موقع النيلين:
2025-02-21@01:46:48 GMT

رشان اوشي: سيناريوهات التفاوض !

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

أحداث ١٥/ابريل، أثبتت أن بلادنا أمضت ما لايقل عن خمس سنوات من العبث، والأكاذيب الصارخة، التي كلّفتنا أرواحاً و أموالاً، و تدميراً للبنى التحتية ونسيجنا الاجتماعي ، تحت شعارات واهية.

خلال الشهرين الاوائل للحرب ، بينما كانت المليشيا في قمة قوتها ، الآلاف المقاتلين ، الآلاف السيارات المقاتلة ، السلاح والذخائر متوفرين بكثرة ، وفي ذات الوقت الجيش كان في موقف لا يحسد عليه ، والصدمة تسلب عقول الجميع ، نجح الجنرالات العظماء (اللواء ركن ابوبكر فقيري) الخبير في التفاوض والقانون الدولي ،(الفريق بحري محجوب بشرى) صاحب العقل اليقظ واركان حربهم في الوصول إلى ( اتّفاق الإقرار بالذنب) ، الذي وقّعت عليه المليشيات في جدة، مايو/٢٠٢٣م .

والعبث الآخر، وطوال السنوات الماضية ، هو ما نراه الآن في الصراع على إثر حرب السودان ، حيث ثبت لنا أنه لا قوة سياسية وطنية تقاوم مع شعبها العدوان ، ليس لديها الشجاعة للثبات على موقف واحد ولا يمكنها أن تقدم خطاباً وطنياً، بل حاول بعض القادة السياسيين انتهاز الفرصة للحصول على مغانم ، كرئيس الحزب الذي غادر القاهرة إلى بورتسودان مطالباً بمنحه منصب رئيس الوزراء ، وعندما رفضت القيادة بحجة أنها لا يمكن أن تتحالف مع حزب سياسي وتمنحه حق تشكيل حكومة دون مشاركة الآخرين ، تغير موقفه إلى النقيض تماماً، بعد ان كان من عرابي خطاب “بل بس” ، تحول بقدرة قادر إلى “حمامة سلام” .

محاولة اغتيال “البرهان ” بواسطة مسيرات المليشيا بمنطقة “جبيت” تؤكد أن المليشيات لا علاقة لها بقيمة السلام ، وان “حميدتي” ليس رجل سلام، ولا امريكا فعلياً قادرة على تحقيق السلام، فالقتل بالنسبة ل”ال دقلو” أسهل من توقيع اتفاقية سلام، والتخطيط للقتل أسهل لهم من مفاوضات سلام.

وبالنسبة للولايات المتحدة ، فإن الثابت أنها لا تستطيع تغيير معادلة الحرب إلى السلام في السودان ، وإنما مقدرتها الأساسية هي ممارسة الضغوط الإعلامية والسياسية ، وانتهاز الفرص لتحقيق مكاسب لها ، وليس مواجهة مليشيات “حميدتي” ، وإن نجحت في الضغط على النظام السوداني بالجلوس والتفاوض ،فإن ذلك لا يغير شيئاً بموازين القوى، ومعادلات الحرب ، والأمر نفسه ينطبق على قيادة المليشيا التي أقدمت على الحرب دون تقدير للعواقب.

إذن، ما الذي يحدث؟ الإجابة المختصرة أن أمريكا في مأزق، فقد كان اتجاه السودان للتحالف مع الروس مرة أخرى على غرار تجربة سابقة بمثابة إذلال كبير لنظام يزعم أنه القوة العظمى ، وجعل التحالف الروسي_ السوداني، الولايات المتحدة ترتجف مثل أوراق الخريف.
الجيش وقيادته لن يوقعوا على اتفاق سلام بمفهوم “حميدتي” وشركاؤه وداعميه، حتى وان قاتلوا مائة عام، أن جلسوا للتفاوض في جنيف أو “الواغ الواغ” لن يغادروا محطة بنود اتفاق المبادئ في “جدة” الذي ينص على استسلام المليشيات .

لن يفرط “البرهان” في حقوق الشعب المنكوب ، ولن يقبل بأن تعود المليشيات وقيادتها إلى المشهد السياسي الوطني ، خاصة بعد أن أصبح الزعيم الأكثر شجاعة وحكمة وشعبية بين زعماء جبهة المقاومة في السودان.

