نيوزيمن:
2025-04-24@22:53:26 GMT

صنعاء.. سوق حوثية سوداء للكتاب المدرسي

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

ارتفعت أسعار الكتب المدرسية (المنهج الدراسي) في مدينة صنعاء والمحافظات المجاورة لها، بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، وفي ظل استمرار نهب مليشيا الحوثي -الذراع الايرانية في اليمن- لمرتبات موظفي الدولة بمن فيهم العاملون في قطاع التربية والتعليم.

وتراوح سعر كتب المنهج المدرسي للصف السادس من التعليم الأساسي ما بين 6 إلى 8 آلاف ريال يمني (قرابة 12 دولاراً أمريكيا)، فيما تجاوز سعر الكتب المقرة لمنهج الصف التاسع مبلغ 10 آلاف ريال (قرابة 20 دولاراً أمريكيا).

وفيما تتحجج الإدارات المدرسية الحكومية والخاصة بعدم وجود كتب المنهج الدراسي، يضطر أولياء الأمور لتوفير احتياجات أبنائهم وبناتهم من سوق سوداء للكتب المدرسية، ظهرت فجأة بالتزامن مع بدء العام الدراسي.

وعلى مقربة من مطابع الكتاب المدرسي، تنتشر على نطاق واسع كميات وفيرة من كتب المنهج الدراسي على أرصفة الشوارع والتقاطعات المرورية، والساحات العامة، وعلى مداخل الأسواق وبوابات بعض المدارس. 

سيحتاج علي الخولاني -موظف متقاعد- إلى قرابة 20 ألف ريال لتوفير كتب المنهج الدراسي لعدد 3 من أبنائه في المرحلة الأساسية، مشيراً إلى استغلال مسئولي التربية في صنعاء لاحتياجات المواطن ومفاقمة الاعباء المعيشية على كاهل المواطنين.

ويعتبر الخولاني، إخراج الكتاب المدرسي للبيع في سوق سوداء وعدم توفيره مجاناً للطلاب والطالبات في المدارس، عدواناً سافراً على السكان، وانتهاكاً صارخا للدستور والقوانين، وانتهاكاً لحقوق الطفل اليمني والانسان بشكل عام.

وزعمت مليشيا الحوثي، يوم السبت 5 أغسطس/ آب الجاري، التخطيط هذا العام لطباعة 17 مليونا و282 الفاً و417 كتاباً، غير أنها اشترطت لتحقيق ذلك "توفر الإمكانات".

وزعم القيادي الحوثي المعين بمنصبي (المدير التنفيذي لصندوق دعم المعلم والمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي حسين عامر جبل)، البدء بترحيل "أربعة ملايين و77 ألفاً و 109 كتب مدرسية لمكاتب التربية بالمحافظات كمرحلة أولى".

وتعتقد أم سامي -ربة بيت وموظفة قطاع خاص- أن الكتب المدرسية المقصودة رحلت إلى الأرصفة والشوارع العامة لبيعها في سوق سوداء بإشراف مطابع الكتاب المدرسي، وقالت: "لا تتوفر الكتب في المدارس، نضطر لشرائها من الشوارع المجاورة للمدارس".

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الکتاب المدرسی

إقرأ أيضاً:

معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا

في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.

ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.

ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.

لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.

لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.

وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.

وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.

ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.

مقالات مشابهة

  • فستان جينز.. سارة سلامة تخطف الأنظار لها من أحدث ظهور
  • اختتام البطولة الرياضية المدرسية بكرة القدم في طرطوس
  • بتورتة سوداء.. ساندي تثير الجدل في عيد ميلادها
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • بالصور.. دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى تحرير سيناء
  • دار الكتب بطنطا تُحيي ذكرى تحرير سيناء بندوات تثقيفية
  • وزير التعليم: انضباط المنظومة التعليمية بمدارس الشرقية يعكس الجهود المبذولة من المعلمين والإدارة المدرسية
  • بمناسبة اليوم العالمي للكتاب.. خصم 20% على إصدارات هيئة الكتاب لمدة أسبوع
  • تعليم الوادي تفتح حوارًا حول التقييمات الأسبوعية والواجبات المدرسية
  • بمناسبة اليوم العالمي للكتاب.. خصومات تبدأ من 20% على إصدارات هيئة الكتاب لمدة أسبوع