محمود فوزي السيد يكتب: عمرو دياب والعلمين الجديدة.. لقاء القمة بين الكبار
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
كل الكلام ينفع كلام عنه.. حكاية تروى فى كل الأوقات بنفس الشغف ومبررات النجاح ونتائجها الحتمية حتى وإن اختلف الرواة.. حكاية صنعتها تفاصيل صغيرة أدت إلى صورة أكبر لمشروع موسيقى فنى هو الأهم خلال الأربعين عاماً الماضية.
ملك الحفلات اللايف فى مصر والعالم العربى بلا منازع أو منافس أو حتى طامع فى اللقب بنى طمعه -المشروع- على تغير الزمن أو اختلاف الأذواق أو حتى الرهان على أجيال جديدة ربما تغيرت ذائقتها الموسيقية؛ فهو يتعامل مع جمهوره كموج البحر كلما هاجمته موجة عاتية من الجمهور بأعمارها الصغيرة تعامل معها بذكاء واستطاع ترويضها لخدمة أغراضه المشروعة بالبقاء على القمة متفرداً لأجيال متعاقبة.
وبذلك يخلق لنفسه موجة جديدة من الجمهور كل فترة زمنية فى رحلة مستمرة للبحث عن التفرد. عمرو دياب هو هو.. لم يتغير ولن يبرح مكانة كتبها لنفسه فى كتاب تاريخ الموسيقى والغناء المصرى والعربى كالأعلى نجومية والأكبر شهرة والأكثر طلباً فى دنيا الغناء والحفلات العربية لأكثر من ثلاثين عاماً احتل فيها القمة.
يعنى إيه عمرو دياب فى العلمين؟.. من يعرف تاريخ عمرو دياب مع حفلات الصيف يعلم جيداً أنه ملك حفلات الساحل الشمالى الأهم منذ التسعينات عندما بدأ رحلته مع حفلات الصيف هناك بالحفل السنوى على شواطئ العجمى؛ الحفل الذى كان يعد الأهم والأعلى حضوراً جماهيرياً بين المتنافسين فى هذا الوقت؛ جمهوره تعلق بوجوده فى حفل صيفى ضخم انتقل من العجمى إلى شواطئ مارينا والمسرح الرومانى متوغلاً بعدها إلى أبعد نقاط الساحل الشمالى.
وظل طوال الثلاثين عاماً الماضية محافظاً على عادته فى لقاء الجمهور فى حفل سنوى واحد يشهد تطورات ملحوظة عاماً بعد الآخر؛ فهو يعى جيداً أن تعلق الجمهور بحفله الصيفى أو حفلاته بشكل عام لن يأتى مع تكاسل أو عدم تجديد أو تسلل أى شعور بالملل مما يقدمه لهم؛ وله فى ذلك أساليب كثيرة وفنون يتقنها من تقديم وجبة غنائية متكاملة العناصر للربط ما بين الأغنيات حديثة الظهور وهى الأعمال التى يطرحها فى نفس عام الحفل؛ أو الأغنيات القديمة التى يحفظها جمهوره عن ظهر قلب حتى وإن مر على طرحها أربعون عاماً؛ وذلك عن طريق «ميدلى» يجمع فيه عدداً كبيراً من أغنياته القديمة وهى بالمناسبة الفقرة الأهم فى تداولها من قبل جمهور عمرو دياب على كافة وسائل التواصل الاجتماعى بعد حفلاته لما لها من خصوصية متفردة فى حياة جيل كامل عايش وتعايش مع تلك الأغنيات وقت صدورها.
وفى ذلك يلعب عمرو دياب لعبة الزمن والجمهور مع الحاضرين؛ فيسعى لإعطاء كل من حضر مراده مع اختلاف الفئات العمرية؛ فهو الفنان الوحيد فى العالم العربى الذى تجد فى حفلاته ثلاثة أجيال مختلفة «الحفيد والأب والجد» فهو القادر كما ذكرت منذ قليل على تجديد فئة جمهوره ليصل إلى العمر الأصغر «الحفيد» مع الاحتفاظ دائماً بفئة المؤسسين لنجوميته «الأب والجد» وعدم إهمالها سواء فى حفلاته أو أغنياته الجديدة ذات الطابع الكلاسيكى التى يفضلها جمهور الكبار.
