الثورة نت:
2025-01-30@07:12:56 GMT

تداعيات التحالفات الدولية.. فرصة لمحور المقاومة

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

 

“مصائب قوم عند قوم فوائد”، هذا المثل الشعبي يصف ببلاغة الوضع الراهن على الساحة الدولية.
بينما تدعم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة والتقنيات المتطورة، تواجه روسيا ضغوطًا شديدة، ومع ذلك، فإن هذه الأزمة تتيح لروسيا وحلفائها من الصين وكوريا الشمالية فرصة ذهبية لتزويد محور المقاومة بكل ما يحتاجونه من أسلحة وتقنيات.


في ظل هذه الأوضاع، تتشكل غرف عمليات مشتركة بين دول محور المقاومة في غزة، حيث يساهم كل طرف في دعم الآخر بوسائل مختلفة. حزب الله، على سبيل المثال، يضغط على إسرائيل عبر قصف المناطق الحدودية وأنظمة الرادار، وكذا في العراق يضغط من جانبه بقصف المدن الإسرائيلية، وبالاشتراك مع القوات اليمنية. وفي اليمن، تقدم القوات اليمنية الدعم منذ اليوم الثاني للحرب على غزة، من خلال استهداف المدن الإسرائيلية الكبرى أم الرشراش (إيلات) ويافا (تل أبيب).
ولا يقتصر الدعم اليمني على الضربات الجوية فقط، بل يمتد ليشمل البحر الأحمر والبحر العربي والمحيطات المجاورة، حيث تقوم القوات اليمنية، بعمليات بحرية جريئة، تمنع السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية من الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية، وغيرها من السفن التي تحاول مد يد العون للصهاينة، دعمًا وإسنادا للشعب الفلسطيني المظلوم.
وتزايدت حدة التوترات بعد قصف إسرائيل للضاحية الجنوبية في بيروت واغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في قلب طهران، هذه الأعمال، التي تُعد انتهاكًا للسيادة والقوانين الدولية، دفعت محور المقاومة إلى استعداد رادع وقوي.
في هذه الأثناء، تجد روسيا الفرصة سانحة لزيادة دعمها لمحور المقاومة، ربما بإرسال مزيد من الأسلحة والتقنيات المتطورة، هذا الدعم يمكن أن يكون بمثابة إرسال رسالة واضحة بأن روسيا وحلفاءها لن يتخلوا عن شركائهم، وأن النظام العالمي أحادي القطب قد انتهى، ليحل محله نظام توازن قوى جديد.
هذه التحالفات العسكرية لا تقتصر فقط على توفير الأسلحة، بل تمتد لتشمل التدريب المشترك وتبادل الخبرات التقنية والاستخباراتية، هذا النوع من التعاون يعزز من قدرة محور المقاومة على مواجهة التحديات المتزايدة من قِبَل القوى الغربية.
على الجانب الاقتصادي، يمكن لهذه التحالفات أن تُثمر عن تبادلات تجارية وتقنية تزيد من قوة الاقتصاديات المتحالفة، وتوفير تقنيات جديدة وتبادل الخبرات يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي، مما يزيد من استقلالية هذه الدول ويقلل من تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وبكل هذه التطورات، يبدو أن العالم ينتقل إلى مرحلة جديدة من الصراع الدولي، حيث لم تعد القوى التقليدية تتمتع بالهيمنة المطلقة، فبالدعم المتبادل والتعاون المستمر بين روسيا ومحور المقاومة يضع أسسًا لنظام دولي أكثر توازنًا وتعقيدًا، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي العالمي.
في الختام، في خضم هذه التحالفات والتوترات المتزايدة، يبقى الأمل في أن يؤدي هذا التوازن الجديد إلى استقرار أكبر وتفاهمات مستقبلية تُفضي إلى تحقيق السلام والعدالة لجميع الشعوب المعنية. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن الصراع سيستمر، ومعه ستتواصل التحالفات والدعم المتبادل بين الدول المتضررة من السياسات الأمريكية وحلفائها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الإطار التنسيقي أمام اختبار المصير مع نهاية زمن التحالفات الكبرى 

27 يناير، 2025

بغداد/المسلة: مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية المقبلة، يبرز المشهد السياسي بتعقيداته المعتادة، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والتحديات الداخلية، وتعيد رسم التحالفات التقليدية. يبدو أن القوى السياسية الكبرى، وخصوصًا تلك المنضوية تحت مظلة الإطار التنسيقي، تواجه لحظة حاسمة قد تؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد الانتخابي بشكل جذري.

