يحل اليوم الأحد 11 أغسطس ذكرى وفاة الفنان الراحل نور الشريف، والذي تميز بالذكاء والإصرار والطموح والتواضع فهو فتى الشاشة والصديق المخلص والاب الحنين،فلم يكن ممثلًا عابرًا، أو مؤديًا جيدًا، بل كان تجسيدًا لحالة فنية وموهبة فريدة، حيث اتسم بمنحه الشخصيات التي يؤديها روحًا واقعية صادقة، بعد أن يضفي إليها ملمسا من واقع تجاربه وخبرات، ويرصد الفجر الفني في هذا التقرير عن علاقته بوالدته.

 
 

نشأة نور الشريف 
 

ولد نور الشريف في 28 إبريل 1946، في حي الخليفة بوسط العاصمة المصرية القاهرة، وشاءت الأقدار أن يرحل والده قبل أن يكمل عامه الأول، لذا تحمل عمه إسماعيل عبء تربيته ورعايته.

 

كانت والدته في سن الشباب، ونصحها المقربون بالبحث عن حياة جديدة، والزواج للمرة الثانية، وبالفعل تزوجت وتركت نور الصغير في بيت عمه.

 

وبالرغم من حرص الأم على زيارة ابنها بين الحين والآخر، تولدت داخل "نور" حالة من الرفض تجاه أمه، كان سببها شعوره بأنها لم تكن وفية لوالده، وأنها تركته بحثًا عن سعادتها.

وعن هذه الحالة قال نور الشريف في أكثر من لقاء: "كنت أهرب من أمي عندما تأتي لزيارتي، ولكن بمرور الأيام، وبعد دراسة علم النفس والكثير من العلوم التي تفتش في الدوافع البشرية، التمست لأمي العذر، وذهبت واعتذرت لها كثيرا، وزادت رابطة الحب بيننا لدرجة أننى كنت أبوح لها بأسراري، وأسألها عن رأيها في شؤون كثيرة".


في عام 1967 حصل نور الشريف على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز، وكان الأول على دفعته، بعد ذلك رشحه المخرج المسرحي الكبير سعد أردش للمشاركة في مسرحية "الشوارع الخلفية"، وتوالت عروضه ومشاركاته، وابتسم له الحظ عندما شاهده عادل إمام، ورشحه للمخرج حسن الإمام الذي أعجب بقدرته الفنية وراهن عليه في فيلم "قصر الشوق".

علاقة نور الشريف ببوسي

 

توالت أعماله على شاشة السينما، وكانت تشجعه وتدعمه الفنانة بوسي، إذ كانت عاطفة الحب تجمع بينهما، وبعد حب استمر عامين حدث الزواج، وأنجبا "سارة ومي"، وبعد سنوات طويلة دبت الخلافات بين "نور وبوسي"، وكانت مفاجأة كبيرة أن يتفقا على الطلاق في 2006.

 

تألم "نور" كثيرًا بسبب الانفصال، وبذل مجهودًا كبيرًا لتصحيح الأوضاع واسترداد حب عمره، وقبل أن يرحل عن الحياة بشهور قليلة، عادت إليه بوسي.

 

وفاة نور الشريف 
 

 أصيب نور بسرطان الرئة، وطلبا للشفاء سافر للخارج، ولم تتحسن حالته الصحية، وفي 11 أغسطس 2015 رحل عن الحياة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اخر اعمال نور الشريف ذكرى وفاة نور الشريف الفجر الفني نور الشریف

إقرأ أيضاً:

حرف الراء بين الحب والكراهية

أعادني الكاتب سلطان ثاني في مراجعته التي نُشِرتْ في هذه الجريدة قبل عدة أيام لرواية «الحرب» لمحمد اليحيائي بعنوان «الراء المفقودة في الحرب» إلى تاريخ من الكتابات العربية عن هذا الحرف الهجائي بشكل عام، وعمّا يسببه وجوده في منتصف كلمة «حرب» أو فقدانه منها بشكل خاص.

