على بعد محبرةٍ من مكة المكرمة وبين سفن السروات الراسيات، تفيض الطائف بوصفها المكان الاستثنائي الحميم بعلاقته المفصلية مع جموع السائحين والزائرين؛ وكبار الأدباء والكتاب عرباً وعالميين، لتكتب لهم قبيل مدحها في مدونتها الجبلية التناغمية؛ مع حمى سمائها الزرقاء، انطباعات تلتمع بريقًا في نواصيها، بلمحات وأحرف شجية؛ بدءً من عراقة أرضها الملحمية الخضراء، إلى نسيجها المتناغم الأخاذ في عناق الجبل للسحاب.


واعتادت الطائف المتربعة على ارتفاع 2700 متر من سطح البحر، أن تمتص رحيقها وعافيتها من الجبل واختلاج إيقاع المطر وبزوغ الغيم والسحب، وأن تتميز بمنظومة إيكولوجية جذابة متفردة في عناصرها، ابتداءً من مواطن الطبيعة الحاضنة لمئات أنواع النباتات العطرية والأشجار، إلى الموئل المثالية للعديد من عائلات الحياة الفطرية بكافة أنواعها، لتعيش في ربوع ظلالها الوارفة مسكن الأمن ونعيم الحياة.

ويلامس السائح في جبال مركزي الهدا والشفا، حس السحاب المشاهد وهو يمخر قممها الشاهقة عباب السماء، ليفرض أمام الجميع فرصة لمشاهدة مناظر خلابة ستبقى عالقة في الذهن تأبى النسيان، لأيقونة خضراء تغفو في قلب الجبل، تزينها ملامح العمران الذي تتجاور معه في مشهد نادر يعبر عن الحداثة والعراقة في آن، و متحفاً طبيعياً في آن آخر، لما تحويه من أنواع مختلفة من المكونات الجيولوجية، التي تضم كنوزاً طبيعية، لتلتبس على أثرة هوية المكان والزمان دون غيرها من مدن المملكة.

ويجد مركزا الهدا والشفا حضورين مميزين ضمن أهم المناطق الثرية في محافظة الطائف، بسبب امتداداتها الواسعة ومساحة وتفرعاتها المتعددة؛ بالإضافة إلى مكانتها التاريخية العريقة، حيث تضمان أكثر من 80 قرية ترتبط بسكان المناطق التهامية والسراة، حيث يتمتع المركزان بأرض خصبة ومياه وفيرة أهلتهما ليكونا مكاناً مناسباً لزراعة أصناف عديدة من المحاصيل الزراعية ومن أشهرها الورد الطائفي، والتوت، والمشمش والخوخ والرمان، إضافة إلى العديد من الزراعات والمحاصيل الموسمية مثل: التين بنوعيه، والعنب، والبخارى.

ويشكّل قطاع السياحة في مركزي الشفا والهدا مصدراً مهماً في عملية التنمية الاقتصادية لمحافظة الطائف، حيث تشهد تنفيذ عديدٍ من المشروعات السياحية، مثل: الفنادق والمنتجعات والمجمعات السكنية المتكاملة المناسبة للبيئة والتنمية الريفية بالمعايير العالمية، التي تعد فرصة طبيعية للسائحين والزوّار للاطلاع على تراث سكان المركزين في جانب المعالم الأصيلة، التي تحمل جميع أشكال التعبير الثقافي الخاصة بالمنطقة، وما تضمانه من استغلال "العنصر الأصلي" في المكوّن الطبيعي لأرضهم الذي أحدث من خلاله السكان المحليون الفرق في تسليط الضوء على هويتهم المتوارثة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الطائف السياحة أخبار السعودية مكة المكرمة آخر أخبار السعودية

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يتناول الأوضاع في الشرق الأوسط مع وزير خارجية الدنمارك

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، «لارس راسموسن» وزير خارجية الدنمارك، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج.

وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن وزير خارجية الدنمارك نقل للرئيس تحيات ملكة الدنمارك ورئيسة الوزراء، وهو ما بادله الرئيس بالتحية والتقدير في ضوء العلاقات المتميزة بين البلدين، وتم في هذا الصدد استعراض سبل تطوير التعاون المشترك، الذي يشهد تقدماً ملموساً، خاصةً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، حيث ثمن الرئيس في هذا الإطار الدور المقدر للشركات الدنماركية في دفع التنمية الاقتصادية في مصر، مشيراً إلى فرص توسيع التعاون بين الجانبين، خاصة في مجالات الطاقة والتحول الأخضر والنقل البحري، بما يعود بالفائدة على الدولتين والشعبين الصديقين.

وتناول اللقاء كذلك الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث حرص وزير الخارجية الدنماركي على الاستماع إلى رؤية وتقييم الرئيس للأوضاع الراهنة بالمنطقة. وأشار الرئيس في هذا الشأن إلى الضرورة القصوى لتغليب مسار التهدئة والتوصل لاتفاق، يتم بموجبه وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل المحتجزين، بما يسمح بإنقاذ أهالي غزة من الأوضاع المعيشية المأساوية التي يعانون منها، وفي ذات الوقت شدد الرئيس على ضرورة أن يتزامن ذلك مع مسار جاد وحاسم لتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على النحو الذي يحقق تطلعات شعوب المنطقة نحو العدل والأمن والاستقرار والتنمية، وهو ما اتفق معه الجانب الدنماركي، كما تم التوافق على أهمية الدور الإنساني الذي تضطلع به "الأونروا"، والذي يجب دعمه وحمايته مما يتعرض له من عراقيل.

وتطرق اللقاء كذلك إلى عدد من الأزمات القائمة بالمنطقة، وخاصة الأوضاع في السودان، حيث أكد الرئيس ضرورة دعم السودان الشقيق، مستعرضاً في هذا السياق جهود مصر لاستعادة الاستقرار به، ومشدداً على أهمية احترام سيادة السودان ومؤسساته الوطنية، ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، بالإضافة إلى تكثيف الدعم الإغاثي في ضوء تفاقم صعوبة الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب السوداني الشقيق.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يستقبل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية

صحف الكويت تبرز تأكيد الرئيس السيسي على محورية دور مصر والسعودية لاستقرار المنطقة

شيخ الأزهر يرحب بمبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»: حسنا فعل الرئيس السيسي

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يفتح النار على 5 جبهات إقليمية لإشعال حرب كبرى
  • لافروف: موسكو وبكين تتبادلان الآراء بشأن الصراع بالشرق الأوسط
  • مصر تحذر من خطورة التصعيد المستمر في الشرق الأوسط
  • لافروف ينتقد شروط إسرائيل التعجيزية
  • الرئيس السيسي يتناول الأوضاع في الشرق الأوسط مع وزير خارجية الدنمارك
  • لافروف: الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى!
  • ذوو الاحتياجات الخاصة بالسليمانية: رواتبنا الأقل في الشرق الأوسط
  • موسكو: الشرق الأوسط على موعد مع حرب كبرى.. وتحرك روسي خليجي عاجل
  • وزير الخارجية الروسي: يجب العمل على منع اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط
  • لافروف: الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى