التيار الى أين؟ كتلة وازنة بين الثنائي والقوات؟
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
تيمناً بالسؤال الحنبلاطي الشهير "إلى أين؟" و"الى التقوقع؟"، يسأل كثيرون بالحاح هذه الأيام: "التيار الوطني الحر" إلى أين؟ إلى التفكك؟ أم إلى واقع جديد يخطط له رئيسه النائب جبران باسيل في ظل هذه المرحلة المعقدة داخليا وخارجيا. هذا السؤال يطرح نفسه منذ بدء إنفراط عقد التيار عندما خرج منه أحد "ابائه المؤسسين" اللواء عصام أبو جمرا الذي وضع "نقطة على السطر".
حسب رواية هذا المسؤول المعني فان التيار "أصبح دكان جبران باسيل". ويقول الراوي ان ليس لأي شخص في التيار مسؤولا كان او قياديا او كادرا أو حتى محازبا اي اعتبار إذا لم يتصرف على أساس أنه جزء من المشروع الخاص والشخصي لباسيل، فهو حوّل التيار مشروعا شخصيا له ويعمل الآن على استئصال أي تياري يشعر أنه يهدد هذا المشروع. والى ذلك يقول "تياري عتيق" أن باسيل يعمل لتصفية كل معارض له الآن سياسيا في ظل وجود الرئيس المؤسس للتيار ، كما يريد تكريس التيار الوطني الحر "حزبا خاصا له إلى أبد الأبدين". ويضيف هذا التياري "أن قوتنا نحن كمعارضين لباسيل وتوجهاته هي أننا نتحرك ونحن في مناصبنا ونخاطر بها من أجل إصلاح التيار غير سائلين عنها". ويضيف "نحن لسنا حركة تصحيحية وإنما معادلة تصحيحية على المستوين السياسي والإداري لأن التفرد بالقرارات أثر جدا على التيار وعلينا، فتداعينا الى التحرك لنقول لباسيل "تعالى لنتشارك في القرارات لأنك لست ميشال عون الرئيس المؤسس ولا يمكنك أن ترث التأسيس منه لتجعل التيار ملكاً شخصيا لك بحيث تتصرف به كما تشاء وتقرر ما تشاء وتتغطى بمشورة شكلية، في حين إنك تحتكر القرارات وقد أنهيت عهدا رئاسيا كاد يدخل البلاد في الزجاج وقد افشلت كل التحالفات واسأت لتحالفات ولم تسأل أحدأ، وقد جعلت عهد الرئيس ميشال عون يستهلك نفسه بثلاث سنوات بلا حكومات نتيجة مواقفك و"فيتواتك"،ولذلك لا يمكن الاستمرار في ما أنت فيه. ولقد أقمت الدنيا ولم تقعدها في وجه حليفك حزب الله حيث اتهمته بالخروج على المشاركة وقاطعت الحكومات ولا تزال في حين أنك لا تشارك أحدا في القرار داخل التيار، علما ان لدى كل الأحزاب مشورة وتصويت، فيما أنت تقيم في التيار نظاما رئاسيا على الطريقة الأميركية، لكن فاتك ان للنظام الرئاسي الأميركي ضوابط اذ لا يمكن الرئيس هناك اتخاذ خطوة إذا لم يوافق عليها الكونغرس". ويذهب هذا التياري إلى اتهام باسيل بأنه "يفتقد الى المفاهيم"، ويشير الى ان "مساره وخياراته السياسية تؤثر سلبا على البلد "وقول : "لو كان هم الذين يعارضون توجهاته المناصب النيابية وغيرها لكن أحتجوا قليلا ثم صمتوا ليحفظوا بقاءهم في مناصبهم، لكن "التيار الوطني الحر" صار شخص باسيل ولم يعد هناك شيء اسمه التيار لانه حوله من حالة عامة إلى حالة خاصة". ويقول هذا التياري العتيق "أننا في أدائنا وتضامننا وتماسكنا بعضنا مع بعض لن تذهب إلى الذبح السياسي أو الجلوس في بيوتنا والبكاء على الأطلال، فنحن أصحاب تجربة وجهد ونتمتع بثقة الناس