المبعوث الأميركي لـ الحرة: دول كثيرة ولاعبون سلبيون يؤججون الصراع في السودان
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم برييلو، لقناة "الحرة" إن هناك "دولا كثيرة ولاعبين سلبيين يؤججون الصراع هناك"، مشيرا إلى الجهود الأأميركية المبذولة لإيقاف أعمال العنف في السودان، وتوفير المساعدات الإنسانية قبيل انطلاق مفاوضات بين أطراف النزاع في جنيف.
وأضاف في حديث لبرنامج "بين نيلين" من جدة في السعودية حيث تستضيف خلال الأيام المقبلة مفاوضات تسبق النقاشات في جنيف السويسرية في الأسابيع المقبلة والتي تطمح لإحلال السلام في السودان.
ويشهد السودان، منذ أبريل عام 2023، حربا دموية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، الملقب بـ "حميدتي"، أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان وإلى دول الجوار.
كما تسببت بأزمة إنسانية كبرى دفعت البلاد إلى حافة مجاعة لم يشهدها العالم منذ المجاعة في إثيوبيا في ثمانينيات القرن الماضي.
وذكر برييلو أن هناك حاجة "للإلحاح" فيما يخص إيصال المساعدات الإنسانية ووقف العنف، و"كانت هناك مشاورات مطولة خاصة مع الشعب السوداني، تضمنت أكثر من 100 ألف سوداني من الولايات الـ 18 وغيرهم من الشتات لنطرح أسئلة حول ما يريدونه من مفاوضات السلام".
وقال: "من الواضح أن الناس يريدون وقفا فوريا لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، ونحن أيضا نتكلم مع الفريقين المتحاربين والشركاء الدوليين الأساسيين".
الاهتمام الأميركي بحل الأزمة السودانيةوشدد برييلو على أن السودان يحظى بأولوية لدى إدارة الرئيس جو بايدن، مضيفا أن "هناك التزام بين الحزبين بهذا الأمر في كل الإدارات..هو (بايدن) والوزير (الأميركي أنتوني) بلينكن انخرطا شخصيا للدفع بجهود وقف العنف والدفع بأكبر حجم ممكن من المساعدات الإنسانية".
وأكد أن البيت الأبيض يعمل على كافة المستويات بالإضافة إلى وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية "USAID" والمبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، وقال: "هو مجهود من كل الإدارة الأميركية وسنستمر بالانخراط مع الشركاء عبر العالم والدول التي لديها مراقبين بالسودان.. دول تهتم بالشعب السوداني وتدفع ثمن عدم الاستقرار وتريد عودة السلام".
وأكدت الحكومة السودانية، الجمعة، إرسال وفد إلى جدة في السعودية للتشاور مع الإدارة الأميركية بخصوص الدعوة المقدمة منها لحضور مفاوضات ستنعقد في جنيف في 14 أغسطس لبحث وقف إطلاق النار في السودان.
"نريد أن يجتمع طرفا النزاع"وفي رد على سؤال بشأن مستوى المشاركة السودانية، واحتمال حضور البرهان أو حميدتي في مفاوضات جنيف، أجاب برييلو بأن "الدعوة ذهبت إلى البرهان وحميدتي، نتحدث عن وقف إطلاق النار من دون أن نمنح أي شرعية لأي من الفريقين".
وأضاف "نريد فقط أن يجتمعا للاتفاق على وقف العنف. نتمنى أن يكون هناك تمثيل على أعلى المستويات، لكن الأساس هو أن يشارك شخص لديه القدرة على اتخاذ القرارات، بمعنى شخص رفيع المستوى للوصول إلى نتائج عملية وأن نجد حلا لكل الأزمات ونبدأ بتطبيق الاتفاقيات السابقة ونركز على الشعب السوداني".
وفيما يخص الاتفاقيات السابقة التي لم يتم تطبيقها والتي كانت قد رعتها الولايات المتحدة سابقا في جدة، قال برييلو إن الاتفاقيات السابقة "كان لها بعض التأثير، لكنها لم تطبق، نود التوصل إلى اتفاقيات حول تطبيق ومراقبة ما يحصل على الأرض".
