في ذكرى وفاته.. تعرف على علاقة نور الشريف بوالدته
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
يحل اليوم الأحد 11 أغسطس ذكرى وفاة الفنان الراحل نور الشريف، والذي تميز بالذكاء والإصرار والطموح والتواضع فهو فتى الشاشة والصديق المخلص والاب الحنين،فلم يكن ممثلًا عابرًا، أو مؤديًا جيدًا، بل كان تجسيدًا لحالة فنية وموهبة فريدة، حيث اتسم بمنحه الشخصيات التي يؤديها روحًا واقعية صادقة، بعد أن يضفي إليها ملمسا من واقع تجاربه وخبرات، ويرصد الفجر الفني في هذا التقرير عن علاقته بوالدته.
نشأة نور الشريف
ولد نور الشريف في 28 إبريل 1946، في حي الخليفة بوسط العاصمة المصرية القاهرة، وشاءت الأقدار أن يرحل والده قبل أن يكمل عامه الأول، لذا تحمل عمه إسماعيل عبء تربيته ورعايته.
كانت والدته في سن الشباب، ونصحها المقربون بالبحث عن حياة جديدة، والزواج للمرة الثانية، وبالفعل تزوجت وتركت نور الصغير في بيت عمه.
وبالرغم من حرص الأم على زيارة ابنها بين الحين والآخر، تولدت داخل "نور" حالة من الرفض تجاه أمه، كان سببها شعوره بأنها لم تكن وفية لوالده، وأنها تركته بحثًا عن سعادتها.
وعن هذه الحالة قال نور الشريف في أكثر من لقاء: "كنت أهرب من أمي عندما تأتي لزيارتي، ولكن بمرور الأيام، وبعد دراسة علم النفس والكثير من العلوم التي تفتش في الدوافع البشرية، التمست لأمي العذر، وذهبت واعتذرت لها كثيرا، وزادت رابطة الحب بيننا لدرجة أننى كنت أبوح لها بأسراري، وأسألها عن رأيها في شؤون كثيرة".
في عام 1967 حصل نور الشريف على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز، وكان الأول على دفعته، بعد ذلك رشحه المخرج المسرحي الكبير سعد أردش للمشاركة في مسرحية "الشوارع الخلفية"، وتوالت عروضه ومشاركاته، وابتسم له الحظ عندما شاهده عادل إمام، ورشحه للمخرج حسن الإمام الذي أعجب بقدرته الفنية وراهن عليه في فيلم "قصر الشوق".
توالت أعماله على شاشة السينما، وكانت تشجعه وتدعمه الفنانة بوسي، إذ كانت عاطفة الحب تجمع بينهما، وبعد حب استمر عامين حدث الزواج، وأنجبا "سارة ومي"، وبعد سنوات طويلة دبت الخلافات بين "نور وبوسي"، وكانت مفاجأة كبيرة أن يتفقا على الطلاق في 2006.
تألم "نور" كثيرًا بسبب الانفصال، وبذل مجهودًا كبيرًا لتصحيح الأوضاع واسترداد حب عمره، وقبل أن يرحل عن الحياة بشهور قليلة، عادت إليه بوسي.
أصيب نور بسرطان الرئة، وطلبا للشفاء سافر للخارج، ولم تتحسن حالته الصحية، وفي 11 أغسطس 2015 رحل عن الحياة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اخر اعمال نور الشريف ذكرى وفاة نور الشريف الفجر الفني نور الشریف
إقرأ أيضاً:
الإصلاح المر .. عراق ما قبل وبعد ..!
بقلم : حسين الذكر ..
منذ بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة 1921 وبعد قرن من الزمان كانت التربية منهج ملازم للتعليم واحيانا يسبقه في المدارس وبقية مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية والمجتمعية فضلا عن الحرص الشديد لوزارات المعارف والتربية على ترسيخ مباديء اخلاقية تعد أساس لبناء المجتمع المتمدن .. فكل من عاش تلك المراحل حتى وقت متأخر يتذكر دروس اخلاقية ونصوص دينية تحث على آداب الطريق ونتذكر القول النبوي الشريف : ( اماطة الأذى عن الطريق ) الذي لا تقتصر فلسفته البنائية لازاحة الأذى بل يُعد منهج تربية مجتمعية وأسس صحيحة لبناء الدولة ..
في عالم اليوم يعد الاهتمام الحكومي بالنظام المروري هوية حضارية ومعيار للثقافة والوعي ودليل على مركزية الدولة وقوتها والتزام الموطن فضلا عما يعنيه من جمال البيئة وتنظيم قوى المجتمع واستقراره بما يدل على تفهم وايمان المواطن بدولته ونظامه السياسي والاجتماعي والأخلاقي ..
مناطقنا الشعبية العراقية تمثل ثمانون بالمائة من المجتمع – وهنا لا نتحدث عن المرور في المنطقة الخضراء – فللسلطة طرقها وآلياتها وخصوصياتها وامتيازاتها لكن نعني تلك المناطق التي هي اول المضحين وآخر المستفيدين وقد تركت عرضة للعبث من قبل ( التكاتك والدلفري والدراجات والرونسايد والتجاوز على الرصيف …) بصورة غير مسبوقة بتاريخ العراق واحالتنا للعيش بما يشبه الجحيم واعادنا الى عهود الظلام والفوضى واليأس . سيما وان المخالفات قائمة ليل نهار وامام عين السلطات بلا خشية او ادنى ردع او اعتبار للدولة والمجتمع … بل لا يوجد ادنى احترام للذات جعل من التعدي على الصالح العام والتجاوز على الرصيف والعبث بالبيئة مسلمات بل ملازمات للواقع حتى غدت إنجازا ومصدر قوة للمتجاوزين بمختلف عناوينهم . وتلك مفارقة ازمة أخلاقية تربوية سياسية عامة يحتاج إعادة النظر فيها بعيدا عما يسمى بالإصلاح السياسي عصي الإصلاح في العراق ..
فقد فرضت قوى الاحتلال الأمريكي على العراقيين نظام المكونات وثبتته دستوريا بصورة لا يمكن معها – اطلاقا – إيجاد أي حلول إصلاحية تمتلك قدرة التغيير او تفضي لبناء دولة مؤسسات .. فنظام المكونات عبارة عن رحم بلاء تتمخض فيه وتتوالد منه قوى حزبية وكتلوية وعشائرية و وجماعاتية وشخصية كارتونية او ظرفية … فضلا عن كونه مليء بالمطبات والاجندات الداخلية والخارجية مع سيوف حادة جاهزة مسلطة على الشعب ونخبه التي ستبقى بعيدة جدا عن حلم الإصلاح ..