بادئ ذي بدء سأقول إنه يثير تساؤلي دائما احتفاء الكُتّاب والأدباء بحرف معيّن من حروف الهجاء دون سواه، سواء في عناوين مؤلفاتهم أو حتى في مضامينها، وأتساءل: لماذا هذا الحرف بالذات؟ ما الذي فعله لهم أو بهم لينال هذه الحظوة؟ ثم أليست الكتابة لا تكتمل إلا بالحروف الثمانية والعشرين جميعها؟! نجد هذا مثلًا في ديوان «آية جيم» للشاعر المصري حسن طلب، الذي خصصه كاملًا للاحتفاء بحرف الجيم بعد تأنيثه: «الجيم تاج الأبجدية / وهي جوهرة الهجاء/ جُمانة اللهجات/ أو مرجانة الحاجات». ونجد هذا أيضًا في رواية «لغز القاف» للروائي البرازيلي ألبرتو موسى (ترجمة: وائل حسن) التي يستعرض فيها عوالم الأدب الجاهلي والأساطير العربية. هذه الرواية يقسّمها المؤلف إلى ثمانية وعشرين فصلا، عنوان كل منها على حرف من حروف الأبجدية العربية، ومع ذلك اختار أن يضع في العنوان حرف القاف، لماذا؟ يجيب أن القارئ سيكتشف بنفسه حقيقة لغز هذا الحرف عند الانتهاء من قراءة الرواية. أما الشاعر العُماني محمد عبد الكريم الشحي فهو لا يكتفي بحرف واحد في ديوانه «مقامات لام وضمة ميم»، وإنما يحتفي بحرفَيْ اللام والميم معًا. ورغم هذه الأمثلة على الاحتفاء بحروف مختلفة من اللغة العربية إلا أنه يبقى لحرف الراء حكاية أخرى.

كثيرة هي الأعمال الأدبية التي تضع حرف الراء في عناوينها، أذكر منها على سبيل المثال «ثلاثية راء» للقاص اليمني سمير عبدالفتاح التي يجمع فيها ثلاث مجموعات قصصية تبدأ كلها بهذا الحرف، هي «رنين المطر»، و«رجل القش»، و«راء البحر». وللراء لدى هذا الكاتب مكانة كبيرة لا يزاحمها أي حرف آخر، فهو يحضر في كثير من عناوين أعماله، ومنها عمله الأدبي «روايات لا تطير» الذي يبدأ به العنوان وينتهي كما نرى، ويصنفه سمير عبدالفتاح على الغلاف «مصغّرات» (أي روايات صغيرة)، ومن ضمنها مصغّرة عنوانها «رواية راء». وهناك أيضًا رواية «حرف الراء» للكاتبة المصرية عُلا صادق، وقصة «البنت التي أحبت حرف الراء» للشاعر والكاتب العراقي قاسم سعودي. وهذان العملان الأخيران سأرجع إليهما بعد قليل.

وبالعودة إلى مقال سلطان ثاني، فإنه يحدثنا عن حرف راء في رواية محمد اليحيائي، سقط فأصبحت الحرب حُبًّا، وهو يحيلنا بذلك على كرسي خشبي في تلك الرواية أراد البطل أن يحفر على أرضيته بسكين عبارة «الحرب خدعة»، لكن السكين أسقطت الراء، فجاءت العبارة هكذا: «الحب خدعة»! وهي في رأيي طريقة مبتكرة من المؤلف لقول عبارة الحب التي تتحول إلى حرب، إذا ما قارنّاها بالطريقة التقليدية في روايات أو قصص أو مقالات أخرى، والتي أصبحت أقرب إلى كليشيهات. على سبيل المثال كتب البابا تواضروس الثاني مقالًا أقرب إلى موعظة بعنوان «حرف الراء اللعين» يُمكن أن نلخّص فكرته بهذه العبارة: ((وهكذا اخترق حرف الراء تلك الكلمات الجميلة «حب» فقسمها وطرحها أرضًا، وتحولت إلى «حرب»)). وهذه شبيهة بعبارة وردت في قصة الفتيان «البنت التي تحبّ حرف الراء» لقاسم سعودي - التي وعدتُ بالرجوع إليها - حيث تبكي كلمة «حُبّ» حزينة، وتشتكي لصديقاتها: ((إني كنتُ سعيدة حتى هاجمني حرف الراء وتوسّطني. صرت كلمة «حرب»)).