وسنعقد اجتماعات وندرس خياراتنا، لكن الشيء الاكيد هو أننا مستمرون في العمل السياسي والنيابي انطلاق من ثقة الناس بنا ونحن ملتزمون أمامهم تحمل المسؤولية وسنوجد الإطار اللازم للعمل حتى لا يظن البعض ان باسيل أخرجنا في ما هو يتعاطى معنا بنظرية التخوين". تكتل مسيحي وازن واكثر من ذلك يقول بعض المتابعين لما يدور داخل التيار "إن ما يقوم به باسيل من إقالات واقصاءات هو فعل متعمد وعن سابق اصرار وتصميم يريد إنجازه في وجود عون بما يمكنه من القدرة على التحكم بتداعيات هذه الخطوة بحيث لا تتحول حالة انشقاق تنظيمي في صفوف التيار، ولذلك سيضم قريبا نواب آخرون". وفي اعتقاد هؤلاء المتابعين أن هذا التحالف يمكن أن يقدم لاحقا على إعلان نفسه تكتلا نيابيا مسيحياً، بحيث يضم إليه النائبين نعمة فرام وجميل عبود وربما نواب آخرين مسيحيين من البيئة التكوينية نفسها ما يمكنه في هذه الحال من أن يتموضع نيابيا وسياسيا في منطقة وسط مع آخرين ويشكل وزنا مسيحياً يحدث فارقاً ما بين "الثنائي الشيعي" و"القوات اللبنانية" في ظل حساسية المشهد المسيحي والوطني السائد في مجلس النواب.
وإلى ذلك يروي تياري من الرعيل المؤسس لـ"التيار الوطني الحر" أن ما وصل إليه التيار "اسبابه عميقة ومعروفة". ويقول: هناك عملية استفراد منهجي يتعرض لها التيار منذ وقت طويل، فالأداء في داخله لم يتغير منذ 10 سنوات الامر الذي تسبب بتراكم الأخطاء، في ظل عدم لحظ ان المعادلات الداخلية والخارجية تغيرت وادت إلى انهيارات على كل المستويات وفي داخل التيار والتي لم تبررها مقولة "ما خلونا" فحصل تراجع في الانتخابات عام 2022 ولم تفكر قيادة التيار يوما في إجراء قراءة نقدية للواقع، الى درجة ان كمية الكذب الذي مارسته قيادته لم تحجب الحقائق وفي مكان ما استولت هذه القيادة على كل شيء من دون أن تدرك أن لكل شيء نهاية". ولذلك، يضيف هذا التياري، "أن التيار مأزوم حاليا لأنه فقد عناصر القوة وبات في وضع صعب، ولكن في كل هذ الجو فإن الأقرب في الاحتمالات هو ذهاب معارضي باسيل إلى تشكيل كتلة نيابية من شانها ان "تعدل الميلة" وتعيد التيار إلى جادة التوازن "فعون جاء في البدايات وبعد عودته من المنفى عام 2005 جاء إلى المجلس النيابي بقوة جدية قوامها 20 نائبا بينما اليوم لا يملك التيار فعليا إلا خمسة إلى سبعة أبواب فمن ال17 نائبا له، وهناك سبعة إلى ثمانية منه لا يمكنه أن يحصل عليهم إلا من خلال تحالفات، ولذلك سيكون موسم الانتخابات النيابية المقبل أمام ظروف مختلفة عما سبقتها بل ستكون "محطة مفصلية مرتبطة بمستقبله". ويشير التياري نفسه انه "عندما تبني على خطأ ستصل إلى انهيار البناء الذي تبنيه حتى قبل أن تسكنه". ويضيف "لقد أوهم باسيل الناس بوهج القوة وأخذهم بهمروجة التحالفات معتقدا أن ما لديه من مكاسب بات يغنيه عن أي شيء لكن الحقيقة كانت في مكان آخر وهي أنه لا لا يمكنه الاتفاق مع أحد في شأن الاستحقاق الرئاسي او غيره لأنه غير قادر على هذا الاتفاق فهو وضع نفسه في موقع يفرض عليه أن يعطي لا أن يأخذ من ضمانات ومصالح بسبب تراكم القوة، اذ عليه أن يعطي كل شيء من حصته نتيجة سياسة الاحتكار التي مارسها وتحكم من خلالها بسياسة البلد لكن هذا الاحتكار سقط الآن مع تراجع شعبيته منذ انتهاء العهد الرئاسي العوني". ولذلك يقول هذا التياري "ان باسيل يعرف أنه مأزوم لكنه يحاول الهروب إلى الأمام إلا أنه لن يستطيع أن يكمل في هذا النهج وأن عليه أن يتشارك مع الجميع، فحزب الله لم يعد في إمكانه أن يعطيه شيئا فكيف له أن يُحصِّل "الحصة النيابية الفارطة". كذلك نتيجة افعاله ولكنه يهرب إلى الأمام، فما هي مشكلته مثلا مع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ومع قائد الجيش العماد جوزف عون، أنه يفتش عن وهم وخراب لكي يأتي ويخلصه مع العلم أنه وغالبية الطبقة السياسية في البلد تقريبا باتوا في واقع بفرض عليهم تغيير الأداء. لا توازن وتخبط بيد ان محايدين ازاء ما يجري داخل التيار يقولون ان "ان التيار الوطني الحر" يمر في مرحلة لا توازن وتخبط، وان رئيسه باسيل لا يزال يحاول ان يمسك العصا من منتصفها بين المقاومة وبين الشارع المسيحي على رغم من ان المهم له ان يلتقط هذه اللحظة مثلما التقطها وليد جنبلاط". ويضيف هؤلاء: "نخشى على باسيل من عدم إحتساب الأمور بطريقة مدروسة، فتاريخيا طرح الرئيس ميشال عون المسيحية المشرقية لكن باسيل يبدو مضطربا بعض الشيء لشعوره ان الوقت ليس لمصلحته، فتياره يدخل في تضعضع شديد وغالب الظن انه يحتاج الى خط بياني واضح، فالوضوح قد يُخسره آنيا لكنه يُكسبه استراتيجيا". يبقى أن التيار الوطني الحر يقف في هذه المرحلة على مفترق الطرق حدها أن يتم انتخاب رئيس جديد وتكوين سلطة جديدة والاستعداد لانتخابات ستكون مصيرية بالنسبة إلى الجميع.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر الرئیس میشال عون داخل التیار ان باسیل
إقرأ أيضاً:
فصل التيار الكهربائي عن 5 قرى وتوابعها في بيلا بكفر الشيخ للصيانة الدورية غدا
أعلنت هندسة كهرباء بيلا بمحافظة كفر الشيخ، عن فصل التيار الكهربائي عن عدد من المغذيات الكهربائية بعدد من قرى مركز بيلا، غداً الأحد 24 نوفمبر الجاري، اعتباراً من الساعة 9 صباحاً وحتى الساعة 2 مساءً، ولمدة 5 ساعات، وذلك للقيام بأعمال الصيانة الدورية بالمغذيات.
أماكن فصل التيار الكهربائي بمركز ومدينة بيلاوذكرت هندسة الكهرباء، في بيان اليوم السبت، أنّ المناطق والأحياء المتأثرة بفصل التيار الكهربائي هي: «قرية العلامية - قرية أبو بدوي - قرية الحوة - قرية الجرايدة - قرية الشطوط - وتوابعهم - ومنطقة المخبز الآلي بمدينة بيلا»، مؤكدةً إتمام أعمال الصيانة المذكورة على أكمل وجه، وفقاً للأصول الفنية والهندسية المتبعة، وسرعة عودة التيار الكهربائي في الموعد المقرر تلبية لاحتياجات المواطنين.
اتخاذ التدابير اللازمة خلال فترة الانقطاعوأهابت هندسة كهرباء بيلا، بالمواطنين في المناطق المتأثرة بانقطاع الكهرباء والمستشفيات والمخابز والمصالح الحكومية الواقعة بنطاق جميع المناطق المشار إليها، بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة خلال فترة الانقطاع المُعلن عنه.