عادل عسوم: لقاء جنيف، السعي إلى دفع السودان إلى (الحالة) اليمنية والليبية
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
من يقرأ للعديد من المفكرين في الغرب يجدهم يتهمون المسلمين بتقديس الشخوص، ولكن من يعكف على تأريخهم يتبين جليا أن هذا الاتهام (اسقاط) منهم على الغير، فالمقارنة تبرز مايتميز به التراث الاسلامي من علوم ومعارف تعنى بالتأصيل وتصحيح كل مايلي القرآن والسنة وكذلك السيرة النبوية، فهل في تراث الغرب شئ من ذلك؟!
حتى الثورة على الكنيسة ورجالها لم تكن تأصيلا، ودونكم عدد الاناجيل والكتب والايرادات والاقوال التي أصبحت (يقينيات) يدين بها الكثير منهم -أفرادا وجماعات- دون أن تكون لها مرجعية أو تأصيل.
من ذلك المسيحية الصهيونية التي تدعم انشاء دولة اسرائيل، ويسمون ب “المسيحيين المتصهينين، تتلخص فكرة هذه الجماعة في ضرورة (الاستجابة) لأمر الله -بزعمهم- بدعم إسرائيل، ولعلنا سمعنا وشاهدنا قبل أيام قليلة بعض القيادات السياسية ومنهم رئيس مجلس النواب الأمريكي مايكل جونسون، الذي قال في ثنايا ترحيبه برئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني نتنياهو:
(بالنسبة لنا نحن المؤمنين هناك توجيه في الإنجيل بأن نقف إلى جانب إسرائيل، وسنفعل ذلك بلا ريب وسينتصرون طالما كنا معهم).
انتهى كلامه.
وان تجاوزنا أمر الدين سنجد أسماء العديد من الشخوص الذين كتبوا كتبا يعبرون فيها عن (رؤى) شخصية، فإذا بتلك الرؤى تصبح مناهج وبرامج تنفذها العديد من حكومات الغرب ومنظماته وعلى رأسها أمريكا، فكيف يكون التقديس بأكثر من ذلك؟!
من هؤلاء صامويل هننجتون الذي كتب كتاب (صراع الحضارات)، تنقلوا في الفضائيات لتعلموا كيف يقدسون هذا الكتاب وصاحبه!
ومنهم هنري كيسنجر الذي مافتئت الحكومات الأمريكية تنفذ (توجيهاته) خلال تعاملها مع العديد من حكومات ودول العالم العربي والاسلامي وكأنها توجيهات منزلة من السماء!، والتأريخ القديم والحديث في الغرب يعج بألعديد من الأسماء التي ارتبطت بها اتفاقيات وقرارات ومناهح، ومن هذه الأسماء برنارد لويس صاحب رؤية/نظرية تفتيت العالم العربي والاسلامي، وهو كتاب كتبه في بداية الثمانينات، ويهدف إلى تفكيك (الوحدة الدستورية) لجميع الدول العربية والإسلامية وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية.
وقد سعت الحكومات الأمريكية -باختلاف مرجعياتها الحزبية- إلى تنفيذ نظرية لويس (بالمسطرة) في اليمن، وكذلك في ليبيا، وهاهي اليوم تسعى لأن تأتي بقيادات قحت/تقدم على رأس حكومة موازية في السودان، نعم حكومتان وليس حكومة واحدة، ومعلوم أن وجود حكومتان في الدولة يؤدي إلى عزلها تلقائيا عن المحيط الدولي، وبالتالي لايتسنى للدولة التعامل ايجابا مع المنظمات الدولية اقتصادية كانت أو سواها، تماما كما هو الحال في ليبيا واليمن الان.
والمتابع لأقوال وأحاديث قيادات قحت/تقدم هذه الأيام يتبين جليا تواصلهم مع هذا الحراك الكائد للسودان، وفيهم من اعترف بخيانته للوطن من قبل، وكم من تقارير دولية كاذبة وضح جليا بأنهم الذين كتبوها أو أملوها على منظمات دولية، وقد قرأت في الأخبار بأن الاتحاد الأفريقي عقد نهار اليوم جلسة مغلقة مع عدد منهم اضافة إلى بعض ممثلي الأحزاب والكيانات، وتم منع اجهزة الإعلام من تغطية ذلك!
اختم واقول بأن هذا السودان بحمد الله محروس، وشعبه الذي أوشك بتوفيق الله على أفشال المخطط الدولي الكبير عليه -وهو مخطط لهدم السودان وقفت من خلفه قحت/تقدم دون حياء- لن يقبل البتة بحكومة يظهر فيها وجه أحد منكم فلتستعدوا لمواجهة شعب قتل من ابنائه من قتل، واغتصبت من نسائه من اغتصبت، ومافتئت بيوته يسكنها من تضعون معهم أياديكم.
شعب عرفكم على حقيقتكم منذ أن ظهر أغلبكم -فجأة- على خارطة العمل السياسي في عام 2019، ك(المنبت) لا أرضا قطع ولاظهرا أبقى، فلم تقم للسودان منذ مجيئكم قائمة،
ويوم تعودون -وماعهد الناس فيكم شجاعة- لن ينفعكم تنصيب بلينكن، فقد سبق في أهل السودان بأن (المتغطي بي أمريكا عريان)، وأمريكا مضطرة للقبول بانفاذ رغبة هذا الشعب باقامة الانتخابات، وهي أمر ما من أحد منكم يطيقها، وقد قال قائلكم (نحنا عارفين الانتخابات دي مابتجيبنا)!،
الانتخابات بحول الله آتية شئتم أم أبيتم، وذلك بعد أن ينتهي الجيش بتوفيق الله ومن معه من صناديد هذا الوطن من تنظيف الأرض من دنس التمرد، وعمالة العملاء، وخيانه الخونة.
والحساب ولد.
عادل عسوم
adilassoom@gmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه يعتزم السعي للتواصل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون مرة أخرى، وذلك بعد أن كونا علاقة عمل خلال فترة ولاية ترامب الأولى. وقال ترامب في مقابلة لفوكس نيوز بثت الخميس: سأتواصل معه مرة أخرى. وخلال ولايته الأولى، التقى
سرايا - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه يعتزم السعي للتواصل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون مرة أخرى، وذلك بعد أن كونا علاقة عمل خلال فترة ولاية ترامب الأولى.
وقال ترامب في مقابلة لفوكس نيوز بثت الخميس: "سأتواصل معه مرة أخرى".
وخلال ولايته الأولى، التقى ترامب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.
ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.
بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترامب في سنغافورة في حزيران 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والزعيم الكوري الشمالي وقعا "في الحب".
وكشف كتاب صدر في العام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترامب مستخدما تعبير "سُموّك" في الرسائل التي تبادلها معه.
لكنّ قمتهما الثانية في العام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.
رويترز + أ ف ب
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 919
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 24-01-2025 09:07 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...