في اليوم العالمي للشباب نحتفي بالقلب النابض لمجتمعنا، والقوة المحركة لترسيخ إنجازاتنا وتعزيز تماسكنا. لقد قدم شبابنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، نموذجاً يحتذى به في تحمل المسؤولية والإبداع وفي العمل بجد لترجمة طموحاتهم الكبيرة وسعيهم المستمر من إنجاز إلى إنجاز أكبر مستلهمين من رؤية القيادة الرشيدة التي سابقت الزمن وتجاوزت التحديات لترفع اسم الدولة عاليا في جميع المحافل.


ومما لا شك فيه أن تمكين الشباب وتوفير الفرص المناسبة لهم كان وسيظل المفتاح الأهم لتحقيق التقدم والازدهار، فشباب اليوم هم حملة شعلة التنمية المستدامة وسيواصلون بعزيمة وحماس وضع لمساتهم لدفع عجلة التقدم والإبداع في كافة مجالات الحياة.
وفي اليوم العالمي للشباب أؤكد على أهمية مواصلة دعم الشباب وتعزيز دورهم في المجتمع، فهم الثروة الحقيقية والأمل في بناء مستقبل أفضل. نحن جميعاً، مؤسسات وأفراد، نتحمل مسؤولية تمكين شبابنا ودعمهم في تحقيق طموحاتهم، لأنهم الأساس الذي نبني عليه مستقبلنا المشترك.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لمحو الأمية

 

د. حامد بن عبدالله البلوشي

shinas2020@yahoo.com

لا ريبَ أنَّ العلم هو النور الذي يضيء العقول، ويبيد ظلام الجهل، وهو الدواء لسموم الخرافات، وكما قال الأولون؛ فإنَّ كل عز لم يُؤيد بالعلم فإلى الذل يصير، إنه الحبل المتين الذي نتمسك به فنخرج من بئر الأمية إلى فضاءات المعرفة، وهو السلاح الذي يُقاوم الظلم والتهميش، وهو المعول الذي نُحطم به سجن الجهل الذي يُعيق الإنسان عن رؤية جمال الحياة وعظمتها، وهو الخريطة التي نرسم عليها آمال مستقبل مشرق لأجيال تستحق.

وقد اهتم ديننا الحنيف بالعلم والتعليم أيما اهتمام، ولم يكن عجيبًا أن تكون أوَّل آية نزلت على رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- تدعو إلى العلم والقراءة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]، فهي رحلة مُمتدة في حياة المُسلم، لا تعرف حدودًا، ولا يوقفها زمان أو مكان، ولا تعرف فرقًا بين صغير وكبير، أو بين رجل وامرأة، فقال صلى الله عليه وسلم: "طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مُسلمٍ". وإذا كانت مُهمة المسلم الأولى في هذه الحياة هي عبادة الله وحده، ودعوة النَّاس إلى توحيده سبحانه وتعالى، فإن ذلك لا يكون عن طريق الجهل، بل إنِّه يتم على بصيرة وعلم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، وإذا كان الإسلام قد نزل على قوم يتفاخرون باللغة والشعر، ويحتفون بالشعراء والأدباء، فإنَّ الإسلام قد اهتم ببناء المجتمع المعرفي منذ بزوغ فجره، فحرص على انتشار القراءة والكتابة، ومحو الأمية، وليس أدلَّ على ذلك من جعل فداء بعض أسرى بدر من المُشركين هو تعليم 10 من الصحابة أو أبناء الصحابة القراءة والكتابة. وقد شهدت الحضارة الإسلامية على امتداد رقعتها شرقاً وغرباً نهضة علمية كبرى، ومسيرة معرفية ضخمة، فأنشئت المراكز العلمية، والمؤسسات البحثية، والمكتبات الثقافية، وقد عرفت الحضارة الإسلامية أنواعًا متعددة من المكتبات، فانتشرت في جميع أرجاء الدولة الإسلامية، وكان منها مكتبات قصور الخلفاء، ومكتبات المدارس، والكتاتيب، والجوامع، وعواصم الإمارات، فرأينا مكتبة بغداد (بيت الحكمة) شرقًا، ومكتبة القاهرة (دار الحكمة) في قلب العالم الإسلامي، ومكتبة قرطبة غربًا، والتي شهدت تدفق الباحثين والمتعلمين من شتى بقاع العالم، لينهلوا من ذلك المَعين الذي لا ينضب.