المريح في الأمر أن أعضاء وفد التفاوض مع الولايات المتحدة بجدة هم شخصيات موثوق بوطنيتها، وإمكانياتها التفاوضية ، كوزير المعادن “محمد بشير ابو نمو” كان كبير مفاوضي حركة تحرير السودان بمفاوضات “جوبا” ، له تجارب ناجحة ، مشهود له بالمواقف الوطنية والكفاءة، أما الجنرالين “بشرى” و”فقيري” فقد تحدثت عن امكانياتهم و ولاءهم الوطني اتفاقية المبادئ بجدة .

لن يحقق أي اتفاق موقع عليه مع “ال دقلو” اي نتائج على أرض المعركة ، لأن المليشيات لم تعد كما كانت يوم ١٥/ابريل ، فقد أسس “كيكل” مملكته في الجزيرة وسنار ، و”جلحة” في كردفان ، لم يتبق ل “ال دقلو ” سوى دارفور وهذه أيضاً مسرح مشترك تنافسهم عليه “قوى الكفاح المسلح” التي وجدت فرصتها التاريخية في الثأر .

ستذهب الوفود إلى “جدة” ، و”جنيف” وستعود وكأن شيئاً لم يكن ، لأن الأمر خرج عن يد الجميع ، بمن فيهم الجيش السوداني الذي يعلم علم اليقين الا خيارات أمامه سوى القتال وتحرير كل شبر بأرض السودان ، فالشعب لن يقبل “ال دقلو” في مفاصل الدولة مرة أخرى .
كما أن “المقاومة” لن تتوقف عن القتال دفاعاً عن الأرض والعرض .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ال دقلو

إقرأ أيضاً:

قمة مصغرة ثانية بالإليزيه هل توحّد الأوروبيين أمام ترامب وبوتين؟

باريس- بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اجتمع العديد من زعماء دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مساء اليوم الأربعاء، في قمة مصغرة جديدة بشأن أوروبا وأمن القارة العجوز.

وجاء هذا الاجتماع في العاصمة باريس، بعد يومين فقط من قمة "غير رسمية" طارئة عقدت في قصر الإليزيه، أول أمس، لمناقشة المساهمة الأوروبية في تحقيق سلام أوكرانيا والمفاوضات المحتملة بشأن الحرب الأوكرانية.

ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى التحدث بصوت واحد، وحجز مقعد في القطار الذي بدأ يتحرك بالفعل بعد رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعلنة للتفاوض على السلام في أوكرانيا بمفرده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما أثار غضب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضا.

الرئيس ماكرون ينتظر في الإليزيه وصول الزعماء الأوروبيين لاجتماع بشأن أوكرانيا وأمن القارة (رويترز) وضع طارئ

وحضر اجتماع الاثنين رؤساء حكومات ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدانمارك، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي جان بيير بيران أن الطريقة التي تم بها تنظيم القمة الأولى توحي بالوضع الطارئ والاستعجالي الذي تشهده القارة العجوز اليوم "وكأن قادة الدول أخِذوا على حين غرة واكتشفوا فجأة أنهم كانوا ساذجين في طريقة تعاملهم مع الحرب الأوكرانية، خاصة بعد مؤتمر ميونخ للأمن".

وفي حديث للجزيرة نت، يستبعد الكاتب وجود خطة سلام أميركية واقعية بشأن أوكرانيا، مفسرا ذلك بالقول "تولى ترامب رسميا منصبه قبل وقت وجيز، وخطة كهذه تتطلب مفاوضات واتصالات كثيرة لتحقيقها. وبالتالي، ما يوجد فعليا هو مجرد أفكار عامة غامضة".

إعلان

وأضاف أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود مقعد لأوكرانيا "الطرف الرئيسي المعني بالحرب" وأوروبا "الكيان الأكثر أهمية بعد أوكرانيا وروسيا".

وفي المقابل، يعتبر الخبير بشؤون الاستخبارات العسكرية توماس فيغولد أن الإعلان عن المحادثات في السعودية أدى إلى هز العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة، مع تزايد المخاوف بشأن التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن من شأنه أن يتعارض مع المصالح الأمنية لكييف وأوروبا".

وتابع -في حديثه للجزيرة نت- أن الاتفاق الأميركي الروسي الذي لا يشمل أوكرانيا على طاولة المفاوضات "لن يكون له أي معنى على الإطلاق ولن يدوم طويلا".

جدل الدفاع

ورغم الإجماع الأوروبي على التهديد الروسي، فإن المناقشات لا تزال على قدم وساق في القارة بشأن الإجراءات وردود الأفعال الواجب اتخاذها، خاصة بين المؤيدين والمعارضين للانتشار العسكري في أوكرانيا، مع أو بدون الدعم الأميركي، لفرض نهاية محتملة للقتال.

