موقع النيلين:
2024-09-10@12:16:44 GMT

رشان اوشي: سيناريوهات التفاوض !

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

أحداث ١٥/ابريل، أثبتت أن بلادنا أمضت ما لايقل عن خمس سنوات من العبث، والأكاذيب الصارخة، التي كلّفتنا أرواحاً و أموالاً، و تدميراً للبنى التحتية ونسيجنا الاجتماعي ، تحت شعارات واهية.

خلال الشهرين الاوائل للحرب ، بينما كانت المليشيا في قمة قوتها ، الآلاف المقاتلين ، الآلاف السيارات المقاتلة ، السلاح والذخائر متوفرين بكثرة ، وفي ذات الوقت الجيش كان في موقف لا يحسد عليه ، والصدمة تسلب عقول الجميع ، نجح الجنرالات العظماء (اللواء ركن ابوبكر فقيري) الخبير في التفاوض والقانون الدولي ،(الفريق بحري محجوب بشرى) صاحب العقل اليقظ واركان حربهم في الوصول إلى ( اتّفاق الإقرار بالذنب) ، الذي وقّعت عليه المليشيات في جدة، مايو/٢٠٢٣م .

والعبث الآخر، وطوال السنوات الماضية ، هو ما نراه الآن في الصراع على إثر حرب السودان ، حيث ثبت لنا أنه لا قوة سياسية وطنية تقاوم مع شعبها العدوان ، ليس لديها الشجاعة للثبات على موقف واحد ولا يمكنها أن تقدم خطاباً وطنياً، بل حاول بعض القادة السياسيين انتهاز الفرصة للحصول على مغانم ، كرئيس الحزب الذي غادر القاهرة إلى بورتسودان مطالباً بمنحه منصب رئيس الوزراء ، وعندما رفضت القيادة بحجة أنها لا يمكن أن تتحالف مع حزب سياسي وتمنحه حق تشكيل حكومة دون مشاركة الآخرين ، تغير موقفه إلى النقيض تماماً، بعد ان كان من عرابي خطاب “بل بس” ، تحول بقدرة قادر إلى “حمامة سلام” .

محاولة اغتيال “البرهان ” بواسطة مسيرات المليشيا بمنطقة “جبيت” تؤكد أن المليشيات لا علاقة لها بقيمة السلام ، وان “حميدتي” ليس رجل سلام، ولا امريكا فعلياً قادرة على تحقيق السلام، فالقتل بالنسبة ل”ال دقلو” أسهل من توقيع اتفاقية سلام، والتخطيط للقتل أسهل لهم من مفاوضات سلام.

وبالنسبة للولايات المتحدة ، فإن الثابت أنها لا تستطيع تغيير معادلة الحرب إلى السلام في السودان ، وإنما مقدرتها الأساسية هي ممارسة الضغوط الإعلامية والسياسية ، وانتهاز الفرص لتحقيق مكاسب لها ، وليس مواجهة مليشيات “حميدتي” ، وإن نجحت في الضغط على النظام السوداني بالجلوس والتفاوض ،فإن ذلك لا يغير شيئاً بموازين القوى، ومعادلات الحرب ، والأمر نفسه ينطبق على قيادة المليشيا التي أقدمت على الحرب دون تقدير للعواقب.

إذن، ما الذي يحدث؟ الإجابة المختصرة أن أمريكا في مأزق، فقد كان اتجاه السودان للتحالف مع الروس مرة أخرى على غرار تجربة سابقة بمثابة إذلال كبير لنظام يزعم أنه القوة العظمى ، وجعل التحالف الروسي_ السوداني، الولايات المتحدة ترتجف مثل أوراق الخريف.
الجيش وقيادته لن يوقعوا على اتفاق سلام بمفهوم “حميدتي” وشركاؤه وداعميه، حتى وان قاتلوا مائة عام، أن جلسوا للتفاوض في جنيف أو “الواغ الواغ” لن يغادروا محطة بنود اتفاق المبادئ في “جدة” الذي ينص على استسلام المليشيات .

لن يفرط “البرهان” في حقوق الشعب المنكوب ، ولن يقبل بأن تعود المليشيات وقيادتها إلى المشهد السياسي الوطني ، خاصة بعد أن أصبح الزعيم الأكثر شجاعة وحكمة وشعبية بين زعماء جبهة المقاومة في السودان.

المريح في الأمر أن أعضاء وفد التفاوض مع الولايات المتحدة بجدة هم شخصيات موثوق بوطنيتها، وإمكانياتها التفاوضية ، كوزير المعادن “محمد بشير ابو نمو” كان كبير مفاوضي حركة تحرير السودان بمفاوضات “جوبا” ، له تجارب ناجحة ، مشهود له بالمواقف الوطنية والكفاءة، أما الجنرالين “بشرى” و”فقيري” فقد تحدثت عن امكانياتهم و ولاءهم الوطني اتفاقية المبادئ بجدة .

