الولايات المتحدة ترفع حظر بيع الأسلحة الهجومية للسعودية: ما هي الدوافع الحقيقية؟
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
الجديد برس:
أفاد مسؤولون أمريكيون، الجمعة، بأن إدارة الرئيس بايدن رفعت الحظر على بيع الأسلحة الهجومية للسعودية، والذي كان قد أُعلن قبل ثلاث سنوات بعد انتقادات واسعة لاستهداف المدنيين في اليمن باستخدام الأسلحة الأمريكية. ويأتي هذا القرار في سياق جهود متزايدة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين السعودية و”إسرائيل”، مقابل تفاهمات دفاعية وأمنية مع الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن خمسة مصادر أمريكية تأكيدها قرار إدارة بايدن رفع الحظر، وأكدت وسائل إعلام أخرى مثل وكالة “بلومبرغ” وصحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الأمريكية نفس المعلومات.
ووفقاً لـ”رويترز”، صرّح مسؤول كبير في وزارة الخارجية أن الوزارة ألغت تعليق بعض عمليات نقل الذخائر جو – أرض إلى السعودية، مضيفاً: “سننظر في عمليات نقل جديدة ونتعامل مع كل حالة على حدة بما يتماشى مع سياسة نقل الأسلحة التقليدية”.
وأشارت “رويترز” إلى أن معاوناً في الكونغرس ذكر أن الإدارة الأمريكية أخطرت المشرعين هذا الأسبوع بقرار رفع الحظر، وأن المبيعات قد تُستأنف في الأسبوع المقبل على أقرب تقدير. كما أفاد مصدر مطلع آخر أن الحكومة الأمريكية أعدت يوم الجمعة إخطارات للكونغرس تتعلق بصفقة بيع أسلحة، بحسب رويترز.
وفي تقريرها، أشارت وكالة “بلومبرغ” إلى أنه لم تُحدد بعد الأسلحة التي قد يتم بيعها، لكنها لفتت إلى أن الحظر السابق شمل تعليق إصدار ترخيص تجاري رسمي لشركة رايثيون لبيع 7500 ذخيرة جو – أرض موجهة بدقة للسعودية بقيمة 478 مليون دولار.
وبرر مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية القرار بأن السعودية لم تشن أي غارة على اليمن منذ مارس 2022، مؤكداً أن هناك خطوات إيجابية اتخذتها وزارة الدفاع السعودية على مدى السنوات الثلاث الماضية لتخفيف الضرر على المدنيين، وذلك بفضل عمل المدربين والمستشارين الأمريكيين، على حد زعمه.
وكانت إدارة بايدن قد أعلنت في 2021 حظر بيع الأسلحة الهجومية للسعودية بعد انتقادات حادة بشأن استخدامها ضد المدنيين في اليمن. إلا أن هذا القرار يبدو مرتبطاً بشكل أكبر بالجهود الأمريكية لإبرام صفقة التطبيع بين السعودية و”إسرائيل”، والتي تتضمن تفاهمات دفاعية وأمنية بين الرياض وواشنطن. ويُفسر ذلك رفع الحظر عن بيع الأسلحة الهجومية أكثر من مجرد الالتزام بالتهدئة في اليمن، خاصة أن الدافع الرئيسي للسعودية للتهدئة هو الخوف من هجمات قوات صنعاء على المنشآت النفطية، وفقاً لتقارير من “بلومبرغ” و”رويترز” خلال الأشهر الماضية.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أمريكي كبير قوله: “ظلت المملكة العربية السعودية شريكاً استراتيجياً وثيقاً للولايات المتحدة ونحن نسعى لتعزيز هذه الشراكة. هذا الأسبوع فقط، كان هناك وفد سعودي رفيع المستوى في واشنطن لمناقشة التعاون في التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، كما زار وفد أمريكي رفيع المستوى مدينة جدة للقاء ولي العهد والقادة السعوديين بشأن القضايا الإقليمية والدفاع الجوي والصاروخي المتكامل”.
ويؤكد هذا التصريح أن رفع الحظر عن بيع الأسلحة الهجومية للسعودية مرتبط بشكل أكبر باتفاقات التطبيع مع “إسرائيل” من ارتباطه بالتزام المملكة بالتهدئة في اليمن. وذكر تقرير “واشنطن بوست” أن “محاولات الإدارة الأمريكية لتوسيع التعاون الدفاعي مع السعوديين، التي بدأت قبل الحرب في غزة، كانت تهدف أيضاً إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حيث عرضت الولايات المتحدة تحسين الصفقة من خلال توسيع مبيعات الأسلحة والتعاون النووي المدني”.
وأضاف التقرير أن العلاقات بين المملكة السعودية والولايات المتحدة تحسنت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين، حيث عملت واشنطن بشكل أوثق مع الرياض بعد السابع من أكتوبر، لوضع خطة لقطاع غزة بعد الحرب.
وتؤكد هذه التقارير أن رفع الحظر عن بيع الأسلحة الهجومية للسعودية مرتبط بشكل وثيق بجهود التطبيع مع “إسرائيل”، في ظل سعي الولايات المتحدة لتعزيز تعاونها الدفاعي مع المملكة وتطبيع العلاقات بين الرياض و”تل أبيب”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: بیع الأسلحة الهجومیة للسعودیة الولایات المتحدة رفع الحظر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مكتب الرئيس الأوكراني: وفدنا وصل السعودية لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة
أعلن أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، اليوم الثلاثاء، أن وفدا أوكرانيا وصل إلى السعودية لإجراء محادثات مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية.
وأضاف أندريه يرماك قائلاً: «سنعمل بشكل فعال مع شركائنا الأمريكيين لحماية المصالح الأوكرانية برؤية واضحة لإنهاء الحرب».
ومن المقرر أن يجتمع وفدا أوكرانيا والولايات المتحدة لإجراء محادثات في جدة بالسعودية في وقت لاحق اليوم، وسيمثل أوكرانيا في الاجتماع مع الجانب الأمريكي في المملكة العربية السعودية رئيس مكتب الرئيس أندريه يرماك ونائبه بافلو باليسا ووزير الخارجية أندريه سيبيا ووزير الدفاع رستم عمروف، بينما يمثل الجانب الأمريكي في المفاوضات وزير الخارجية ماركو روبيو، إلى جانب مستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
حل سياسيمن جهته، رجّح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إمكانية وصول بلاده إلى نتائج مثمرة بشأن المحادثات المقرر عقدها في مدينة جدة في السعودية مع الأوكرانيين، إذ قال: أعتقد أننا سنتوصل لنتائج جيدة فيما يتعلق بالمباحثات.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، لعبت السعودية دورًا محوريًا في محاولة التوصل إلى حلول سلمية، إذ أجرى ولي العهد في وقت سابق اتصالات مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة، معربًا عن استعداد السعودية للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل سياسي يفضي إلى سلام دائم.
وباتت السعودية منصة وساطة عالمية لإنهاء الصراعات في خضم عالم متعدد الأقطاب، واحتضنت في الأسابيع الماضية المحادثات بين روسيا وأمريكا بحضور شخصيات سياسية رفيعة المستوى من الطرفين، ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الأزمة الروسية - الأوكرانية، بذلت السعودية جهوداً كبيرة في محاولة احتواء تداعيات الصراع المشتعل عبر الاتصالات التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع قيادتا البلدان.
اقرأ أيضاًأستاذ علوم سياسية: مفاوضات «جدة» تركز على إقناع أوكرانيا بقبول الخطة التي يطرحها ترامب
«ترامب» يهدد بفرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا
الكرملين: وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا سيكون أكبر مساهمة في تحقيق السلام