وفيما يبدو أنها محاولة منه لإخماد بداية للجدل، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس أن "فرنسا لا تستعد لإرسال قوات برية، متحاربة في صراع، إلى الجبهة" وفق ما أعلن في مقابلة مع عدد من الصحف المحلية.

ومن بين الحلول لتوفير الضمانات الأمنية لكييف في إطار اتفاق سلام محتمل مع موسكو، تطرق ماكرون إلى إمكانية "إرسال خبراء أو حتى قوات بشكل محدود، خارج أي منطقة صراع، لتهدئة الأوكرانيين والتوقيع على التضامن" مضيفا "هذا ما نفكر فيه مع البريطانيين".

وفي هذا الإطار، أشار الكاتب بيران إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أضعف وحدة القارة "لكننا نرى عودتها إلى الساحة الأوروبية كحليف حقيقي نظرا لأن قوتها العسكرية لا تزال الأكثر أهمية ونقطة جيدة ضد بوتين والأميركيين".

كما تطرق بيران إلى القيادة الجديدة التي تتصاعد في الشرق والمتمثلة في بولندا التي تبذل جهودا كبيرة في التسليح برئاسة رئيس وزرائها الجديد دونالد توسك، في وقت تتعرض فيه فرنسا وألمانيا لضربة قوية بسبب وضعهما السياسي الداخلي.

رئيس الوزراء البريطاني ستارمر تحدث عن إمكانية نشر قوات سلام في أوكرانيا مستقبلا (رويترز) ضمانات متعثرة

وفي اجتماع الاثنين، صرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن إمكانية نشر قوات في أوكرانيا مستقبلا "إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام دائم" في حين وصف المستشار الألماني أولاف شولتس هذا النقاش بأنه "سابق لأوانه".

إعلان

وأكد الخبير بشؤون الاستخبارات العسكرية أن الأوروبيين يدركون جيدا أنهم بحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي على أي حال، لكن النقطة الحاسمة بهذه المسألة تتعلق في النسبة "التعسفية" التي ذكرها الرئيس الأميركي البالغة 5%، والذي لا تحاول حتى بلاده الولايات المتحدة تحقيقها.

وتابع فيغولد في حديث للجزيرة نت "استعداد الأوروبيين لزيادة الإنفاق واضح إلا أنه لا ينبغي عليهم التورط في معركة مع الولايات المتحدة بشأن النسب والأرقام المئوية".

أما عن تصريحات ماكرون بشأن الضمانات الأمنية القوية، فقال الخبير العسكري إن "الرئيس الفرنسي يعلم كما يعلم الجميع في أوروبا أنه بدون دعم الولايات المتحدة، لن تكون هناك أي ضمانات أمنية كافية أو نتائج فعالة ضد التهديد الروسي". وبالتالي، لا تستطيع الدول الأوروبية بمفردها دعم أوكرانيا بدون حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، بحسب المتحدث.

ووفق مصادر إعلامية، ضمت قمة اليوم ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا والتشيك واليونان وفنلندا ورومانيا والسويد وبلجيكا، بالإضافة إلى كندا والنرويج وكلاهما عضو بحلف الناتو، في انتظار اجتماع آخر بحلول نهاية هذا الأسبوع لمناقشة حرب أوكرانيا مع جميع الدول الـ27.

مقالات مشابهة

  • الهزيمة العسكرية هي التي أدت إلى أن يتواضع آل دقلو للجلوس مع عبد العزيز الحلو
  • من هو “خط الصعيد ” المجرم الذي قضى عليه الأمن المصري مؤخرا؟
  • وفاة حكومة دار عطاوة الوهمية
  • قمة مصغرة ثانية بالإليزيه هل توحّد الأوروبيين أمام ترامب وبوتين؟
  • زيلينسكي: هدفنا تحقيق سلام مضمون وليس مجرد وقف إطلاق نار مؤقت
  • ترامب يفتح النار على زيلينسكي ويطلق عليه أوصافا مهينة
  • السودان: الجيش يسيطر على محاور استراتيجية ويحاصر المليشيات في القصر الرئاسي
  • ماذا قال ترامب عن محادثات الرياض بين أمريكا وروسيا.. ونشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا؟
  • (دولة) أميرها ابن دقلو محمد؛ ونائبه ابن دقلو عبد الرحيم، وماليتها تتضمن نهب وافتراس أموال المواطنين
  • مفاوض روسي يوضح لـCNN انطباعه عن قدرة ترامب على التفاوض قبل محادثات الرياض