الرد المطلوب والتكتيك المناسب .. الفوضى هي الحل الامثل
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
بقلم : الخبير عباس الزيدي ..
سعت واشنطن لتنفيذ مشاريعها وقدمت الدعم اللامحدود لاسرائيل وتدريجيا فرضت قواعد الاشتباك الخاصة بها بذريعة عدم توسعة الحرب ومخاطر الانزلاق الى حرب اقليمية•
والحقيقة الواضحة تكمن في رغبة واشنطن في تنفيذ اهدافها دون ارباك المنطقة لكي تضمن استمرار تدفق الطاقة وسلامة التجارة والاقتصاد لتتفادى هي وشركائها الازمات •
وهنا لابد من تعكير وافشال خطط واشنطن من خلال التالي…….
1_الفوضى المطلقة واعتمادها كاستراتيجية مناسبة للظرف الحالي بالقدر الذي نجعل الاعداء يعيشون تلك الفوضى من الداخل والتخبط في القرار والتخطيط وشلل كبير في قراءة الاحداث ومعرفة النوايا•
2_التصعيد الذي يجر المنطقة الى فوضى هو الحل الامثل الذي يهدد كل المصالح الحيوية واستقرار الدول سواء المعادية منها او المتعاونة مع العدو او تلك التي تقف على الحياد لكي تمارس الضغط
3_توجيه ضربة موحدة في ساعة صفر واحدة منافعها ستكون اقل من الرد الاحادي لكل بلد ردا على الاعتداءات الاسرائيلية في العراق واليمن وايران ولبنان وعليه يجب اعتماد الرد الفردي
4_ان مجمل الضربات والردود تمثل صفعة كبيرة للقوة الغاشمة الشيطانية وافشال هيمنتها البربرية وتعمل على كسر هيبة امريكا ومعرفة ردود افعالها
واذا ما حاولت الاخيرة القيام بعمل عدواني او حماقة فعلينا توجيه ضربة قاصمة وقوية لقواتها تمثل ردعا فريدا من نوعه يجبرها على الهروب من عموم غرب آسيا •
5_يجب ان تكون العقوبة منفردة ومتعددة تحمل خصوصية كل بلد قام العدو الصهيوني بالعدوان عليه •
6_هذه المعركة هي خليط من حرب الاستنزاف وحرب المناورات يقف فيها العدو عاجزا عن ضبط تصرفاته وردود افعاله يتخذ القرار الخاطئ في وضع هستيري وان الرد المقاوم يجب ان يحرم العدو من الاستعداد للقتال او شن عدوان بل تشجيعة للتفكير للانسحاب من المعركة
7_ان الضربات المتكررة والمفاجئة تعمل على تشتيت قوات العدو وتصيب بالشلل كل مقومات تركيزة الدفاعية
8_ان الضربات المتتالية تضمن خسارة الموارد وانخفاض المعنويات لقوات العدو وكذلك لمستوطنيه وتعمق الانقسام السياسي والمجتمعي في الكيان المنهار بالاضافة الى انه يصبح اكثر ميلا للاستسلام والضغوط
9_ان هذا الاسلوب يعتمد المرونة التي تقوي المناورة ولايجعل محور المقاومة يسير في خطوط مستقيمة وزاوية ضيقة يصبح من السهل توقع تحركاته او مواجهته بردات معادية عنيفة
10_ من الطبيعي ان كل عملية رد وضربة يوجهها ابناء المحور للعدو تتعرض للدراسة والتقييم وبالتالي نحصل على معرفة الاخطاء وكيفية تجاوزها ونقاط ضغف العدو واستثمارها اضف الى ذلك انها تكشف لنا مزيد من تكتيكات الدفاعية والعمل على مواجهتها
11_ ان ماتقدم يضمن التالي…….
