أشرف غريب يكتب: الحاضر الغائب في حفل «كاسيت 90»
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
لا تزال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تمتعنا وتبهرنا بأفكار غير تقليدية فى نطاق الدورة الثانية لمهرجان العلمين الجديدة الممتد حتى نهاية الشهر الحالى تحت شعار «العالم علمين»، واحدة من هذه الأفكار كان الحفل الذى ضم مجموعة من نجوم أغنية التسعينيات تحت عنوان «كاسيت 90» بحضور كل من محمد فؤاد وهشام عباس وإيهاب توفيق وخالد عجاج.
ومعهم الكابو حميد الشاعرى ذلك الرجل الذى صبغ أغنية الثمانينات وما بعدها بلونه الخاص ولا تزال بقية من هذا اللون حاضرة فى أغنيات اليوم حتى لو اكتست بمسميات أخرى بخلاف ما كنا نطلق عليها وقت رواج دولة حميد وأعوانه خلال عقدين من الزمان من قبيل «الأغنية الشبابية» أو «أغنية التيك أواى» وخلافه.
ولا أبالغ إذا قلت إن حفل «كاسيت 90» قد مس شيئاً بداخلى ليس فقط باعتبارى من مستمعى هذه المرحلة شأنى فى ذلك شأن الملايين الذين عايشوا تلك الفترة، وإنما أيضاً باعتبارى شاهداً على صناعة بعض أغنياتها بحكم ما جمع بينى وبين كثير من مطربى هذا الجيل من صداقة وعشرة طويلة.
وتحت تأثير هذه الفكرة البراقة التى أتحفتنا بها الجهة المنظمة اقتحمتنى مجموعة من الخواطر والتأملات ربما يشاركنى بعضكم فيها.. أولاً: لم تكن فقط فكرة هذا الحفل التى يمكن وصفها بالذكاء، وإنما كان العنوان الذى أقيم الحفل تحت شعاره «كاسيت 90» أكثر ذكاء وتلخيصاً لجيل كامل كان فيه شريط الكاسيت هو أداته المهمة للوصول إلى الجمهور حتى من قبل الأسطوانة.
ثم عصر الأغنية الفردية فى زمن الإنترنت والمستحدثات الأخرى، كان شريط الكاسيت هو فقط مقياس نجاح هذا المطرب أو ذاك، وكانت أرقام المبيعات مؤشراً فارقاً على أفضلية مطرب بعينه لدى جمهوره، فالجمهور هنا ليس فقط مجرد مُتلقٍ لعمل فنى.
وإنما هو صاحب مبادرة فى التنازل عن جزء من ماله من أجل شراء كاسيت مطربه المفضل تماماً كحال نجم السينما الذى ينزل المشاهد من بيته ويدفع من ماله مقابل مشاهدة أحدث أفلام هذا النجم، كانت أصوات مطربى التسعينات تصاحبك فى حلك وترحالك، فى سيارات التاكسى والسيارات الخاصة، وحتى فى الميكروباصات، تعانق آذانك أينما كنت عبر المحال والشوارع وأكشاك بيع الكاسيت، فتعرف للتو ألبوم مَن من المطربين له الصدارة ومن ذا الذى ينافسه.
كنت تستطيع فى حينه ومن خلال حركة سوق الكاسيت التعرف على قائمة أفضل عشرة أو عشرين «TOP 10» أو «TOP 20» وكان لبرنامج مثل «أجمد سبعة الساعة سبعة» تأثيره الواضح، وهذا كله من خلال مبيعات سوق الكاسيت، أما اليوم فباتت الأغنية الفردية على شبكة الإنترنت ليست مقياساً لشىء، أو قل إن الاطمئنان إلى أرقام الدخول عليها أو تحميلها أمر له محاذيره وبحاجة إلى كثير من الوقت والتراكم، ناهيك طبعاً عن الحقوق المادية والأدبية التى تنتهك على مذبح الشبكة العنكبوتية.
