تقرير غربي: اليمن الجديد بقيادة “أنصار الله” يهدد الهيمنة الغربية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
الجديد برس:
على رغم استمرار تدفق الحشود العسكرية الأمريكية والغربية إلى منطقة غرب آسيا للتصدي للضربات المتوقعة من قبل إيران ومحور المقاومة إلى الكيان الإسرائيلي، رداً على اعتداءاته الأخيرة، فإنها لن تضيف جديداً إلى المشهد اليمني خصوصاً، إذ إن الولايات المتحدة تخوض حرباً على صنعاء بواسطة تحالف «حارس الازدهار»، وهو ما يفعله أيضاً الاتحاد الأوروبي بواسطة بعثة «أسبيدس» في البحرين الأحمر والعربي، بالنيابة عن إسرائيل التي يحاول كل من التحالفين إنقاذها من التحديات الاستراتيجية من دون أن ينجحا في ذلك.
على أن الأوروبيين تحديداً هم الأكثر خشية من تمدّد الصراع في المنطقة وانفلاته إلى حرب شاملة تُجبر الأطراف على استخدام كل أوراقها، وخاصة إذا تمكنت حركة «أنصار الله» من السيطرة على ساحل البحر الأحمر في اليمن، ما يمنحها القدرة على تعطيل مضيق باب المندب، وهو نقطة اختناق بحرية حيوية تربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب.
ووفق المنطق الأوروبي، يعدّ هذا المضيق ضرورياً لنقل النفط والغاز الطبيعي والسلع التجارية بين أوروبا وآسيا والأمريكيتين. ولا تتوقّف الخشية الأوروبية عند حدود اليمن، بل تتعدّاه إلى كامل القرن الأفريقي. فالتقارير الاستخبارية الأمريكية الحديثة تفيد بأن «أنصار الله» قامت بتزويد حركة «الشباب» في الصومال بالأسلحة، ما يعقّد الاستجابة الاستراتيجية الغربية ويزيد من التحديات الأمنية في البحر الأحمر وخليج عدن.
والواقع أن الوضع المتوتر في البحرين الأحمر والعربي واليمن عموماً، بقي منذ دخول اليمن في جبهة إسناد فلسطين مدار نقاش ودراسة مستفيضة من التحالف الغربي – الإسرائيلي، باعتبار أن اليمن بقيادة «أنصار الله» يشكّل تهديداً استراتيجياً للهيمنة الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية.
وعليه، لا تتوقف المراكز البحثية والمستويات السياسية والاستخبارية في الغرب والإقليم عن البحث في كل ما يتصل باليمن، بما يشمل القدرات العسكرية، والمنهجية السياسية الخارجية للبلاد، وامتلاك القرار السيادي، وتأثيرات الموقع الجغرافي ذي الأبعاد الجيوسياسية على الموقفين الإقليمي والدولي، وكيفية الإخلال بالموارد والعناوين المذكورة.
لكن سرعان ما يعود إلى أذهان الغرب أن اليمن استطاع التغلب على تسع سنوات من العدوان السعودي – الإماراتي، المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وبات أكثر قوة وتأثيراً على الساحتَين الإقليمية والدولية، على رغم شراسة هذه الحرب.
أوروبا تتخوّف من تمكّن «أنصار الله» من السيطرة على ساحل البحر الأحمر في اليمن
آخر تلك الدراسات، تقرير جديد نشره مركز تحليل السياسات الأوروبية (CEPA) يكشف عن تصاعد التهديدات التي تشكّلها قوات صنعاء ضد دول «الناتو» وكيان الاحتلال.
وأشار التقرير، الذي حمل عنوان «الناتو في مرمى الحوثيين»، إلى أن «الهجمات البحرية التي يشنّها الحوثيون في اليمن، باستخدام الألغام والطائرات من دون طيار والمركبات البحرية غير المأهولة والضربات الصاروخية، تمثّل تهديداً كبيراً للتجارة العالمية وإمدادات الطاقة، ما يعكس ضعف الرد الغربي». على أن هذا التقرير ليس الوحيد، إذ إن مواقف صنعاء من الكثير من القضايا هي مدار بحث ودراسة لدى العديد من مراكز البحث ودوائر الاستخبارات الغربية والإسرائيلية، والتي تركز اهتمامها على تأثير اليمن في القضايا القومية، وموقفه من قضية فلسطين، ودوره في مواجهة إسرائيل، وأهميته في محور المقاومة، وخطورة امتلاكه خطوط إنتاج سلاح محلية نوعية بالاستفادة من خبرات أصدقائه في المحور.
ولا تتجاهل الدراسات، أيضاً، قدرة «أنصار الله» في الإقليم، حيث وصفت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية، عمليات الحركة في البحر الأحمر بأنها ذات تأثير عالمي لتقويضها المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للغرب.
ولم تسلّط جبهة إسناد غزة اليمنية الضوء على أهمية البلد وموقعه وشجاعة قيادته السياسية فحسب، وإنما وفّرت لليمن أيضاً الشرعية في استخدام قوّته وموقعه، كاشفة تأثيرات هذا البلد الجيواستراتيجية والتي تنظر إليها واشنطن وحلفاؤها الغربيون على أنها مزعزعة للهيمنة الغربية التاريخية في المنطقة. والمربك في المشهد الأوروبي – الأمريكي أن الحرب على غزة، وكذلك الانخراط في حرب أوكرانيا، يعيقان التوجه إلى معالجة التحديات في اليمن والبحر الأحمر، وهو ما يمثل فرصة تعمل صنعاء على الاستفادة منها بجوانبها المختلفة.
وينظر الغرب بانزعاج شديد إلى نجاح اليمن في فتح جسور وقنوات تواصل مع القوى الفاعلة في المنطقة والعالم المناوئ للغرب، وفق المحددات والثوابت التي باتت تتسلح بها صنعاء وتدافع عنها.
أما الإشكالية بالنسبة إلى الأوروبيين خصوصاً، فتتمثّل في عدم القدرة على المواجهة وحدهم، والدليل هو الفشل الذريع لبعثة «أسبيدس»، التي تستظلّ عسكرياً بالولايات المتحدة في الوقت الذي لا تمتلك فيه الأخيرة نهجاً واضحاً. والخطة المعمول بها في تحالف «حارس الازدهار» تتمثّل في اعتراض الطائرات والزوارق المسيّرة والصواريخ المختلفة ومواقع الرادار، وهي خطّة فشلت في إنهاء التهديد كونها غير كافية.
وبحسب الخبراء الاستراتيجيين في واشنطن، فإن القيام بدور الدفاع لا يمكّن من هزيمة «أنصار الله»، وأي عملية أخرى ناجحة يتعيّن فيها النزول على الشاطئ اليمني، أي الغزو البري، وهذا يحتّم دفع أكلاف باهظة، واشنطن غير جاهزة حالياً لدفعها.
وينبّه «مركز تحليل السياسات الأوروبية»، في تقريره، إلى أن «تجاهل تهديدات الحوثيين قد يقوّض بشكل كبير المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للغرب». على أن التقرير لا يقدّم توصيات عملياتية ولا يجيب عن الأسئلة المحرجة، وخصوصاً حول كيفية مواجهة اليمن الجديد بقيادة «أنصار الله»، سوى ما يتعيّن على حلف «الناتو» بالعموم القيام به في تعزيز الأمن البحري والابتكار التكنولوجي وتبنّي استراتيجيات شاملة للحفاظ على الأمن والاستقرار العالميين في ظلّ هذه التهديدات المتطوّرة، من خلال دعوة الحلف إلى الابتكار في التدابير المضادة للتهديدات، ما يعزّز التقدم في تقنيات الحرب الإلكترونية والدفاع الصاروخي. غير أن التقرير يتوقف عند التكلفة الكبيرة لهذه التقنيات، ويعترف في الوقت ذاته بأن لدى خصوم مثل إيران وروسيا والصين رؤى متقدمة في هذا المجال.
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر أنصار الله فی الیمن فی البحر على أن
إقرأ أيضاً:
تصعيد أمريكي بإيعاز سعودي.. إعادة تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية
يمانيون/ تقارير من جديد تعيد رأس الشر والإجرام “أمريكا” تصنيفها اليمن بالإرهاب لتحاول التغطية على جرائمها التي ترتكب بحق أبناء فلسطين.
تلك الجرائم التي شاهدها العالم بدعم ومشاركة أمريكية خالصة لشن أبشع المجازر وأفظعها على مر العصور.
فبعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية من إيقاف العمليات العسكرية اليمنية المناصرة لغزة لأكثر من ١٥ شهراً، لجأ المجرم الأمريكي إلى حربه بالتصنيف، ورمي الأخرين بما يمارسه من إرهاب ووحشيه بحق الإنسانية؛ ولكن قد كشفت الحقائق وانكشفت الأقنعة، وبات الأمر جلياً عما يجري في الساحة من أحداث ومجريات وما يدور من مخططات ومكائد للأمة العربية والإسلامية بشكل لا يخفى على أحد من قبل أعداء المجتمعات البشرية.
ذريعة الإرهاب، هي الوسيلة الوحيدة للعدو الأمريكي في الوصول إلى تحقيق أهدافه وشرعنتها لتتلقى قبولاً شعبياً ورسميا مع مباركة وتأييد على ذلك من قبل الأنظمة والشعوب غير الواعية بخطورة التآمر والكيد.
لكن الأمر يختلف كثيراً لدى الشعوب التي تسلحت بثقافة القرآن الكريم وتدرعت بمصطلحاته التي تواجه كافة ادعاءات الأعداء وتكشف زيفهم وخدعهم.
هنا يكشف الشهيد القائد _رضوان الله عليه_ في ملزمة “الإرهاب والسلام” منذ سنوات؛ أن أمريكا هي التي تصنع الإرهاب للناس جميعاً، وأن اليهود هم من يفسدون في الأرض، مؤكداً على ضرورة التسلح بمصطلحات القرآن في مواجهة عقائدهم الباطلة وإظهارهم حب الخير والمصلحة للشعوب.
وما أثبته الواقع في كل لحظة بما في ذلك مؤخراً؛ إلا خير شاهد ودليل لما يقوم به الشيطان الأكبر من اجرام بعد فشله في إيقاف العمليات العسكرية اليمنية المساندة والداعمة لغزة الذين حوصروا وشوردوا وارتكب بحقهم أبشع صور الاجرام والإبادة الجماعية.
نجد أن مصطلح الإرهاب يستخدمه العدو في تحقيق أهدافه، والوصول إلى مطامعه؛ في حين يشير الشهيد القائد إلى أننا في معركة مصطلحات، وقد نضرب إذا سمحنا لهم أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس.
ويؤكد على ألا نسمح أن تتغير الأمور، وأن تنعكس الحقائق إلى هذا الحد، فتغيب كلمة “جهاد” القرآنية، وتغيب كلمة “إرهاب” القرآنية ليحل محلها كلمة “إرهاب” الأمريكية.
استهداف شامل ممنهج
وفيما يتعلق بهذه الافتراءات الحاصلة اليوم على بلدنا؛ يقول الشهيد القائد: ” يجب علينا أن نتحدث دائماً عن الجهاد، حتى أولئك الذين ليس لديهم أي روح جهادية عليهم أن يتحدثوا عن كلمة جهاد؛ لأن كلمة جهاد في نفسها، وفي معناها تتعرض لحرب، وأصبحنا نُحارب كأشخاص، وتُحارب أرضنا كأرض، وتُحارب أفكارنا كأفكار، بل أصبحت الحرب تصل إلى مفرداتنا، أصبحت ألفاظنا حتى هي تُحارب، كل شيء من قِبَل أعدائنا يتوجه إلى حربنا في كل شيء في ساحتنا، إلينا شخصياً، إلى اقتصادنا، إلى ثقافتنا، إلى أخلاقنا، إلى قِيَمِنا، إلى لغتنا، إلى مصطلحاتنا القرآنية، إلى مصطلحاتنا العربية”.
ويؤكد بأن منابع الإرهاب هي من الغرب، وهم جذور الإرهاب وأن ثقافتهم هي من تخرج الإرهابيين، أما ثقافة القرآن هي من تخرج المجاهدين.
ويقول: “أليست ثقافة الغربيين هي من تعمل على مسخ الفضائل؟ هي من تعمل على مسخ القيم القرآنية والأخلاق الكريمة من ديننا ومن عروبتنا؟ أليس هذا هو ما تتركه ثقافتهم في الناس؟ فإذا كان في الواقع أن ثقافة القرآن هكذا شأنها، وثقافتهم هكذا شأنها؛ فإن ثقافتهم هم هي ثقافة تصنع الإرهاب.”
أمريكا منبع الفساد والإرهاب
ويتساءل _رضوان الله_ عليه :هل نسمح لكلمة جذور إرهاب، منابع الإرهاب أن يكون معناها القرآن الكريم وعلماء الإسلام، ومن يتحركون على أساس القرآن؟ أو أن الحقيقة أن منابع الإرهاب وجذور الإرهاب هي أمريكا، مؤكداً أن منابع الإرهاب وجذور الإرهاب هم أولئك الذين قال الله عنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً} هم أولئك الذين لفسادهم، لاعتدائهم لعصيانهم لبغيهم جعل منهم القردة والخنازير.. أليسوا هم منابع الإرهاب، وجذور الإرهاب؟ أليسوا هم من يصنعون الإرهاب في هذا العالم؟ وأن من يقاوم الأمريكيون، وتحرك غضبا لله ودينه وكتابه وللمستضعفين سيطلقون عليه إرهابيا، حينها ستجد من يتحرك ضدك على أساس هذه الشرعية التي أطلقت عليك يقول الشهيد القائد.
ويبين أننا نختلف عن أولئك، في أننا نمتلك شرعية إلهية قرآنية، ونقعد عن التحرك في سبيل أدائها، وفي التحرك على أساسها، ونرى كيف أن أولئك يحتاجون هم إلى أن يؤصِّلوا من جديد، وأن يعملوا على أن يخلقوا شرعية من جديد، ثم متى ما وُجِدت هذه الشرعية فإنهم لا يقعدون كما نقعد.. إنهم يتحركون، أوليس هذا هو ما نشاهد؟ لقد تبدل كل شيء، لقد تغير كل شيء، فنحن من نقعد والشرعية الإلهية موجودة، وهم من يتحركون على غير أساسٍ من شرعية فيُشَرِّعُون ويُؤصِّلُون ثم يتحركون ولا يقعدون.
ويضيف: نحن في حرب في كل الميادين، حرب على مفاهيم مفرداتنا العربية، وإذا لم نتحرك نحن قبل أن تترسخ هذه المفاهيم المغلوطة بمعانيها الأمريكية، بمعانيها الصهيونية، والذي سيكون من ورائها الشر، إذا لم نتحرك ستكون تضحيات الناس كبيرة، ستكون خسارة الناس كبيرة.
ويقول: “لا نسمح أبداً أن تتحول كلمة إرهاب القرآنية إلى سُبَّةٍ، وإلى كلمة لا يجوز لأحد أن ينطق بها؛ فلنقل دائماً إن كلمة إرهاب كلمة قرآنية، مطلوب من المسلمين أن يصلوا إلى مستواها، إن الله يقول وَأَعِدُّوا لَهُمْ أي لأعداء الإسلام لأعدائكم لأعداء الله {مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} هنا كلمة: {تُرْهِبُونَ} أصبحت كلمة ترهبون هنا لا يجوز لأحد في الأخير أن يتحدث عنها؛ لأن معناها قد تغير فكلمة {تُرْهِبُونَ} قد فسرها الأمريكيون تفسيراً آخر، فمن انطلق ليتحرك على أساس هذه الكلمة القرآنية، فإنه قد أُعْطِيَ للأمريكيين شرعية أن يضربوه، والله يقول {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}.
نقلا عن المسيرة نت