اولاالتاثير الكبير على معنويات واقتصاد العدو ثانيافقدان العدو لقدرة التحرك وخاصية المناورة
ثالثا_ يحرم العدو من مقومات الدفاع
رابعااشغال ومشاغلة وانهاك العدو و فقدانه للتركيز الدفاعي ناهيك عن الهجوم خامساتشجيع كثير من الانظمة والدول التي تقف على الحياد لمناصرة محور المقاومة وتحفيز دول المنطقة للانعتاق من الهيمنة الأمريكية والمشاريع التطبيعية بعد مشاهدتهم للمواقف الحازمة والضربات الحاسمة والبأس الكبير لمحور المقاومة
سادسافتح باب المساهمة في المعركة للدول المعادية للمعسكر الصهيوامريكي او على اقل تقدير عرضها وسائل المساعدة المختلفة لمحور المقاومة ملاحظة ان مواجهة العدو الصهيوامريكي في حرب مفتوحة وشاملة امر مفروغ منه وهو واقع لامحال ونعتقد ان الظرف الحالي ومايكابده العدو من نقاط ضعف وتراجع هو الظرف الامثل
والله ناصر المؤمنين عباس الزيدي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
جيش العدو يستبيح سوريا.. والخطاب المتصالح لا يردعه!
لا شك أن موقف “الحكم الجديد” في سوريا من العدوان الصهيوني الشامل على أصول الجيش السوري، والتوغل والاحتلال للمنطقة العازلة والسيطرة على مناطق جديدة في العمق السوري، والذي تمثل في توجيه خطاب متصالح مع هذا العدوان والإعلان عن عدم وجود نية للاشتباك مع “إسرائيل”، هو تحديث استراتيجي دراماتيكي على الموقف السوري التاريخي من الصراع، لا يقل دراماتيكية عن التحديث الذي قام به قائد الحكم الجديد على اسم تنظيمه ولقبه الشخصي.
والجولاني (مؤسس جبهة النصرة المصنفة دوليًا منظمة إرهابية) بعد تحديث اسمه بالتخلي عن الكنية التي أدخلته تحت تصنيف الإرهاب، واستبدالها باسمه “أحمد الشرع”، وبعد تحديث تنظيمه بالتخلي عن “جبهة النصرة” لـ”هيئة تحرير الشام”، أثبت أن الشرعية الدولية لحاكم سوريا على صلة وثيقة بالموقف من الصهاينة، وأن الشرعية باتت مفهوماً انتقائياً تماماً كتوصيف الإرهاب الذي أصبح كالقفاز يسهل خلعه أو ارتداؤه وفقاً لاسم التنظيم أو القائد شكلاً، ووفقاً للموقف من الصراع مضموناً.
لقد أكد التوغل الصهيوني في المنطقة العازلة وانتهاك وإنهاء اتفاق فض الاشتباك مع سوريا الموقع منذ العام 1974م، والتوغل لمسافات مضافة باتجاه ريف دمشق وكذلك السيطرة على كامل جبل الشيخ والاقتراب من لبنان والإشراف الكامل على البقاع وقطع طرق الإمدادات للمقاومة، مع الصمت الأمريكي والدولي، صحة ما قاله الإمام السيد الخامنئي من أن الأحداث كانت برعاية غرف أمريكية وصهيونية.
كما أثبت الانتهاك التركي المستمر للشمال السوري والذي يستعد لعملية كبرى مرتقبة كشفتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الدولة الجارة التركية كانت على صلة وثيقة بغرفة العمليات الصهيو أمريكية، فقد أفادت الصحيفة أن القوات التركية والموالية لها، والتي تشمل قوات كوماندوز تركية ومدفعية بأعداد كبيرة ومقاتلين من فصائل مسلحة، وتتركز قرب عين العرب (كوباني)، تستعد لعملية كبرى وشيكة نقلاً عن أحد المسؤولين الأمريكيين.
وبالتالي نحن أمام تحول استراتيجي خطير يثبت أن الأمر قد يتخطى تقاطع المصالح الصهيونية مع ما حدث أو مجرد توظيف واستغلال لسقوط النظام، بل إن هناك ما هو أكبر وما قد يصل لرعاية كاملة لإيصال هذا النظام تمهيداً للتوغل والاحتلال، ومن ثم استخدام ورقة المنطقة العازلة التي جرى احتلالها لابتزازه بغرض تقديم كامل الضمانات لأمن الكيان.