ثانياً: هذا الجيل من المطربين هو الذى أدخلنا زمن «الفيديو كليب» على نطاق واسع، ومعه أصبحت الأغنية صوتاً وصورة، صحيح كان لهذا عيوبه وسلبياته، لكنه كان مسايرة ضرورية لما يحدث حولنا فى العالم، تماماً مثلما فعل حميد الشاعرى وجيله حينما ملأوا فراغاً غنائياً أوجده رحيل جيل العمالقة بعد منتصف عقد السبعينات مستفيدين من النقلة الموسيقية التى أحدثتها الفرق الغنائية الجماعية فى الذائقة الموسيقية العربية مثل الجيتس والمصريين والأصدقاء والـ«فور إم».
ثالثاً: من خلال معرفتى بكثير من فرسان الثمانينات والتسعينات أستطيع القول إنهم كانوا ولا يزالون يعملون تحت مظلة من الحب والتكامل، كانوا يتبادلون التلحين لبعضهم البعض، ويحضرون تنفيذ أغنيات زملائهم ويبدون ملاحظاتهم بمنتهى الود والإخلاص غير معنيين بأمور المنافسة أو التطاحن على صدارة المشهد الغنائى كما يحدث الآن للأسف الشديد، هذه المحبة بدت واضحة فى الحلقة التى بثتها الشركة المتحدة مع المذيع إبراهيم عبدالجواد وضمت كلاً من حميد الشاعرى وهشام عباس وخالد عجاج.
رابعاً: إذا كان حفل «كاسيت 90» الذى شهده مهرجان العلمين، واستعاد معه الجمهور أحلى ذكرياته قد ضم خمسة فقط من أبناء هذا الجيل فإن أسماء أخرى غابت أمثال مصطفى قمر وحلمى عبدالباقى وحنان وسيمون ومنى عبدالغنى ومحمد محيى وغيرهم، وربما يكونون هم أو بعضهم نجوم حفل مماثل فى العام القادم.
وكم كنت أتمنى لو كان الغائب الحاضر علاء عبدالخالق أحد رموز هذه المرحلة موجوداً بينهم، فمن المؤكد أن وجوده كان سيعطى إضافة قوية لفكرة براقة وموحية كهذه بما له من حضور وأعمال راسخة فى الوجدان التسعينى، لكننى أزعم أن وجود هذه الأسماء على خشبة مسرح مهرجان العلمين قد استدعى فى نفوس جمهور الحفل وعبر شاشات التليفزيون اسم علاء عبدالخالق وقائمة أغنياته التى أمتعنا بها.
وفى هذه المناسبة دعونى أعتب على «حميد وعباس وعجاج» ضيوف إبراهيم عبدالجواد الذين تباروا فى ذكر بقية أسماء جيلهم مع إغفال اسم صديق عمرهم علاء عبدالخالق، طبعاً أنا متأكد أنه سهو غير مقصود، فالمحبة التى كان يكنها هؤلاء لزميلهم الراحل ليست محل شك، وحالة الاحتضان التى أحاطوه بها وقت محنة مرضه فى سنواته الأخيرة تقول الكثير عن مدى محبتهم وتقديرهم لشخص وفن علاء عبدالخالق، لكنه على أية حال السهو الإنسانى الذى ترك فى النفس شيئاً من الغصة.
أخيراً: كل الامتنان والتقدير للشركة المتحدة التى أحيت بهذا الحفل سيلاً جارفاً من الذكريات فى نفوس جيل كامل عاش وكبر وتفاعل مع هذه الأصوات التى حتماً قد اكتسبت بتلك المشاركة فى مهرجان العلمين إكسيراً جديداً للخروج من حالة الكسل الفنى التى لازمتهم طوال الفترة الماضية أياً كانت أسباب هذا الخمول الفنى، فحُسن استقبال الجمهور لهم وتفاعله مع أغنياتهم لا بد أن يحمل الكثير من المعانى والرسائل التى تدفعهم إلى مزيد من الحضور على الساحة الفنية فى قادم الأيام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان العلمين الجديدة ر العالم علمين كاسيت 90 الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية علاء عبدالخالق کاسیت 90
إقرأ أيضاً:
واشنطن تواجه محور روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.. الآلاف من القوات الخاصة الكورية الشمالية دخلوا إلى روسيا للانتشار في كورسك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى مسار الحرب، دخل الآلاف من القوات الخاصة الكورية الشمالية إلى روسيا للانتشار فى منطقة كورسك. وهناك، ستكون مهمتهم، إلى جانب جيش بوتين، هى استعادة الأراضى الصغيرة التى احتلها الأوكرانيون منذ أغسطس الماضي.