وأضاف "نعرف أنه منذ أن تم التوصل لاتفاقات شهدنا تغييرات على الأرض، شهدنا ما حصل في الفاشر والنيل الأزرق وأماكن أخرى مع ارتفاع (معدلات) الجوع والمجاعة في بعض المناطق ونستمر في رؤية الفظائع مثل استهداف المستشفيات من قبل قوات الدعم السريع".
وشدد على أن "كل ذلك يجب أن يتوقف وأن تكون هناك محاسبة، وأن نجلب المسؤولين للتحاور لذلك نحن نتواصل باستمرار مع الشعب السودانيين، مع السودانيين في الداخل والدول المجاورة ومع آخرين في الشتات".
وأكد أن المفاوضات في جنيف "هي فرصة في الواقع لنطالب بالتصرف من قبل السودانيين في الداخل ومن قبل المجتمع الدولي الذي عليه أن يفعل المزيد لمواجهة الأزمة".
"أدوات الضغط"وفيما يخص الأدوات المتوفرة لدى الولايات المتحدة للضغط على أطراف النزاع من أجل التوصل إلى اتفاق، قال بيرييلو: "استعملنا العقوبات على أشخاص وشركات ارتكبت جرائم وفظائع ويمكننا أن نعزز هذه العقوبات وأن نعمل مع شركائنا على زيادتها".
ولكن نقطة الضغط الرئيسية هي عبر الاستماع إلى الشعب السوداني الذي كان واضحا وموحدا في رغبته بسكات المدافع والحصول على المساعدات الإنسانية واستعادة الاستقرار في عملية الانتقال الديمقراطي.
ونوه إلى أن الشعب السوداني يود السيطرة على مستقبله وأن المفاوضات لم تتطرق الآن إلى ذلك في المفاوضات بالوقت الحالي، لكنه بيرييلو أكد أنها تعتبر أولوية.
وأكد أن "الهدف الأساسي هو وضع حد للعنف وإدخال المساعدات ورفع المساعدات من المجتمع الدولي ونحتاج من شركائنا أن يعززوا من مساعداتهم.. فهناك مصر التي لعبت دورا مهما في تقريب وجهات النظر وستستمر في لعب دور المشارك في المفاوضات وأعتقد أن هناك فرصة حقيقية للتقدم".
"لاعبون سلبيون"وشدد على أن الإدارة الأميركية فرضت "عقوبات على أعضاء من الجيش والدعم السريع لارتكاب فظائع وجرائم وكذلك على أفراد وشركات يعملون على تأجيج الصراع وسيدفعون الثمن ....كل من ينتهك القانون الإنساني الدولي سيدفع الثمن".
وأشار إلى أنه "لدينا دول كثيرة ولاعبون سلبيون يؤججون الصراع هناك دور إيران وروسيا والإمارات وهناك مسلحون يأتون من الساحل ضمن مجموعات متطرفة".
وأكد أن الفئات "الأكثر هشاشة هم النساء والأطفال عالقون بين نارين لابد من أن يكون هناك دور للمجتمع الدولي، لايمكن أن يستمر كل من يقوض الحل من القيام بذلك. ندعو كل الحلفاء والشركاء في المنطقة ليصلوا إلى خارطة طريق موحدة للسلام في السودان، الاهتمام حتى الآن ليس كافيا وسندفع باللاعبين وأعتقد أنا تقدمنا وسنراه في مفاوضات جنيف".
"الموقف" الأميركيوبخصوص الموقف الأميركي حاليا تجاه أطراف النزاع، ذكر بيرييلو أن "موقفنا هو الوقوف إلى جانب الشعب السوداني والتحقق من الالتزام بالقانون الدولي والتزام الأطراف جميعها به".