وقد اعتنت سلطنة عُمان بالعلم والعلماء على مر العصور، وحملت مسؤوليتها في مكافحة الأمية والجهل، ونشر العلم والمعرفة في كل شبر من أرضها الطيبة، ورحم الله السُّلطان قابوس حين جعل من العلمِ أول لبنة لبناء عُمان الحديثة، وجعل من العلمِ مشكاةً تضيء طريق عُمان المتطورة؛ ففي أوَّل خطاباته -رحمه الله- كان يحث على أهمية العلم والتعلم. وقد بدأت رحلة السلطنة الحديثة نحو القضاء على الأمية والجهل مع بدايات سبعينيات القرن الماضي، وتوالت الإنجازات على مدى 54 عامًا من مسيرة النهضة الحديثة، وحتى عهدها المُتجدد الذي نعيش في ظلاله اليوم.

ولقد أدرك العالم أهمية الاصطفاف من أجل القضاء على الأمية، ومواجهة التحدي الكبير نحو عالم أفضل، فتبنت الأمم المُتحدة منذ عام 1966م الجهود الرامية إلى التخلص من الأمية، فخصصت الثامن من شهر سبتمبر سنويًّا؛ يومًا عالمياً للقضاء على الأمية، كتذكير للشعوب بأهمية مُكافحة الأمية كواحدة من قضايا الكرامة وحقوق الإنسان، ونشر الوعي والمعرفة، ومساعدة الأفراد للحصول على فرص عمل، وتحسين وضعهم المعيشي، وتمكين الأفراد والمجتمعات للوصول إلى التنمية المستدامة.

إنَّ الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية يأتي هذا العام ليكون تجسيدًا لجهود السلطنة في القضاء على الأمية بكل أنواعها، سواء كانت أمية تقليدية، أو أمية معلوماتية ومعرفية، ونشر العلم، وليشهد ذلك الجهد، وتلك الحملة المباركة؛ مشاركة مجتمعية رائعة من كل فئات المجتمع، فالمواطن العماني هو الشريك الأصيل في تلك المسيرة التعليمية المباركة.

وتبذل وزارة التربية والتعليم جهودا جبارة للقضاء على الأمية، وذلك بالشراكة بين المؤسّسات الحكومية ومؤسّسات وشركات القطاع الخاص والمُجتمع المدني، مع تواصل الجهود للانتقال بالمفهوم الضيِّق لمحو الأمية من مجرد المعرفة بالقراءة والكتابة؛ إلى مفهوم أوسع وأشمل وهو التعليم المستمر، والتعلم مدى الحياة، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، والمساهمة في بناء الوطن ورقيه وازدهاره، لتحقيق رؤية عمان 2040، كما تسعى الوزارة إلى الالتزام بتنفيذ بنود وتوصيات العقد العربي لمحو الأمية (2015/ 2024)، والذي أقرته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأن تصبح الدول الأعضاء في هذا العقد خالية من الأمية عام 2024.

ختامًا.. ندعو الله أن يبارك تلك الجهود الحثيثة من كل المكونات العمانية؛ قيادة وشعبًا، لتخطي حاجز الأمية، وتحطيم ذلك العائق؛ استنادًا إلى رؤية ثاقبة، وسلوك قويم، وعمل دؤوب، ومشاركة فاعلة، وتعاون مثمر، وتكاتف بنّاء، لتوفير التعليم للجميع، في طريق مستقبل مشرق.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • عبر مشاركتها بمعرض إكسبو سورية.. هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة تدعم عرض وتسويق المنتجات التراثية
  • وزير الصحة يبحث مع مدير برنامج الأغذية العالمي تعزيز التعاون في مكافحة السمنة
  • بمناسبة عيده الـ72..«الزراعة»: الفلاح أولوية عند التخطيط لأي تنمية مستقبلية
  • هيئة البحرين للسياحة والمعارض تعلن عن سلسلة من الفعاليات السياحية والترفيهية بمناسبة اليوم الوطني السعودي 94
  • مدير مركز السودان لحقوق الإنسان: “دخول قوات أممية دون موافقة أحد طرفي الحرب قد يحولها لطرف ثالث
  • هيئة فنون العمارة والتصميم تنظم “مقهى العمارة والتصميم” في حائل
  • كلمة للسوداني في الساعة السادسة من مساء اليوم
  • أيمن زيدان يتحدث في كلمة مؤثرة عن معنى الشيخوخة بمناسبة تكريمه في المغرب
  • هيئة كهرباء ومياه دبي تطلق الدورة الثالثة من مبادرة “لأجيالنا القادمة” لدعم طلبة المدارس ذوي الدخل المحدود
  • اليوم العالمي لمحو الأمية