وأكدت الأجهزة الأمريكية أن الوجود غير المسبوق لهؤلاء الجنود من الشرق الأقصى فى أوروبا لا يبشر بالخير. لقد تجاوزت بيونج يانج، التى زودت المدفعية الروسية بملايين القذائف، فى الواقع عتبة نفسية تعطى الصراع بعدا جديدا.
وفى حربه العدوانية، يعتمد فلاديمير بوتين أيضًا على دعم إيران، التى تملك طائرة شاهد ١٣٦، وهى طائرات بدون طيار انتحارية تنهمر على المدنيين فى كارخيف وأوديسا وأماكن أخرى.
وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات من القتال، جمع بوتين نحو عشرين رئيس دولة من "الجنوب"، بما فى ذلك رئيس الصين شى جين بينج، شريكه الاستراتيجي.
وفى الشرق الأوسط أيضًا، حيث تخوض إسرائيل، التى تسلحها واشنطن، صراعًا ضد إيران وحلفائها (حماس فى غزة، وحزب الله فى لبنان، والحوثيين فى اليمن)، فإن الوضع متفجر. ومع استمرار الضربات الانتقامية بين تل أبيب وطهران، تحاول واشنطن تجنب التصعيد الذى قد تنجر إليه.
وفى هذه الصورة القاتمة للعالم، يتعين علينا أن نضيف آسيا، التى تقف أيضًا على حافة الهاوية. وتضايق الصين حلفاء الولايات المتحدة فى مياه الفلبين وتايوان.
ومؤخرا، أطلقت بكين مناورة ضخمة لتطويق الجزيرة بمشاركة ١٢٥ طائرة مقاتلة و١٧ سفينة حربية. وإلى الشمال، نشهد تجدد التوترات بين الكوريتين. يزيد كيم جونج أون من خطبه اللاذعة ضد جارته الجنوبية، حليفة واشنطن.
وفى بداية أكتوبر المنصرم، أعلن أنه سيستخدم الأسلحة النووية "من دون تردد" فى حال وقوع هجوم على أراضيه.
باختصار؛ قد لا تكون هذه حربًا "عالمية" بعد، ولكن هناك بالفعل سديم من الجهات الفاعلة المترابطة التى تتقاسم طموحاتها فى مسارح مختلفة: دحر الهيمنة الأمريكية والغربية فى كل مكان.
وفى مقال ضمن مراجعات الأمن القومى فى تكساس، كتب فيليب زيليكو، خبير من معهد هوفر فى جامعة ستانفورد (كاليفورنيا)، وعمل فى خمس إدارات أمريكية، من بينها إدارة ريجان وأوباما، قائلًا: "أقدر أن هناك فرصة بنسبة ٢٠ إلى ٣٠٪ لأن نجد أنفسنا قريبًا فى حرب معولمة، مع سلسلة من الصراعات المترابطة إلى حد ما".
وأضاف: وبالتالى فإن المرشح الذى سينتخبه الأمريكيون فى الخامس من نوفمبر (كامالا هاريس أو دونالد ترامب) سيكون "رئيس حرب" أو على الأقل رئيس "زمن الحرب".
منذ اليوم الأول لولايته فى ٢٠ يناير، سيواجه الساكن الجديد فى البيت الأبيض تحالفًا غير متجانس من الأنظمة (الشيوعية أو القومية أو الدينية) الذين يشكلون "محور" القرن الحادى والعشرين: روسيا والصين، وكوريا الشمالية، وإيران.
يقول تشارلز كوبشان، المستشار السابق للبيت الأبيض فى عهد باراك أوباما: "إننا نمر بلحظة تاريخية حيث أصبح من الصعب على نحو متزايد إقناع الحلفاء بفعل ما نريد".
