كشف أحدث استطلاع رأي من مؤسسة "إيه آر دي" الألمانية عن تزايد في الموقف المناهض للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين الألمان.

ووفقا للاستطلاع الذي أُجري في أغسطس/آب الحالي، فإن 57% من المشاركين يعتقدون أن رد إسرائيل على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول كان مبالغا فيه.

اقرأ أيضا list of 1 itemlist 1 of 1أنت في محنة عندما تحيا فلسطينيا في ألمانيا!end of list

وفي المقابل، رأى 21% فقط أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد غزة ملائمة.

وتمثل هذه النسبة تغيرا ملحوظا عن استطلاع سابق أجرته المؤسسة ذاتها في مارس/آذار الماضي، حيث رأى حينها 28% أن تصرفات إسرائيل معقولة، في حين كان يعتقد ما يقرب من 50% من المستطلعة آراؤهم أن رد الفعل الإسرائيلي كان مبالغا فيه للغاية.

وقد أشار الاستطلاع الأخير إلى أن أكثر من 68% من المستجوبين يعتقدون أنه من الخطأ أن تقدم ألمانيا الدعم العسكري لإسرائيل، في حين أن 19% فقط يؤيدون هذا الدعم.

علاوة على ذلك، يظهر الاستطلاع أن أغلبية تقارب الثلثين (68%) لا تعتبر العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مبررة عندما تؤثر على السكان المدنيين الفلسطينيين، بينما يعتقد 18% فقط أنها مبررة.

ويذكر أن البرلمان الفدرالي الألماني (البوندستاغ) رفض مقترحا قدّمه حزب "بي إس دبليو" لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل في يوليو/تموز الماضي.

وقد شهدت ألمانيا، كما أرجاء القارة الأوروبية الأخرى، احتجاجات متصاعدة رفضا للحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واحتجاجا على ما يصفونه بدعم بلادهم العسكري والسياسي لإسرائيل.

وفي وقت سابق، أجرت الجزيرة نت مقابلة مع علي شتيوي، المنسق العام للشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، الذي أشار إلى إنه لا يمر يوم في برلين إلا وفيه مظاهرة أو وقفة نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال شتيوي إن "المشاركين في تلك المظاهرات ينتمون إلى مختلف أطياف المجتمع، ومنهم بالطبع الجاليات العربية والإسلامية، لكن العجيب في الأمر أن نحو نصف المشاركين في الفعاليات من أصل ألماني، وهذا هو الشيء الجديد".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حراك الجامعات

إقرأ أيضاً:

عودة التهديدات الإسرائيلية للبنان.. هل ترتفع أسهم الحرب من جديد؟!

بعدما انخفضت أسهم الحرب إلى أدنى مستوياتها في أعقاب ردّ "حزب الله" على جريمة اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، الذي وُصِف بـ"المدروس" لمنع الانزلاق إلى الحرب، ما عزّزه حينها القرار الإسرائيلي بـ"عدم الردّ"، معطوفًا على استراتيجية "تبريد الجبهة" التي عادت إلى وتيرتها السابقة، ما قبل ضربة الضاحية الجنوبية لبيروت، عادت "لهجة" التهديدات لتطغى في الأيام القليلة الماضية، فاتحة باب التكهّنات على مصراعيه من جديد.
 
فخلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّه أصدر تعليمات للجيش وقوات الأمن بـ"الاستعداد لتغيير الوضع في الشمال"، مشدّدًا على أنّه "لا يوجد احتمال لاستمرارنا بهذا الوضع، ونحن ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان". وجاء كلام نتنياهو بعد ساعات من إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، أنّ الجيش الإسرائيلي "يستعدّ لخطوات هجومية" داخل الأراضي اللبنانية.
 
ولم تقتصر التهديدات على نتنياهو وهليفي فقط، إذ دخل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مجدداً على الخط، عبر دعوة الحكومة والجيش إلى "المبادرة بشن حرب في لبنان لإعادة السكان"، ومثله فعل عضو الكنيست الإسرائيلي نيسيم فاتوري، الذي تحدّث عن وجود "نيّة" بالحرب في الشمال بعد إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة، وذلك بمعزل عن موقف الأميركيين ورأيهم، فكيف تُفهَم هذه التهديدات المتجدّدة ضدّ لبنان، وما السرّ الكامن خلفها؟
 
"ضغوط" داخل إسرائيل؟
 
أشبه بـ"البروباغندا"، تبدو تهديدات المسؤولين السياسيين في إسرائيل، بالحرب ضدّ لبنان، من أجل ما يسمّونه بتغيير الوضع في الشمال، في إشارة إلى النزوح القسري لمستوطني الشمال من منازلهم منذ فتح "حزب الله" جبهة جنوب لبنان في الثامن من تشرين الأول الماضي، "بروباغندا" تجد ما يعزّزها في بعض التقارير الصحفية، التي تنقل عن مسؤولين أمنيين قولهم إنّ هذه الحرب لم تعد خيارًا، وإنّ لحظتها الحاسمة تقترب أكثر فأكثر يومًا بعد يوم.
 
