أنخرطت قوى مدنية وعسكرية سودانية في نقاشات مكثفة بمشاركة وسطاء إقليميين ودوليين في مدينة جدة السعودية والعاصمة الإثيوبية أديس أبابا من أجل الوصول إلى صيغ توافقية لإنجاح المفاوضات، التي دعت الولايات المتحدة طرفي الحرب في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، لعقدها في جنيف السويسرية نهاية الأسبوع الحالي.

الخرطوم ــ التغيير

وفي حين بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماعات بين تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم” ومجموعات أخرى من بينها حركتي عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد نور برعاية الاتحاد الإفريقي والهيئة المعنية بالتنمية في إفريقيا “إيقاد”، قال المبعوث الأميركي توم بيريلو على حسابه في منصة “إكس” إن اجتماعات أخرى، تستضيفها مدينة جدة تهدف لاختتام أشهر من المشاورات مع أطراف الصراع والشركاء الإقليميين والخبراء الفنيين، والآلاف من السودانيين المطالبين بإنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023.

وأكدت تنسيقية “تقدم” وحركتي الحلو وعبدالواحد نور أن انخراطها في اجتماعات أديس أبابا، يأتي ضمن نهج تشاوري من أجل “تمكين السودانيين من امتلاك العملية السياسية وإدارتها”.

وقالت كذلك إن الهدف الأساسي من الاجتماع هو “الاتفاق على تصميم العملية السياسية، وهذا يشمل التوافق على أطرافها وكذلك الاتفاق على القضايا العاجلة، وأهمها إيصال المساعدات الإنسانية ووقف العدائيات وحماية المدنيين، بالإضافة إلى قضايا العملية السياسية، مع الربط بمسار وقف العدائيات”.
ووفقا لـ”تقدم”، فإن اجتماع أديس أبابا يسعى أيضا للاتفاق على مسار الانتقال المدني الذي سيتم التوافق عليه في العملية السياسية، والسعي لتوحيد المنابر أو على الأقل التنسيق مع المنابر المهمة الفاعلة.

من جانبها، أكدت الخارجية السودانية في بيان إرسال وفد إلى مدينة جدة برئاسة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية حول الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات المقرر عقدها بجنيف في الرابع عشر من أغسطس.

حراك مدني

وطالبت أحزاب سياسية ومكونات مدنية تضم لجان مقاومة ونقابات مهنية، في مذكرة، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإيجاد حلول سلمية لإيقاف الحرب في السودان واتخاذ الخطوات الضرورية والإجراءات القانونية اللازمة لممارسة كل أشكال الضغط على أطراف الصراع للجلوس إلى طاولة المفاوضات في مؤتمر جنيف.

ودعت المذكرة، التي اطلع عليها موقع “سكاي نيوز عربية”، إلى إظهار وجه العدالة الدولية بمحاسبة المتسببين في الحرب والداعين لاستمرارها.

وقالت: “يعول السودانيون كثيرا على هذه المفاوضات باعتبارها الفرصة الأخيرة المتاحة لتمسكه بأمل النجاة من هذا الكابوس الرهيب”.

وعبرت المذكرة عن أملها في أن يقود نجاح مؤتمر جنيف تلقائيا إلى فتح المجال للمنظمات المدنية السودانية بالدخول في حوار شامل حول المبادرات المتعددة المطروحة الآن في الساحة للوصول إلى خارطة طريق متفق عليها لتكوين الحكومة المدنية في الفترة الانتقالية أو التأسيسية.

وشددت المذكرة على: الإيقاف الفوري والنهائي للعمليات العسكرية وإنهاء الحرب والفصل بين القوات المتحاربة.
فتح ممرات آمنة لإجلاء المحاصرين والتوصيل الفوري للمساعدات الغذائية والدوائية لكل محتاجيها في مختلف الولايات بإشراف المنظمات الأممية.

تدهور مريع للأوضاع الإنسانية

تأتي هذه التحركات في ظل تدهور مريع للأوضاع الإنسانية بسبب الحرب التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين من السودانيين وسط مخاوف من مجاعة تحاصر أكثر من 25 مليون من سكان البلاد. وتفاقمت الأوضاع أكثر بعد الفيضانات المدمرة التي طالت الأسبوع الماضي 11 من ولايات البلاد، البالغ عددها 18 ولاية.

وقال الباحث السياسي الأمين بلال إن “معاناة الشعب السوداني بلغت مراحل عصيبة بسبب الحرب والمجاعة وتعطل الحياة في معظم أنحاء البلاد”.

وأضاف: “تلوح في الأفق فرصة مفاوضات جنيف التي يجب اغتنامها”، محذرا من أن يلقي فشل المفاوضات بالمزيد من الظلال السلبية على مجمل الأوضاع بالبلاد.

الوسومجدة جنيف مباحثات مشاورات

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: جدة جنيف مباحثات مشاورات

إقرأ أيضاً:

الصين: نطالب بإنهاء العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية ضد إيران

أكدت وزارة الخارجية الصينية علي ضرورة تجنب الإجراءات التي تصعد من الأوضاع الملتهبة بمنطقة الشرق الأوسط وكذلك ضرورة تهيئة الظروف للتوصل لحل دبلوماسي. 


وذكرت الخارجية الصينية في تصريحات لها أن بكين تدعم سياسة إيران بمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

كما شددت الصين، على ضرورة الاحترام الكامل لحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مطالبة بضرورة إنهاء جميع العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية على إيران.

وكان التليفزيون الصيني الرسمي، أفاد في وقت سابق بأن دبلوماسيين بارزين من إيران وروسيا والصين بدأوا، اليوم الجمعة، اجتماعات في العاصمة الصينية بكين لمناقشة القضايا النووية الإيرانية، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، ورفض إيران الدخول في مفاوضات تحت الضغط الأمريكي.

يأتي هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ما وصفه بـ"الأوامر الأمريكية" لاستئناف الحوار حول برنامج بلاده النووي، مؤكدًا أن إيران لن تخضع للضغوط الأمريكية ولن تدخل في مفاوضات قسرية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي أنه وجه رسالة إلى القيادة الإيرانية يقترح فيها إجراء محادثات، وسط مخاوف غربية من أن إيران تقترب بسرعة من امتلاك قدرات تمكنها من صنع أسلحة نووية.

المفاوضات غير المباشرة
في هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن طهران لا تستبعد إمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، ولكنها ترفض الدخول في أي حوار في ظل سياسة "الضغط الأقصى" التي تمارسها واشنطن.

وأوضح عراقجي، في مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية، أن المفاوضات يجب أن تتم في ظروف متكافئة لضمان تحقيق نتائج فعالة، مضيفًا: "إذا دخلنا في مفاوضات بينما الطرف الآخر يمارس الضغط الأقصى، فإننا سنتفاوض من موقع ضعف ولن نحقق أي مكاسب. هذه ليست مسألة عناد أو تشبث بالمبادئ، بل مسألة فنية بحتة".

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنبقى بالمواقع الـ5 جنوبي لبنان بغض النظر عن المفاوضات
  • الصين: نطالب بإنهاء العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية ضد إيران
  • من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس
  • سفير روسيا يبحث مع “تنسقية العمل الوطني” تطورات العملية السياسية في ليبيا
  • وفد “الجهاد” يصل إلى الدوحة وحماس تأمل أن تسفر المفاوضات عن تقدم ملموس
  • غروندبرغ: يجب دفع العملية السياسية في اليمن
  • جولة مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار تبدأ اليوم
  • مفاوضات غزة – تقدم ملحوظ ونتنياهو يعقد مشاورات أمنية
  • باحث في الشأن السوري: لا توجد مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف حتى الآن
  • "حماس" تعلن بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة