الطائرة المنكوبة بالبرازيل.. المحققون يحاولون التعرف على هوية الجثث
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
انتهت السلطات البرازيلية، السبت، من انتشال جثث الأشخاص الـ 62 الذين لقوا حتفهم عندما سقطت طائرتهم، فيما بدأ الخبراء في فحص الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة لتحديد سبب الكارثة.
وسقطت الطائرة، الجمعة، بمدينة فينهيدو البالغ عدد سكانها 76 ألف نسمة والواقعة على بعد حوالى 80 كيلومترا شمال غرب ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبرازيل.
وأظهرت أشرطة فيديو متداولة على منصات التواصل، الطائرة تهوي من الجو في حركة دائرية، قبل ارتطامها أرضا في حديقة منزل ضمن مجمع سكني، وتصاعد دخان أسود كثيف.
وفي وقت سابق السبت، قالت حكومة ولاية ساو باولو إنه "تم التعرف إلى اثنتين" من الجثث بفضل البصمات الرقمية. وبحسب رئيس بلدية فينهيدو، تعود الجثتان إلى ربان الطائرة ومساعده.
ونقلت السلطات 37 جثة إلى مشرحة ساو باولو، ويعمل المحققون على جمع مواد جينية من أقارب الركاب من أجل عمليات التعرف إلى الجثث. وواصل نحو 50 شخصا العمل في مكان الكارثة السبت.
"ذعر ... عجز"أثار سقوط الطائرة صدمة كبيرة في مجمع ريكانتو فلوريدو السكني، على رغم أن الحادث لم يؤدِّ إلى إصابة أي من سكانه.
وقالت روبرتا هنريكي (38 عاما) لفرانس برس إن الحادث أثار "شعورا بالذعر، بالعجر ... أمر حزين جدا".
وأضافت بتأثر واضح أن السكان "مذعورون، متأثرون نفسيا".
كان سائق الشاحنة، مارتينز باربوسا (49 عاما)، يعمل عندما علم بتحطم الطائرة على بعد 150 مترا من منزله. وقال لفرانس برس: "اعتقدتُ أنها ربما سقطت على منزلي، وكان ابني داخله"، موضحا أنه شعر بـ"الإحباط" في ذلك الوقت، قبل تأكده من أن ابنه بخير.
وأعلن الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ثلاثة أيام من الحداد الوطني عقب "الحادث المأساوي".
وكانت الطائرة وهي من صناعة شركة "إيه تي آر" الفرنسية الإيطالية، تقل 58 راكبا وأربعة من أفراد الطاقم، وفقا لشركة الطيران "فويباس" التي رفعت مرة أخرى حصيلة القتلى إلى 62 السبت.
وبينما أكدت الشركة أن الجميع يحملون أوراقا ثبوتية برازيلية، لم تستبعد أن يكون بعضهم يحملون جنسية ثانية.
وأفادت وزارة الخارجية البرتغالية بأن إحدى رعاياها هي من الضحايا.
سقوط مفاجئكانت الطائرة تحلق بين كاسكافيل في ولاية بارانا الجنوبية ومطار غوارولوس الدولي في ساو باولو. وبعد سقوط مفاجئ، تحطمت نحو الساعة 13,25 (16,25 بتوقيت غرينتش).
ووفقا لموقع تتبع الرحلات الجوية "فلايت رادار 24"، حلقت الطائرة لمدة ساعة تقريبا على ارتفاع 17 ألف قدم (5180 مترا). وفي الساعة 13,21 (16,21 بتوقيت غرينتش) بدأت تنحدر ثم في غضون الدقيقة التالية هبطت بشكل حاد إلى 4100 قدم (1250 مترا).
وأفادت القوات الجوية البرازيلية بأن الطائرة "فقدت الاتصال بالرادار عند الساعة 13,22".
وفتح مركز التحقيق والوقاية من حوادث الطيران في البرازيل (سينيبا) تحقيقا لتحديد أسباب سقوط الطائرة في منطقة سكنية.
ويعمل محققو المركز على تحليل مضمون الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين عثِر عليهما في الموقع، وهما يتضمنان تسجيلات صوتية لقمرة القيادة، إضافة الى بيانات الرحلة.