وذكر أن أهمية حضور جميع الأطراف الفاعلة بالنزاع لأنها جزء من الصراع، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني منح شرعية لأي من تلك الأطراف، وأن دعوتهما تكمن بالتوصل إلى نتيجة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال: "دعونا المشاركين على أنهما جزء من الصراع.. دعونا الفريقين وفقا لصفتهما العسكرية.. وهو مجهود لجمعهما وبعض الشركاء الأساسيين من أجل الدفع قدما بالمفاوضات".
الأطراف الأخرىوفيما يخص الدور الإماراتي والمصري في المفاوضات، قال إن مصر هي "شريك استراتيجي مهم للغاية"، وأضاف "رغم أن كل الدول لم تنظر للوضع تحت العدسة ذاتها، إلا أن الجميع يتوافقون على ضرورة إنهاء الحرب أكانت الدول المعنية تدعم الجيش السوداني أو توجهت باتجاه آخر، لكن الجميع يدرك أن ما يحصل في السودان يؤثر على الاستقرار الإقليمي وأن المعاناة أصبحت لا تطاق".
وأضاف "مصر من الدول المجاورة التي فتحت حدودها للشعب السوداني الذي يهرب من الفظائع المرتكبة، وهي لعب دورا بناء، أعتقد أن المساهمة ستكون أساسية في عملية التوسط في سويسرا".
وفيما يخص حضور أي ممثلين للقوى المدنية بالمفاوضات، قال بيرييلو: "هناك انخراط مع الكثير من القوى المدنية، ليست هناك مشاركة رسمية، لكن كل يوم نستمع إلى الوسطاء مباشرة وإلى كل من يدعم الوساطة ويتواصل مع المدنيين السودانيين داخل وخارج السودان. سنستمر في هذا التواصل طوال المفاوضات".
"قصة تدمي القلب"وذكر المسؤول الأميركي أن "قصة السودان تدمي القلب، لكن لابد أن نحافظ على الأمل، أعرف أن هناك بعض الشاحنات التي تدخل إلى بعض المجتمعات، وهناك أشخاص شجعان يعملون على إدخال الطعام إلى بعض المناطق للمدنيين. لكن غالبا أيضا نرى أن الأشخاص الأكثر هشاشة يستعملون كسلاح حرب، وأحيانا يتم إيقاف المساعدات عمدا، أو قصف المدنيين عمدا".
وأضاف "رأينا فظائع ترتكب بما فيه التطهير العرقي على يد قوات الدعم السريع واستعمال الاغتصاب بشكل منتظم كسلاح، علينا أن نوقف كل هذه الانتهاكات".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الشعب السودانی فی السودان وأکد أن فی جنیف على أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: شركة تركية متورطة في تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وشحنة أسلحة سرية
كشف تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن تورط شركة بايكار، إحدى أبرز شركات الصناعات الدفاعية بتركيا، في الحرب الأهلية المستمرة بالسودان، من خلال إرسال شحنات أسلحة وذخائر بقيمة 120 مليون دولار سراً إلى الجيش السوداني بين آب/أغسطس وتشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.
وأثار التقرير تساؤلات حول احتمال انتهاك الشركة للعقوبات الدولية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على السودان، لا سيما فيما يتعلق بإقليم دارفور. وأوضح أن هذه الشحنات تمت بموجب عقد وقعته بايكار مع وكالة المشتريات التابعة للجيش السوداني، المعروفة باسم منظومة الصناعات الدفاعية، ما يعكس مستوى الدعم العسكري الذي حصلت عليه القوات السودانية خلال النزاع.
ووفقًا للوثائق التي استعرضتها الصحيفة، وصلت الشحنة الأولى إلى بورتسودان، الميناء الرئيسي المطل على البحر الأحمر، في آب/أغسطس، بينما أظهرت رسائل موثقة أن آخر دفعة من المعدات وصلت في 15 أيلول/سبتمبر.
كما أشار التقرير إلى أن العقد الرسمي، الذي يحمل توقيع ميرغني إدريس سليمان، المدير العام للمباحث والمعلومات، مؤرخ في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أي بعد خمسة أشهر من فرض الولايات المتحدة عقوبات على السودان.
