من يقرأ للعديد من المفكرين في الغرب يجدهم يتهمون المسلمين بتقديس الشخوص، ولكن من يعكف على تأريخهم يتبين جليا أن هذا الاتهام (اسقاط) منهم على الغير، فالمقارنة تبرز مايتميز به التراث الاسلامي من علوم ومعارف تعنى بالتأصيل وتصحيح كل مايلي القرآن والسنة وكذلك السيرة النبوية، فهل في تراث الغرب شئ من ذلك؟!

حتى الثورة على الكنيسة ورجالها لم تكن تأصيلا، ودونكم عدد الاناجيل والكتب والايرادات والاقوال التي أصبحت (يقينيات) يدين بها الكثير منهم -أفرادا وجماعات- دون أن تكون لها مرجعية أو تأصيل.

من ذلك المسيحية الصهيونية التي تدعم انشاء دولة اسرائيل، ويسمون ب “المسيحيين المتصهينين، تتلخص فكرة هذه الجماعة في ضرورة (الاستجابة) لأمر الله -بزعمهم- بدعم إسرائيل، ولعلنا سمعنا وشاهدنا قبل أيام قليلة بعض القيادات السياسية ومنهم رئيس مجلس النواب الأمريكي مايكل جونسون، الذي قال في ثنايا ترحيبه برئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني نتنياهو:
(بالنسبة لنا نحن المؤمنين هناك توجيه في الإنجيل بأن نقف إلى جانب إسرائيل، وسنفعل ذلك بلا ريب وسينتصرون طالما كنا معهم).
انتهى كلامه.

وان تجاوزنا أمر الدين سنجد أسماء العديد من الشخوص الذين كتبوا كتبا يعبرون فيها عن (رؤى) شخصية، فإذا بتلك الرؤى تصبح مناهج وبرامج تنفذها العديد من حكومات الغرب ومنظماته وعلى رأسها أمريكا، فكيف يكون التقديس بأكثر من ذلك؟!

من هؤلاء صامويل هننجتون الذي كتب كتاب (صراع الحضارات)، تنقلوا في الفضائيات لتعلموا كيف يقدسون هذا الكتاب وصاحبه!

ومنهم هنري كيسنجر الذي مافتئت الحكومات الأمريكية تنفذ (توجيهاته) خلال تعاملها مع العديد من حكومات ودول العالم العربي والاسلامي وكأنها توجيهات منزلة من السماء!، والتأريخ القديم والحديث في الغرب يعج بألعديد من الأسماء التي ارتبطت بها اتفاقيات وقرارات ومناهح، ومن هذه الأسماء برنارد لويس صاحب رؤية/نظرية تفتيت العالم العربي والاسلامي، وهو كتاب كتبه في بداية الثمانينات، ويهدف إلى تفكيك (الوحدة الدستورية) لجميع الدول العربية والإسلامية وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية.
وقد سعت الحكومات الأمريكية -باختلاف مرجعياتها الحزبية- إلى تنفيذ نظرية لويس (بالمسطرة) في اليمن، وكذلك في ليبيا، وهاهي اليوم تسعى لأن تأتي بقيادات قحت/تقدم على رأس حكومة موازية في السودان، نعم حكومتان وليس حكومة واحدة، ومعلوم أن وجود حكومتان في الدولة يؤدي إلى عزلها تلقائيا عن المحيط الدولي، وبالتالي لايتسنى للدولة التعامل ايجابا مع المنظمات الدولية اقتصادية كانت أو سواها، تماما كما هو الحال في ليبيا واليمن الان.

والمتابع لأقوال وأحاديث قيادات قحت/تقدم هذه الأيام يتبين جليا تواصلهم مع هذا الحراك الكائد للسودان، وفيهم من اعترف بخيانته للوطن من قبل، وكم من تقارير دولية كاذبة وضح جليا بأنهم الذين كتبوها أو أملوها على منظمات دولية، وقد قرأت في الأخبار بأن الاتحاد الأفريقي عقد نهار اليوم جلسة مغلقة مع عدد منهم اضافة إلى بعض ممثلي الأحزاب والكيانات، وتم منع اجهزة الإعلام من تغطية ذلك!

اختم واقول بأن هذا السودان بحمد الله محروس، وشعبه الذي أوشك بتوفيق الله على أفشال المخطط الدولي الكبير عليه -وهو مخطط لهدم السودان وقفت من خلفه قحت/تقدم دون حياء- لن يقبل البتة بحكومة يظهر فيها وجه أحد منكم فلتستعدوا لمواجهة شعب قتل من ابنائه من قتل، واغتصبت من نسائه من اغتصبت، ومافتئت بيوته يسكنها من تضعون معهم أياديكم.

شعب عرفكم على حقيقتكم منذ أن ظهر أغلبكم -فجأة- على خارطة العمل السياسي في عام 2019، ك(المنبت) لا أرضا قطع ولاظهرا أبقى، فلم تقم للسودان منذ مجيئكم قائمة،

ويوم تعودون -وماعهد الناس فيكم شجاعة- لن ينفعكم تنصيب بلينكن، فقد سبق في أهل السودان بأن (المتغطي بي أمريكا عريان)، وأمريكا مضطرة للقبول بانفاذ رغبة هذا الشعب باقامة الانتخابات، وهي أمر ما من أحد منكم يطيقها، وقد قال قائلكم (نحنا عارفين الانتخابات دي مابتجيبنا)!،

الانتخابات بحول الله آتية شئتم أم أبيتم، وذلك بعد أن ينتهي الجيش بتوفيق الله ومن معه من صناديد هذا الوطن من تنظيف الأرض من دنس التمرد، وعمالة العملاء، وخيانه الخونة.
والحساب ولد.

عادل عسوم

adilassoom@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لقاء موسع يطلق حملة “أن طهرا بيتي” لمساجد أمانة العاصمة استعداداً لشهر رمضان المبارك

يمانيون/ صنعاء نظمت أمانة العاصمة ومكتب الهيئة العامة للأوقاف بالأمانة، لقاءً موسعاً بمشاركة الجهات الرسمية والشعبية، لإطلاق حملة “أن طهرا بيتي” في مرحلتها الثالثة لتجهيز وتنظيف بيوت الله استعداداً لشهر رمضان المبارك.

وفي اللقاء أكد النائب الأول لرئيس الوزراء، العلامة محمد مفتاح، أهمية نظافة المساجد، والحرص على العناية بها من كل النواحي.

واعتبر حملة “أن طهرا بيتي” في عامها الثالث بادرة إيجابية، معرباً عن أمله في أن يكون العام الحالي أكثر نجاحاً بالاستفادة من تجارب العامين الماضيين.

وأشار العلامة مفتاح إلى استعداد المجتمع للقيام بواجبه في تنظيف المساجد، لكنه يحتاج إلى استنهاض وتنظيم دوره.. حاثاً مدراء مكاتب الأوقاف في مختلف المديريات على إدارة حملة تنظيف المساجد ومحيطها والطرق المؤدية إليها.

ودعا الجميع إلى الإسهام في صيانة المساجد وتنظيفها خصوصاً في شهر رمضان المبارك حيث أن الكثير من الناس يأتون بالطعام إلى المساجد.

وحث على تضافر جهود الجميع والاقتداء برسول الله في تنظيف المساجد، مشيراً إلى أن الله أمر النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بتطهير بيته الكريم.

واعتبر النائب الأول لرئيس الوزراء تنظيف بيوت الله من أشرف وأجل الأعمال التي يقومها المسلم.. مؤكداً أن الله أمر أن ترفع المساجد ويذكر فيها اسمه، ومن وسائل ذلك الرفع هو التنظيف والتطهير والصيانة وتوفير المستلزمات لها.

من جانبه أشار وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، إلى أن تنظيف وتطهير المساجد، شرف عظيم لمن يقوم به اقتداء بأنبياء الله.. مشدداً على ضرورة الاهتمام ببيوت الله من جميع النواحي.

وأوضح أن أجداد اليمنيين كانوا يدركون أهمية المساجد باعتبارها بيوت الله، ولذلك أوقفوا لها الكثير من أعز أموالهم.. مؤكدا أن المجتمع اليمني الذي ينطلق من هويته الإيمانية وثقافته القرآنية سيساهم ويبادر في تنظيف وتطهير جميع المساجد حتى تكون بيوت الله مهيأة لاستقبال شهر رمضان.

وشدد المداني على مدراء المديريات ومسؤولي التعبئة في أمانة العاصمة ومديرياتها بالتحرك الجاد واستنهاض دور المجتمع ضمن جهود تنظيف بيوت الله وإنجاح حملة “أن طهرا بيتي” في عامها الثالث.

بدوره استعرض وكيل الهيئة العامة للأوقاف لقطاع المساجد، الدكتور عبدالله القدمي، جهود الهيئة في إنجاح الحملة والتي استهدفت في مرحلتيها السابقتين أكثر من عشرة آلاف مسجد.. مؤكداً أن الحملة تطمح هذا العام للوصول إلى عدد أكبر.

وفي اللقاء الذي حضره رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بأمانة العاصمة حمود النقيب، ووكيل هيئة الأوقاف لقطاع الاستثمار الدكتور محمد الصوملي، لفت مدير مكتب الأوقاف بالأمانة وليد العلوي إلى ضرورة الاهتمام بالمساجد لأنها بيوت الله الذي أمر بالعناية بها وحث على إقامة الصلاة فيها.

وحث عقال وأبناء الحارات في أمانة العاصمة على المشاركة الفاعلة في حملة “أن طهرا بيتي” كجزء من الإسهام في الحفاظ على المساجد.

تخلل اللقاء الذي حضر عدد من مسؤولي مديريات أمانة العاصمة ووجهاء وعقال الحارات، عرض لما حققته الحملة في العامين الماضيين، وأهمية المشاركة المجتمعية في تطهير ونظافة المساجد.

مقالات مشابهة

  • لقاء مع سفراء الإتحاد الأوروبي يبحث دعم الحكومة اليمنية لمواجهة الأزمة الإقتصادية
  • حزب الله: ندين الهجوم الذي تعرضت له قوات يونيفيل في محيط مطار رفيق الحريري
  • أمطار غزيرة على منطقة الباحة
  • ما طبيعة مرض الخطيب الذي أبعده عن رئاسة الأهلي؟
  • لقاء موسع يطلق حملة “أن طهرا بيتي” لمساجد أمانة العاصمة استعداداً لشهر رمضان المبارك
  • لقاء موسع يطلق حملة “أن طهرا بيتي” لمساجد أمانة العاصمة
  • حرب روسيا وأوكرانيا.. زيلينسكي يرفض لقاء بوتين إلا في هذه الحالة
  • الإمارات تقدم 200 مليون دولار لدعم السودان.. وتدعو إلى هدنة في رمضان
  • ماذا يفعل من لم يوفق لإحياء ليلة النصف من شعبان ؟.. الإفتاء تقدم حلا
  • اليمنيون للطاغية ترامب .. سنكون الجحيم الذي سيحرقكم وينسف كل مخططاتكم