وهنا تجدر ملاحظة عدة نقاط:
1 – إسباغ أمريكا الشرعية على منظمة سبق أن وصفتها هي وقائدها بالإرهابية يعني أن الغنيمة كبيرة، وتتمثل في نقل سوريا إلى ضفة أخرى مختلفة جذرياً عن تموضعها الاستراتيجي في محور المقاومة وهو ما تؤيده الشواهد من استثمار صهيوني سريع ورد فعل باهت ومتصالح من جانب نظام الحكم الجديد.
2 – هناك تناغم واضح بين التصريحات الصهيونية ومراميها وبين تصريحات الجولاني، وكلاهما يصب في كسب مزيد من الوقت لتكريس أوضاع جديدة تتسق مع مشروع الشرق الأوسط الجديد بجوانبه الحدودية التي ترمي إلى زيادة مساحة “إسرائيل” والتي أشار إليها الرئيس ترامب الذي يرغب في زيادة مساحتها متجاوزاً القرارات الدولية، وكذلك تنظيف الطوق الصهيوني من المقاومات وجعل حدودها آمنة. وهذا الرهان على الوقت أبرزته تصريحات نتنياهو في زيارته لجبل الشيخ عندما قال: “إن القوات الإسرائيلية ستبقى متمركزة داخل سورية في المستقبل المنظور، وأن “إسرائيل” ستظل في المنطقة حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل وفي المستقبل، ستحدد إسرائيل أفضل ترتيب يضمن أمننا”.
وهو ما يتناغم مع حديث الجولاني، إلى “تايمز” ووسائل إعلام دولية أخرى في دمشق، عندما قال إن أولويته هي استقرار البلاد وإعادة بنائها قبل أي انتخابات، والتي وصفها بأنها “بعيدة المنال الآن”، وهذا الاستبعاد للانتخابات وانتقال السلطة يشي بأمرين، أولهما إنه قابض على السلطة لفترة طويلة وهو المشرف على الترتيبات مع الصهاينة في الفترة القادمة، والثاني، هو أن استبعاد الانتخابات يعني استبعاد ما هو أكبر وأهم وهو استعادة الجيش وصياغة الاستراتيجية الدفاعية ومواجهة الاحتلال “الإسرائيلي” والتوغلات تحت بند عدم وجود فرصة لهذه المواجهة لحين الاستقرار في أجل غير مسمى!.
وقد أرفق الجولاني تصريحاته هذه بتصريحات موجهة للصهاينة تؤكد خلو سوريا الجديدة من المقاومة وأنها ستشكل طوقاً آمناً للكيان عندما أكد عدم نية النظام الجديد في سوريا مهاجمة “إسرائيل”، والتي قال عنها إنها: “فقدت ذرائع التدخل العسكري في سوريا”، داعيًا إياها إلى “إيقاف غاراتها الجوية على سوريا، وسحب قواتها من الأراضي التي سيطرت عليها وأنه لن يسمح باستخدام البلاد نقطة انطلاق لهجمات ضد “إسرائيل”، أو أي دولة أخرى”.
3 – أكدت الأحداث أن كلفة المقاومة أقل كثيراً من كلفة الاستسلام، حيث تردد العدو “الإسرائيلي” طويلاً في استهداف الأصول العسكرية السورية بسبب معادلات الردع والاحتفاظ بخيار المقاومة، بينما استباح جميع الأصول العسكرية بمجرد التقاط الإشارة بعدم نية المواجهة، وهو ما يثبت صحة خيار المقاومة وأن الحياد أو خيار السلام لن يمنع العدو من العدوان، لأن السلام بمفهوم العدو هو الضعف وعدم امتلاك أي قوة أو معادلة ردع والهدف الحقيقي هو تفريغ المنطقة من أي قوة تهدد الكيان مهما كانت وديعة ومسالمة.