لن يحقق أي اتفاق موقع عليه مع “ال دقلو” اي نتائج على أرض المعركة ، لأن المليشيات لم تعد كما كانت يوم ١٥/ابريل ، فقد أسس “كيكل” مملكته في الجزيرة وسنار ، و”جلحة” في كردفان ، لم يتبق ل “ال دقلو ” سوى دارفور وهذه أيضاً مسرح مشترك تنافسهم عليه “قوى الكفاح المسلح” التي وجدت فرصتها التاريخية في الثأر .

ستذهب الوفود إلى “جدة” ، و”جنيف” وستعود وكأن شيئاً لم يكن ، لأن الأمر خرج عن يد الجميع ، بمن فيهم الجيش السوداني الذي يعلم علم اليقين الا خيارات أمامه سوى القتال وتحرير كل شبر بأرض السودان ، فالشعب لن يقبل “ال دقلو” في مفاصل الدولة مرة أخرى .
كما أن “المقاومة” لن تتوقف عن القتال دفاعاً عن الأرض والعرض .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ال دقلو

إقرأ أيضاً:

مدير منظمة الصحة العالمية: حرب السودان خلفت أكثر من 20 ألف قتيل

 

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن الحرب في السودان، المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا، قتلت ما يزيد على 20 ألف شخص، وهي حصيلة هائلة وسط صراع دمر الدولة الواقعة في شمال شرقي إفريقيا.

الخرطوم ــ التغيير

وأعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس هذه الحصيلة خلال مؤتمر صحافي بمدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، وهي مقر للحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من الجيش.
قال تيدروس إن العدد الفعلي القتلى قد يكون “أكبر بكثير”.

وأضاف في ختام زيارته التي استمرت يومين للسودان “السودان يعاني من أزمة عاصفة. حجم الدمار صادم، والإجراءات المتخذة للحد من الصراع غير كافية”.

انزلق السودان إلى الفوضى في أبريل 2023 عندما انفجرت التوترات المتصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ودخل الجانبان في حرب مفتوحة بجميع أنحاء البلاد.

حول الصراع العاصمة الخرطوم وغيرها من المناطق الحضرية إلى ساحات معارك، ما أدى لتدمير بنى تحتية مدنية ونظام الرعاية الصحية المتهالك بالفعل.

كما أغلقت العديد من المستشفيات والمرافق الطبية أبوابها.

“أكبر أزمة نزوح في العالم”

خلق الصراع في السودان ما يصفه خبراء بأنها “أكبر أزمة نزوح في العالم”.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 13 مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم منذ بدء الصراع، كان بينهم أكثر من 2.3 مليون فروا إلى دول مجاورة وأصبحوا لاجئين.

قالت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية إن القتال شهد ارتكاب الجانبين فظائع تضمنت حالات اغتصاب جماعي وقتلا بدوافع عرقية، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

طالب محققون مدعومون من الأمم المتحدة يوم الجمعة بتشكيل “قوة مستقلة ومحايدة” لحماية المدنيين، واتهموا كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب من بينها القتل والتشويه والتعذيب.

أدت الفيضانات الموسمية المدمرة في الأسابيع الماضية إلى تفاقم الأزمة، حيث قتل عشرات الأشخاص، وجرفت بنى تحتية حيوية في 12 من محافظات السودان الـ 18.

كما صار تفشي وباء الكوليرا أحدث كارثة في السودان.

قالت وزارة الصحة السودانية يوم الجمعة إن الوباء قتل 165 شخصا على الأقل، وأصاب حوالي 4200 آخرين في الأسابيع الماضية.

قال تيدروس “ندعو دول العالم للاستيقاظ ومساعدة السودان على الخروج من الكابوس الذي يعيشه. وقف إطلاق النار الفوري صار مطلوبا بشكل عاجل. أفضل حل للأزمة هو السلام”.

الوسوم20 ألف قتيل الأكك المتحدة تيدروس أدهانوم مدير منظمة الصحة العالمية

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: لم نرَ مثل هذا المستوى من الموت والدمار الذي نشهده في غزة
  • رشان اوشي: بِذرة الكرامة .. حصاد الحُرية ..(٢)
  • أمريكا لن تترك السودان وإن تركها
  • الأمم المتحدة: 124 ألف شخص مهددون بالمجاعة في السودان
  • تقرير: 6 سيناريوهات محتملة للعدوان وإدارة الحكم في قطاع غزة
  • إما التعاون أو المواجهة !
  • مدير منظمة الصحة العالمية: حرب السودان خلفت أكثر من 20 ألف قتيل
  • السودان يرفض قوة تدخل اقترحتها بعثة حقوق الإنسان
  • ثلاثة أسباب تدعو إلى التريث في السودان
  • مساهمة بايدن غير المقصودة في الرعب الذي يتكشف في غزة