيس ميشال عون بحيث ينظم شؤونه على مختلف المستويات في الاتجاه الذي يمكنه من الإمساك كليا به ولهذه الغاية يتصرف على أساس التخلص من بعض القيادات التي يريد التخلص منها. والواقع ان باسيل كان انطلق بهذا النهج منذ سنوات أقله منذ خروج اللواء أبو جمرا الذي كان أول من اكتشف ما يرمي إليه باسيل من خلال تصرفاته وطريقة تعاطيه مع التياريين .
حسب رواية هذا المسؤول المعني فان التيار "أصبح دكان جبران باسيل". ويقول الراوي ان ليس لأي شخص في التيار مسؤولا كان او قياديا او كادرا أو حتى محازبا اي اعتبار إذا لم يتصرف على أساس أنه جزء من المشروع الخاص والشخصي لباسيل، فهو حوّل التيار مشروعا شخصيا له ويعمل الآن على استئصال أي تياري يشعر أنه يهدد هذا المشروع.   والى ذلك يقول "تياري عتيق" أن باسيل يعمل لتصفية كل معارض له الآن سياسيا في ظل وجود الرئيس المؤسس للتيار ، كما يريد تكريس التيار الوطني الحر "حزبا خاصا له إلى أبد الأبدين".   ويضيف هذا التياري "أن قوتنا نحن كمعارضين لباسيل وتوجهاته هي أننا نتحرك ونحن في مناصبنا ونخاطر بها من أجل إصلاح التيار غير سائلين عنها". ويضيف "نحن لسنا حركة تصحيحية وإنما معادلة تصحيحية على المستوين السياسي والإداري لأن التفرد بالقرارات أثر جدا على التيار وعلينا، فتداعينا الى التحرك  لنقول لباسيل "تعالى لنتشارك في القرارات لأنك لست ميشال عون الرئيس المؤسس ولا يمكنك أن ترث التأسيس منه لتجعل التيار ملكاً شخصيا لك بحيث تتصرف به كما تشاء وتقرر ما تشاء وتتغطى بمشورة شكلية، في حين إنك تحتكر القرارات وقد أنهيت عهدا رئاسيا  كاد يدخل البلاد في الزجاج وقد افشلت كل التحالفات واسأت لتحالفات ولم تسأل أحدأ، وقد جعلت عهد الرئيس ميشال عون يستهلك نفسه بثلاث سنوات بلا حكومات نتيجة مواقفك و"فيتواتك"،ولذلك لا يمكن الاستمرار في ما أنت فيه. ولقد أقمت الدنيا ولم تقعدها في وجه حليفك حزب الله حيث اتهمته بالخروج على المشاركة وقاطعت الحكومات ولا تزال في حين أنك لا تشارك أحدا في القرار داخل التيار، علما ان لدى كل الأحزاب مشورة وتصويت، فيما أنت تقيم في التيار نظاما رئاسيا على الطريقة الأميركية، لكن فاتك ان للنظام الرئاسي الأميركي ضوابط اذ لا يمكن الرئيس هناك اتخاذ خطوة إذا لم يوافق عليها الكونغرس". ويذهب هذا التياري إلى اتهام باسيل بأنه "يفتقد الى المفاهيم"، ويشير الى ان "مساره وخياراته السياسية تؤثر سلبا على البلد "وقول : "لو كان هم الذين يعارضون توجهاته المناصب النيابية وغيرها لكن أحتجوا قليلا ثم صمتوا ليحفظوا بقاءهم في مناصبهم، لكن "التيار الوطني الحر" صار شخص باسيل ولم يعد هناك شيء اسمه التيار لانه حوله من حالة عامة إلى حالة خاصة".   ويقول هذا التياري العتيق "أننا في أدائنا وتضامننا وتماسكنا بعضنا مع بعض لن تذهب إلى الذبح السياسي أو الجلوس في بيوتنا والبكاء على الأطلال، فنحن أصحاب تجربة وجهد ونتمتع بثقة الناس وسنعقد اجتماعات وندرس خياراتنا، لكن الشيء الاكيد هو أننا مستمرون في العمل السياسي والنيابي انطلاق من ثقة الناس بنا ونحن ملتزمون أمامهم تحمل المسؤولية وسنوجد الإطار اللازم للعمل حتى لا يظن البعض ان باسيل أخرجنا في ما هو يتعاطى معنا بنظرية التخوين".   تكتل مسيحي وازن   واكثر من ذلك يقول بعض المتابعين لما يدور داخل التيار "إن ما يقوم به باسيل من إقالات واقصاءات هو فعل متعمد وعن سابق اصرار وتصميم يريد إنجازه في وجود عون بما يمكنه من القدرة على التحكم بتداعيات هذه الخطوة بحيث لا تتحول حالة انشقاق تنظيمي في صفوف التيار، ولذلك سيضم قريبا نواب آخرون".   وفي اعتقاد هؤلاء المتابعين أن هذا التحالف يمكن أن يقدم لاحقا على إعلان نفسه تكتلا نيابيا مسيحياً، بحيث يضم إليه النائبين نعمة فرام وجميل عبود وربما نواب آخرين مسيحيين من البيئة التكوينية نفسها ما يمكنه في هذه الحال من أن يتموضع نيابيا وسياسيا في منطقة وسط مع آخرين ويشكل وزنا مسيحياً يحدث فارقاً ما بين "الثنائي الشيعي" و"القوات اللبنانية" في ظل حساسية المشهد المسيحي والوطني السائد في مجلس النواب.