ويتنهد كوبشان صاربًا المثل بضغط جو بايدن على بنيامين نتنياهو الذى لا يؤدى إلى أى تغير فى موقف رئيس وزراء إسرائيل، كما يقدم الهند كمثال آخر بقوله: واشنطن حثتها على الانضمام إلى المعسكر المعارض لروسيا والتصويت لصالح العقوبات الاقتصادية، بينما "طارت إلى موسكو لتعانق بوتين".
ولكن كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟ بعد عقد من هيمنة "القوة العظمى" فى أعقاب سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفييتي، شكلت أحداث ١١ سبتمبر نقطة تحول جيوسياسية، أعقبتها مباشرة حربا جورج دبليو بوش فى العراق وأفغانستان، اللتين أضرتا بصورة أمريكا.
وبعد عقد من الزمن، نجح باراك أوباما فى إضعاف قوة الردع الأمريكية من خلال مضاعفة إشارات الضعف. وفى عام ٢٠١٣، لم ترد أمريكا على الهجمات الكيميائية التى ارتكبها بشار الأسد فى سوريا. غير أن أوباما أعلن أن استخدام أسلحة الدمار الشامل يشكل "خطا أحمر".
ويقول جون هيربست، العضو البارز فى المجلس الأطلسى والسفير السابق لدى أوكرانيا: "لقد لاحظ بوتين جبن أومابا على الفور". وفى العام التالي، هاجم "القيصر" بوتين دونباس وضم شبه جزيرة القرم.
وهنا مرة أخرى، "يُظهر الرئيس أوباما ترددًا فى اتخاذ القرار" ويوضح هيربست هذه النقطة: "فى الفترة الأخيرة، فى عام ٢٠٢١، ظلت إدارة بايدن صامتة بالمثل بعد هجومين إلكترونيين روسيين كبيرين فى الولايات المتحدة تسببا فى أضرار فى سلاسل توزيع النفط والأغذية الزراعية. وفى أوكرانيا، ارتكب بايدن خطأ الإعلان منذ البداية أنه لن يتدخل.
وبينما كان الغرب يماطل فى مواجهة استفزازات بوتين، كان خصومهم يشرعون فى سباق تسلح مذهل. بمجرد وصوله إلى السلطة، كان لدى شى جين بينج هاجس واحد فقط: تعزيز ترسانته النووية وإثناء الولايات المتحدة عن التدخل فى حالة نشوب صراع فى تايوان.
وتخطط الصين، التى تمتلك نحو ٥٠٠ رأس نووي، لمضاعفة هذا العدد بحلول عام ٢٠٣٠، بحسب الاستخبارات الأمريكية. وأطلق شى جين بينج تحديثًا قسريًا لجيوشه، بهدف أن يصبح "قادرًا على كسب الحروب".
إن أسطولها البحرى يضم بالفعل سفنًا أكبر من تلك الموجودة فى البحرية الأمريكية، ومن الممكن أن تلحق بها حمولة على مدى العقد المقبل ــ بفضل قدرة إنتاجية صناعية تعادل ٢٠٠ مرة قدرة الولايات المتحدة على الإنتاج الصناعي.
بالفعل، يقوم الصينيون بمحاكاة الحرب الجوية البحرية، فى صحراء شينجيانج، نصبوا أهدافًا بالحجم الطبيعى تمثل الصورة الظلية الدقيقة لحاملات الطائرات الأمريكية.
وفى كوريا الشمالية، يمارس الجار المضطرب كيم جونج أون أيضًا هواياته فى التهديد. ولديه بالفعل حوالى خمسين رأسًا نوويًا، وقد أطلقت بلاده قمرًا صناعيًا "للتجسس" العام الماضي، الأمر الذى يثير قلقًا شديدًا لدى الكوريين الجنوبيين.
جميع أطراف "المحور" منخرطون بشكل مباشر أو غير مباشر إلى جانب موسكو فى أوكرانيا. السبب الذى يجعل نتيجة هذه الحرب حاسمة بالنسبة لمستقبل الديمقراطيات الأوروبية. هذه هى "أم" كل المعارك. لأنه فى حالة انتصار روسيا، فإن الغرب سيخرج ضعيفًا إلى الأبد.
ويتوقع البروفيسور إليوت أ. كوهين: "ستكون كارثة". ومع شعوره بالارتياح فى مشروعه لاستعادة الإمبراطورية السوفيتية، فإن بوتين سيستهدف مناطق أخرى، مثل دول البلطيق التى تغمرها ملايين اللاجئين الأوكرانيين.
