“ميرسك” تواجه أزمة مالية حادة نتيجة استهداف قوات صنعاء لسفنها في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
الجديد برس:
أعلنت شركة “ميرسك”، أكبر شركة شحن حاويات في العالم من حيث حجم الأسطول وسعة الشحن، عن انخفاض كبير في أرباحها للربع الثاني من هذا العام، حيث تراجعت الأرباح بنحو 45%، ويعود السبب الرئيسي لهذا التراجع إلى عمليات قوات صنعاء التي أعاقت مرور سفن الشركة عبر البحر الأحمر منذ عدة أشهر، نظراً لنقلها البضائع إلى “إسرائيل”.
وفي بيان لها، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” بأن شركة “ميرسك” شهدت بسبب “اضطرابات سلسلة التوريد نتيجة أزمة البحر الأحمر”، انخفاضاً في صافي أرباحها خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، حيث بلغ صافي الأرباح 798 مليون دولار، مقارنة بـ 1.45 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. كما انخفضت الأرباح التشغيلية بنسبة 26%.
وأشارت الشركة إلى أن تغيير مسارات السفن عبر طرق أطول حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا أدى إلى زيادة استهلاك الوقود وارتفاع تكاليف التشغيل.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة “ميرسك”، فينسنت كليرك، في بيان: “لا يزال الوضع في البحر الأحمر متفاقماً، مما يؤدي إلى استمرار الضغوط على سلاسل التوريد. ومن المتوقع أن تستمر هذه الظروف لبقية العام”.
وتجنباً للمخاطر، امتنعت “ميرسك” عن عبور البحر الأحمر لعدة أشهر بسبب استهداف سفنها من قبل قوات صنعاء، حيث تستمر الشركة في نقل البضائع إلى “إسرائيل” وتنتهك قرار قوات صنعاء بحظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة. كما تواصل الشركة نقل المعدات العسكرية للجيش الأمريكي عبر فرعها في الولايات المتحدة “ميرسك لاين”.
ورغم امتناعها عن عبور البحر الأحمر، فإن قوات صنعاء تواصل مطاردة سفن شركة “ميرسك” واستهدافها في بقية مناطق العمليات البحرية مثل خليج عدن والبحر العربي.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر قوات صنعاء
إقرأ أيضاً:
سقوط “أف 18” يغرق هيبة أمريكا في البحر الأحمر
يمانيون/ تقارير في تطور غير مسبوق، شهد البحر الأحمر حادثة تعكس التحولات الجذرية في موازين القوى، حيثُ أعلنت البحرية الأمريكية عن سقوط طائرة مقاتلة من طراز “إف-18” من على متن حاملة الطائرات “هاري إس ترومان”.
وبينما حاول الإعلام الأمريكي التقليل من خطورة الحادث بالقول إنه أسفر عن إصابة “طفيفة” لأحد البحارة، فإن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير. فأن تسقط طائرة حربية متطورة تبلغ قيمتها 60 مليون دولار في أحد أهم الممرات المائية في العالم، فهذا ليس مجرد خلل فني، بل مؤشر واضح على تآكل الهيبة الأمريكية أمام معادلات جديدة فرضها الواقع العسكري في المنطقة.
لكن ما لم يرد في الرواية الأمريكية هو أن هذا السقوط جاء بعد ساعات قليلة من تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عمليتين عسكريتين نوعيتين. الأولى استهدفت حاملة الطائرات “ترومان” والقطع الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر، بينما الثانية ضربت هدفًا حيويًّا للعدو الإسرائيلي في عسقلان المحتلة باستخدام طائرة مسيّرة متطورة من نوع “يافا”.
هذه العمليات جاءت كرد مباشر على المجازر الوحشية التي ارتكبها التحالف الأمريكي في صنعاء وصعدة، والتي استهدفت مراكز إيواء المهاجرين، في استمرار للعدوان الذي لم يتوقف لحظة.
لم يكن سقوط “إف-18” مجرد حادث عرضي، بل هو نتيجة مباشرة لضربات يمنية دقيقة أجبرت البحرية الأمريكية على إعادة حساباتها. القوات البحرية اليمنية، إلى جانب سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية، نفذت هجومًا مشتركًا باستخدام صواريخ مجنحة وباليستية وطائرات مسيّرة، ما أربك تحركات أكبر قوة بحرية في العالم. لم تعد حاملات الطائرات الأمريكية تتحرك في البحر الأحمر كما تشاء، بل باتت تحت نيران الاستهداف المستمر.
وجدّدت القوات المسلحة اليمنية تأكيدها على استمرارها في استهداف وملاحقة حاملة الطائرات “ترومان” وجميع القطع الحربية المعادية في البحرين الأحمر والعربي، حتى يتم إيقاف العدوان على غزة. وفي إطار التزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، نفذ سلاح الجو المسيّر اليمني عملية عسكرية دقيقة استهدفت هدفًا استراتيجيًا في عسقلان المحتلة، ضمن معادلة ردع جديدة تؤكد أن اليمن ليس معزولًا عن قضايا الأمة، بل في قلب المواجهة ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
كما أكّدت القوات المسلحة اليمنية أنها ستواصل منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، والتصدي للعدوان الأمريكي بكل الوسائل المتاحة، إلى جانب دعم المجاهدين في قطاع غزة حتى رفع الحصار ووقف العدوان. هذا الإعلان يحمل رسائل واضحة مفادها أن معركة البحر الأحمر ليست معزولة عن المعركة الكبرى ضد الاحتلال والهيمنة الغربية.
اليوم، لم يعد البحر الأحمر كما كان. لم تعد حاملات الطائرات الأمريكية رمزًا للقوة المطلقة، بل أصبحت أهدافًا متحركة تحت مرمى الصواريخ والطائرات المسيّرة. مع كلّ عملية نوعية، يُثبت اليمن أنه ليس مجرد لاعب في الساحة الإقليمية، بل هو قوة صاعدة تفرض معادلات جديدة لا يمكن تجاهلها.
على الرغم من كلّ ما تمتلكه واشنطن من أساطيل وحاملات طائرات، فإنها اليوم عاجزة عن حماية معداتها وجنودها من ضربات اليمنيين. سقوط المقاتلة “إف-18” ليس سوى إعلان جديد عن تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة، وانتهاء حقبة التفوق الأمريكي في البحر الأحمر.
هذه الحادثة ليست مجرد سقوط طائرة، بل هي سقوط لمعادلة كانت أمريكا تعتمد عليها لعقود. فمن كان يصدق أن حاملة طائرات أمريكية، رمز الهيمنة العسكرية، ستُضرب في قلب البحر الأحمر، وتتعرض للإرباك والمطاردة من قوات يمنية كانت قبل سنوات تُحارب بأسلحة تقليدية؟
اليمن اليوم ليس كما كان، وكما تتهاوى المقاتلات الأمريكية في البحر، تتهاوى أيضًا أسطورة السيطرة المطلقة لواشنطن. البحر الأحمر يتحدث الآن بلغة جديدة… لغة يمنية لا تعرف التراجع، ولا تعترف بالهيمنة الأمريكية.
نقلا عن المسيرة نت