من هنا كان خيار المقاومة هو مساندة أي نظام مقاوم في سوريا، لأن المقاومة تعلم أن مجرد رفع راية المقاومة والاحتفاظ بخيارها هو رادع للكيان ومقيد لشراسته، بينما التلويح بالسلام كفيل بالقضاء على الدولة السورية وعلى خطوط إمداد المقاومة وافتراس كل من يحاول حتى الدفاع عن سيادته ومنع الاستباحة الصهيونية.
وهو ما أكدته الطريقة التي تلقف بها الكيان تصريحات الحكم الجديد في سوريا، حيث تلقت “إسرائيل” هذه التطمينات بخبث شديد، فبدأت مساراً مزدوجاً للتمكن من شرعنة احتلالها وتوغلاتها وتدميرها للقوة العسكرية السورية (إلقاء نحو 1800 قنبلة على أكثر من 500 هدف وتدمير بين 70 و80 % من القدرات العسكرية للجيش السوري)، وهذا المسار تمثل في استخدام الحكم الجديد كفزاعة لتبرير الاستباحة (وصفت نائب وزير الخارجية “الإسرائيلي” شارين هسكل «أبا محمد الجولاني» بأنه «ذئب في ثوب حمل»)، وكذلك إبداء الحياد وطمأنة الداخل الصهيوني من خلال مقابلات أجريت، على مدى الأيام السابقة، مع معارضين سوريين، أعربوا صراحة عن أنهم لا يريدون حربًا مع “إسرائيل”؛ لا بل يتمنون أن يروا مراسلًا لقناة “إسرائيلية” يبث رسالته من قلب دمشق.
كما جاء على لسان نتنياهو نفسه كلام لافت عندما قال إنه وجه الجيش بـ«السيطرة على المنطقة العازلة وعلى مواقع السيطرة القريبة منه، وفي موازاة ذلك، نعمل من أجل جيرة حسنة، كتلك الجيرة الحسنة التي نفذناها وننفذها هنا عندما أقمنا مستشفى ميدانياً للعناية بآلاف السوريين الذين أصيبوا في الحرب الأهلية، وقد وُلد مئات الأطفال السوريين هنا في إسرائيل».
وهو خيط التقطته وسائل الإعلام العبرية بلقاءات مع الخبراء الصهاينة المتابعين للملف السوري منذ بداية الأحداث في 2011م، حيث تناول المتحدثون التاريخ الطويل للعلاقات “الإسرائيلية” مع طرفي الصراع في سوريا، النظام من جهة والمعارضة من جهة ثانية، وكيف طلبت عناصر في المعارضة الدعم وحتى السلاح من “إسرائيل” في سنة 2011 – 2013م، مقابل الوعد باتفاق سلام يتم بموجبه تأجير الجولان المحتل لـ”إسرائيل” 15 سنة. وتبين لاحقاً أن بين من عالجتهم “إسرائيل” جرحى “جبهة النصرة”، الأمر الذي أثار الدروز في “إسرائيل” الذين كانوا يناصرون الدروز في السويداء، بعدما هاجمتهم “جبهة النصرة”، كما أفادوا بأن «هيئة تحرير الشام» وعدت بإقامة «علاقات سلام عميقة مع إسرائيل»، بينما تعهدت تركيا بألا توجه أسلحة المعارضة لـ”إسرائيل”، بينما سعت أمريكا لإقناع “إسرائيل” بأن قائد «تحرير الشام» أبا محمد الجولاني رجل منفتح، وقد تغيرت مواقفه وبات يؤيد “الإسلام المعتدل”.
هذه التطورات تؤكد صوابية بوصلة المقاومة في لبنان عندما تربط مواقفها وعلاقاتها بالدول بالموقف من الكيان “الإسرائيلي” وعندما تحتفظ بخيار المقاومة مهما كانت التضحيات حيث ثبت بالوقائع أن ترك السلاح هو إيذان بالاستباحة الكاملة وتدمير جميع المقدرات، وتبقى الأوضاع أمام أسئلة مفتوحة عن طبيعة ما حدث في سوريا وعن تطوراته وإلى أين تتجه سوريا والمنطقة بعد هذا “الثوب السوري الجديد”؟.