وقد يؤدى انتصار بوتين أيضًا إلى تشجيع شى جين بينج على مهاجمة تايوان، التى تعهد باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر. وحتى لو لم يكن هذا السيناريو مكتوبًا مسبقًا، فإن غزو هذه الجزيرة الجبلية سوف يكون فى غاية التعقيد، ذلك أن الحرب فى شرق آسيا من شأنها أن تغير المعادلة الجيوسياسية برمتها.
وفى الوقت الحالي، تشارك الولايات المتحدة، القوة الرائدة فى العالم، بالفعل فى صراعين، فى أوكرانيا والشرق الأوسط، ولكن من دون مشاركة جنودها على الأرض.
وقال جو بايدن مرارا وتكرارا إن الجيش الأمريكى سيدعم تايوان إذا تعرضت الجزيرة التى يبلغ عدد سكانها ٢٣ مليون نسمة للهجوم. والسؤال: هل سيكون الساكن القادم فى البيت الأبيض على نفس المنوال، مع العلم أن آسيا هى المحرك الاقتصادى للكوكب، وتضم ٦٠٪ من سكان العالم، وهى موطن لأربع قوى نووية.
يجيب ريان هاس، المتخصص فى السياسة الخارجية فى معهد بروكينجز: "إذا أرادت الولايات المتحدة أن تظل قوة عظمى عالمية، فيجب عليها الحفاظ على وجود قوى فى هذه المنطقة. إن التخلى عن تايوان، التى تنتج ٩٠٪ من أشباه الموصلات الأكثر تقدمًا على هذا الكوكب، سيكون له عواقب مدمرة على الولايات المتحدة وحلفائها".
ويلخص الدبلوماسى السابق آرون ديفيد ميلر من مركز كارنيجى للأبحاث: "إن هذا من شأنه أن يغير التوازن فى آسيا بشكل عميق. ولتجنب طردها من المحيط الهادئ، ليس أمام الولايات المتحدة خيار آخر سوى زيادة ردعها العسكرى فى هذه المنطقة".
تعهدت المرشحة كامالا هاريس بأنها لن تسمح للصين بالفوز فى معركة القرن الحادى والعشرين. لكن لا أحد يعرف ما إذا كانت سترفع صوتها ضد موسكو، أو ما إذا كانت ستجرؤ على الذهاب إلى حد الصراع مع بكين. وإذا عاد دونالد ترامب، الذى لا يخفى افتتانه بالديكتاتوريين، إلى البيت الأبيض، فإن المستقبل يصبح أكثر غموضا.
ويقول جون إى هيربست "فى حاشية ترامب، يعتقدون أن أمريكا ليس لديها مصلحة فى الدفاع عن أوكرانيا وأننا يجب أن نتوقف عن مساعدة هذا البلد. لكن آخرين، مثل مايك بومبيو وروبرت أوبراين [من وزراء الخارجية ومستشارى الأمن السابقين] يعرفون ذلك.. ويجب ألا نترك النصر لبوتين".
ويتوقع تشارلز كوبشان أن "الولايات المتحدة ستظل متفوقة لمدة عشر أو عشرين سنة، لأن الصين، فى الوقت الحالي، مجرد قوة عسكرية إقليمية. ولكن بعد ذلك، لن تظل بلا شك القوة المهيمنة الوحيدة".
يبدو الآن أن "دفن" العم سام سابق لأوانه بعض الشيء. وأولئك الذين فعلوا ذلك فى الماضى كانوا مخطئين بشكل منتظم. يبتسم إليوت أ. كوهين قائلًا: "فى السبعينيات، فى منتصف حرب فيتنام وأثناء الثورات الاجتماعية، كان ريموند آرون، الذى أكن له الإعجاب، يتنبأ بالفعل بالانحدار الوشيك للإمبراطورية الأمريكية، وبعد مرور خمسين عامًا، تبذل الدول الأربع فى المحور المناهض لأمريكا قصارى جهدها لتحقيق نبوءة آرون. ولكنهم سيكونون مخطئين إذا استخفوا بأمريكا".