و تشير المعطيات الراهنة إلى أن وحدة الإطار التنسيقي تواجه ضغوطًا غير مسبوقة حيث  الانقسامات الداخلية أصبحت واضحة، إذ تتوزع القوى بين فريقين رئيسيين؛ الأول يدعم حكومة رئيس الوزراء الحالي ويعمل على بناء تحالفات تتجاوز الحدود التقليدية للطائفة، بينما يتمسك الفريق الآخر بالنهج التقليدي الذي يعتمد على التكتل الشيعي الصرف.

إضافة إلى ذلك، تعكس محاولات بعض القوى تشكيل قوائم منفصلة مؤشرات واضحة على وجود خلافات عميقة في الرؤى والأهداف السياسية، إذ يبدو أن بعض الأطراف تراهن على شعبيتها الفردية بدلاً من العمل الجماعي، مما يعكس شعورًا بتراجع ثقة الناخبين بالتحالفات الموحدة.

تحديات الداخل والخارج

التحديات التي تواجه القوى السياسية لا تقتصر على الداخل العراقي فحسب، بل تتأثر أيضًا بالمتغيرات الإقليمية والدولية. التدخلات الخارجية والتوازنات الجديدة في المنطقة تلعب دورًا في تشكيل قرارات التحالفات وطبيعة المشاركة في الانتخابات المقبلة.

على الصعيد الداخلي، يعد قانون الانتخابات الحالي، الذي يعتمد المحافظة كدائرة انتخابية واحدة، أحد أبرز العوامل المؤثرة. هذا القانون يفرض على القوى السياسية إعادة ترتيب أوراقها بشكل يضمن توزيعًا جغرافيًا متوازنًا يحقق لها المكاسب اللازمة.

من جهة أخرى، يمثل التيار الصدري، بقيادة مقتدى الصدر، عاملًا محوريًا في إعادة تشكيل الخارطة السياسية حيث العودة المحتملة للتيار إلى الانتخابات تضيف مزيدًا من التعقيد للمشهد، حيث يفرض هذا التيار معادلة جديدة قد تدفع ببعض القوى إلى الانقسام أو إعادة النظر في استراتيجياتها.

بالإضافة إلى ذلك، تشير التحركات الحالية إلى أن التيار الصدري يعمل على تعزيز موقعه كقوة معارضة مؤثرة، مما يعزز من فرضية وجود كتلتين شيعيتين رئيسيتين، واحدة تمثل الحكومة وأخرى المعارضة، في البرلمان المقبل.

الخيارات أمام القوى السياسية باتت محصورة بين الدخول في قوائم موحدة لضمان موقع مؤثر في البرلمان، أو الانفراد بالمشاركة بناءً على تقدير قوتها الجماهيرية. الخيار الأول يعكس شعورًا بالضعف والحاجة إلى التكتل لمواجهة التحديات، بينما الخيار الثاني يعبر عن ثقة بعض الأطراف بقدرتها على استقطاب الناخبين بشكل منفرد.

و يعمل رئيس الوزراء الحالي، من جانبه، على بناء تحالف واسع يضم أطرافًا من مختلف المكونات السياسية، في خطوة تعكس طموحه لتعزيز موقعه كـ”رجل المرحلة”. هذه التحالفات الجديدة قد تغير معادلة التوازن داخل الإطار التنسيقي، خصوصًا إذا استمر السوداني في المضي قدمًا نحو تشكيل كتلة مستقلة ذات توجه وطني بعيدًا عن الهيمنة التقليدية.

ما بعد الانتخابات: تحولات مرتقبة
تشير التوقعات إلى أن فترة ما بعد الانتخابات قد تشهد تحولات كبيرة في طبيعة التحالفات السياسية. التحالفات العابرة للطوائف والمكونات تبدو أكثر واقعية في ظل التحديات الحالية، إلا أن الإعلان عنها بشكل صريح قد يتأخر إلى ما بعد الانتخابات، حيث ستبقى المصالح الانتخابية هي المحرك الأساسي للتوجهات خلال هذه المرحلة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • صنعاء تطالب الامم المتحدة والمنظمات الدولية باحترام القوانين اليمنية 
  • وزير الخارجية يؤكد ضرورة احترام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للقوانين اليمنية
  • سوريا محور المقاومة وأولويات النظام الجديد
  • رحلة قُطعت بين طهران وبيروت.. تقرير إسرائيلي يتحدّث
  • الإعلام العبري يتحدث عن مرارة الانسحاب من نتساريم.. هذه حالة الجنود المغادرين
  • شاهد: سرايا القدس تنشر رسالة مصورة للأسيرة الإسرائيلية “أربيل يهود”
  • رسالة للأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود المحتجزة لدى المقاومة (شاهد)
  • الإطار التنسيقي أمام اختبار المصير مع نهاية زمن التحالفات الكبرى 
  • اليمن ضمن محور المقاومة
  • عاجل:- "تدفق النازحين الفلسطينيين في غزة".. عودة الحياة إلى شمال القطاع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية