قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم برييلو، لقناة "الحرة" إن هناك "دولا كثيرة ولاعبين سلبيين يؤججون الصراع هناك"، مشيرا إلى الجهود الأأميركية المبذولة لإيقاف أعمال العنف في السودان، وتوفير المساعدات الإنسانية قبيل انطلاق مفاوضات بين أطراف النزاع في جنيف.

وأضاف في حديث لبرنامج "بين نيلين" من جدة في السعودية حيث تستضيف خلال الأيام المقبلة مفاوضات تسبق النقاشات في جنيف السويسرية في الأسابيع المقبلة والتي تطمح لإحلال السلام في السودان.

 

ويشهد السودان، منذ أبريل عام 2023، حربا دموية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، الملقب بـ "حميدتي"، أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان وإلى دول الجوار.

كما تسببت بأزمة إنسانية كبرى دفعت البلاد إلى حافة مجاعة لم يشهدها العالم منذ المجاعة في إثيوبيا في ثمانينيات القرن الماضي.

وذكر برييلو أن هناك حاجة "للإلحاح" فيما يخص إيصال المساعدات الإنسانية ووقف العنف، و"كانت هناك مشاورات مطولة خاصة مع الشعب السوداني، تضمنت أكثر من 100 ألف سوداني من الولايات الـ 18 وغيرهم من الشتات لنطرح أسئلة حول ما يريدونه من مفاوضات السلام".

وقال: "من الواضح أن الناس يريدون وقفا فوريا لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، ونحن أيضا نتكلم مع الفريقين المتحاربين والشركاء الدوليين الأساسيين".

الاهتمام الأميركي بحل الأزمة السودانية

وشدد برييلو على أن السودان يحظى بأولوية لدى إدارة الرئيس جو بايدن، مضيفا أن "هناك التزام بين الحزبين بهذا الأمر في كل الإدارات..هو (بايدن) والوزير (الأميركي أنتوني) بلينكن انخرطا شخصيا للدفع بجهود وقف العنف والدفع بأكبر حجم ممكن من المساعدات الإنسانية".

وأكد أن البيت الأبيض يعمل على كافة المستويات بالإضافة إلى وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية "USAID" والمبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، وقال: "هو مجهود من كل الإدارة الأميركية وسنستمر بالانخراط مع الشركاء عبر العالم والدول التي لديها مراقبين بالسودان.. دول تهتم بالشعب السوداني وتدفع ثمن عدم الاستقرار وتريد عودة السلام".  

وأكدت الحكومة السودانية، الجمعة، إرسال وفد إلى جدة في السعودية للتشاور مع الإدارة الأميركية بخصوص الدعوة المقدمة منها لحضور مفاوضات ستنعقد في جنيف في 14 أغسطس لبحث وقف إطلاق النار في السودان.

"نريد أن يجتمع طرفا النزاع"

وفي رد على سؤال بشأن مستوى المشاركة السودانية، واحتمال حضور البرهان أو حميدتي في مفاوضات جنيف، أجاب برييلو بأن "الدعوة ذهبت إلى البرهان وحميدتي، نتحدث عن وقف إطلاق النار من دون أن نمنح أي شرعية لأي من الفريقين".

وأضاف "نريد فقط أن يجتمعا للاتفاق على وقف العنف. نتمنى أن يكون هناك تمثيل على أعلى المستويات، لكن الأساس هو أن يشارك شخص لديه القدرة على اتخاذ القرارات، بمعنى شخص رفيع المستوى للوصول إلى نتائج عملية وأن نجد حلا لكل الأزمات ونبدأ بتطبيق الاتفاقيات السابقة ونركز على الشعب السوداني".

وفيما يخص الاتفاقيات السابقة التي لم يتم تطبيقها والتي كانت قد رعتها الولايات المتحدة سابقا في جدة، قال برييلو إن الاتفاقيات السابقة "كان لها بعض التأثير، لكنها لم تطبق، نود التوصل إلى اتفاقيات حول تطبيق ومراقبة ما يحصل على الأرض".

وأضاف "نعرف أنه منذ أن تم التوصل لاتفاقات شهدنا تغييرات على الأرض، شهدنا ما حصل في الفاشر والنيل الأزرق وأماكن أخرى مع ارتفاع (معدلات) الجوع والمجاعة في بعض المناطق ونستمر في رؤية الفظائع مثل استهداف المستشفيات من قبل قوات الدعم السريع". 

وشدد على أن "كل ذلك يجب أن يتوقف وأن تكون هناك محاسبة، وأن نجلب المسؤولين للتحاور لذلك نحن نتواصل باستمرار مع الشعب السودانيين، مع السودانيين في الداخل والدول المجاورة ومع آخرين في الشتات".

وأكد أن المفاوضات في جنيف "هي فرصة في الواقع لنطالب بالتصرف من قبل السودانيين في الداخل ومن قبل المجتمع الدولي الذي عليه أن يفعل المزيد لمواجهة الأزمة".

"أدوات الضغط"

وفيما يخص الأدوات المتوفرة لدى الولايات المتحدة للضغط على أطراف النزاع من أجل التوصل إلى اتفاق، قال بيرييلو: "استعملنا العقوبات على أشخاص وشركات ارتكبت جرائم وفظائع ويمكننا أن نعزز هذه العقوبات وأن نعمل مع شركائنا على زيادتها".

ولكن نقطة الضغط الرئيسية هي عبر الاستماع إلى الشعب السوداني الذي كان واضحا وموحدا في رغبته بسكات المدافع والحصول على المساعدات الإنسانية واستعادة الاستقرار في عملية الانتقال الديمقراطي.

ونوه إلى أن الشعب السوداني يود السيطرة على مستقبله وأن المفاوضات لم تتطرق الآن إلى ذلك في المفاوضات بالوقت الحالي، لكنه بيرييلو أكد أنها تعتبر أولوية.

وأكد أن "الهدف الأساسي هو وضع حد للعنف وإدخال المساعدات ورفع المساعدات من المجتمع الدولي ونحتاج من شركائنا أن يعززوا من مساعداتهم.. فهناك مصر التي لعبت دورا مهما في تقريب وجهات النظر وستستمر في لعب دور المشارك في المفاوضات وأعتقد أن هناك فرصة حقيقية للتقدم".

"لاعبون سلبيون"

وشدد على أن الإدارة الأميركية فرضت "عقوبات على أعضاء من الجيش والدعم السريع لارتكاب فظائع وجرائم وكذلك على أفراد وشركات يعملون على تأجيج الصراع وسيدفعون الثمن ....كل من ينتهك القانون الإنساني الدولي سيدفع الثمن".

وأشار إلى أنه "لدينا دول كثيرة ولاعبون سلبيون يؤججون الصراع هناك دور إيران وروسيا والإمارات وهناك مسلحون يأتون من الساحل ضمن مجموعات متطرفة". 

وأكد أن الفئات "الأكثر هشاشة هم النساء والأطفال عالقون بين نارين لابد من أن يكون هناك دور للمجتمع الدولي، لايمكن أن يستمر كل من يقوض الحل من القيام بذلك. ندعو كل الحلفاء والشركاء في المنطقة ليصلوا إلى خارطة طريق موحدة للسلام في السودان، الاهتمام حتى الآن ليس كافيا وسندفع باللاعبين وأعتقد أنا تقدمنا وسنراه في مفاوضات جنيف". 

"الموقف" الأميركي

وبخصوص الموقف الأميركي حاليا تجاه أطراف النزاع، ذكر بيرييلو أن "موقفنا هو الوقوف إلى جانب الشعب السوداني والتحقق من الالتزام بالقانون الدولي والتزام الأطراف جميعها به".

وذكر أن أهمية حضور جميع الأطراف الفاعلة بالنزاع لأنها جزء من الصراع، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني منح شرعية لأي من تلك الأطراف، وأن دعوتهما تكمن بالتوصل إلى نتيجة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.  

وقال: "دعونا المشاركين على أنهما جزء من الصراع.. دعونا الفريقين وفقا لصفتهما العسكرية.. وهو مجهود لجمعهما وبعض الشركاء الأساسيين من أجل الدفع قدما بالمفاوضات".

الأطراف الأخرى

وفيما يخص الدور الإماراتي والمصري في المفاوضات، قال إن مصر هي "شريك استراتيجي مهم للغاية"، وأضاف "رغم أن كل الدول لم تنظر للوضع تحت العدسة ذاتها، إلا أن الجميع يتوافقون على ضرورة إنهاء الحرب أكانت الدول المعنية تدعم الجيش السوداني أو توجهت باتجاه آخر، لكن الجميع يدرك أن ما يحصل في السودان يؤثر على الاستقرار الإقليمي وأن المعاناة أصبحت لا تطاق".

وأضاف "مصر من الدول المجاورة التي فتحت حدودها للشعب السوداني الذي يهرب من الفظائع المرتكبة، وهي لعب دورا بناء، أعتقد أن المساهمة ستكون أساسية في عملية التوسط في سويسرا".

وفيما يخص حضور أي ممثلين للقوى المدنية بالمفاوضات، قال بيرييلو: "هناك انخراط مع الكثير من القوى المدنية، ليست هناك مشاركة رسمية، لكن كل يوم نستمع إلى الوسطاء مباشرة وإلى كل من يدعم الوساطة ويتواصل مع المدنيين السودانيين داخل وخارج السودان. سنستمر في هذا التواصل طوال المفاوضات".

"قصة تدمي القلب"

وذكر المسؤول الأميركي أن "قصة السودان تدمي القلب، لكن لابد أن نحافظ على الأمل، أعرف أن هناك بعض الشاحنات التي تدخل إلى بعض المجتمعات، وهناك أشخاص شجعان يعملون على إدخال الطعام إلى بعض المناطق للمدنيين. لكن غالبا أيضا نرى أن الأشخاص الأكثر هشاشة يستعملون كسلاح حرب، وأحيانا يتم إيقاف المساعدات عمدا، أو قصف المدنيين عمدا". 

وأضاف "رأينا فظائع ترتكب بما فيه التطهير العرقي على يد قوات الدعم السريع واستعمال الاغتصاب بشكل منتظم كسلاح، علينا أن نوقف كل هذه الانتهاكات".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الشعب السودانی فی السودان وأکد أن فی جنیف على أن

إقرأ أيضاً:

وزير العدل يؤكد مواصلة ملاحقة كل الدول التي اجرمت في حق الشعب السوداني

أكد وزير العدل معاوية عثمان ان الوزارة واللجنة الوطنية للقضايا الدولية آلت على نفسها بمواصلة ملاحقة كل من اجرم في حق الشعب السوداني وساهم في شن الحرب ضد السودان ومقدراته، مبينا أن الملاحقة ستطال منسوبي المليشيا المتمردة وداعميها افراداً ودول.وقال وزير العدل في التنوير بمنصة الناطق الرسمي ببورتسودان الخميس ان إجراءات الدعوى ضد تشاد أمام اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب إحدى اللجان الرئيسية للإتحاد الأفريقي مستمرة، مبيناً أن السودان قدم قبل ستة شهور شكوى رسمية ضد جمهورية تشاد إلى اللجنة بشأن مساندتها لقوات الدعم السريع في الجرائم التي ارتكبتها.وكشف عن فريق قانوني خاص بمتابعة هذا الملف، مؤكدا أن السودان سيكسب الدعوى خاصة وأن الدعوى مبنية على أدلة قوية.وتطرق وزير العدل الى دعوى السودان ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، مشيرا إلى أن السودان قدم قضية متماسكة ومؤسسة ضد الإمارات، تم فيها صياغة كل القرائن والادلة التي بلغت أكثر من 150 وثيقة تؤكد تورط الإمارات في دعم المليشيا الإرهابية في جرائمها ضد السعب السوداني، وأبان أنه تمت الاستعانة بفريق خبراء على المستوى الدولي.وأشار إلى طلب السودان إتخاذ تدابير مؤقتة لحمل الإمارات على التوقف عن تزويد المليشيا المتمردة بالأسلحة باعتبار ذلك أمر مُلح إلى حين البت في القضية.وكشف وزير العدل عن شكاوي أخرى وقضايا سترفع لاحقاً في العديد من سوح التقاضي الدولية ضد الإمارات ووضد أي دولة تورطت في هذه الحرب، مؤكدا توالي مراحل الملاحقة.وتشير (سونا) إلى أن محكمة العدل الدولية أعلنت أنها ستصدر أمرها بشأن الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات في الخامس من مايو المقبل.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رسالة من الإمارات إلى مجلس الأمن بشأن “تحريض الجيش السوداني
  • وزير العدل يؤكد مواصلة ملاحقة كل الدول التي اجرمت في حق الشعب السوداني
  • إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
  • ???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟
  • وزير الخارجية يستقبل المبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان
  • وزير الخارجية المصري يستقبل المبعوث الشخصى لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان
  • أبو الغيط يبحث مع المبعوث الأممى للسودان التطورات الميدانية والسياسية
  • وزير الخارجية: ندعم وحدة واستقرار السودان ونعزز التنسيق مع الأمم المتحدة
  • دفع الله الحاج علي عثمان رئيس الوزراء السوداني المكلف
  • أبو الغيط يبحث مع المبعوث الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة إلى السودان التطورات الميدانية والسياسية والإنسانية