الوطن:
2024-09-10@12:16:33 GMT

خالد ميري يكتب: فرصة السلام.. وحساب باريس

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

خالد ميري يكتب: فرصة السلام.. وحساب باريس

العالم كله سارع بتأييد الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الأمريكى بايدن وأمير قطر الشيخ تميم، لعودة إسرائيل وحماس إلى مائدة المفاوضات الخميس المقبل وإنهاء الأمور القليلة العالقة فى المفاوضات لنصل فى أسرع وقت إلى اتفاق يوقف المجزرة الإسرائيلية فى قطاع غزة ويعيد المحتجزين إلى أهاليهم.

نتنياهو الرجل الذى تمرّغ جسده فى الوحل والدم لم يجد مفراً من إعلان أنه سيُرسل وفده المفاوض إلى الموعد والمكان المحدّد، لكنه استبق الجميع فجر أمس بمجزرة جديدة فى مدرسة تؤوى النازحين، ليموت ١٠٠ شهيد جديد، أغلبهم نساء وأطفال على يد قواته النارية وبالأسلحة الأمريكية.

وزيره سموتريتش قال قبلها بأيام إن أخلاقه وربايته تسمح له بقتل ٢ مليون فلسطينى جوعاً فى غزة، وجاءه الرد سريعاً من كل العالم بأن هذه جريمة حرب مكتملة الأركان واعتراف على مرأى ومسمع من العالم المجنون بالإبادة الجماعية.

التصعيد الإسرائيلى المجنون والتلميحات والتصريحات الكاذبة حول وجود أنفاق ما زالت تعمل بين غزة وسيناء.. دفعت مصر للرد فوراً وبكل قوة، هذا كذب وافتراء لا وجود له إلا فى خيال إسرائيل المريض.

ولأن ما يحدث يؤكد أن إسرائيل لم تتنازل بعد عن حلمها المريض المميت بتهجير أهل غزة وفلسطين من أراضيهم والقضاء نهائياً على القضية الفلسطينية، ولهذا كان الرد المصري واضحاً كأشعة الشمس الحارقة.. مصر لم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، والحقيقة أن أهل غزة الأبطال أثبتوا أمام العالم والتاريخ أنهم يفضّلون الموت فوق تراب وطنهم على إجبارهم على الرحيل.

العالم كله بات يعرف أن نتنياهو يكذب ويراوغ ولا يريد إنهاء الحرب، وأنه يحلم بأن تمتد حتى نهاية الانتخابات الأمريكية ووصول ترامب أو هاريس إلى البيت الأبيض، والمجرم قالها علناً إنه لا يمانع من أن تتحول حرب غزة إلى حرب إقليمية واسعة.. واغتيال الشهيد إسماعيل هنية فى قلب طهران كان محاولة علنية جديدة من محاولاته التى لا تتوقف للهروب إلى الأمام بتوسيع نطاق الحرب.

«حماس» ردّت على عملية الاغتيال بقوة باختيار يحيى السنوار قائداً جديداً، لترمى قفاز التحدى فى وجه نتنياهو، لكنّها فى المفاوضات أبدت مرونة كبيرة للوصول إلى اتفاق يوقف نزيف دماء الأبرياء والنساء والأطفال فى غزة ولو لستة أسابيع، على أمل أن يكون وقف إطلاق النار بداية تحرك جدى وفعّال لإنهاء الحرب الصهيونية المسمومة، لكن نتنياهو سارع كعادته، وقبل أن تبدأ مفاوضات الخميس لإلقاء الكرة فى ملعب حماس واتهامهم كذباً بأنهم سبب تعطيل المفاوضات.

الدعوة المصرية الأمريكية القطرية هى فرصة جديدة، وقد تكون أخيرة لحقن دماء الأبرياء من أهل غزة، وكما قال المتحدث باسم البيت الأبيض، تنتظر المفاوضات رتوشاً أخيرة حول خمس نقاط فقط عالقة، وأن الوسطاء جاهزون لسد الثغرات والوصول إلى الاتفاق فوراً، العالم يترقّب، على أمل أن تكون إرادة أمريكا هذه المرة حقيقية، وأن يكون لدى نتنياهو ومجرمى الحرب فى إسرائيل ذرة واحدة من إنسانية تدفعهم لعدم المماطلة أكثر، مفاوضات الخميس فرصة حقيقية للسلام والهدوء.. فرصة نأمل ألا تضيع بيد تجار الدم والصهيونية.

مسك الختام:

اليوم نهاية دورة الألعاب الأولمبية فى باريس وعودة البعثة المصرية إلى القاهرة.. نغلق ملف المشاركة التى انتهت بوجع قلوب المصريين وحزنهم، لنفتح ملف الحساب الذى كان، الحساب هذه المرة يجب أن يكون مختلفاً وأن تكون نقطة بدايته قرار الرئيس السيسى بإحالة ملف مخالفات وفاة اللاعب أحمد رفعت إلى النيابة العامة.

ننتظر قرارات بهذا المستوى لا أقل.. ننتظر ثورة حقيقية، حفاظاً على المال العام وصورة وكرامة مصر والمصريين.. وزير الشباب والرياضة قال إنه لا أحد فوق الحساب وإن الحساب سيطال الجميع، وهذا يجب أن يتم سريعاً وبكل شفافية لتشفى قلوب أوجعتها هذه المشاركة الهزلية والهزيلة فى باريس.

التحقيقات يجب أن تكون جنائية وليست إدارية، بالتوازى مع إجراء انتخابات سريعة فى كل الاتحادات، لاستبعاد المسئولين عن الفشل الكبير ورجاله.. ننتظر وجوهاً جديدة قادرة على قيادة الرياضة المصرية للمكان الذى تستحقه..

أثق أن الدولة جادة فى الحساب والمحاسبة، وأن التحرّك سيكون سريعاً، وكل الملفات سيتم فتحها، لا أحد فوق الحساب، وما حدث لن يمر مرور الكرام، هذه المسرحية العبثية للمشاركة المصرية فى باريس ستنتهى بقرارات رادعة وجريئة تستبعد كل مسئول عن الفشل وتعاقب كل مسئول عن إهدار المال العام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر أمريكا قطر القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

الإعلام العبري: نتنياهو يرفض وساطة مصر في المفاوضات.. والقاهرة تدرس سحب سفيرها

إسرائيل – ذكرت وسائل إعلام إسرئيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا يريد أن تكون مصر شريكا في المفاوضات الجارية من أجل صفقة تبادل أسرى وإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن “رد فعل المسؤولين المصريين، كان غاضبا للغاية عندما قال نتنياهو للأمريكيين إن تل أبيب لا تحتاج لدور مصر أكثر في المراحل المقبلة من الصفقة، بعد أن طالبت القاهرة بالضغط عليه للخروج من محور فيلادلفيا”.

ووفق معاريف فقد أبدى المسؤولون المصريون المشاركون في مفاوضات التوصل إلى صفقة غضبهم من الرد على طلب القاهرة الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للخروج من محور فيلادلفيا، “لأن ذلك مخالف لاتفاقية السلام الموقعة بين إسرائيل ومصر”.

وذكرت الصحيفة العبرية أن نتنياهو قال إنه لم يعد بحاجة إلى دور الوساطة المصرية في المرحلة المقبلة، وهو ما زاد من غضب المصريين.

وأشارت مصادر إلى أن “مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين في مصر يناقشون الآن عدة سيناريوهات للتصعيد، من بينها إمكانية إعادة السفير المصري خالد عزمي من تل أبيب والتوجه إلى مجلس الأمن للضغط على إسرائيل للانسحاب من محور فيلادلفيا”.

المصدر : “معاريف”

مقالات مشابهة

  • محللون: تهريب الأسرى لإيران رواية هوليودية اختلقها نتنياهو لإفشال المفاوضات
  • أخبار الأهلي.. حقيقة التفاوض مع يوسف ساليتش وموقف بن رمضان
  • رفض نتنياهو لوساطة مصر في المفاوضات .. الاخيرة تدرس سحب سفيرها
  • الإعلام العبري: نتنياهو يرفض وساطة مصر في المفاوضات.. والقاهرة تدرس سحب سفيرها
  • تعثر مفاوضات غزة.. التحديات المعقدة في جهود السلام
  • خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يجري مشاورات أمنية اليوم لبحث تطورات المفاوضات
  • خالد ناجح يكتب: كلام مصري
  • د.حماد عبدالله يكتب: نعيش حالة من "العبث" !!
  • محللون: واشنطن تخدم خطط نتنياهو وتعرف أن المفاوضات لن تفضي لاتفاق