وأكد رئيس المركز مارسيلو مورينو أن "هذه المعلومات المهمة قد تخبرنا عما جرى في هذا الحدث المأساوي".
"صيانة روتينية"والطائرة من طراز "إيه تي آر 72-500"، وقالت الشركة المصنّعة، وهي تابعة لمجموعة إيرباص وشركة ليوناردو الإيطالية، إنّ "خبراء إيه تي آر ملتزمون تماما دعم التحقيق الجاري".
ووفقا للوكالة الوطنية للطيران المدني، فإن الطائرة تمتثل لكل المعايير السارية.
وهي خضعت "لعمليات صيانة روتينية في الليلة السابقة" وغادرت مدينة ريبيراو بريتو في ولاية ساو باولو حيث يقع المقر الرئيس لشركة "فويباس"، "من دون أي مشكلة فنية"، حسبما أكّد مدير عمليات الشركة مارسيل مورا في مؤتمر صحفي.
لكن بعض المتخصصين لم يستبعدوا أن يكون تشكل الصقيع على جناحَي الطائرة هو سبب وقوع الحادث.
وأقر مورا بأن هذا الطراز من الطائرات يحلق "على ارتفاعات تكون فيها الحساسية أكبر للصقيع". وأوضح أن الأرصاد الجوية توقعت حدوث الصقيع الجمعة لكن في نطاق "المستويات المقبولة للطيران".
وتأسست شركة "فويباس" للطيران عام 1995 باسم "باساريدو"، ولديها أسطول من 15 طائرة، وهي تحتل المرتبة الرابعة في سوق الرحلات الداخلية في البرازيل، بحسب بيانات الشركة.
ووفقا لبيانات مركز التحقيق والوقاية من حوادث الطيران، فإنه باستثناء بيانات الجمعة، سجلت البرازيل منذ بداية العام 108 حوادث طائرات خلفت 49 قتيلا. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، قضى 746 شخصا في 1665 حادثا في البلد المترامي.
في عام 2007، فشلت طائرة إيرباص "إيه 320" تابعة لشركة "تي إيه إم" البرازيلية في الهبوط بمطار كونغونهاس في ساو باولو واصطدمت بمبنى شحن، ما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها وعددهم 187، إضافة إلى 12 شخصا على الأرض.
بعد ذلك بعامين، اختفت طائرة من طراز إيرباص "إيه 330-230" وتشغلها شركة "إير فرانس" بينما كانت تحلق بين ريو دي جانيرو وباريس، فوق المحيط الأطلسي في منطقة مضطربة وعلى متنها 228 شخصا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ساو باولو
إقرأ أيضاً:
ارتفاع عدد القتلى إلى 46 شخصا بتحطم الطائرة العسكرية السودانية
الخرطوم - ارتفع عدد القتلى إلى 46 شخصا، جراء تحطم الطائرة العسكرية بمدينة أم درمان غرب العاصمة السودانية الخرطوم الثلاثاء، وفق وكالة الأنباء الرسمية الأربعاء 26فبراير2025.
وقالت الوكالة: "بلغ عدد شهداء الطائرة أنتنوف، التي سقطت (في منطقة) الإسكان الحارة 75 مساء الثلاثاء، 46 شهيدا و10 جرحى".
وأفادت بـ"اكتمال عمليات رفع الأنقاض من المنازل، التي تأثرت بسقوط الطائرة، واكتمال الحصر النهائي" للضحايا.
وحتى الساعة 10:35 "ت.غ" الأربعاء لم تتوفر أي معلومات عن ملابسات سقوط الطائرة.
ومساء الثلاثاء، أعلن الجيش السوداني في بيان تحطم طائرة عسكرية أثناء إقلاعها من مطار وادي سيدنا بأم درمان، ما أدى لمقتل وإصابة عسكريين ومدنيين، دون ذكر عدد محدد.
ووقعت الحادثة في وقت يخوض فيه الجيش منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا ضد "قوات الدعم السريع" خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ فترة وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من مدينة بحري شمالا، ومعظم أنحاء أم درمان غربا، و60 بالمئة من عمق مدينة الخرطوم، التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد يحاصرهما الجيش، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.
Your browser does not support the video tag.