أما رواية «حرف الراء» لعُلا صادق فنجد كليشيه راء الحب والحرب على لسان أكثر من شخصية فيها. يقول فارس: «فلم ندرك نحن في الصغر مقدار الفرق الذي قد يُحدِثه حرف الراء بتدخُّله في كلمة طاهرة، صافية، دافئة، وجميلة مثل كلمة حب»، وفي الرواية نفسها تخاطب فيروزة سينا بالقول: «أتمنى لكِ حبًّا لا ينزعه منكِ حرف الراء بتدخُّله السخيف»، ويبدو أن أمنية فيروزة لم تتحقق، فها هي سينا نفسها تقفل أحداث الرواية بدمدمتها المصدومة: «سُحقًا للحروب، سُحقًا للفراق، سُحقًا لحرف الراء الذي شوَّه كل ما يُحيطني من حبّ»!

هذه الكراهية المقيتة لحرف الراء نجدها في التراث العربي في سيرة إمام المعتزلة واصل بن عطاء، الذي كان يلثغ بهذا الحرف، ولذلك يحرص دائما أن يخلو كلامه منه، وله خطبة شهيرة تخلو -رغم طولها من حرف الراء، وقد وظفتها الروائية المصرية منصورة عز الدين في روايتها «بساتين البصرة». يقول ابن عطاء في هذه الخطبة: «الحمد لله القديم بلا غاية، الباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوّه، ودنا في عُلوّه، فلا يحويه زمان، ولا يُحيط به مكان، ولا يؤوده حفظ ما خَلَق، ولم يخلقه على مثالٍ سبق، بل أنشأه ابتداعًا، وعدّله اصطناعًا، ...... إلى آخر الخطبة».

كان حرف الراء مكروهًا إذن من واصل بن عطاء، ومن البابا تواضروس، ومن شخصيات رواية «حرف الراء»، وربما من بطل رواية «الحرب». لكنّه لم يكن كذلك في قصة قاسم سعودي التي تخبرنا بأنه محبوب منذ العنوان: («البنت التي أحبّت حرف الراء»). والبنت المقصودة هنا «بدور» التي أحبته وآوتْه في حقيبتها، بعد أن سرد لها حكاية مغادرته قرية الكلمات ومنازل الحروف، احتجاجًا على أن «الكلمات تنظر إليه بازدراء، والحروف كذلك». غير أنه في نهاية القصة يفاجأ أنه ليست بدور فقط التي تحبه، وإنما كل الحروف الأبجدية التي جاءت تبحث عنه بعد أن افتقدتْه، فيعانقها سعيدًا لأنها «لم تتخلَّ عنه رغم كل شيء». وهكذا نحن أيضًا، لا يمكن أن نتخلى عن حرف الراء، مهما قيل عن إفساده الحب الصافي وتحويله إلى حرب ضروس. فلا تصحّ كتابة بدونه، ولا يستقيم لسان في غيابه، مع احترامي الشديد لمحاولات واصل ابن عطاء.

سليمان المعمري• كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • رَجُلي وعالمي.. بوسي تهنئ نجلها بعيد ميلاده
  • المسيلة .. حجز 3744 قرصًا مهلوسًا وتوقيف مروجها
  • حرف الراء بين الحب والكراهية
  • نجلاء بدر: بوسي شلبي جدعة ووقفت جنبي لما كنت إعلامية
  • حجز حوالي 6 قناطير من مادة القهوة في الجلفة
  • حقيقة علاقة الحب بين هدى المفتي وويجز.. رسالة تهنئة تحسم الجدل
  • الإصلاح المر .. عراق ما قبل وبعد ..!
  • بإطلالة رمضانية…بوسي تستعرض أناقتها في أحدث ظهور
  • بقفطان تايجر.. بوسي تخطف الأنظار بإطلالة جديدة
  • عمرو أديب عن أزمة قمة الأهلي والزمالك: عايزين الحق وكانت واحد يتحمل مسئوليته