وتضمنت الشحنة العسكرية ست طائرات مسيّرة من طراز TB2، إضافة إلى ثلاث محطات تحكم أرضية، و600 رأس حربي. كما نص الاتفاق على إرسال 48 خبيرًا تقنيًا إلى السودان، في إطار عرض لتقديم "الدعم الفني داخل البلاد".
وأبرز التقرير أيضًا مذكرة داخلية من شركة بايكار، تفيد بأن مسؤولين سودانيين أبلغوا ممثلي الشركة، خلال اجتماع عُقد في 9 أيلول/سبتمبر، بأن تركيا أصبحت "الدولة الأكثر دعمًا لهم"، ما يشير إلى مستوى التعاون العسكري المتزايد بين أنقرة والخرطوم وسط الصراع المستمر.
معركة بالوكالة بين القوى الأجنبيةأصبحت شركات الدفاع التركية جزءًا من شبكة واسعة من الأطراف الدولية المتنافسة على النفوذ في الحرب المستمرة منذ 22 شهرًا. إلى جانب تركيا، وُجهت اتهامات لدول مثل الإمارات العربية المتحدة وروسيا بلعب أدوار مختلفة في تأجيج النزاع وتعقيد المشهد العسكري والسياسي.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية بأن قوات شبه عسكرية في السودان تستخدم مركبات مدرعة من صنع الإمارات العربية المتحدة، مزودة بتكنولوجيا عسكرية فرنسية، ما يعكس تداخل المصالح الدولية في النزاع.
وفي خطوة تصعيدية أخرى، أعلنت محكمة العدل الدولية، الخميس، أن السودان قدم شكوى ضد الإمارات، متهمًا إياها بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية عبر دعمها لقوات الدعم السريع، وهي القوة شبه العسكرية المنافسة للجيش السوداني. ورغم هذه الاتهامات، يواصل المسؤولون الإماراتيون نفي أي تورط في النزاع.
وفي غضون ذلك، عززت روسيا وجودها في السودان من خلال توقيع اتفاق، خلال الشهر الماضي، لإنشاء محطة بحرية في بورتسودان،ما يوفر لها حضورًا استراتيجيًا إضافيًا على امتداد البحر الأحمر. وتم توقيع الاتفاقية بين وزير الخارجية الروسي ونظيره السوداني.
ورغم تمديد حظر الأسلحة المفروض على دارفور في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عبر تصويت بالإجماع في مجلس الأمن الدولي، لم تتخذ الأمم المتحدة أي إجراءات ضد الدول المتهمة بانتهاك هذا الحظر، ما يثير تساؤلات حول فاعلية القرارات الدولية في الحد من تدفق السلاح إلى أطراف النزاع.
Relatedحمدوك يطلق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان تحت عنوان "نداء سلام السودان"جنوب السودان على صفيح ساخن: الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويعتقل حلفاءه.. بداية أزمة جديدة؟معركة القصر الرئاسي السوداني: كيف تطورت الأحداث وما التالي؟واندلعت الحرب بالسودان في نيسان/أبريل 2023 إثر صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع، ما أدى إلى مواجهات عنيفة، لا سيما في العاصمة، واشتباكات ذات طابع عرقي امتدت إلى مناطق أخرى من البلاد.
وتصف الأمم المتحدة الحرب الأهلية في السودان بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حيث أدت إلى نزوح نحو 14 مليون شخص، فيما تهدد المجاعة عدة مناطق في البلاد. وبينما تظل الأرقام الدقيقة لعدد الضحايا غير واضحة، تتراوح التقديرات بين 20,000 و150,000 قتيل، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية المستمرة.
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية جنوب السودان على صفيح ساخن: الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويعتقل حلفاءه.. بداية أزمة جديدة؟ حمدوك يطلق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان تحت عنوان "نداء سلام السودان" معركة القصر الرئاسي السوداني: كيف تطورت الأحداث وما التالي؟ قوات الدعم السريع - السودانعبد الفتاح البرهان أسلحةجمهورية السودانتركياالإمارات العربية المتحدة