الوطن:
2025-01-22@00:48:45 GMT

أشرف غريب يكتب: الحاضر الغائب في حفل «كاسيت 90»

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

أشرف غريب يكتب: الحاضر الغائب في حفل «كاسيت 90»

لا تزال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تمتعنا وتبهرنا بأفكار غير تقليدية فى نطاق الدورة الثانية لمهرجان العلمين الجديدة الممتد حتى نهاية الشهر الحالى تحت شعار «العالم علمين»، واحدة من هذه الأفكار كان الحفل الذى ضم مجموعة من نجوم أغنية التسعينيات تحت عنوان «كاسيت 90» بحضور كل من محمد فؤاد وهشام عباس وإيهاب توفيق وخالد عجاج.

ومعهم الكابو حميد الشاعرى ذلك الرجل الذى صبغ أغنية الثمانينات وما بعدها بلونه الخاص ولا تزال بقية من هذا اللون حاضرة فى أغنيات اليوم حتى لو اكتست بمسميات أخرى بخلاف ما كنا نطلق عليها وقت رواج دولة حميد وأعوانه خلال عقدين من الزمان من قبيل «الأغنية الشبابية» أو «أغنية التيك أواى» وخلافه.

ولا أبالغ إذا قلت إن حفل «كاسيت 90» قد مس شيئاً بداخلى ليس فقط باعتبارى من مستمعى هذه المرحلة شأنى فى ذلك شأن الملايين الذين عايشوا تلك الفترة، وإنما أيضاً باعتبارى شاهداً على صناعة بعض أغنياتها بحكم ما جمع بينى وبين كثير من مطربى هذا الجيل من صداقة وعشرة طويلة.

وتحت تأثير هذه الفكرة البراقة التى أتحفتنا بها الجهة المنظمة اقتحمتنى مجموعة من الخواطر والتأملات ربما يشاركنى بعضكم فيها.. أولاً: لم تكن فقط فكرة هذا الحفل التى يمكن وصفها بالذكاء، وإنما كان العنوان الذى أقيم الحفل تحت شعاره «كاسيت 90» أكثر ذكاء وتلخيصاً لجيل كامل كان فيه شريط الكاسيت هو أداته المهمة للوصول إلى الجمهور حتى من قبل الأسطوانة.

ثم عصر الأغنية الفردية فى زمن الإنترنت والمستحدثات الأخرى، كان شريط الكاسيت هو فقط مقياس نجاح هذا المطرب أو ذاك، وكانت أرقام المبيعات مؤشراً فارقاً على أفضلية مطرب بعينه لدى جمهوره، فالجمهور هنا ليس فقط مجرد مُتلقٍ لعمل فنى.

وإنما هو صاحب مبادرة فى التنازل عن جزء من ماله من أجل شراء كاسيت مطربه المفضل تماماً كحال نجم السينما الذى ينزل المشاهد من بيته ويدفع من ماله مقابل مشاهدة أحدث أفلام هذا النجم، كانت أصوات مطربى التسعينات تصاحبك فى حلك وترحالك، فى سيارات التاكسى والسيارات الخاصة، وحتى فى الميكروباصات، تعانق آذانك أينما كنت عبر المحال والشوارع وأكشاك بيع الكاسيت، فتعرف للتو ألبوم مَن من المطربين له الصدارة ومن ذا الذى ينافسه.

كنت تستطيع فى حينه ومن خلال حركة سوق الكاسيت التعرف على قائمة أفضل عشرة أو عشرين «TOP 10» أو «TOP 20» وكان لبرنامج مثل «أجمد سبعة الساعة سبعة» تأثيره الواضح، وهذا كله من خلال مبيعات سوق الكاسيت، أما اليوم فباتت الأغنية الفردية على شبكة الإنترنت ليست مقياساً لشىء، أو قل إن الاطمئنان إلى أرقام الدخول عليها أو تحميلها أمر له محاذيره وبحاجة إلى كثير من الوقت والتراكم، ناهيك طبعاً عن الحقوق المادية والأدبية التى تنتهك على مذبح الشبكة العنكبوتية.

ثانياً: هذا الجيل من المطربين هو الذى أدخلنا زمن «الفيديو كليب» على نطاق واسع، ومعه أصبحت الأغنية صوتاً وصورة، صحيح كان لهذا عيوبه وسلبياته، لكنه كان مسايرة ضرورية لما يحدث حولنا فى العالم، تماماً مثلما فعل حميد الشاعرى وجيله حينما ملأوا فراغاً غنائياً أوجده رحيل جيل العمالقة بعد منتصف عقد السبعينات مستفيدين من النقلة الموسيقية التى أحدثتها الفرق الغنائية الجماعية فى الذائقة الموسيقية العربية مثل الجيتس والمصريين والأصدقاء والـ«فور إم».

ثالثاً: من خلال معرفتى بكثير من فرسان الثمانينات والتسعينات أستطيع القول إنهم كانوا ولا يزالون يعملون تحت مظلة من الحب والتكامل، كانوا يتبادلون التلحين لبعضهم البعض، ويحضرون تنفيذ أغنيات زملائهم ويبدون ملاحظاتهم بمنتهى الود والإخلاص غير معنيين بأمور المنافسة أو التطاحن على صدارة المشهد الغنائى كما يحدث الآن للأسف الشديد، هذه المحبة بدت واضحة فى الحلقة التى بثتها الشركة المتحدة مع المذيع إبراهيم عبدالجواد وضمت كلاً من حميد الشاعرى وهشام عباس وخالد عجاج.

رابعاً: إذا كان حفل «كاسيت 90» الذى شهده مهرجان العلمين، واستعاد معه الجمهور أحلى ذكرياته قد ضم خمسة فقط من أبناء هذا الجيل فإن أسماء أخرى غابت أمثال مصطفى قمر وحلمى عبدالباقى وحنان وسيمون ومنى عبدالغنى ومحمد محيى وغيرهم، وربما يكونون هم أو بعضهم نجوم حفل مماثل فى العام القادم.

وكم كنت أتمنى لو كان الغائب الحاضر علاء عبدالخالق أحد رموز هذه المرحلة موجوداً بينهم، فمن المؤكد أن وجوده كان سيعطى إضافة قوية لفكرة براقة وموحية كهذه بما له من حضور وأعمال راسخة فى الوجدان التسعينى، لكننى أزعم أن وجود هذه الأسماء على خشبة مسرح مهرجان العلمين قد استدعى فى نفوس جمهور الحفل وعبر شاشات التليفزيون اسم علاء عبدالخالق وقائمة أغنياته التى أمتعنا بها.

وفى هذه المناسبة دعونى أعتب على «حميد وعباس وعجاج» ضيوف إبراهيم عبدالجواد الذين تباروا فى ذكر بقية أسماء جيلهم مع إغفال اسم صديق عمرهم علاء عبدالخالق، طبعاً أنا متأكد أنه سهو غير مقصود، فالمحبة التى كان يكنها هؤلاء لزميلهم الراحل ليست محل شك، وحالة الاحتضان التى أحاطوه بها وقت محنة مرضه فى سنواته الأخيرة تقول الكثير عن مدى محبتهم وتقديرهم لشخص وفن علاء عبدالخالق، لكنه على أية حال السهو الإنسانى الذى ترك فى النفس شيئاً من الغصة.

أخيراً: كل الامتنان والتقدير للشركة المتحدة التى أحيت بهذا الحفل سيلاً جارفاً من الذكريات فى نفوس جيل كامل عاش وكبر وتفاعل مع هذه الأصوات التى حتماً قد اكتسبت بتلك المشاركة فى مهرجان العلمين إكسيراً جديداً للخروج من حالة الكسل الفنى التى لازمتهم طوال الفترة الماضية أياً كانت أسباب هذا الخمول الفنى، فحُسن استقبال الجمهور لهم وتفاعله مع أغنياتهم لا بد أن يحمل الكثير من المعانى والرسائل التى تدفعهم إلى مزيد من الحضور على الساحة الفنية فى قادم الأيام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مهرجان العلمين الجديدة ر العالم علمين كاسيت 90 الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية علاء عبدالخالق کاسیت 90

إقرأ أيضاً:

????العقوبات الامريكية.. وسام على صدر البرهان

*◼️لن تهز شعرة فى راس القائد الذى اشتعل شيبا وهو ينافح عن بقاء السودان..*
*????العقوبات الامريكية.. وسام على صدر البرهان..*

وماذا سيضير الفريق اول عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة غضب امريكا وعقوباتها بعد رضاء شعبه،وما حصده من التفاف جماهيري واسع نظير ادائه فى معركة الكرامة وادارته للدولة فى هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان..قفز البرهان الى مصاف الزعماء العظام وهو يتصدى لاخطر مؤامرة على البلاد استهدفت وجودها ووحدة اراضيها وتهجير سكانها واستبدالهم باخرين من المرتزقة وعرب الشتات.

العقوبات التى اعلنتها وزارة الخزانة الامريكية ضد قائد الجيش العظيم بالامس تعتبر وساماً جديداً فى صدر الجنرال الذى ادار المعركة ضد السودانيين بكل حنكة وصبر واقتدار،

نست الولايات المتحدة الامريكية ان البرهان كان اول المستهدفين بالقتل من قبل المليشيا المتمردة فى صبيحة الخامس عشر من ابريل2023، وظل محلا للاستهداف الذى صمتت عنه واشنطن وهي تدعي الحياد والخداع واللعب على خيوط مصالحها التى كانت ترجح كفة الجنجويد وتنحاز الى داعميهم منذ اندلاع الحرب..تجاهلت امريكا مجازر المليشيا ضد المدنيين فى الخرطوم والجزيرة وسنار ودارفور وتسامحت مع جرائم “اوغاد ال دقلو” التى اوقعوها بالمساليت فى الجنينة وغضت الطرف عن تمثيل المليشيا بجثة والي غرب دارفور خميس ابكر.

جاءت واشنطن فى اخر عهد بايدن الذى اظهر فشلاً ذريعاً فى ادارة الملف السوداني، لتساوى بين مليشيا متمردة مرتزقة وماجورة وبين جيش محترف ومهني يدافع عن ارضه وشعبه ضد تمرد غاشم استهدف بنية الدولة وانسانها وقاتل المواطنين العزل داخل البيوت.. ويا للعار…عاقبت امريكا البرهان لانه يقود جيشاً يدافع عن شعب نصفه نازح ولاجئ ومقتول ومغتصب، واستهدفت قائداً التف حوله شعبه وبات جزءا ً من ارث العزة والكرامة والسيادة السودانية.

تعود الشعب السوداني على الحيف والظلم الامريكي وقد قضى عقوداً طوالا تحت العقوبات وظلت العصا مرفوعة على الدوام، فماذا يضيره من هذه الاجراءات عديمة القيمة والاثر ..لم تحتمل ادارة بايدن تقدم الجيش السوداني، فارادت عرقلة زحفه فى كل المحاور ومنح الجنجويد فرصة لالتقاط انفاسهم وهم يلفظونها تحت ضربات الجيش والقوات المساندة المتتالية والمتوالية..

تذرعت ادارة بايدن الفاشلة بالملف الانساني وذرفت دموع التماسيح على وقائع نسبتها للجيش وهي تعلم جيدا من تسبب فى الازمة الانسانية ودخل على المواطنين السودانيين فى بيوتهم مدججا بالسلاح، ونهب اموالهم واغتصب نساءهم ، وقضت الطرف عن التقارير الدولية التى وثقت لحجم التأمر الخارجي على شعب السودان.

اعتمدت واشنطن الكاذبة فى عقوباتها على فرية قصف الجيش للمدنيين وهي تعلم من قتلهم وهجرهم واحتل بيوتهم وجعلهم موزعين بين قتيل ونازح ولاجئ ،لام قرار واشنطن الحكومة على انقطاعها عن المفاوضات وهي التى فشلت بشهادة الجميع فى الزام المليشيا المتمردة بتنفيذ مقررات التفاوض فى جدة والخروج عن الاعيان المدنية ومنازل المواطنين،

العقوبات الامريكية ضد البرهان اشارة ودليل على ان الرجل يمضي فى الاتجاه الصحيح وان الجيش الذى يقوده الجنرال المحنك يقترب من حسم المعركة، ويمكن اعتماد ( الجرسة الامريكية) فى حيثيات اقتراب النصر المؤزر على مليشيا الجنجويد.

عقوبات واشنطن لن تهز شعرة فى راس القائد الذى اشتعل شيباً وهو يخوض معركة تحرير الوطن من دنس الجنجويد والمرتزقة الاثمين..واهم من ظن ان الولايات المتحدة الامريكية ستصمت على انتصارات الجيش ارضاءاً لتحالفاتها المعروفة مع داعمي الجنجويد وقتلة الشعب السوداني، حلفاؤها فى الامارات التى اثبتت كل التقارير دعمها للمليشيا المتمردة ولكن ادارة بايدن صمتت صمت القبور وجاءت لتداري خطيئتها بفضيحة اكبر جعلتها مهزلة فى نظر العالم الذى يعلم كل شئ ..

نعم.. الخطوة كانت متوقعة منذ ان عاقبت واشنطن زعيم التمرد حميدتي وعدداً من قادته الميدانيين، علاوة على ان واشنطن لم تكن عادلة منذ البداية فى تعاطيها مع طرفي الحرب فى السودان..هنيئاً للبرهان بالعقوبات الامريكية، فقد زادت شعبيته ووضعته فى مكانته التى يستحقها من التاريخ وهو يتحول الى رمز وطني يمثل سيادة السودان ويعبر عن عزة اهله.. والمؤكد كذلك ان العقوبات عديمة الجدوى لن تؤثر على مسار الحسم العسكري…
فقوموا الى معركتكم ضد المليشيا يرحمكم الله..

*✍️محمد عبدالقادر رئيس تحرير صحيفة«الكرامة»
*????#صحيفة_الكرامة*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شعوب العصافير الملونة «الأخيرة»
  • الباشا والثورة المنسية
  • مهلا مهلا.. ياوزير التعليم!
  • مسرحية الأرتيست
  • سيدة من غزة
  • درة: فيلم وين صرنا يعبر عن اللحظات الإنسانية ومعاناة الفلسطينيين
  • نشأت أبو الخير يكتب يوحنا المعمدان أعظم مواليد الناس
  • البكالوريا.. و"هموم" الثانوية
  • ????العقوبات الامريكية.. وسام على صدر البرهان
  • أشرف غريب يكتب: السؤال المباغت والإجابة اليقينية