الطائف.. العباب يشدوا جمالاً في سماء الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
على بعد محبرةٍ من مكة المكرمة وبين سفن السروات الراسيات، تفيض الطائف بوصفها المكان الاستثنائي الحميم بعلاقته المفصلية مع جموع السائحين والزائرين؛ وكبار الأدباء والكتاب عرباً وعالميين، لتكتب لهم قبيل مدحها في مدونتها الجبلية التناغمية؛ مع حمى سمائها الزرقاء، انطباعات تلتمع بريقًا في نواصيها، بلمحات وأحرف شجية؛ بدءً من عراقة أرضها الملحمية الخضراء، إلى نسيجها المتناغم الأخاذ في عناق الجبل للسحاب.
واعتادت الطائف المتربعة على ارتفاع 2700 متر من سطح البحر، أن تمتص رحيقها وعافيتها من الجبل واختلاج إيقاع المطر وبزوغ الغيم والسحب، وأن تتميز بمنظومة إيكولوجية جذابة متفردة في عناصرها، ابتداءً من مواطن الطبيعة الحاضنة لمئات أنواع النباتات العطرية والأشجار، إلى الموئل المثالية للعديد من عائلات الحياة الفطرية بكافة أنواعها، لتعيش في ربوع ظلالها الوارفة مسكن الأمن ونعيم الحياة.
ويلامس السائح في جبال مركزي الهدا والشفا، حس السحاب المشاهد وهو يمخر قممها الشاهقة عباب السماء، ليفرض أمام الجميع فرصة لمشاهدة مناظر خلابة ستبقى عالقة في الذهن تأبى النسيان، لأيقونة خضراء تغفو في قلب الجبل، تزينها ملامح العمران الذي تتجاور معه في مشهد نادر يعبر عن الحداثة والعراقة في آن، و متحفاً طبيعياً في آن آخر، لما تحويه من أنواع مختلفة من المكونات الجيولوجية، التي تضم كنوزاً طبيعية، لتلتبس على أثرة هوية المكان والزمان دون غيرها من مدن المملكة.
ويجد مركزا الهدا والشفا حضورين مميزين ضمن أهم المناطق الثرية في محافظة الطائف، بسبب امتداداتها الواسعة ومساحة وتفرعاتها المتعددة؛ بالإضافة إلى مكانتها التاريخية العريقة، حيث تضمان أكثر من 80 قرية ترتبط بسكان المناطق التهامية والسراة، حيث يتمتع المركزان بأرض خصبة ومياه وفيرة أهلتهما ليكونا مكاناً مناسباً لزراعة أصناف عديدة من المحاصيل الزراعية ومن أشهرها الورد الطائفي، والتوت، والمشمش والخوخ والرمان، إضافة إلى العديد من الزراعات والمحاصيل الموسمية مثل: التين بنوعيه، والعنب، والبخارى.
ويشكّل قطاع السياحة في مركزي الشفا والهدا مصدراً مهماً في عملية التنمية الاقتصادية لمحافظة الطائف، حيث تشهد تنفيذ عديدٍ من المشروعات السياحية، مثل: الفنادق والمنتجعات والمجمعات السكنية المتكاملة المناسبة للبيئة والتنمية الريفية بالمعايير العالمية، التي تعد فرصة طبيعية للسائحين والزوّار للاطلاع على تراث سكان المركزين في جانب المعالم الأصيلة، التي تحمل جميع أشكال التعبير الثقافي الخاصة بالمنطقة، وما تضمانه من استغلال "العنصر الأصلي" في المكوّن الطبيعي لأرضهم الذي أحدث من خلاله السكان المحليون الفرق في تسليط الضوء على هويتهم المتوارثة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الطائف السياحة أخبار السعودية مكة المكرمة آخر أخبار السعودية
إقرأ أيضاً:
%45 حصة الإمارات من سوق الطيران الخاص بالشرق الأوسط
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الإمارات ضمن أكبر 20 سوق طيران بالعالم في السعة المقعدية مكتوم بن محمد: فرص واعدة بقطاع الضيافة في الدولةارتفعت حصة الإمارات من سوق الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أكثر من 45%، بحسب علي أحمد النقبي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ومؤسس اتحاد طيران رجال الأعمال والطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ميبا)، والذي توقع ارتفاع هذه النسبة إلى نحو 50% خلال الفترة القليلة المقبلة.
وقال النقبي، إن تسارع وتيرة نمو الطلب على الطيران الخاص في دولة الإمارات يترجم المشهد الاقتصادي المزدهر للإمارات وجاذبيتها الكبيرة للأثرياء والمستثمرين من كافة أنحاء العالم، وما تتمتع به من بنية تحتية وبيئة تنظيمية متطورة لقطاع الطيران.
وأوضح خلال مؤتمر صحفي أمس للإعلان عن تفاصيل الدورة العاشرة من معرض «ميبا لطائرات رجال الأعمال والطائرات الخاصة» الذي سينطلق في مركز المعارض التابع لمطار آل مكتوم الدولي بين 10 و12 ديسمبر المقبل، أن سوق الطيران الخاص في الشرق الأوسط يشهد انتعاشاً قوياً وسجل نمواً متسارعاً خلال السنوات الماضية ليتجاوز مستويات ما قبل الجائحة المسجلة في عام 2019 بأكثر من 30%، محققاً متوسط نمو سنوي بحدود 7%.
وأضاف النقبي، أن تنظيم الدورة العاشرة من معرض ميبا، والتي يتوقع أن تستقطب ما يزيد على 145 جهة عارضة وأكثر من 10 آلاف زائر من 95 دولة، يأتي في وقت يشهد فيه قطاع طيران رجال الأعمال نمواً متسارعاً، لافتاً إلى مجموعة من العوامل التي تسهم في تعزيز مكانة الشرق الأوسط بوصفها إحدى أسرع الأسواق نمواً في العالم، من بينها تدفق الأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية، والموقع الاستراتيجي للمنطقة، والاستثمارات المتزايدة في البنية التحتية، وزيادة حركة طائرات الأعمال.
من جانبه، قال تيموثي هاوز، المدير العام لشركة إنفورما ماركتس: يشهد المعرض هذا العام إقبالاً كبيراً من الجهات العارضة، التي يتجاوز عددها 145 جهة، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في اهتمام الجمهور الدولي.