وكذلك قدرته على الغناء «لايف» لأكثر من ساعتين، محدثاً بذلك تفاعلاً مع الجمهور بشكل ربما لا يقدمه غيره من المطربين وهو سر تميزه على المسرح. كل ذلك جعل من حفل عمرو دياب فى مهرجان العلمين الجديدة؛ المهرجان الذى يثبت يوماً بعد الآخر أحقيته بأن يكون الأهم والأكبر والأكثر تميزاً بين كافة المهرجانات الترفيهية التي تقام فى منطقتنا العربية بما يبذل فيه من جهد وأفكار متجددة؛ كل ذلك جعله حفلاً بصيغة لقاء الكبار.
عمرو دياب ومهرجان العلمين الجديدة؛ كل منهما له أهدافه بالبقاء على القمة؛ كل منهما يمتلك مقوماته ومواهبه وإمكانياته التى تؤهله للفوز فى أى منافسة أو سباق على القمة.. ليخرج الحفل فى أفضل أشكاله التنظيمية من قبل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية صاحبة ومنظمة المهرجان؛ بدءاً من مرحلة حجز التذاكر التى نفدت سريعاً؛ مروراً بتجهيزات عالمية للمسرح من إضاءة ومعدات صوت وعوامل إبهار أصبحنا جميعاً على يقين بوجودها بعد كم الحفلات الناجحة التى أقامها المهرجان منذ بدايته.. مع تفرد فى الظهور لعمرو دياب على المسرح ليغنى بكل أريحية أمام جمهور كامل العدد فى مكان يعلم جيداً مدى أهميته التاريخية والحالية لبلده مصر؛ وهو ما أهل الحفل ليكون واحداً من أهم حفلات العام على الإطلاق فى مصر والوطن العربى بشكل عام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عمرو دياب العلمين عمرو دیاب
إقرأ أيضاً:
مكي «الجريء» (بروفايل)
حليق الرأس مفتول العضلات يرتدى جاكيت من الجلد الأسود يناسب هيئته الخارجية القاسية، بينما تقف على كفيه حمامتان تمنحه إحداهما الإذن بالاقتراب منها وإطعامها من فمه، فى وداعة شديدة تعكس الرقة داخله، مما يكشف حجم التناقض داخل الشخصية، هل هو «الغاوى» البلطجى الخارج عن القانون أم «شمس» الإنسان المرهف الذى يهوى تربية الحمام ويمتلك مهارة كبيرة فى تدريبه؟
شمس ناصر العدوى ابن البلد، الذى تربى فى حى الجمالية، هى الشخصية التى قرر أحمد مكى أن يطل على جمهوره من خلالها فى موسم الدراما الرمضانية 2025 بمسلسل «الغاوى»، وهو الذى خلع من أجله عمامة «الكبير أوى» وترك المزاريطة وأهلها، ليقف فى نقطة فارقة فى مشواره الفنى، بعد ما تصدر عرش الكوميديا على مدار مواسم الدراما الرمضانية الماضية، قرر أن يتركها ليدخل مساحة جديدة فى الدراما الشعبية، يغازل من خلالها قطاعاً مختلفاً من الجمهور عن قاعدته الجماهيرية المخلصة له، ويرفع سقف التحدى إلى أقصى مداه.
رمضان هو الموعد دائماً، رمضان 2006 كان التعرف الأول بين الفنان الشاب أحمد مكى والجمهور للمرة الأولى فى شخصية «هيثم دبور» فى سيت كوم «تامر وشوقية»، الذى حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، ورمضان 2010 كانت البطولة الدرامية الأولى عندما قدم أول أجزاء «الكبير أوى»، ورمضان 2021 عندما قدم بطولات رجال الشرطة المصرية الخفية فى مواجهة خطر الإرهاب فى واحدة من أصعب الفترات التى مرت على مصر فى الفترة الأخيرة فى رمزية الضابط يوسف الرفاعى.
ورمضان تلو الآخر شهد الجمهور نضج نجمهم الفنى وتنقلهم بخفة وسلاسة بين شخصياته المختلفة، وبجرأة شديدة يقدم على عتبة فنية جديدة بعيدة عن مساحة الكوميديا التى تربع على عرشها سنوات طويلة، ليصبح الجمهور على موعد مع تجربة مختلفة ومشوقة فى مسيرة «مكى» بموسم دراما رمضان 2025