    وإلى ذلك يروي تياري من الرعيل المؤسس لـ"التيار الوطني الحر" أن ما وصل إليه التيار "اسبابه عميقة ومعروفة". ويقول: هناك عملية استفراد منهجي يتعرض لها التيار منذ وقت طويل، فالأداء في داخله لم يتغير منذ 10 سنوات الامر الذي تسبب بتراكم الأخطاء، في ظل عدم لحظ ان المعادلات الداخلية والخارجية تغيرت وادت إلى انهيارات على كل المستويات وفي داخل التيار والتي لم تبررها مقولة "ما خلونا" فحصل تراجع في الانتخابات عام 2022 ولم تفكر قيادة التيار يوما في إجراء قراءة نقدية للواقع، الى درجة ان كمية الكذب الذي مارسته قيادته لم تحجب الحقائق وفي مكان ما استولت هذه القيادة على كل شيء من دون أن تدرك أن لكل شيء نهاية".   ولذلك، يضيف هذا التياري، "أن التيار مأزوم حاليا لأنه فقد عناصر القوة وبات في وضع صعب، ولكن في كل هذ الجو فإن الأقرب في الاحتمالات هو ذهاب معارضي باسيل إلى تشكيل كتلة نيابية  من شانها ان "تعدل الميلة" وتعيد التيار إلى جادة التوازن "فعون جاء في البدايات وبعد عودته من المنفى عام 2005 جاء إلى المجلس النيابي بقوة جدية قوامها 20 نائبا بينما اليوم لا يملك التيار فعليا إلا خمسة إلى سبعة أبواب فمن ال17 نائبا له، وهناك سبعة إلى ثمانية منه لا يمكنه أن يحصل عليهم إلا من خلال تحالفات، ولذلك سيكون موسم الانتخابات النيابية المقبل أمام ظروف مختلفة عما سبقتها بل ستكون "محطة مفصلية مرتبطة بمستقبله".   ويشير التياري نفسه انه "عندما تبني على خطأ ستصل إلى انهيار البناء الذي تبنيه حتى قبل أن تسكنه". ويضيف "لقد أوهم باسيل الناس بوهج القوة وأخذهم بهمروجة التحالفات معتقدا أن ما لديه من مكاسب بات يغنيه عن أي شيء لكن الحقيقة كانت في مكان آخر وهي أنه لا لا يمكنه الاتفاق مع أحد في شأن الاستحقاق الرئاسي او غيره لأنه غير قادر على هذا الاتفاق فهو وضع نفسه في موقع يفرض عليه أن يعطي لا أن يأخذ من ضمانات ومصالح بسبب تراكم القوة، اذ عليه أن يعطي كل شيء من حصته نتيجة سياسة الاحتكار التي مارسها وتحكم من خلالها بسياسة البلد لكن هذا الاحتكار سقط الآن مع تراجع شعبيته منذ انتهاء العهد الرئاسي العوني".   ولذلك يقول هذا التياري "ان باسيل يعرف أنه مأزوم لكنه يحاول الهروب إلى الأمام إلا أنه لن يستطيع أن يكمل في هذا النهج وأن عليه أن يتشارك مع الجميع، فحزب الله لم يعد في إمكانه أن يعطيه شيئا فكيف له أن يُحصِّل "الحصة النيابية الفارطة". كذلك نتيجة افعاله ولكنه يهرب إلى الأمام، فما هي مشكلته مثلا مع رئيس تيار  "المردة" سليمان فرنجية ومع قائد الجيش العماد جوزف عون، أنه يفتش عن وهم وخراب لكي يأتي ويخلصه مع العلم أنه وغالبية الطبقة السياسية في البلد تقريبا باتوا في واقع بفرض عليهم تغيير الأداء.    ‏لا توازن وتخبط   بيد ان محايدين ازاء ما يجري داخل التيار يقولون ان "ان التيار الوطني الحر" يمر في مرحلة لا توازن وتخبط، وان رئيسه باسيل لا يزال يحاول ان يمسك العصا من منتصفها بين المقاومة وبين الشارع المسيحي على رغم من ان المهم له ان يلتقط هذه اللحظة مثلما التقطها وليد جنبلاط". ويضيف هؤلاء: "نخشى على باسيل من عدم إحتساب الأمور بطريقة مدروسة، فتاريخيا طرح الرئيس ميشال عون المسيحية المشرقية لكن باسيل يبدو مضطربا بعض الشيء لشعوره ان الوقت ليس لمصلحته، فتياره يدخل في تضعضع شديد وغالب الظن انه يحتاج الى خط بياني واضح، فالوضوح قد يُخسره آنيا لكنه يُكسبه استراتيجيا".  يبقى أن التيار الوطني الحر يقف في هذه المرحلة على مفترق الطرق  حدها أن يتم انتخاب رئيس جديد وتكوين سلطة جديدة والاستعداد لانتخابات ستكون مصيرية بالنسبة إلى الجميع.
                              المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر الرئیس میشال عون داخل التیار ان باسیل

