الجديد برس:

أعلنت شركة “ميرسك”، أكبر شركة شحن حاويات في العالم من حيث حجم الأسطول وسعة الشحن، عن انخفاض كبير في أرباحها للربع الثاني من هذا العام، حيث تراجعت الأرباح بنحو 45%، ويعود السبب الرئيسي لهذا التراجع إلى عمليات قوات صنعاء التي أعاقت مرور سفن الشركة عبر البحر الأحمر منذ عدة أشهر، نظراً لنقلها البضائع إلى “إسرائيل”.

وفي بيان لها، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” بأن شركة “ميرسك” شهدت بسبب “اضطرابات سلسلة التوريد نتيجة أزمة البحر الأحمر”، انخفاضاً في صافي أرباحها خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، حيث بلغ صافي الأرباح 798 مليون دولار، مقارنة بـ 1.45 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. كما انخفضت الأرباح التشغيلية بنسبة 26%.

وأشارت الشركة إلى أن تغيير مسارات السفن عبر طرق أطول حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا أدى إلى زيادة استهلاك الوقود وارتفاع تكاليف التشغيل.

وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة “ميرسك”، فينسنت كليرك، في بيان: “لا يزال الوضع في البحر الأحمر متفاقماً، مما يؤدي إلى استمرار الضغوط على سلاسل التوريد. ومن المتوقع أن تستمر هذه الظروف لبقية العام”.

وتجنباً للمخاطر، امتنعت “ميرسك” عن عبور البحر الأحمر لعدة أشهر بسبب استهداف سفنها من قبل قوات صنعاء، حيث تستمر الشركة في نقل البضائع إلى “إسرائيل” وتنتهك قرار قوات صنعاء بحظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة. كما تواصل الشركة نقل المعدات العسكرية للجيش الأمريكي عبر فرعها في الولايات المتحدة “ميرسك لاين”.

ورغم امتناعها عن عبور البحر الأحمر، فإن قوات صنعاء تواصل مطاردة سفن شركة “ميرسك” واستهدافها في بقية مناطق العمليات البحرية مثل خليج عدن والبحر العربي.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: البحر الأحمر قوات صنعاء

إقرأ أيضاً:

استراتيجية بريطانية قديمة في زمن جديد .. دعم المرتزقة لن يوقف قوات صنعاء

هذا الدعم البريطاني الجديد ليس خطوة عفوية أو منفصلة عن الأحداث الجارية، بل هو امتداد لسياستها الاستعمارية التاريخية في المنطقة ومحاولة لتعزيز نفوذها في وقت تعيش فيه الدول الغربية حالة من التراجع العسكري والسياسي أمام القوى الصاعدة.

من الواضح أن هذا الإعلان يأتي كجزء من التحركات البريطانية الأمريكية الأخيرة لمواجهة التطورات في البحر الأحمر والمياه الإقليمية اليمنية فالهجمات البحرية التي نفذتها قوات صنعاء ضد أهداف عسكرية واقتصادية تمثل تحديا غير مسبوق للمصالح الغربية في المنطقة، وتحديدا لبريطانيا والولايات المتحدة، اللتين تعتبران أمن الممرات البحرية في البحر الأحمر وباب المندب خطا أحمر.

وبالتالي، فإن الدعم المعلن لقوات المرتزقة يهدف إلى تحويل تلك القوات إلى أداة محلية تستخدمها بريطانيا لضمان استمرار السيطرة الغربية على المنطقة البحرية، بعد ان فشلت الى جانب البحرية الامريكية عسكريا في تحييد او تقويض قدرات صنعاء الدعم الذي يتضمن زوارق سريعة وتدريبا ومساعدات فنية ليس سوى جزء صغير من استراتيجية أكبر تُبنى على أساس الهيمنة على البحر الأحمر.

الإشارة إلى العلاقات الطويلة الأمد بين بريطانيا واليمن في البيان البريطاني ليست سوى محاولة لتجميل صورة التدخل الأجنبي في البلاد بينما الواقع أن هذه العلاقات لم تكن يوما لصالح الشعب اليمني، بل كانت دائما تُبنى على أسس استعمارية تستهدف استغلال الموقع الجغرافي لليمن ومقدراته لصالح القوى الغربية.

وبالتالي فان دعم قوات المرتزقة يأتي في سياق تعزيز النفوذ البريطاني في بلد يعيش حالة من الانقسام والصراع، في محاولة لاستثمار هذا الوضع لتحقيق أهدافها الاستراتيجية من ناحية أخرى، لا يمكن فصل هذا الدعم عن التحركات الإقليمية، خصوصا أن تصريحات المدعو رشاد العليمي أكدت على التنسيق مع الحلفاء الإقليميين وهذا يشير بوضوح إلى أن الدعم البريطاني ليس مبادرة مستقلة بل هو جزء من خطة أكبر تشارك فيها السعودية والإمارات، اللتان تتعاونان بشكل وثيق مع الغرب لمواجهة الحوثيين وتقويض نفوذهم في المناطق البحرية.

ولكن هذه الجهود لن تؤدي إلا إلى المزيد من تعقيد المشهد، خصوصا أن قوات صنعاء أثبتت مرارا قدرتها على تجاوز الأدوات التقليدية التي يستخدمها التحالف في المواجهة. على المستوى العسكري، الدعم البريطاني للقوات المدعومة اماراتيا وسعوديا يعكس مخاوف حقيقية من تصاعد قدرات الحوثيين البحرية هذه القدرات التي تعتمد على التكنولوجيا المحلية والتكتيكات المبتكرة أصبحت مصدر قلق كبير للغرب، خاصة بعد نجاح قوات صنعاء في استهداف سفن عسكرية وتجارية في عمق البحر الأحمر فبريطانيا تدرك أن هذه التهديدات لم تعد مجرد تهديدات تكتيكية، بل أصبحت جزءا من معادلة الردع الإقليمية التي فرضها الحوثيون، والتي أربكت الحسابات الغربية والإقليمية. في النهاية، يجب التأكيد على أن هذه التحركات لن تغير شيئا.

في ميزان القوى الحقيقي الدعم البريطاني لقوات المرتزقة لن يكون أكثر من محاولة يائسة لاحتواء القدرات المتزايدة لقوات صنعاء، التي أثبتت قدرتها على التعامل مع أدوات الضغط الغربية والإقليمية بمرونة وفعالية.

التحدي الحقيقي أمام بريطانيا وحلفائها هو أن اليمن، بقيادة الحوثيين، أصبح اليوم طرفا فاعلا وقادرا على فرض معادلات جديدة في المنطقة، معادلات لا تُبنى على الهيمنة والاستغلال، بل على العدالة والندية. صحفي متخصص في الشأن العسكري

مقالات مشابهة

  • كيف علقت تركيا على استهداف الحوثيين لإحدى سفنها في البحر الأحمر؟
  • استراتيجية بريطانية قديمة في زمن جديد .. دعم المرتزقة لن يوقف قوات صنعاء
  • بتوجه ضربة استباقية لحاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”.. قوات صنعاء تثبت قدراتها الاستراتيجية
  • حرب الـ8 ساعات وهروب “أبراهام”!
  • الحوثيون يبنون “محور المقاومة” الخاصة بهم
  • الحوثيون يعلنون استهداف سفينة تركية بالبحر الأحمر.. بماذا ردت الشركة؟ (شاهد)
  • الحوثيون يستهدفون بالصواريخ سفينة في البحر الأحمر
  • الحوثيون يعلنون استهداف سفينة في البحر الأحمر
  • عاجل: جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة ”Anadolu S” في البحر الأحمر بصواريخ باليستية
  • القوات المسلحة تستهدف سفينة في البحر الأحمر لانتهاك الشركة المالكة لها قرار الحظر