ثمّة من يعزو هذه التهديدات إلى الضغوط الداخلية في إسرائيل، نتيجة "المأزق" الذي وُضِعت به الحكومة، العاجزة منذ أكثر من عشرة أشهر عن إغلاق الجبهة التي فتحها "حزب الله"، بعدما جعل الإسرائيليين للمرّة الأولى في معرض "ردّ الفعل"، وليس "الفعل"، وغير القادرة على فرض عودة المستوطنين إلى منازلهم، سواء بالدبلوماسية، وهو الذي يُعتبَر الخيار المفضّل للإسرائيليين، أو بالعمل العسكري، الذي يبقى محصورًا في خانة التهديدات.
 
ولعلّ هذه الضغوط ازدادت نسبيًا بعد ردّ "حزب الله" الأخير، الذي اكتفت إسرائيل في أعقابه بالتقليل من شأنه ومن أهميته، من دون أن تتوعّد بالردّ عليه حتى كما دأبت على أن تفعل، بل تنتقل من بعده إلى جبهات أخرى في الضفة الغربية وغيرها، وكأنّ "الأمر انتهى" بالنسبة إليها، كما انتهى بالنسبة لـ"حزب الله"، الذي طمأن جمهوره ودعاه للعودة إلى الضاحية، مع تأكيده أنّ "الجبهة" ستبقى مفتوحة طالما أنّ العدوان الإسرائيلي على غزة مستمرّ.
 
معضلات وصعوبات
 
من هنا، قد تكون التهديدات الإسرائيلية المستجدّة "محاولة احتواء" لهذه الضغوط، إن جاز التعبير، باعتبار أنّ المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم نتنياهو، يحاولون القول إنّ "الجبهة اللبنانية" تبقى على "قائمة الأهداف" الموضوعة، وإنّ الوضع على خطّها لا يمكن أن يستمرّ كما هو في الوقت الراهن، حتى في حال انتهت الحرب الإسرائيلية على غزة، علمًا أنّ تل أبيب أوصلت رسائل من هذا النوع إلى الوسطاء في أكثر من مناسبة.
 
لكن، بعيدًا عن الكلام، يقول العارفون إنّ أحدًا لا يعتقد أنّ الانتقال من "القول" إلى "الفعل" بات فعلاً قريبًا، إذ ثمّة العديد من المعوّقات التي لا تسمح لإسرائيل بتوسيع الهجوم ضدّ لبنان، أقلّه في الوقت الحالي، وأولها إدراكها أنّ الحرب ضدّ "حزب الله" بالمعنى التقليدي تضرّ أكثر ممّا تنفع، وأنّ كلّ ما واجهته في غزة قد لا يُقارَن بما يمكن أن تواجهه فيها، وثانيها افتقادها لعنصر المفاجأة المطلوبة في المواجهة، في ضوء حرب الاستنزاف الحاصلة.
 
لكنّ العارفين لا يستبعدون احتمال أن تقدم إسرائيل على المزيد من التصعيد العسكري في المرحلة المقبلة، من باب "رفع السقف" من جهة، واستغلال الانشغال الأميركي بالانتخابات الرئاسية من جهة ثانية، علمًا أنّ ارتفاع وتيرة القصف والعمليات في اليومين الماضيين يندرج في هذه الخانة، بما في ذلك المجزرة الإسرائيلية في بلدة فرون، بعد استهداف مسيّرة إسرائيلية مركبة للدفاع المدني بصورة مباشرة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص.
 
تشير كلّ التقديرات إلى أنّ الحرب، أو ربما الحروب الإسرائيلية، لن تنتهي قبل نضوج صورة السباق إلى البيت الأبيض، ومعرفة هوية الفائز بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، ليُبنى بعد ذلك فقط على الشيء مقتضاه. إذا صحّ ذلك، فهو يعني أنّ التصعيد سيكون عنوان الشهرين المقبلين الفاصلين عن الانتخابات الأميركية، من غزة إلى الضفة وصولاً إلى لبنان، تصعيدٌ لا يستطيع أحد أن يتكهّن ما إذا كان سيبقى "مضبوطًا"..  


المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • بوريل: مضى عام على الحرب الإسرائيلية والإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • صحفي فلسطيني لـ "الفجر": الحرب الإسرائيلية على غزة مستمرة بلا أفق والحصار يفاقم معاناة السكان
  • جوزيب بوريل: إسرائيل ترفض إدخال شاحنات المساعدات إلى غزة
  • بعد إطلاق صواريخ منها..إسرائيل تأمر بإخلاء مناطق في شمال غزة
  • مبادرة سلام جديدة تثير جدلًا.. ألمانيا تتوسط لإنهاء الحرب الأوكرانية
  • عودة التهديدات الإسرائيلية للبنان.. هل ترتفع أسهم الحرب من جديد؟!
  • مصطفى عمار: إسرائيل لم تحقق أي مكاسب من عدوانها على غزة
  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • مئات الألمان يطالبون بوقف تسليح نظام نتنياهو الفاشي
  • خوفاً من مؤيدي الحرب الإسرائيلية.. “بي بي سي” توقف بث نداء إنساني من أجل غزة