إقرأ أيضاً:

ارذلوني وانبذوني.. كلام لافت من باسيل لمناصريه!

أعلن رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل، اليوم السبت، أنّه " لم يقل احد منا انه يحل محل قضاء فرنسي او لبناني او انه هو من اكتشف المعلومات حول ملفات الفساد فهي موجودة وكانت تتطلب من لديه التصميم ليأتي بها مثل قاضية وقاض واجها الجميع على رغم كف اليد والشكاوى والتحويل الى التأديب بسبب الخشية من مقاربة المستور والمحرم كشفه".
  أضاف باسيل خلال زيارته بيت حباق في مدينة جبيل: "كل ما قمنا به هو القبول بالمواجهة وعدم الخوف كما اننا لم نقبض واعطينا الغطاء السياسي ومسؤوليتنا عدم السكوت اما المحاسبة فتكون لمن سرقوا وتم دعمهم من سياسيين وقضاة وموظفين واعلاميين".   وتعليقًا على خروج النواب الأربعة من التيار، قال باسيل: "من يرحل من التيار يرحل وحده وعندما لا اقوم بمصلحة التيار ارذلوني وانبذوني فمهمتنا الحفاظ على التيار ولم أقم الا ما بما يقتضيه ضميري وواجبي بعدما رأينا ماذا كان يحضر".   وأوضح: "لسنا تيار خدمات... نخدم عندما نتمكن لكن نريد الناس معنا عن قناعة سياسية وقناعتنا ان نبقى تيار الحرية والسيادة والاستقلال ومحاسبة الفساد ومواجهته وعدم التسليم لأي مصلحة فوق مصلحة لبنان".   وطمأن باسيل مناصريه، قائلاً: "لا تخافوا بل اعرفوا ان التيار اوجدنا سياسيا ومن دون غطائه نحن لا شيء ومن يخرج منه يذهب للبحث عن غطاء... بدأوا بأول غطاء وغدا ترون الثاني والثالث و"طولوا بالكم شو بدهم اغطية" بينما غطاؤنا واحد هو التيار الوطني الحر ولبنان".  

مقالات مشابهة

  • باسيل يعلن عن أزمته: أنا مظلوم
  • لم يترشّح أحد على الرئاسة.. باسيل: النواب الأربعة طلبوا مني عدم إجراء انتخابات داخلية
  • ما الذي يبتغيه الرئيس التونسي من إقالة الولاة قبل الانتخابات؟
  • صقر غباش: الدبلوماسية البرلمانية أداة رئيسية في تعزيز التعاون الثنائي
  • الأرصاد الجوية: تراجع درجات الحرارة على مناطق الشمال الغربي بسبب تأثير كتلة هوائية
  • باسيل يطلّ الليلة عبر الـOTV.. وهذا ما سيحصل خلال الحلقة
  • تشييع جثامين عدد من شهداء الوطن والقوات المسلحة والأمن بصنعاء
  • الخارجون من كتلة باسيل يسعون لتحالف نيابي لانتخاب الرئيس
  • عاجل.. ريال مدريد يفتقد خدمات هذا الثنائي أمام ريال سوسيداد
  • ارذلوني وانبذوني.. كلام لافت من باسيل لمناصريه!